الكرامة الرابعة عشر ــ ما رواه أخص اخوانه عنده السيد العالم الزاهد الورع الهادي بن علي العلوي ــ أعاد الله من بركاته ــ : أنه رأى إبراهيم بن أحمد الكينعي في المنام على حال رضية ، ووجه مشرق ، قائم يصلي ما بين السماء والأرض على سمت قبور صنعاء بباب اليمن ، وسمت مشهد السيد الأمام المهدي بن قاسم ، ومن فيه من اخوانه العلماء العاملين . ــ أعاد الله من بركات من ذكرنا أجمعين ــ .
الكرامة الخامسة عشرة ــ ما رواه لي الفقيه العالم الفاضل الورع الشديد الورع محمد بن أحمد بن يحيى بن حبيب ــ وفقه الله تعالى ونفع به ــ : ما سمع عن حي إبراهيم الكينعي ـ رحمه الله تعالى أن إبراهيم رأى في المنام أن قائلا يقول له: مكتوب على جبينك الأيمن ، محكوم لك بالسعادة ، وروايته لي بعد موت إبراهيم أحسبه ما كان يرويه عنه في حياته الله أعلم .
الكرامة السادسة عشرة ــ مأوجدته بخط يده بعد موته ، قال : كنت واقفا في مكة بين المغرب والعشاء ، فأمرت أن أقسم بالله بالجلآلة ثلاث مرات على الحاجة المهمة ، وقبل القسم فقرت عيني وسكن قلبي ، وقيل لي : قد كفيت كل ماكان ينوبني من أمور الدنيا وأمور الأخرة بجود الله وكرَّمه فله الحمد دائم بدوامه ، تم ما كتب بخط يده المبارك .
الكرامة السابعة عشرة ــ ما رواه لي الفقيه الفاضل محمد بن على النهمي وهو: رجل أوَّاه ، منيب ، من عباد دهره ، وزهاد عصره ، منقطع الى الله تعالى بالكلية ، لازم لمساجد الخلوات ، من تلامذته ــ رحمه الله تعالى ــ أنه ــ رحمه الله تعالى ــ كان واقفا في هجرة الأوصاب وأراد أن يقيل فقام وأخد ركوته وقال : وقع في نفسي أن أخي راشد واصل الي اليوم فألقاه الى مكان فلان فسار الى ذلك المكان فلقي أخاه راشدا وسلم عليه وأخبره: أن شخصا أخبره: بقدومه من غير موعد بينهما فقضيا مأربهما من الأتفاق ورجع ــ رحمه الله تعالى ــ الى الهجرة وراشد رجع الى صنعاء .(1/176)


الكرامة الثامنة عشرة ــ ما رواه لي الفقيه الأفضل أحمد بن علي النونو تلميذه ــ رحمه الله تعالى ــ عن: السيد الأمام الواثق بالله المطهر بن أمير المؤمنين ــ عليهم السلام ــ ، قال: إبراهيم الكينعي أمان لأهل الأرض من بواعث أيات القيامة ، ومثل ذلك قد رويته: عن: الأمام الناصر ــ عليه السلام ــ أنه قال : القلب واثق بالله أن ما يصيبنا فتنة وإبراهيم الكينعي بين أظهرنا ، وكان كما قال وزعم .
توفي إبراهيم الكينعي
في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وسبع مائة سنة ، وتوفي الأمام ــ عليه السلام ــ في أخر شهر القعدة منها ، بعد أن سقط ــ عليه السلام ــ بعين حلحال بحجة ، فلما توفي ( ع ) هاجت الفتن وتوالت المحن ، وحصل بين المسلمين المخالفة والأحن ، وظهرت شوكة الباطنية ، وبارزت العرب الباري ــ تبارك وتعالى ــ بالمعاصي الظاهرة بحيث لا احتشام ولا حياء ، فإنالله وإنا إليه راجعون .
الكرامة التاسعة عشرة ــ ماروى تلميذه وزميله في الحضر ورفيقه في السفر حسن بن موسى بن حسن ، وقد تقدم ذكره وفضله ، قال: كنت مع سيدي إبراهيم ــ رحمه الله تعالى ــ ببلاد بني سهل في قرية يقال لها( الحمره) فقال : يأحسن إعلم أن النوم بحمد الله قد ملكته بعد أن ملكني إن شئت أن أنام نمت ، وإن شئت لا أنام ولو أضطجعت لم أنم ، وإن شئت ينام جسدي وقلبي مع الله فعلت ، وإن شئت ينام قلبي نام .
... وقال لي: هذا حسن رصدت أياماً متتابعة هل أرى لسيدي إبراهيم شيئاً من الأذى وأنا معه في بيت واحد لا أفارقه الشهر ، فما رأيت شيئاً ، فقلت له: إني مترصد لعلي أرى لك شيئاً من الأذى في هذا الشهر الذي أنا معك فيه فما رأيت شيئاً ، قال : وأنا أيضا مارأيت شيئاً ، حتى أني احس بيدي بعد المخرج فما أجد شيئاً قط ، وقد تقدم فضل الفقيه حسن وصدقه .(1/177)


الكرامة العشرون ــ ما روى لي الشيخ العابد ، الزاهد ، المنقطع الى الله بالكلية ، المختص ـ على زعمه ـ بإسم الله الأعظم ، عبد الله بن صالح ، وهو رجل ترك الدنيا بالمرة ، لباسه السَّلب الخشن ، قليل الأكل يطوي ، الى قرين الخمسين يوماً ، إن قام قال: الله ، وإن قعد قال: الله ، وإن تكلم قال : الله ، فلسانه وقلبه مشغول بالله ، منوَّر القلب ، حافي القدم ، حاسر الرأس يفتح عليه من أسرار الأسماء وأدعياتها شيئاً كثيراً ، من رآه بهت وإنزجر عن الدنيا ، عف وادَّكر ، قال: لما بلغني كرامات سيدي إبراهيم واحد مشائخي في الدين وفي علوم أهل اليقين توسلت الى الله بمحبته ومعرفته أن يفيض عليَّ بما أفاض عليه ويكرَّمني بمثل ما أكرَّمه ، فكنت ليلة في مؤخر جامع صنعاء فسمعت أذني تذكر الله ، ثمَّ أنفي ، ثمَّ أصابع يدي ورجلي بذكر عجيب غريب ، كل ذلك ببركة إبراهيم ، وتحريك خاطري وتعلقه به وتذكره ، هذا ذكر أعضاي ... وله الحمد لله سبحانك أنت الله العلي الأعظم ، وأنت أعظم سبحانك أنت الله الكريم الأكرَّم ، وأنت أكرَّم ، سبحانك أنت الله العليم ، والأعلم وأنت أعلم ، سبحانك أنت الله القادر القدير وأنت أقدر ، سبحانك أنت الله الرحمن الرحيم وأنت أرحم .
... هكذا كما رواه لي .(1/178)


الكرامة الحادية والعشرون ــ ما حكى بعض اخوانه: أنه رأى في منامه سنة خمس وثمَّانين أن القيامة قامت ومد الصراط على شبه الدرج لكنها ضيقة المرتقى ، وإبراهيم بن أحمد الكينعي ــ رحمه الله تعالى ــ أعلى درجة منه في منزل فيه الظل هو ، والرائي على شبه المتنزه ، والمتفرج على الناس ، وهم في شدة ضنكا وإذا بقائل يقول: ما جاز إلا عبيد الله وأبو القاسم بن إبراهيم بن هشيم شاهدهما الرائي جازا على الصراط الى برَّية حسنة بيضاء نقية على صفتهما ولباسهما ، وهذه كرامة لإبراهيم وعبيد الله ولأبي القاسم وللرائي ــ انشاء الله تعالى ــ وهذا أبو القاسم ــ أعاد الله من بركاته ــ : أقبل على طلب العلم فنال منه ، ثمَّ ترك الدنيا وخلاطة أهلها ، ونقل القرآن غيباً على المقارئة الحذَّاق ، ولزم مواضع الخلوات سنيناً وشهوراً ، فتنور قلبه وأطرح الدنيا وأهلها بخلاف غيره ، ومهما أشتهر فضله وبركته في جهة فرَّ الى جهة أخرى ، وهو أحد تلامذة إبراهيم الكينعي ــ رحمه الله تعالى ــ وأخص اخوانه وأحبَّابه عنده ، لا يملك من الدنيا شيئاً قط الا ما وارا عورته من المرقَّعات ، وله كرامات تحكى وحكم ، لدنية تروى ، ووظائف في العبادة والتلاوة يعجز عنها غيره .
الكرامة الثانية والعشرون ــ ما روى تلميذه وتربيته الفقيه الفاضل علي بن سلامة المدحجي ، وكان مجاوراً معه في البيت العتيق: سأله يوماً ؟ ، قال له : هل يعرف سيدي إبراهيم جبل إبراهيم وهو على خمس مراحل من مكة مما يلي بجيلة السَّراةَ ؟ قال له إبراهيم ــ رحمه الله تعالى ــ : ما جبل إبراهيم عندي الا كدرجة بيت سعيد الحجي ، أي لا أزال فيه ، ولا علمت أنه سار إليه ظاهرا قط في حججة كلها .(1/179)


... الكرامة الثالثة والعشرون ــ وهي الكرامة العظما ، والفضيلة الكبرى ، التى عجز عنها أفاضل الصحابة والتابعون ، فيما يروى ، وهو ما قال لي يوماً ــ رحمه الله تعالى ــ : يا يحيى ــ بعدكلام طويل ووعظ نبيل ــ إني إذا دخلت في صلاة فريضة كانت أو نافلة لم يعلم الله مني أني ذكرت الدنيا وأهلها فيها منذ منة ستين وسبع مائة ، والحمد لله تعالى على هذه النعمة الكاملة ، ذلك فضل الله يؤتية من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
الكرامة الرابعة والعشرون ــ ما وجدت بخط يده المباركة بعد موته ــ رحمة الله عليه ــ ورضوانه ، ما لفظه: ياهو يا هو صل على محمد وأله لماكان في آخر صفر سنة احدى وتسعين وسبع مائة ،وأنا بمكة ــ شرفها الله تعالى ــ وأنا مشغول القلب بشخص أحبَّه كثيراً وأدعوله بأن الله يحفظه وينصره ويرضى عنه ، فأجبت وأنا في اليقظة: بأنَّا قد حفظناه ونصرناه ورضينا عنه ، وأمرت أن أكتبه لا أنساه ، وكرَّر عليَّ مراراً ، وقيل لي: بشَّره بهذا ، فيطيب قلباً ، ويقر عينا ، وهو الأمام الناصر صلاح بن علي ــ عليه السلام ــ قال: ورأيت في المنام في شعبان سنة تسعين ، وأنا ــ بمكة شرفها الله تعالى ــ وإذا بحي القاضي حسن بن سليمان ــ رحمة الله عليه ــ فسألته عن شيء يتعلق بالأما م فقال القاضي : وأنا أشهد أنه أمام حق بالتحقيق .
... ورأيت بخط يده المباركة بعد موته ما لفظه : حسبي ربي وكفى ونعم الوكيل ، وكان ــ رحمه الله تعالى ــ لا يكتب إسم الذات في القراطيس خشية أن يستخف بها ، قال: كان في نصف شهر رمضان المعظم ــ أعاد الله من بركاته ــ ، طلبت أدعو عند الملتزم بما كنت أدعو لهذا الشخص فقيل لي ـ في اليقظة: ـ قد استجيب دعاؤك فيه وأمرت أن أكتبه فكتبته ، وهذه الكرامة له وللأمام الناصر ولمن أحبَّهم بشارة ــ انشاء الله تعالى ــ ولمن شايع وتابع وبايع ، أسأل الله العظيم ذلك وتصديق الظن فيما هنالك .(1/180)

36 / 50
ع
En
A+
A-