الكتاب : الأئمة

دليل البرار لزيارة الأئمة الأطهار

وصلى الله على محمَّد وآله الميامين
(
كانت ومازالت مسألة الاتصال بأئمة الهدى (أئمة أهل البيت عليهم السلام)مسألة تُهدد كيان الظالمين ، وتُقض مضاجعهم الأمر الذي دفع بهؤلاء الظالمين لمحاولة فصل تلك العرى الوثيقة بين الأئمة وأتباعهم وذلك باستخدام شتَّى الطرق المعادية للحق وأهله ولو أدى ذلك إلى سفك الدماء الزَّكية لهؤلاء العظماء من محبي محمد وأهل بيته صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ، ولم يتوقف الأعداء عند هذا الحد بل تجاوزوا ذلك إلى محاولة قطع تلك الصلة الوثيقة بين الأئمة وأشياعهم حتى بعد وفاتهم ، فحاول الأعداء طرح العراقيل والصعوبات والحواجز الفكرية وغير الفكرية التي تحول دون اتصال المؤمنين بأئمة الهدى من أهل بيت النبوة .
فأما من الناحية الفكرية فقد بذل الأعداء جهدهم لمحاولة تلفيق أدلة تمنع من زيارة القبور بل تحرِّمها.
وأما من الناحية غير الفكرية فكما يحدث لمراقد الأئمة عليهم السلام من الاعتداءات المختلفة التي يقوم بها أعداء النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم ، والهدف من هذا كلِّه فصل المؤمنين عن صاحب الشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك بطمس المعالم والآثار الفكرية وغير الفكرية لأهل بيته الذين يمثلون حلَقة الوصل بين المسلمين ورسولهم الأمين صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين:( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ( .
ولكن رغم تلك المحاولات القوية للأعداء إلاَّ أنها باءت بالفشل الذريع وستبوء كل المحاولات الشيطانية بشتى أنواعها مادام أهل الحق ملتزمين بنهج نبيئهم وأهل بيته .(1/1)


وفي هذه الوريقات سنورد بعض المعلومات المختصرة عن أئمة الهدى والتي يمكن أن تكون دليلا نافعا لمحبي النبي وأهل بيته صلوات الله عليه وعليهم والتي نبين فيها أماكن مراقدهم المتفرقة في بقاع الأرض ، وهذا سيسهل المهمة للزوار الكرام من الراغبين في السياحة الدينية ، وعشَّاق الرحلات التي تنظم لزيارة الأئمة عليهم السلام .
وسنبدأ بذكر سيدهم وإمامهم وخاتم الأنباء والمرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلَّم .
ولا تنسانا أخي الزائر الكريم نحن مُعدِّي هذا الكتيِّب أن تُشْرِكَنا معكم في الدعاء .
واللهَ نسألُ أن يتقبَّل منَّا ومنكم كل عمل صالح آمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صعدة – في شهر رمضان المعظم 1421هجرية
محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم ...
1- سيد الأولين والآخرين ، خاتم الأنبياء والمرسلين ، أبو القاسم سيدنا محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ولد في مكَّة المكرمة يوم الاثنين 12 ربيع الأول من عام الفيل ، الموافق عام 570 ميلادية ، ودعا إلى الله من مكَّة إلى توحيد الله وعبادته عام 610 ميلادية ، ونزل عليه القرآن في 27 رجب وعمره حينئذٍ 40 سنة ، وتحمَّل المشاق والأذاء وصبر ، ثم هاجر إلى المدينة المنورة بعد 13 سنة من الدعوة في مكَّة . وبدأ من المدينة الجهاد بالسيف ، واستمر في الجهاد حتى قبضه الله إليه يوم الاثنين 12 ربيع الأول عام 11هجرية الموافق 633 م ، وعمره 63 سنة ، وقبره في المدينة المنورة في الحجاز .
2- أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وخليفة رسول ربِّ العالمين ، الإمام أبو الحسن علي(المرتضى) ابن أبي طالب(عليه السلام) :(1/2)


ولد في البيت العتيق(الكعبة المشرفة) يوم 13 من شهر رجب عام 3 من عام الفيل ، الموافق عام 600 ميلادية ، ونشأ في بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهو أول من آمن من الرجال بالنبي ، ولم يشرك - كرم الله وجهه - بالله قط ، وجاهد مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولم يجاهد أحدٌ مثله إلى أن مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولم يتمكن من الولاية بعد موت النبي ، وظُلِم ومُنِع حقه الثابت بالنص الجلي ، ثم تمكن علي (عليه السلام) من أخذ حقه في يوم الجمعة 18 من ذي الحجة عام 35ه‍ ، وجاهد النَّاكثين(طلحة والزبير وعائشة وجنودهم) والقاسطين(معاوية وجنوده) والمارقين(الخوارج) جهاداً عظيماً ، ثم ضربه أشقى الأشقياء عبد الرحمن بن ملجم (لعنه الله) بالسيف في رأسه الطاهر ليلة 19 من شهر رمضان ، ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى شهيداً ليلة 21 من شهررمضان عام 40ه‍ ، وعمره 63 سنة ، ودفن في (الغَرِي) بالنَّجَف الأشرف في العراق ( صلوات الله عليه ) .
3- سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) عليها السلام :
ولدت قبل النبوة ، وقريش حينئذ تبني الكعبة عام 18 قبل الهجرة، وتوفيت عام 11ه‍ بعد موت النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) بستة أشهر وعمرها 28 سنة ، ودفنت بالبقيع في المدينة المنورة سمَّته زوجته جعدة بنت الأشعث بأمر معاوية بن أبي سفيان ( لعنه الله ) ، وعمره عليه السلام 46سنة وثلاثة أشهر ، ودفن بالبقيع في المدينة المنورة في الحجاز بجوار أُمّه فاطمة الزهراء (عليهما السلام) .
5- الإمام أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) :
ولد يوم 6 شعبان عام 4ه‍ ، وظهرت دعوته عام 60ه‍ ، واستشهد يوم (عاشوراء)10 محرم الحرام عام 61ه‍ ، قتله جنود الطغاه يزيد بن معاوية ، وابن زياد ، وعمره 56 سنة ، ودفن (بالطَّف)بكربلاء في العراق هذا وقد حُمل رأسه إلى الشام ومصر .(1/3)


= الإمام الوصي زين العابدين (السجاد) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام):
ولد عام 38ه‍ ، أجمع أهل الإسلام على أنه أفضل موجود في عصره ، وأعبَد أهل زمانه ، وأعلمهم ، وقد عده الإمام الهادي -عليه السلام - من الأوصياء ، وهذا مقام جليل ، معروف حقه ، له الإمامة والزعامة ولم يدَّعيها ، وقد نجى من وقعة كربلاء لمرضه ، وتوفي في المدينة المنورة عام 94ه‍ ،ودفن في البقيع في المدينة المنورة في الحجاز في مشهد أهل البيت(عليهم السلام).
6- الإمام أبو محمَّد الحسن(الرضا) ابن الحسن ابن علي ابن أبي طالب (عليهم السلام) :
ولد حوالي عام 42ه‍ ، دعا إلى الله في أيام عبدالملك بن مروان بعد عام 65ه‍ ، وجاهد الأمويين الظالمين ، وانظم إليه ابن الأشعث ومن معه من التوابين لجهاد الطغاة ، ثم خذله أصحابه ، ومات مسموماً زمن الوليد بن عبد الملك بعد عام 90ه‍ ، عمره 38 أو 37 وقيل غير ذلك ، ودفن بالبقيع في المدينة المنورة في الحجاز (عليه السلام) .
7- الإمام الولي أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهم ) :
ولد في المدينة المنورة عام 75ه‍ ، ودعا إلى الله سرَّاً أولاً ، ثم ظهرت دعوته في الكوفة ، وخرج للجهاد وباشره يوم 23 محرم عام 122ه‍ ، وعمره 46 ، واستشهد ليلة الجمعة 25 محرم عام 122ه‍ بعد قتالٍ لجنود الطاغية هشام بن عبد الملك (لعنه الله) ، ثم صُلِب جسده بالكناسة في الكوفة لمدة 4 سنوات وقيل ست سنوات ، ثم أحرق الطغاة جسده الشريف - صلوات الله عليه – وله الآن مشهد عظيم في كناسة العراق في العراق شيَّده أحد المحسنين (لانعرف أفي محل الصَّلب أم في محل إحراق الجسد) ، وهو مشهور مزور .
8- الإمام أبو طالب يحيى بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) :(1/4)


ولد عام 98ه‍ ، ودعا إلى الله بعد قتل أبيه ، وظهر ببيهق بخراسان عام 125ه‍ في عصر الطاغية الوليد بن يزيد ابن عبد الملك ، وجاهد في سبيل الله حتى استشهد في يوم الجمعة في شهر رمضان عام 126ه‍ بقرية أرغوى من قرية خراسان ، وصلب على باب مدينة الجوزجان ، حتى ثار أبومسلم الخراساني فأنزله ودفن بنيبر أو بإبنير، وعمر الإمام 28 سنة ، وقيل دفن بقابون غرب إيران .
9- الإمام أبو القاسم محمَّد بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ، المعروف بـ(النفس الزَّكية)(عليهم السلام):
ولد عام 93ه‍ ، بدأ الدعوة إلى الله زمن الوليد بن يزيد ، وظهر يوم 18 جمادى الآخر عام 145ه‍ بالمدينة المنورة ، واستشهد يوم 14 رمضان عام 145ه‍ في زمن أبي جعفر الدوانيق ، وعمره 52 سنة ، ودفن بالبقيع في المدينة المنورة ، وذكر في حاشية التحف(لمولانا حجة الله على العباد السيد العلاَّمة مجدالدين المؤيدي عليه السلام) أن المشهور أنه بباب المدينة في الحجاز حيث قُتل .
10- الإمام أبو الحسن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن (عليهم السلام) :
ولد عام 95ه‍ ، ودعا إلى الله بعد قتل أخيه محمَّد ابن عبد الله(النَّفس الزكية) بعد أن وصل الخبر إليه ، وكان ذلك في أول يوم من شوال من عام 145ه‍ بالبصرة ، واستشهد بـ(باخمرى) من الكوفة في العراق في شهر الحجة عام 145ه‍ ، ودفن بِها ، عمره 50 سنة ، وكان في عصر أبي جعفر الدوانيقي ، ورأسه في مصر بالمطرية ، تبعد عن القاهرة حوالي 40 كم ، ويعرف باسم سيدي إبراهيم .
11- الإمام أبو عبدالله الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليهم ) :
دعا إلى الله بعد قتل الإمام محمَّد بن عبد الله
عام 145ه‍ زمن الدوانيقي ، ثم اختفى من بعد طلب الظالمين له ، وتوفي حوالي 190ه‍ ،ودفن بالحلة بالعراق .(1/5)

1 / 7
ع
En
A+
A-