فأي رزية عدلت حسيناً .... غداة يبينه كفى سنان
* عن محمد بن جعفر عليه السلام: وجد عليه ثلاث وثلاثون طعنة، وأربعة وثلاثون ضربة، ووجدنا في جبة جرد كانت على الحسين عليه السلام مائة خرق، وبضعة عشر خرقاً ما بين رمية وضربة وطعنة.
* وعن الشعبي: وجد في ثوب الحسين عليه السلام مائة خرق وبضعة عشر خرقاً من الضرب والرماح والسهام.
حدثنا عن يحيى بن الحسن مشائخي، قال يحيى: حدثني: الزبير، حدثني: عمي مصعب، قال: ولد العباس بن علي يسمونه السقاء، ويكنونه أبا قربة، شهد مع الحسين بن علي كربلاء فعطش الحسين عليه السلام فأخذ قربة واتبعه أخوته لأمه وهم عثمان، وجعفر، وعبد الله، فقتل أخوه قبله، لا عقب لأخوته، وجاء بالقربة مملؤة إلى الحسين بن علي عليه السلام فشرب منها الحسين عليه السلام، ثم قتل العباس من بعد أخوته، وهو العباس الأكبر قتل بكربلاء، ومنه العقب.
* وعن بعضهم: لم يضرب أحد في الإسلام منذ كان أكثر من ضرب الحسين عليه السلام وجد مائة وعشرون ضربة، ضربة بسيف، وطعن ورمية، وخذف بحجر.
* أخذ سراويل الحسين بن علي عليه السلام بحر بن كعب، فكانت يداه تقطران دماً إذا اشتى، وإذا أصاف يبستا، وعادتا كأنهما عود يابس.
* وأخذ قطيفته قيس بن الأشعث بن قيس، وأخذ برنسه مالك بن نسير الكندي، وكان من خز فأتى به أهله، فقالت امرأته: وكانت بنت عبد الله بن حرب: أَسَلْبُ الحسين يدخل بيتي أخرجه عني، فلم يزل محتاجاً حتى مات.
* وعن ابن قتيبة: انتهب الناس ورساً من عسكر الحسين بن علي عليه السلام يوم قتل فما طلت به امرأة إلا برصت، وكذلك رواه سيار أبو الحكم.
* الثوري، قال: ذكروا عن محمد بن علي بن الحنفية: قتل منا مع الحسين بن علي تسعة عشر شاباً، كلهم قد ارتكض في بطن فاطمة بنت أسد عليهم السلام.
* أبو موسى: سمعت الحسن يقول: قتل مع الحسين ستة عشر رجلاً من أهل بيته ما يعلم على وجه الأرض أهل بيت يشبهونهم.(1/492)


(535) عبد الله بن يعقوب، قال: سأل رجل ابن عمر عن دم البعوضة يصيب الثوب؟ قال له ابن عمر: من أين أنت؟ قال: من أهل العراق. قال ابن عمر: ت سألوني عن دم البعوضة وقد قتلتم ابن فاطمة، وقد سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: ((هما ريحانتاي من الدنيا)) - يعني الحسن والحسين -.
* سفيان بن عيينه: عن جعفر بن محمد بن علي عليه السلام، قال: قال: قتل الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة، ويروى عنه: أنه ابن سبع وخمسين سنة.
* لسليمان بن قتة، رواه: يحيى بن الحسين عن الزبير بن بكار عنه:
وإن قتيل الطف من آل هاشم .... أذل رقاباً من قريش فذلت
فإن تتبعوه عايذ البيت تصبحوا .... كعاد تعمت عن هداها وضلَّت
مررت على أبيات آل محمد ... ؟؟؟؟؟؟؟كعاد تعمت عن هداها وضلَّت
وكانوا لنا غنماً فأمسوا رزية .... لقد عظمت تلك الرزايا وجلَّت
فلا يبعد اللّه الديار وأهلها .... وإن أصبحت منهم برغمي تخلَّت
إذا افتقرت قيس خبرنا فقيرها .... وتقتلنا قيس إذا النعل زلَّت
وعند عدي قطرة من دمائنا .... سيجزيهم يوماً بها حيث حلَّت
ألم تر أن الأرض أضحت مريضة .... لفقد حسين والبلاد اقشعرَّت(1/493)


فصل محمد بن علي بن أبي طالب
* فأما محمد بن علي بن أبي طالب الحنفية.
(536) عن محمد بن الحنفية، حدَّثنا مشائخي، عن يحيى بن الحسين، حدَّثنا العباس بن عبد العزيز السندي، حدَّثنا عبد العزيز الحطاب، حدَّثنا قيس بن الربيع، عن الليث، عن محمد بن نشر الهمداني، عن محمد بن الحنفية، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: ((يا علي يولد لك غلام نحلته اسمي وكنيته بكنيتي)) فولد له محمد.
(537) وروي أنه وقع بين طلحة بن عبيد الله وبين علي بن أبي طالب عليه السلام كلام. فقال طلحة لعلي عليه السلام: إنك تسمي باسمه، وتكني بكنيته، وقد نهى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك أن يجمعهما لأحد من أمته، فقال علي عليه السلام: إن الجريء من اجترأ على اللّه سبحانه ورسوله فالآن ادع لي فلاناً وفلاناً وفلاناً فجاء نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن قريش شهدوا أن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم رخص لعلي أن يجمعهما وحرمهما على أمته من بعده.
* وكانت الشيعة تسمي محمد بن علي المهدي.
* وعن منذر الثوري، قال: كنا نسلم على محمد بن الحنفية بأمير المؤمنين فكره ذلك. فقلنا له: يا مهدي. فقال: نعم كل مؤمن مهدي، ولكثيرٌ فيه:
هو المهدي خبرناه كعب .... أخو الأحبار في الكتب الخوالي(1/494)


* وروي أن محمد بن الحنفية قال لعبد الملك بن مروان: إنَّ هذا - يعني الحجاج - قد آذاني واستخف بحقي، ولو كانت همسة لأرسل إليَّ فيها، فقال عبدالملك للحجاج: أدركه فاستل سخطه. فأدركه، فقال له: إن أمير المؤمنين أمرني أن أستل سخطك، ولا مرحباً بشيء ساءك، فأقبل عليه محمد وقال: ويحك يا حجاج اتق اللّه، واحذر اللّه صباحاً ومساءاً، فما من صباح يصبحه العباد إلا ولله تعالى في كل عبد من عبيده ثلثمائة وستون لحظة، وروي ثلاثمائة وستون نظرة، إن أخذ أخذ بقدرة، وإن عفى عفى عن حلم فخف اللّه. فقال الحجاج: لا تسألني شيئاً إلا أعطيتكه. قال: أو تفعل؟ قال: نعم. قال: فإني أسألك صرفي الدهر. قال: فذكر الحجاج لعبد الملك، فأرسل إلى رأس الجالوت فذكر له ذلك فقال له الجالوت: ما خرجت هذه الكلمة إلا من بيت النبوة.
* عبد الله بن عقيل، قال: سمعت محمد بن علي بن الحنفية يقول: سنة الححاف هذه خمس وستون سنة جاوزت سن أبي بسنتين فتوفي فيها عليه السلام.
* الواقدي: توفي سنة إحدى وثمانين.
* عبد الله بن محمد بن علي، يقول: توفي أبي في المحرم سنة 81 هـ، وصلى عليه في البقيع، وفيه يقول كثير عزة:
ألا إن الأئمة من قريش .... ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه .... هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر .... وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى .... يقود الخيل يقدمه اللواء
تغيب لا يرى عنهم زماناً .... برضوى عنده عسل وماء(1/495)


* وولد عبد الله بن محمد بن الحنفية، وكان يكنى أبا هاشم فتوفي بالجميمة، وكانت له براعة وسلاطة، وبيان وبلاغة لسان، يرجع إليه معرفة الأصول، وإليه يُنهي متكلمونا صنعهم، فوفد على سليمان بن عبد الملك فلما رآه وكماله وحسن مقامه وجماله، غمه وحسده فتدلى إلى بعض مواليه ليسقيه السم في الطريق فسقاه سماً أعطاه إليه سليمان فتوفي بالجميمة، وأوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وصرف الشيعة إليه، ومات عنده ولا عقب له على ما قيل.
* وروي أنه وجد في رحله صحيفة فيها أسماء الخلفاء من بني العباس، وسأفرد كتاباً في هذا الفن إن شاء اللّه تعالى فإني إن شرعت فيه طال هذا الكتاب وبالله الثقة.
تم كتاب السلوة بحمد اللّه ومنِّه وكرمه وفضله وإحسانه فله الحمد كثيراً بكرة وأصيلاً.
تمت قصاصة كتاب الاعتبار وسلوة العارفين بتاريخ لعله 25 شهر ربيع الآخر 1420هـ.
وكتب بدر الدين الحوثي وفقه الله.

وأقول تمت مراجعة المراجعة الأخيرة من قبل الأخ الفاضل الأستاذ/ أحمد بن محمد بن عباس إسحاق، الذي بذل جهداً كبيراً في تصحيح الأخطاء المطبعية والموضوعية، فجزاه الله خير الجزاء، وجعل الأعمال خالصة لوجهه الكريم.
بتاريخه16/6/2000م ، 14ربيع الأول سنة 1421هـ.
عبد السلام عباس الوجيه(1/496)

99 / 101
ع
En
A+
A-