الشباب. 50- في الشيب. 51- في الخضاب. 52- في المرض وكلام الصالحين عنده. 53- في الموت وسكراته. 54- الوصية. 55- التوبة والاستغفار. 56- في دلائل القيامة وأشراطها. 57- ذكر أفزاع القيامة والنفخة في الصور. 58- في صفات جهنم. 59- في الضحك والسرور. 60- باب صفة الجنة والنار. 61- في الرجاء والرغبة. 62- في البكاء من خوف اللّه تعالى. 63- في وزر الغيبة وأذى المسلم. 64- في وزر النميمة والسعاية. 65- الإشتغال بعيوب النفس عن عيوب الناس. 66- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 67- الجهاد. 68- مجاهدة النفس وهواها. 69- نبذ من كلام أمير المؤمنين والعترة عليهم السلام.(1/36)
باب في صفة الزهد
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أخبرنا الحسن بن عبد الله بن سعيد [العسكري]، حدَّثنا بكر بن عبد الله المحتسب، حدَّثنا ابن المنذر الكوفي، حدَّثنا الهيثم بن واقد الحرمي، قال: قلت لأبي حنيفة ما الزهد من كتاب الله؟ قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن ذلك؟ فقال: قوله تعالى: ?لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ?[الحديد: 23]. فمن كان هكذا فهو الزاهد حقاً.
وليس الاعتبار به أخذه عن شخص مخصوص، وإنما الاعتبار بمعناه وموقعه، فكذلك قيل: انظروا في الكلام دون المتكلم.
(1) وقد أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن أحمد بن يحيى الجرجرائي، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجرائي قراءة عليه، حدَّثنا أبو الدنيا الأشج المعمر قال: سمعت أمير المؤمنين علياً عليه السلام يقول: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((الحكمة ضالة المؤمن ومن حيث وجدها فهو أحق بها )).
(2) ولقد جمع ذلك رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: (( إياك وما تعتذر منه )).
(3) أخبرني أبو الحسن الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، حدثني: القاسم بن محمد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( وإذا صليت فصلّ صلاة مودع ، وإياك يا حسين وما يعتذر منه.. )) الخبر بطوله.
(4) وفي قوله: (( إياك وما يسوء الأذن )).
(5) وفي قوله: (( ما أحببت أن يأتي الناس إليك فأته لهم وما كرهت أن يأتي الناس إليك فلا تأته إليهم )).
(6) وقوله: (( اذكروا هادم اللذات )).
(7) وقوله: (( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )).
*وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام: قصر الأمل،وشكر النعمة، والورع من محارم الله.
* وعن بعضهم: ترك كل شيء يشغلك عن اللّه سبحانه.
* مُصَنِّفُه: ترك ما تحب لمن تحب.(1/37)
* الفضيل: هو القنوع وهو الغني.
* وعن بعضهم: خلع الراحة وبذل المجهود، وقطع الآمال.
(8) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( ليس الزهادة في الدنيا تحريم الحلال، ولا إضاعة المال ، ولكن أن لا تكون بشيء مما في يدك أوثق مما في يد الله، وأن تكون في ثواب المصيبة أرغب منك فيها لو أنها أبقيت لك )).
(9) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد، أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله، حدَّثنا أبو عمرو القاضي، حدَّثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني، حدَّثنا القاسم بن الحكم العرني، عن عبيدالله بن الوليد، عن محمد بن سوقة، عن الحارث، عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات ، ومن أشفق من النار لها عن الشهوات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات )).
* وعن زين العابدين عليه السلام: ليس الزهد بأكل خبز الشعير، ولا الملح الجريش ولالبس الغليظ، وإنما هو تقوى تخرج عن القلب.
* وعن بعضهم: الزهادة في الدنيا أربعة: معرفة المرء بنفسه حتى لا يتفضل على أحد، وبصره بآفات الدنيا وعيوبها، وكراهيته زهرة الدنيا لما يرجو في الآخرة، واستهانتة بشدائد الدنيا ومصائبها لما يخاف منها في الآخرة.
* وعن بعضهم: الزهد أن لا تبالي بالدنيا في يد من كانت.
* وعن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: الزهد في الدنيا عدها كالجيفة لم يتناول منها إلا اضطراراً.
* وعنه: الدنيا كالجيفة وطالبيها كالكلاب.
وقد نظمه بعضهم شعراً:
ألا إنما الدنيا كجيفة ميت وطلابها مثل الكلاب النوابح
* مُصَنِّفُه: أول الزهد في الدنيا بغضها، كما أن أول الخطيئة حبها.
* لبعضهم: تجرع الصبر، وتحمل الذُل، والإشتغال بالحلال.
* وفي بعض مواعظ أهل البيت عليهم السلام: كان فيما ناجى اللّه سبحانه موسى بن عمران عليه السلام: ما تزيَّن المتزينون بمثل الزهد في الدنيا.
* وعن بعضهم: الزهد راحة القلب والبدن.(1/38)
(10) أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن فضالة النيسابوري، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل ببخارى، حدثني مكحول بن الفضل النسفي، حدَّثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى البزار، حدَّثنا الحسين بن بشر، حدَّثنا أبو خالد الأموي، حدَّثنا علي بن الحسن، حدَّثنا زياد أبو مريم، قال: سمعت عماراً يقول: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما عُبِدَ الله بشيء أفضل من الزهد في الدنيا )).
* مُصَنِّفُه: الزهد أداء الطاعات، واجتناب الكبائر، واختصاره: الإتباع لأمره، والإمتناع عن زجره.(1/39)
باب في فضل الزهد وصفته
(11) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد، حدَّثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله، حدَّثنا الحسن بن علي السراج القاضي، حدَّثنا زيد بن إسماعيل، حدَّثنا كثير بن هشام، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي فروة، عن أبي خلاَّد، وكانت له صحبة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إذا رأيتم الرجل قد أوتي زهداً في الدنيا، وقلة منطق فاقربوا منه فإنه يلقن الحكمة )).
(12) أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، حدَّثنا مكحول بن الفضل، حدَّثنا محمد بن صالح الترمذي، حدَّثنا هشام بن عمار، عن الحكم بن هشام، عن يحيى بن سعيد، عن أبي فروة، عن طارق، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إذا رأيتم الرجل أعطي زهداً في الدنيا فاقتربوا منه فإنه يُلقِي الحكمة )).
* وعن المسيح عليه السلام: النظر إلى أهل الدنيا رحمة، وإلى أهل الزهد حسرة، وإلى أهل القبور عظة، وإلى الموتى عبرة.
* وعن الباقر عليه السلام: أحب العباد إلى اللّه وأكرمهم عليه أتقاهم له وأعملهم بطاعته.
* وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: أولئك الأقلون عدداً، الأعظمون عند اللّه قدراً.
(13) وروي أنه ما أعجب النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيء من الدنيا ، ولا أعجبه أحدٌ إلا أن يكون ذا تُقى.
* وعن بعض أهل البيت عليهم السلام: الزاهد من لم يخرجه غضبه عن طاعة الله، ولم يخرجه رضاه إلى معصيته، وإذا قدر عفى وكف.
* مُصَنِّفُه: الزاهد من لم يغلب الهوى عقله، والشهوة دينه، والشبهة يقينه.
وأخبرني أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله، أخبرنا ابن بسطام، أخبرنا أبو موسى، أخبرنا أبو داود [الطيالسي]، أخبرنا سهل بن شعيب، عن عبد الأعلى ، وأثنى عليه خيراً، عن نوف البكالي قال: رأيت أمير المؤمنين علياً عليه السلام، وكان يكثر الخروج والنظر إلى السماء.(1/40)