* ومن كلامه: إنكم مخلوقون اقتداراً، ومربوبون اقتساراً، ومضمنون أجداثاً، وكائنون رفاتاً، ومبعوثون أفراداً، ومدينون حساباً، ورحم اللّه عبداً اقترف واعترف، ووجل فعمل، وحاذر فبادر، وعُمِّر فاعتبر، وحُذِّر فازدجر، حث طلباً، ونجا هرباً، وأفاد ذخيرة، وأطاب سريرة، وتأهب للمعاد، واستظهر بالزاد، ليوم رحيله، ووجه سبيله، وحال حاجته، وموطن فاقته، فقدم أمامه لدار مقامه، فمهدوا لأنفسهم في سلامة الأبدان، فهل ينتظر أهل غضارة الشباب إلا طول الهرم، وأهل نضارة الصحة إلا نوازل السقم، وأهل مدة البقاء إلا مفاجأة الفناء، واقتراب الفوات ودنو الموت، وأزوف الإنتقال،وإتيان الزوال وحفزة الأنين، ورشح الجبين، وامتداد العرين، وعلز القلق، وقبض الرمق، وغصص الجرض.(1/401)
[وصف الدنيا]
* ومن كلامه [عليه السلام]: إن رجلاً قال لأمير المؤمنين: صف لنا الدنيا؟ وهو على المنبر قال عليه السلام: ما أصف من دار أولها عناء، وآخرها فناء، في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، من صح فيها مرض، ومن مرض فيها برم، ومن استغنى بطر، وفيها فتن، ومن افتقر فيها حزن.(1/402)
[كتابه عليه السلام إلى سلمان]
* وكتب عليه السلام إلى سلمان الفارسي رحمه اللّه تعالى: أمَّا بعد، فإنما مثل الدنيا كمثل الحية ليناً لمسها، ثقيلاً سمها، فاقلل مما يعجبك منها، ودع عنك همومها، لما أيقنت من فراقها، وكن آنس ماتكون بها، أحذر ما تكون لها، فإن صاحبها كلما اطمأن إلى سرور أشخصته فيه إلى مكروه.(1/403)
وصية أمير المؤمنين عليه السلام لولده الحسن
أخبرني شيخي أبو حرب إسماعيل بن زيد الحسني، حدَّثنا أبو محمد الحسين بن الحسن بن زيد بن صالح الحسني الزيدي، حدَّثني أحمد بن يحيى الكندي، حدَّثنا عكافر بن كثير الهمداني [السراج، عن أبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني]، عن أبي جعفر محمد بن علي: أنَّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كتب إلى ابنه الحسن عليه السلام بعد انصرافه من صفين:
قال أبو عبد الله الحسين: اللفظ قد يختلف وإن كان المعنى لا يكاد يتفاوت. قال والدي رحمه الله: وحدَّثني أيضاً أبو محمد الحسين بن الحسن بن زيد بن صالح، حدَّثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الإسماعيلي الجرجاني، حدَّثنا أبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد [البصري بالبصرة في بني رفاعة، حدَّثني عبد الرحمن بن القاسم] بن إ سماعيل بن محمد الكوفي العطار، حدَّثني إسماعيل بن محمد بن مهران السكري، حدَّثنا عبد الله بن أبي الحارث الهمداني، عن جابر، عن محمد بن علي: بسم اللّه الرحمن الرحيم وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لولده الحسن عليهم السلام. وروي أنها لمحمد بن الحنفية عليه السلام: ولو كتبت حكمة بماء الذهب لوجب أن تكتب هذه ويستضاء بها وبدراستها ، رويت عنه عليه السلام بطرق شتى:
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، وأخبرنا أبو القاسم عبدالواحد بن أحمد بن عبد الله الكرماني كلاهما، عن أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد، حدَّثني علي بن الحسين بن إسماعيل، حدَّثنا الحسن بن أبي عثمان الآدمي، حدَّثنا أبو حاتم المكتب يحيى بن حاتم بن عكرمة، حدَّثني يوسف بن يعقوب بأنطاكيه، قال حدَّثني بعض أهل العلم قال: فلما انصرف أمير المؤمنين من صفين إلى قنسرين كتب إلى ابنه الحسن: من الوالد الفاني.(1/404)
* وعنهما، عن أبي أحمد الحسن بن عبد الله [ابن الحسن]، أخبرني أحمد بن عبد الله بن فضالة القاضي، حدَّثنا الحسين بن محمد الحسني، حدَّثنا الحسين بن عبدك، حدَّثنا الحسن بن ظريف بن ناصح، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباته المجاشعي، قال: كتب أمير المؤمنين علي عليه السلام إلى ابنه محمد بن الحنفية من الوالد الفاني.
* وعنهما، عن أبي أحمد الحسن بن عبد الله، قال: حدَّثنا أحمد بن عبدالعزيز. حدَّثنا سليمان بن ربيع النهدي، حدَّثنا كادح بن رحمة الزاهد، حدَّثنا صباح بن يحيى المزني.
* وعنهما، عن أبي أحمد، حدَّثنا علي بن محمد بن إبراهيم التستري، حدَّثنا جعفر بن عنبسة، حدثنا عباد بن زياد، حدَّثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسن بن علي عليهم السلام.
* وعنهما عن أبي أحمد الحسن بن عبد الله، حدَّثنا محمد بن علي بن داهر الرازي، حدَّثنا محمد بن العباس، حدَّثنا عبد الله بن داهر، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن علي عليه السلام، قال: كتب علي عليه السلام إلى ابنه الحسن عليهم السلام.
* وعنهما عن أبي أحمد الحسن بن عبد الله، حدَّثنا علي بن عبد العزيز الكوفي المكتب، حدَّثنا جعفر بن هارون بن زياد، حدَّثنا محمد بن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جده، أن أمير المؤمنين كتب إلى ابنه الحسن هؤلاء كلهم أنه عليه السلام كتب إلى ابنه الحسن إلا من الطريق الذي روينا أنه كتب إلى ابنه محمد بن الحنفيه:(1/405)