... والذكر يكون بالقلب واللسان حميعا فإن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل ، وأهل العلم اقتبسوا هذا النور من روح سيدنا محمد المصطفى ــ صلوات الله عليه وعلى آله وسلامه ــ ، بواسطة روح أمير المؤمنين ، وسلطان العارفين ، أسد الله ، ووليه علي بن أبي طالب فإني أروي: عن: شيخي يرويه: عن مشائخه: أن أمير المؤمنين ــ كرَّم الله وجهه ــ جاء الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يارسول الله دلني على أقرب الطرق الى الله وأسهلها عليَّ عباده وأفضلها عند الله ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( عليك بمدأومة ذكر الله في الخلوات ، فقال علي ــ عليه السلام ــ : كيف أذكر يارسول الله ؟ فقال (ص): غمَّض عينيك واسمع مني ثلاث مرات ، ثمَّ قال صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا إله إلاَ الله ثلاث مرات وعلي يسمع ، ثمَّ قال علي : لا إله إلاَ الله ثلاث مرات والنبي يسمع ، فتلقَّن الحسن بي أبي الحسن البصري هذا الذكر من علي بن أبي طالب ( ع ) والحسن ــ رحمه الله تعالى ــ لقَّن الشيخ حبيب العجمي ، وحبيب العجمي لقَّن دأود الطاي ــ أعاد الله من سره ــ ، ودأود لقَّن معروفا الكرخي ، ومعروف أخذ من علي بن موسى الرضى ، وهو تلقَّن من أبيه جعفر الصادق ، وهو تلقَّن من أبيه محمد الباقر ، ومحمد الباقر تلقَّن من أبيه زين العابدين علي بن الحسين ، وعلي بن الحسين تلقَّن من أبيه الحسين ، والحسين تلقَّن من أبيه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولقَّن سري السقطي ، وسري لقَّن أبا القاسم الجنيد ، والجنيد لقَّن أبا محمد بن رويم ، ورويم لقَّن محمد بن حنيف الشيرازي ، ومحمد لقَّن أبا العباس النهأوندي ، وأبو العباس لقَّن الشيخ أبا النجيب ، وأبو النجيب لقَّن فراحا الريحاني وفرح لقَّن وجيه الدين ، ووجيه الدين لقَّن أبا النجيب الشهروردي ، وأبوالنجيب لقَّن علي بن برعوش الشيرازي وعلي لقَّن عبد الصمد البطيري ، وعبد الصمد لقَّن(1/156)


بدر الدين الطوسي ، ونجم الدين الإصفهاني ، وهما لقَّنا حسن السميري ( في ن: [ السمسيري ] ) ، والحسن لقَّن شيخي ذي الأنوار والأسرار يوسف الكوراني بمصر ، وشيخي يوسف لقَّنني كيفية الذكر فكشفت رأسي ، وغمضت عيني ، وتربعت بين يديه ، وقال: ثلاثا ـ وأنا أسمع ، ثمَّ قلتها: ثلاثا وهو يسمع ، وكذا البسني الخرقة المباركة كما ألبسه شيخه عن مشائخه المتدأول من بركتها ، ونسبتها الى من ذكر حسبما ذكر ، وكتب اضعف العباد وافقرهم الى سيده الذي لا يخلف الميعاد أحمد بن النساخ ــ تغمده برحمته ــ ، ثمَّ أني لقَّنت سيد العلماء الراشدين ، وقدوة المخلصين جمال الدين علي بن عبد الله بن أبي الخير أيده الله تعالى ووقف بين يدي وغمض عينيه وقلت : لا إله إلاَ الله ثلاثا وهو يسمع ثمَّ غمض عينيه ، وقال : لا إله إلاَ الله ثلاثا وأنا أسمع ، وقد أذنت له أن يلقَّن الذكر الذي هو وسيلة العارفين وكذلك الحزب المبين من يشأ يرويه ولمن يشأ ، يسمع الله منا ، وأعاد علينا من أنوار من ذكرنا وتبركنا بأمائهم وأسرارهم بمحمد وآله الطاهرين ، في سنة ثلاث وسبعين وسبع مائة سنه ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .
... ثمَّ أن الفقيه الأمام جمال الإسلام وبركة الأنام علي بن عبد الله ابن أحمد بن أبي الخير
ــ أيده الله تعالى ــ لقَّن سيدي إبراهيم بن أحمد الكينعي: الذكر العظيم والسر الكريم كما ذكرنا ، وكذا الحزب المبين ، والبسه الخرقة المباركة حسبما ألبسه شيخه عن مشائخه ، ثمَّ إن سيدي إبراهيم لقَّني : الذكر العظيم والحزب المبين وألبسني الخرقة المباركة تبركا بفعلهم واقتباسا لأنوار من ذكر وأسراره ، وكتب الشريف تعريفاً: الفقير الى الله اللاجئ الى مولاه يحيى بن المهدي بن قاسم بن مطهر الحسيني أمدَّه الله بالآلطاف ، وأمَّنه مما يحاذر ويخاف بجاه محمد وآله ، ونحن نتبرك بذكرهم آمين آمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم .(1/157)


... قال المقري: وهذا حزب مشائخ شيخي أرويه
: عنه ، وهو يرويه: عنهم ــ رضي الله عنهم أجمعين ــ فمن أراد الخير كله والأنوار والأسرار ويدخل الحصن الحصين فليقرأه بعد كل صلاة ، وبعد سنتها ، وهو على وضوء جالسا متربعا مستقبل القبلة واضعا راحته على فخذيه ، وإن كانوا جماعة احتلقوا حلقة ذكر ، فيقرأ الفاتحة عشر مرات ، وقرأهذا الحزب المبارك ، فيقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلاَ الله ، والله أكبر ، ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، فضلا من الله ونعمة ، شكرا من الله ورحمة ، الحمد لله على التوفيق ، ونعوذبه ونستغفر الله من كل تقصير وتفريط غفرانك ربنا واليك المصير ، سبحان العلى ربي الأعلى الوهَّاب ، سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ، سبحانك ما عرفناك حق معرفتك ، سبحانك ما قدرناك حق قدرك ، وأشهد أن لا إله إلاَ الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيى ويميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، هوعلى كل شيء قدير ، ثلاث مرات وإليه المصير ، لا إله إلاَ الله الحق المبين ، لا إله إلاَ الله أرحم الراحمين ، لا إله إلاَ الله أكرَّم الأكرَّمين ، لا إله إلاَ الله حبيب التوابين ، لا إله إلاَ الله غيات المتستغيثين ، لا إله إلاَ الله الملك الجبار ، لا إله إلاَ الله الواحد القهار ، لا إله إلاَ الله الحليم الستَّار ، لا إله إلاَ الله العزيز الغفار ، لا إله إلاَ الله أبداً حقا حقا ، لا إله إلاَ الله تعبدا ورقا ، لا إله إلاَ الله قبل كل شيء ، لا إله إلاَ الله بعد كل شيء ، لا إله إلاَ الله يبقى ربنا ويفني كل شيء ، لا إله إلاَ الله المعبود بكل مكان ، لا إله إلاَ الله المذكور بكل لسان ، لا إله إلاَ الله المعروف بالإحسان ، لااله الا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الاحزاب وحده ، ولا شيء بعده ، لا إله إلاَ الله له النعمة ، وله الفضل ،(1/158)


وله الثناء الحسن ، لا إله إلاَ الله ، ولا نعبد الا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، هو الأول ، والأخر ، والظاهر ، والباطن ، وهو بكل شيء عليم ، ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، ونعم المولى ، ونعم النصير.
... فإذا فرغ من الحزب المبارك كرَّر قول : لا اله الا الله ، يسدد بالقوة على لفظة الاثبات ، من مائة الى مائتين الى ثلاث مائة الى أربع مائة الى خمس مائة الى الآلف الى أكثر فإنه يرى العجائب والأنوار والأسرار والأفكار ، ــ إنشاء الله تعالى ــ ، لأن قول لا إله إلاَ الله ترفع الحجب ،
وأوصى إبراهيم الكينعي ــ رحمه الله تعالى ــ : أن يجعل هذا الحزب وسنده في كفنه مع ختمة القرآن ، جعلها في كفنه مجلدة كالهيكل وخطوط الأئمة والصالحين بالدعاء والتضرع الى الله سبحانه .
وأما ورعه ، ــ أعني علي بن عبد الله(1/159)


ــ ، وزهده وبعده من الدنيا وأهلها فهاك مايشفى وما هو حجة عليَّ وعليك الا مارحم الله مخَضَ أمره مخض السقاء ، وتشكك حتى في جرع الماء واقتات النوا حتى فيما ينبذ ويلقى ، صار إليه منا ثوب من الصوف يسأوي ستة دراهم في مقابلة عوض منه وفضل فأبرأته منه مراراً ، وبعته منه مراراً ، واسقطته عنه مراراً ، وكلما اتفقنا كرر كلام ذلك المسح البالي ، بقوله :قد ابرأت وأنا قبلت خيل ليَّ أن المجالس التي كرر ذلك علي أثنا عشر مجلسا أو نيف وأربعون مجلسا ، ما لفظة: البراء والأسقاط والصرف ، وكذا حكاه لي: من أثق به في عشرة اصواع من الطعام ، وعشرة دراهم باحتة فيها وفي أصلها واصل أصلها وصارفه فيها ،وأبرأه منها ، إن يكن مستحقا للصرف ولا هبة والا صدقة والا يدرا ، وفعل المعطي ذلك في المجلس فصدرله وكلاء عدة بالبراء وصحة ما قد فعل فيها الى نيف وخمسة عشر موقفا ، وهلم جراء ، ولله دره من زاهد ، من نظر الى قوله تعالى:{ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } ، قل فعله في التحرز في معنى ذلك والخشية لله تعالى ومن تقرزه في الطهارت ما لا يمكن وصفه ، من اختلاط طهارت أهل الملل المختلفة في المساجد ، وكفار التأويل ما لا يمكن وصفه ، ولا يدخل بيوت الأغنياء والأمراء رأساً ، ولا يصافحهم أبداً ، شديد المولاة لأهل الله ، شديد المعاداة في الله ، قد تبلغ معه الحاجة غاياتها فلا يبالي بمشقة نفسه وأطفاله ، ولو بسط يده لنال من الدنيا منتهاة لجلآلة قدره ، وعظم مودته في قلوب الأئمة الهادين وأهل الدنيا وذوي المال من المسلمين ، ومكارم أخلاقه فائقة وفضله وفواضله وكرَّمه وشفقاته رائقة ، اقل الناس كبرا ، وألطفهم جانبا ، حلو الشمائل ، بسأما في وجوه خاصة الناس وعامتهم ، ما رأيته عبس وأزوارَّ عن أحد من الخلق فيما أعرف واحسب ، محب لآل محمد بجنانه ولسانه وسيفه وسنانه ، وجاهد الباطنية مع الأمام الناصر ( ع )(1/160)

32 / 50
ع
En
A+
A-