... الكرامة الثالثة ـ وروي أخص اخوانه عنده السيد العالم الفاضل الزاهد الهادي بن علي أنه حثه على قرائة آية الكرسي ورغبه أن قال: إني قرأتها فسمعت مناديا ينادي: يا إبراهيم ، وروى عنه شخص أنه: قال: عقيب قراتها: يا إبراهيم قد قبلناك ، وروى عنه آخر: أنه سمع مناديا ينادي ياإبراهيم ليهنك ما أعد الله لك .
... الكرامة الرابعة ـ مارواه الفقيه العلامة الأكمل الأفضل يحيى بن محمد العمراني ، وكان اخص اخوانه عنده وقف معه بالحيمة بالمغرب شيتاً الشتاء ، وكان يقف في مسجد حدور بالحيمة ، ونفقته عند أحبَّ اخوانه إليه هذا فيروي: عنه: كرأمات: منها: أن بعض اخوان الفقيه عول عليه أن يكون نفقته إبراهيم معه مدة يسيرة فاستحياء منه ، فأختلفت ليفقة فتغير حال الفقيه ، وأصابتهه وحشة عظيمة ، وما ساغ له الطعام الذي يؤتى به ، فوافق الفقيه يحيى ، وأخبروه بالقصة وودعة ليرتحل فشق ذلك عليه ، وقال: إني استحييت من ذلك الصَّأحبَّ وأنا أعرفه كثير الصَّلاح والعفة والدين والتحرز في إخرج الزكاة وغيرها فوقف واستمرت نفقته من بيت أحبَّ الناس إليه الفقيه المذكور ، فبحث الفقيه يحيى عن سبب عدم اساغة الفقيه إبراهيم نفقته الى هذا المسجد الخالي في القفر الموحش ابن أخ لهذا الرجل يتيما فعرف كرامة الفقيه إبراهيم ــ اعاد الله من بركاته ــ ، ومنها: أنها نفرت نفسه أيام أ فيما يأتيه من التفقه وتركها وبقرب هذا المسجد شجرات عالية فيأتي وتحتها من أطايب الفواكه التين والبلس ، وقد انحط عن الشجر العالي الى الأرض فيأكل منه رغبته ويدع الباقي ، ومنها ، أنه قال صالح وتلميذه علي بن أحمد ين همدان ، قال: روى لي: إبراهيم بهذه الكرامة ، ورواها: السيد الهادي أيضاً: أن نفسه اشتهت شحماً ولحماً ، فإذا بربعة مملوئة من الشحم واللحم النضيج طرحت إليه من طاقة عالية في المسجد وتركت بين يديه غير مفتوحة ، وسأل صالح هل وصلت لي بربعة فيها شحم ولحم ؟(1/166)


قال: أنا في المغرت لا نعرف الثرب فيها ولا يذبح فيها الا ، الماعز والضأن معدوم في المغرب ، ومنها مرضى شفيواً ببركة دعائه ، ووضع يده عليهم عدة ، وتتابع بركات وثمَّرات في وقوفه معهم في ذالك المسجد المبارك مالا يمكن شرحه لكثرته وميلي الى الإختصار الا للأهم المستفيض
... الكرامة الخامسة ـ مارويت عنه ــ رحمه الله تعالى ــ أنه قال: كنت في حصن المصاقر ببلاد مدحج فجيئ بعصيدة حسنة بمحضر القاضي حسن بن سليمان ، وعدة من الأفاضل الزاهدين فعوَّلوا عليَّ في الأفطار فساعدتهم رغبة في ادخال المسرة عليهم فذكرنا اسم الله ومدوا أيديهم الى الطعام وأردت امد يدي لأكل معهم فما امتدت يدي أبداً بل كأنها عود يابس فقمت وقلت: ترجح لي اتمام الصيام ، وبحثت عن تلك العصيدة فقيل: أن أصل عملها لمتولي أمر كان معنا في الحضرة ، وكان ابتداء هذا اللطف لي في كل شيء فيه شك وغصب وقد كنا إذا جيئ له بطعام ولم يتنأول منه شيئاً عرفنا أن فيه مافيه الى وقت لقائه لربه .
... الكرامة السادسة ـ ماروي تلميده وأقرب الناس إليه على بن أحمد بن همدان الصنعاني ، وهو رجل أبتدء هدايته على يد الفقيه إبراهيم الكينعي ــ رحمه الله تعالى ــ وأخذ من عوارفه وأسراره فصار الآن صالحاً ، راشداً ، مرشداً ، منوراً ، قد انكشف له من أسرار الأسماء الله الحسنى ما أنس به وتنور واهتدى وكُفي ووفي ونال بها المنى وله مكاشفات تروى وأسرار تتلى ، قال: كنا مع سيدي إبراهيم الكينعي ــ رحمه الله تعالى ــ بشعب موتران شرقي جبل نقم صنعاء وقفنا معه في ذلك الشعب أشهراً ، وشاهدنا من أسراره وعوارفه وكرأماته وبركاته ما يصعب ذكره لأتساعه ، أعظمها أن قال لي: اشتغلت بنفقتكم وجوعكم فشغلني ذلك وألمَّ قلبي ، فسمعت ها تفا يقول : يا إبراهيم إن علمت أنا نتركهم أو نضيعهم فيحق لك أن تشتغل بهم ، وإن علمت أنا لا نتركهم فلم تشتغل بهم ، قال: فسكن ما بي والحمدلله .(1/167)


... وري: عنه أيضا قال لي : فقدت أخا من اخواني يسمى منيفا ، وكان مختليا في برَّية بالبادية على مرحلَّين ، فحك في قلبي رؤيته فحرج عليَّ شخص ، فقلت: من أنت ؟ فلم يجيبني ، فقال شخص عن يميني: هذا منيف فسررت برؤيته ، قال الراوي: وسمعت أن منيفا قال: أنه حمل من مسجد ورد إليه تلك الليلة ، وسأذكر لهذا منيف كرامة أذكرها في موضعها ــ انشاء الله تعالى ــ وسأل هذا عن شيخه إبراهيم ــ رحمه الله تعالى ــ قال : ياسيدي لم لا تر عينا شيئاً من فتوحاتك الخاصة ، فقال: اني إذا ابديت شيئاً عوقبت عليه ومنعت اشياء محصورة . وقال له يوماً: كيف شأنك في ابتدا ء أمرك ؟ قال: كنت شديد النفرة عن الناس ، وكنت أسكن البراري والقفار ، فقلت : ياسيدي هل استوحشت قط ؟ قال : لا إلا في ليلة جأتني إمرأة بعيس ، وسألتني بالله لأتناول منه فتناولت ، فأصابتني وحشة كادت روحي أن تزهق ، فبحث عن أصل ذلك الطعام فقيل أن ملحه من وجه مشكوك فيه فتبت الى الله تعالى .(1/168)


... الكرامة السابعة ــ مما فتح الله عليه من الأسرار والأنوار بمجأورته مكة المشرفة ، وهي كثيرة جدا لكني أذكر ما وجدت بخط يده المباركة فيما وصلني بعد موته من كتبه وأوراقه التى كانت لا تفارقه في السفر والحضر ، منها: كتب بخطه الذي أعرفه معرفة لا لبس فيها ، ما لفظه: حسبي ربي وكفى ونعم الوكيل ، لما كنت ماشياً الى العمرة في بعض ليالي شهر رمضان المعظَّم ، أعاد الله من بركاته ، في النصف الأخير ، وإذا بأذني اليمين تذكر سيدي وخالقي ورازقي ، وكان من ذكرها ، وإن قدمت أو أخرت في اللفظ ، يارباه ويارباه ويارب ، يالله يارحمن ، بصوت ظاهر ، ليالي متتابعة ، فسرني هذا من غير أني اعتقد أن فيه زيادة قربه هذا الذكر الماضي من غير موافقة ، وذكراً آخر مع الموافقة ، ياغوثاه يا الله ، وكل لفظ مكرر تكرارا كثيراً ، ثمَّ خطه بيده المباركة ، وقصد بلفظ الموافقة الله يعلم موافقة الملائكة لأنه حكى لي: أنهم كانوا يوافقونه ــ رحمه الله تعالى ــ في طريق العمرة ويسمع الهرج والكلام كأنهم جماعة والله أعلم .(1/169)


... الكرامة الثامنة ـ ما وجد ت بخط يده المباركة بعد موته التى أشهد أنه خطه شهادة لا لبس فيها: أنت أنت وصل يارب على محمد وآله وسلم حصل لي في مكة ــ شرفها الله تعالى ــ ثلاث ساعات ، ساعةمن باب المعرفة ، وهي أحبَّ اليَّ من مائة عمرة ، وساعة من باب الشوق لست أعدل بها شيئاً ، وساعة من باب الأنس وغيره ، وهي أحبَّ اليَّ من مامضى من عمري كله من الأفعال والأقوال والأفكار ، وبعد هذا حصل في قلبي الم فكاني به وقد أخرج قلبي الى مقابل لي وشق وأنا أبصر ، فما وجد فيه شيئاً مما يوجد في القلوب التى ليست بطيبة ، وبعد هذا غسلوه وأنا أبصر ، وكنت مشتهي ابصر الإناء الذي يصب منه الماء فما حصل لي الأ رؤية الماء وبعد هذا ردوه كما كان الى موضعه الذي كان فيه ، هذا كله في اليقظة لا في المنام ، ثمَّ أنه حصل لي وقت ممتد من بعد صلاة الظهر الى قبيل العصر في النصف الأخير من شوال من قبيل الفرح والسرور ، فأنساني بما قبله ، وما أمكنني أعدله بشيء مما في الدنيا أو مما في الآخرة لأنه حصل فيه فنا عن الكائن والمكونات وعن جميع الشهوات ، ورضيت النفس بها وقرت وسكنت وما زاد تطلعت الى شيء غير هذا ، وحصل لي فيه لطف خفي زادني في المعرفة ، ولم يداخلني مثقال ذرة أنه زادني قرنة الى الله عز وجل فله الحمد كثيراً ، تم ما كتبه بيده المباركة .
... فإن قال قائل: هذه معجزة كانت من معجزات نبينا (ص): ، قلت: هي وإن كانت من أبلغ كرامات الأولياء فهي معجزة لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم وقلت: ليس في العالم كله أشرف من الملائكة والأنبياء والمؤمنين ، لقوله تعالى: { شهد الله أنه لا اله الا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط ، لا اله الا هو العزيز الحكيم } والمومن أحتوشته جنود رحمة ، وجنود فتنة ، فمن جاهد جنود فتنه فاز ونال الكرامات في الدنيا والأخرة وللشرف كله حاز العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وسؤالك يا هذا كالخازباز .(1/170)

34 / 50
ع
En
A+
A-