فصل في ذكر جعفر بن أبي طالب عليه السلام
(514) أخبرنا أبو جعفر، حدَّثنا أبو الحسن علي بن محمد، حدَّثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى، حدَّثنا جدي يحيى بن الحسين، حدَّثنا هارون بن موسى الفروي، حدَّثنا عبد الله بن إسحاق الجعفري، حدَّثنا الحسين بن عبد الحميد، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن آل عبد المطلب من شجرة واحدة ، وأنا وجعفر من غصن من أغصانها فأشبه خَلْقه خَلْقي وخُلُقه خُلُقي)).
(515) وبهذا الإسناد عن محمد بن الحسين، قال: حدَّثنا محمد بن ميمون البزاز، حدَّثنا سليمان بن حرب، حدَّثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن المختار، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: ((مرَّ بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة مخضب الجناحين بالدم بيض القوادم)).
* قتل بمؤتة فوجد في القتلى وبه بضع وتسعون ضربة وطعنة ورمية، وذلك فيما أقبل من جسده، رواه: نافع، عن ابن عمر قال: كنا بمؤتة مع جعفر بن أبي طالب ففقدناه فوجدناه في القتلى كما ذكرت.
* وقد هاجر الهجرتين جميعاً إلى الحبشة، وهاجر إلى المدينة، وهو الذي لما تدلى عمرو بن العاص إلى النجاشي ليفتك بالمسلمين انتدب وذب عنهم فتلا سورة مريم وصدَّقه في ذلك النجاشي، وهو أول من صلى مع رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الجماعة.(1/482)


(516) عن يحيى بن الحسن، عن داود بن القاسم الجعفري، حدثني: غير واحد، قال: مر أبو طالب ومعه ابنه جعفر بن أبي طالب بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومع النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي عليه السلام قائمان وهما يصليان، فقال أبو طالب: صل جناح ابن عمك فجاء جعفر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعلي وجعفر وكانت أول صلاة جماعة صلاَّها رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.
(517) ولما قدم جعفر من أرض الحبشة وكان مهاجراً بها وذلك يوم فتح خيبر قام إليه رسول اللّه صلى الله عليه وقبَّل بين عينيه ثم قال: (( ما أدري بأيهما أنا أسر بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟)) . قيل: وهو ابن ثلاثين سنة وقيل: ابن خمس وعشرين سنة، والأول أصح.(1/483)


فصل
* عن يحيى بن الحسن، حدَّثنا الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر، حدَّثنا عبد الرزاق، حدثني: الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن حبة العرني، عن عكيم الكندي، عن سلمان الفارسي، قال: إن أول هذه الأمة وروداً على نبيها أولها إسلاماً علي بن أبي طالب.
(518) أنس بن مالك: أوحى اللّه تعالى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الإثنين وأسلم علي بن أبي طالب يوم الثلاثاء .
(519) يحيى بن الحسين، حدَّثنا سعيد بن روح أبو حفص العجلي، حدَّثنا مالك بن إسماعيل، حدَّثنا عمر بن حريث الأشجعي، حدَّثنا بردعة بن عبد الرحمن البناني، حدَّثنا أنس بن مالك: كنت خادم رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فسمعته يقول: ((ليدخلن عليَّ اليوم البيت رجل هو خير الأوصياء ، وسيد الشهداء، وأقرب الناس من النبيين يوم القيامة مجلساً)) قال أنس: اللهم اجعله رجلاً من الأنصار فدخل عليه علي بن أبي طالب عليه السلام في ذلك اليوم فقال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: ((ومالي لا أقول ذلك فيك يا علي أنت تبري ذمتي وتحفظ وصيتي وتقضي ديني)).
* يحيى بن الحسن، حدَّثنا حسين بن حريث أبو عمار، حدَّثنا الفضل بن موسى، أخبرني شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن سالم بن أبي الجعد، قال: سئل جابر بن عبد الله عن علي ؟ فقال: ذاك خير البشر من شك فيه فقد كفر.
* وروي عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: ((محمد وعلي خير البشر)).
* عن سعيد بن المسيب قال: لقد أصابت علياً يوم أُحد ستة عشر ضربة كل ضربة تلزمه الأرض فما كان يرفعه إلا جبريل عليه السلام.(1/484)


(520) يحيى بن الحسن: حدَّثنا أحمد بن يحيى الأودي، حدَّثنا عمرو بن حماد القناد، حدَّثنا عبيد الله بن المهلب البصري، عن المنذر بن زياد الضبي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك: والمنذر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم مُصدَّقاً إلى قوم فعدوا على المصدق فقتلوه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبعث علياً عليه السلام فقتل المقاتلة وسبى الذرية فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسرَّه فلما بلغ أدنى المدينة تلقاه رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فاعتنقه وقبل بين عينيه وقال: ((بأبي أنت وأمي شد اللّه عضدك كما شد عضد موسى بهارون)) .
(521) وروي أنه لما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هتف به هاتف في السموات: يا محمد إن اللّه يقرئك السلام ويقول لك: ((أقرئ علي بن أبي طالب مني السلام)) .
(522) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:(( كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا)) وأشار إلى علي بن أبي طالب.
(523) يحيى بن الحسن، حدَّثنا بكير بن عبد الوهاب، حدَّثنا محمد بن عمر، حدَّثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن يحيى بن سعيد، عن ثعلبة بن أبي مالك، قال: كان سعد بن عبادة صاحب راية رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في المواطن كلها، فإذا كان وقت القتال أخذها علي بن أبي طالب.
* عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: ?الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً ?[البقرة:274]، قال: نزلت في علي بن أبي طالب، كانت له أربعة دنانير، فتصدق بدينار منها نهاراً، وبدينار منها ليلاً، وبدينار سراً، وبدينار علانية.(1/485)


* يحيى بن الحسن، حدَّثنا أبو يزيد أحمد بن يزيد، حدَّثنا عبد الوهاب بن دارم بن حماد، عن مخلد، عن الحسين بن المبارك، عن الحسن، قال: قال عمر بن الخطاب: أخرجت مالي صدقة يتصدق بها عني وأنا راكع أربعة وعشرين مرة على أن ينزل فيَّ ما نزل في علي بن أبي طالب فما نزل.
* عن زياد بن المحاربي قال: سألت محمد بن الحنفية فقلت: صف لنا علياً؟ فقال: كان ضخم الهامة، عريض المنكبين، عظيم المشاشين، ضخم البدن، حمش الساقين، كأنما كسرت عظامه ثم جبرت، والله لو أخذ الأسد لافترسه.
* يحيى بن الحسن: حدثني: الحسن بن علي الحلواني، حدَّثنا يزيد بن هارون، حدَّثنا نوح بن قيس، حدَّثنا سليمان بن عبد الله أبو فاطمة، عن معاذة العدوية، قالت: سمعت علياً على المنبر وهو يقول: أنا الصديق الأكبر أسلمت قبل أن يسلم أبو بكر.
* عن قيس بن الربيع قال: كان الحسن بن علي يفطر عنده علي أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه فلا يزيد على ثلاث لقم. قال: فيقول: يا أبه لو زدت؟ فيقول: أحب أن ألقى اللّه خميصاً.
* عثمان بن المغيرة، قال: لما دخل رمضان جعل علي يتعشى ليلة عند الحسن، وليلة عند الحسين، وليلة عند عبد الله بن جعفر، لا يزيد على ثلاث لقم، يقول: يا بني يأتيني أمر اللّه حين يأتيني وأنا خميص، وإنما هي ليلة أو ليلتان.
* ورأى علي أمير المؤمنين عليه السلام رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، قال علي: شكوت إليه ما لقيت من أهل العراق فوعدني الراحة عن قريب، فما لبث بعد ذلك إلا جمعة أو جمعتين.
* جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام، أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يخرج إلى الصبح وفي يده درة يوقظ بها الناس فضربه ابن ملجم لعنه اللّه، فقال علي: أطعموه، واسقوه، وأحسنوا إساره، فإن عشت فالحق حقي، أعفو إن شئت وإن شئت استقدت.(1/486)

97 / 101
ع
En
A+
A-