الخبر الخاامس ـــ روي أن أبا ادريس الخولاني قال لمعاذ إني أحبك في الله فقال له معاذ أبشر فإني سمعت رسول الله (ص) يقول :< ينصب لطائفة من أمتي كراسي حول العرش يوم القيامة وجوههم كالقمر ليلة البدر ، يفز ع الناس ولا يفزعون ،ويخاف الناس ولا يخافون ، فهم أولياء الله الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون >. فقيل من هؤلاء يا رسول الله ؟ فقال : هم المتحا بّون في الله .
وروى إبن مسعود عن رسول الله (ص) أنه قال :< المتحابون في الله على عمود من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة مشرفون على أهل الجنة يضيئ حسنهم لأ هل الجنة كما تضي ء الشمس لأهل الدنيا ، عليهم ثياب سندس خضر مكتوب على جباههم هولاء المتحابون في الله .>
وروي إبن مسعود عن رسول الله (ص) أنه قال : في معني قوله تعالى ( اخواناً على سرر متقابلين ) < كانوا في الدنيا على الطا عة في الاجتماع ،والحياطة في الافتراق ،وظهور النصيحة ،وحفظ الغيبة ،وتمام الوفاء ، ووجود الانس،وفقد الجفاء ،وارتفاع الوحشة ،ووجود الانبساط ،ولهذا يحزن الناس وهم يفرحون>.
الخبر السادس ــ روي أن أبا هريرة دخل السوق فصاح : أنتم ها هنا وميراث محمد رسول الله (ص) يقسم في المسجد ؟ فذهب الناس الى المسجد ثم رجعوا فقالوا : ياأبا هريرة ما رأينا ميراثاً
قال ما رأيتم ؟
قالوا رأينا أقواما يذكرون الله ويقرؤن القرآن
قال ذالك ميرا ث محمد (ص) سمعت رسول الله (ص) يقول ما جلس قوم يذكرون الله ويتدارسون العلم إلا ناداهم منا د من السماء قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات ،وغفرلكم جميعا >
وسمعت رسول الله (ص) يقول:< من زار عالماً فكأنما زارني ، ومن صافح عالماً فكأنما صافحني ،ومن جالس عالماً فكأنما جالسني ،ومن جالسني في الدنيا أجلسه الله معي في الجنة .>
وروى الفقيه حميد في كتاب الإيضاح عنه (ص) أنه قال < من زار عالماً فكأنما عبدالله ستين سنه .>(1/11)
وروي عنه (ص) أنه قال:< من زار عالماً فكأنما زاربيت المقدس ، ومن زار بيت المقدس حرم الله جسد ه على النار .
وفي بعض الاخبار عنه (ص) من العالم ؟ قال (ص) الذي إذا ذكر الله لا الذي يدعوا من الدنيا الى الا خرة ،ومن الشك الى اليقين ، ومن الرياء الى ألأخلاص.> ذكره في بعض الكتب غاب علي اسمه ، والله أعلم .
وقال (ص) :< العلما ء ورثة ألأ نبياء . >
الخبر السابع ــ روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله (ِص) قال :< إن لله ملائكة سياحين في الأرض ، فإذا وجدوا أقواماً في عبادة الله نادوهم هلموا رحمكم الله الى بغيتكم هلموا الى رحمة ربكم ، فيجيبون فيحفون بهم ، فإذا ما غدو الى السماء يقول الله تبارك وتعالى ـ وهو أعلم بذلك ـ على أي حال تركتم عبادي ؟
فيقولون : تركناهم يحمدونك ،ويذكرونك ، ويعبدونك
فيقول الله عز وجل : أي شيء يطلبون ؟
فيقولون :الجنة
فيقول : هل رأوها ؟
فيقولون : لا
فيقول تعالى : كيف لو رأوها ؟
فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد طلباً لها وأشدحرصاً عليها
فيقول تعالى من أي شي يتعوذون ؟
فيقولون : من النار
فيقول : هل رأوها ؟
فيقولون :لا
فيقول تعالى: كيف لو رأوها ؟
فيقولون : لورأوها لكانو ا أشد منها هرباً وأشدخوفا
فيقول تبارك وتعالى : أشهدكم أني قد غفرت لهم
فيقولون : إن فيهم فلاناً الخاطئ لم يردهم وإنما جائهم لحاجة
فيقول تعالى : هم القوم لا يشقى لديهم خليلهم << جليسهم >> ,
وقال (ص) :< المجلس الصالح يكفر عن المؤمن ألفي ألف مجلس من مجالس السوء >
فقال عمر ـ وهو الراوي ـ إن الرجل ليخرج من بيته وعليه من الذنوب مثل جبال تهامة فإذا سمع العلم أوالعلماء خاف واسترجع من ذنوبه فيرجع الى منزله وليس عليه ذنب ، فلا تفارقوا مجالس العلماء ، فإن لله في الدنيا جنة فمن دخلها طاب عيشه ، قيل وما هي ؟ قال مجالس الذكر .(1/12)
ثم اخواني الى متى هذا الغلاط ، ومتى نرتفع عن هذى الانحطاط، ومتى نقبل الى الأخرة بنشاط، أن مالكنا ومالك يوم الدين يدعون لنقف على أرائكة ويقطعنا جزاء من ملكه ، ويكرمنا على مائدته { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }
اخواني قطع بنا وا لهفاه .. اجبنا الخسيس العدو الراصد وغفلنا عن الصمد الرحيم الواحد ، تمسكنا بالقاذورات والقذارت والرذاذات من الدنية التي هي أم الخطيئات وعدوة الله وعدوة أوليائه ، واشتغلنا بكناس خسيس وغفلنا عن كل خطير ونفيس ,. اللهم احينا من هذه الموتة وأنقذنا من هذه الغرقة ،واكشف عن قلوبنا أغطية جهل معرفة حقوقك .
الخبر الثامن ــ منقول من الشفاء بتعريف حقوق المصطفى . قال علي عليه السلام : سألت رسول الله (ص) عن سنتة فقال :< المعرفة رأس مالي ، والعقل أصل د يني، والحب أساسي ، والشوق مركبي ، وذكرالله أنيسي ،والثقة كنزي ، والحزن رفيقي ، والعلم سلاحي ، والصبر ردائي ، والرضا غنيمتي ، والفقر فخري ، والزهد حرفتي ، واليقين قوتي ،والصدق شفيعي ، والطاعة حسبي ، والجهادخلقي ، وقرة عيني في الصلاة.>
اللهم أحينا على سنته
الخبر التاسع قال(ص) :< ثلاث من كنّ فيه استكمل ايمانه ، لايخاف في الله لومة لائم ،ولا يرائ بشيء من عمله ،وإذاعرض له أمران أحدهما للدنيا والاخر للأخرة آ ثر الأخرة على الدنيا .>
رواه أبو ذر عنه (ص) وقال قال لي رسول الله صلّى اللّه عَلَيْهِ وآلَه وسلّم : يا أبا ذر إتقي الله اينما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحوها وخالق الناس بخلق حسن .(1/13)
الخبر العاشر ــ عن ابن عمر قال قال :رسول الله (ص) < لا يكمل لعبد الإيمان بالله حتى يكون قيه خمس خصال ، التوكل على الله ، والتفويض الى الله ، والصبر على بلاء الله ، والتسليم لأمر الله ، والرضاء بقضاء الله ، أنه من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطا لله ، ومنع لله ، فقد إستكمل الإيمان >
< اخواني > أمدكم الله بالألطاف وآمنكم مما تحاذر وتخاف ، أما مر بأسماعكم ، وتكرر على السنتكم ما قال ربكم {في كتاب مكنون لايمسه الا المطهرون تنزيل من حكيم حميد} { ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون }
ولله در صاحب الصراط حيث يقول :
ليس الطريق الى الله إلا لمحمد بن عبد الله (ص) وكل علم أو حكم ليس الامن هذين البحرين العذبين ، والعمودين الباسقين ؛ كتاب الله فيه نبأما قبلكم ،وخبر ما بعدكم ،وعزايم أحكام ربكم وسنة نبيكم وشريعة هاديكم { ياأيها المدثر قم فأنذر ،وربك فكبر ،وثيابك فطهر ، والرجز فهجر} .
في بعض التفاسير الرجز حب الدنيا .
{ ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أوانقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآ ن ترتيلا } الى قوله { ان ربك يعلم انك تقوم أدنى من ثلث الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك } رضي الله عنهم .
ولله القائل : تنيّه ياهذا النوم المدثر فهذا تباشير الصباح تنور
يبشربالغفران من بات ليله حليف سهاد خوف نار تسعر
وأشرق عنه ليله وهوساجد وأدمعه من خشية تتحدر
ينادي بإخلاص وخوف ورغبة لك العز يامولاي إني مقصر
وأنت قرير العين يلهو بك الكرا تمر بك الساعات لاتتفكر
كأنك ممامربالناس آمن وأنت إذا مهلت باق معمر(1/14)
فدع عنك تطواع الهوىواتباعه وشمر فقد فاز المجد المشمر
وبادر صلاة الليل قبل انسلاخه فقد اسمع الداعى وأبلى المدثر
وصلى على المختارمن آل هاشم محمد الهادي النبي المبشر
وكتابي هذا مأدبة للاخوان ، وسلكت فيه الترغيب للخلان ، والداع الى المأدبة يكرم بالاطعمة و الأشربة ،وإلا فقلوبنا أهل الزما ن كصم الجندل ، أوصميم الهند ، وإن يحتمل أن يحرد عليها بسيوف النصائح ،وتنسر عليها زماج الفضائح ، وينادي عليها بالصوائح ،هولاء قوم عصوا من ستر منهم القبائح ، وأظهر لهم القسر الصوائح ،ولم يقدروا الله حق قدره ، ففاتتهم المصالح ، ولا استحيوا من العمل الشنيع الطالح ، .
اخواني اعلموا أن الاعمال الصالحة يعملها البر والفاجر ولا يترك المعاصي إلاّ صديق مخلص ، قال (ص) في خبر طويل :< من صبر على طاعة الله كان له مائة درجة ،ومن صبر عن معصية الله كانت له ألف درجة .>
والكلام ذوشجون ،والغريق بكل حبل يلتوي . والله المستعان على نفسي
والحكايات عشر
الحكاية الأولى:
قال تعالى { كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكراً }
وقال (ص):< حكايات الصالحين ،وذكرهم جند من جنود الله يقوي بها قلوب العارفين .>
رَوَى أن كعب الاحبار قال :لم أجد باعثاً للقلوب ، وجذباً للمحب المحبوب أخص من آية في التوراة ،
قال الله تعالى لنبيه موسى : إن لي عباداً من عبادي يحبوني وأحبهم ،ويشتاقون أليّ وأشتاق إليهم ،ويذكروني وأذكرهم ،وينظرون الى قدرتي وكمالي وأنظر اليهم بعين رحمتي ، فإن حذوت طريقهم أحببتك ، وإن عدلت عنهم مقتك ، فقال يارب وما علامتهم ؟(1/15)