(462) أخبرني أبو علي قال: أخبرنا أبو بكر، أخبرنا مكحول، أخبرنا حمدان بن ذي النون، حدَّثنا مكي بن إبراهيم، عن طلحه بن عمرو، عن عطاء قال: سمعت أبا هريرة يقول: قلنا: يا رسول اللّه، إن لم نأمر بالمعروف، ولم ننه عن المنكر، حتى لا يبقى شيء من المعروف، إلاَّ عملنا به، ولا شيء من المنكر إلاَّ انتهينا عنه، إذاً لا نأمر بالمعروف، ولا ننه عن المنكر ؟
فقال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به ، وانهو عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه )).
(463) وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا يزال الناس بخير ما تباينوا ، فإن استووا هلكوا )).
* أمير المؤمنين علي عليه السلام: سيأتي على الناس زمان منكر الحق فيهم تسعة أعشارهم.
* قيل في قوله تعالى: ?وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أيْنَمَا كُنْتُ ?[مريم:31]: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، أينما كان.
* زيد بن علي عليه السلام: لما خفقت الرايات فوق رأسه، فقال: لقد كنت أستحيي أن أرد على رسول اللّه، ولم آمر في أمته بمعروف، ولم أنه عن منكر.
* وروي أنه كان يحث ابنه يحيى على الإقتداء به، فجعل روحه هدفاً للبلاء، ارتجاء للرضى.
* كعب الأحبار: ليس في الجنان جنة أعلى من جنة الفردوس، وفيها الآمرون بالمعروف، والناهون عن المنكر.
* وروي أن حوراء، يقال لها: عيناء. في أكمل كمال، وأجمل جمال، تنادي يوم القيامة: أنا للآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر.
* أمير المؤمنين علي عليه السلام: أفضل الجهاد، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وشنئان الفاسقين. فمن أمر بالمعروف؛ شد ظهر المؤمنين، ومن نهى عن المنكر؛ أرغم أنف المنافقين، ومن شنأ المنافقين، وغضب لله؛ غضب اللّه له.
* أبو الدرداء: أمرؤ وعظ إخوانه في العلانية فقد شانهم، ومن وعظ في السر فقد زانهم.(1/381)


* قال أويس القرني لرجل: يا أخا مراد، إن الموت لم يدع للمؤمن في الدنيا فرحاً، وإن علمه بحقوق اللّه لم يدع له فضة ولا ذهباً، وإن قيامه بالناس بحق لم يدع له في الدنيا صديقاً. إنا نأمرهم بتقوى اللّه، وننهاهم عن المنكر، فيشتمون أعراضنا، ويرموننا بالعظائم.
* جرير بن عبد الله: ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز ممن يعمله، فلا يغيرونه إلا عمَّهم اللّه بعقاب.
* أبو الدرداء: لتأمرنَّ بالمعروف، وتنهونَّ عن المنكر، أو ليسلطنَّ اللّه عليكم سلطاناً ظالماً، لا يجل كبيركم، ولا يرحم صغيركم، ويدعو خياركم فلا يستجاب لهم، ويستنصرون فلا ينصرون، ويستغفرون فلا يغفرون.
* قال أبو وهب، لحفص بن حميد: يا أبا عمر، ما الذي بلغ الثوري إلى ما بلغ إليه، وقد كان في زمانه من هو مثله في العبادة والعلم؟ فقال له حفص: استخفافه بالناس في موضع الحق.
* وقال الثوري: إذا رأيت المنكر فلم أنكره بلت دماً.
(464) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: ((أحب الأعمال إلى اللّه، كلمة حق عند سلطان جائر )).
* وعن أبي عبد الله عليه السلام: إن اللّه بعث ملكين إلى أهل مدينة يقلبانها على أهلها، فلما انتهيا إلى المدينة، وجدا رجلاً يدعو اللّه ويتضرع إليه. فقال أحد الملكين، لصاحبه: أما ترى هذا الداعي؟ فقال: قد رأيته، ولكني أمضي لما أمرني ربي. وقال الآخر: ولكني لا أحدث شيئاً، حتى أرجع إلى ربي، فعادا إلى اللّه تعالى. فقال: يا رب أني انتهيت إلى المدينة، فوجدت عبدك فلاناً يدعو ويتضرع إليك. قال: امض لما أمرتك، فإن ذلك رجل لم يتغير وجهه غضباً لي قط.
* أنس بن مالك: من سمع منكراً فلم ينهه، جاء يوم القيامة أصم مصطلم الأذنين.
* عمر بن الخطاب: يأتي على الناس زمان يكون الصالحون في ذلك الزمان، ولا يؤمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، إن رضوا رضوا لأنفسهم، وإن غضبوا غضبوا لأنفسم، ولا يغضبون ولا يرضون لله.(1/382)


* مالك بن دينار: كان حَبْرٌ من أحبار بني إسرائيل يغشى منزله الرجال والنساء يذكرهم، فرأى يوماً ابنه غمز النساء.
فقال: مهلاً يابني مهلاً. فسقط من سريره منكباً حتى انقطع بعض أعضائه، فأوحى اللّه إلى نبيهم: أن أخبر فلاناً لا أخرج من صلبه صِدِّيقاً أبداً، ما كان غضبه لي إلاَّ أن قال: مهلاً يابني!!
* وعن مالك بن دينار: إن اللّه أوحى إلى الملائكة أن عذبوا قرية (كذا). قال: فصاحت الملائكة إلى ربها. قالوا: يا رب إن فيهم عبدك فلان العابد. قال: أسمعوني ضجيجه فيهم، فإن وجهه لم يتغير غضباً لمحارمي.
* الفضيل: ما أبالي ما أطعت مخلوقاً في معصية أو صليت إلى غير قبلة.
* المعلى بن زياد: قيل للحسن: خرج خارجي بالحربة، فقال: مسكين رأى منكراً فأنكره فوقع فيما هو أنكر منه.
* وعن لقمان أنه قال لابنه: يا بني كذب من قال: الشر يطفى بالشر، فإن كان صادقاً، فلتوقد ناراً عند نار، ولينظر هل تطفي إحداهما الأخرى، بل إن الخير يطفي الشر، كما أن الماء يطفي النار.
* أبو أسامه: كان الثوري، يقول: لا تقية لي، فإني مداهن مقصر، وكان يكاشف الأمراء مكاشفة.
* عن ابن مسعود: من أكبر الكبائر، أن يقال للعبد: اتق الله. فيقول: عليك بنفسك.
* حذيفة بن اليمان: يأتي على الناس زمان، لأن يكون فيهم جيفة حمار، أحب إليهم من مؤمن يأمرهم وينهاهم.
* المدائني: من أحبك نهاك، ومن أبغضك أغراك.
* وعنه أيضا: من أدب ابنه، أرغم أنف عدوه.
* مُصَنِّفُه: ما من أُمَّة استقاموا بالمعروف والإنتهاء عن المنكر، إلاَّ استقامت أمورهم دنياً وديناً، وما من أُمَّة ضيعوهما، إلاَّ سلط عليهم أشرارهم، وضاع خيارهم، وانبثق عليهم فساد الدنيا والدين، وهما حق اللّه عليك، فمهما لم ترع حقه كيف ترجو رعاية حقك عليه وعلى غيرك.
* الثوري: ما بقي أحد يستحى منه.
* مالك بن سليمان: ذهب المعروف يبكي، وجاء المنكر يضحك.
* لبعضهم:
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم .... والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلف يزين بعضهم .... بعضاً ليدفع معوراً عن معور(1/383)


* أتأمر فلاناً وهو لا ينتهي، ولا يقبل منك؟ قال: معذرة إلى الله.
* وأوحى تعالى إلى يوشع بن نون: إني مهلك من قومك أربعين ألفاً من خيارهم، وستين ألفاً من شرارهم. فقال: يا رب هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبوا لغضبي، وواكلوهم وشاربوهم.
* أبو أمامة: يحشر الناس من هذه الأمة على صورة القردة والخنازير، بما داهنوا أهل المعاصي، وكفوا عن نهيهم وهم يستطيعون.
* وقيل للثوري: ألا تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؟ فقال: إذا (شق البحر) ، فمن يقدر أن يسكن.
* وقيل للفضيل: ألا تأمر ولا تنهى؟ قال: إن قوماً أمروا ونهو فكفروا، وذلك أنهم لم يصبروا على ما أصيبوا.
* يحيى بن معاذ: مصائب المؤمن في الدنيا، ثلاث: صلاة تفوته، أو أخ له في اللّه يموت، أو حدث يحدث في الإسلام.
* وعن علي بن أسباط، عن أبي إسحاق الخراساني، قال: روي أن صبيين وثبا على ديك فنتفاه، فلم يدعا له ريشة، وشيخ قائم يصلي، لا يأمرهم ولا ينهاهم، فأمر اللّه الأرضين فابتلعته.
* جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من مشى إلى سلطان جائر فأمره بتقوى ووعظه وخوفه كان له مثل أجر الثقلين الجن والإنس.
علي بن أسباط: كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر رحمه الله: أما بعد فإني إنما وليتك لأمر الضعيف الذي ليس له عشيرة، إن ظلم بمظلمة تمنعه، وليس له مال إذا ظلم نهض به إليَّ لأنصفه، فإياك أن ألومك، فإنك إن فعلت غضبت عليك.
قال الراوي: فكان محمد بن أبي بكر يقول: لضرب السياط أهون عليَّ من كتب أمير المؤمنين فزعاً منها.(1/384)


(465) المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( يا معشر القراء للقرآن: اتقوا اللّه فيما حملكم من كتابه، فإني مسئول، وإنكم مسئولون، أنا عن تبليغ الرسالة، وأما أنتم فإنكم تسألون عما حملتكم من كتاب اللّه، وكيف كنتم فيه يا معشر الربانيين والأحبار، فماذا أنتم قائلون؟ اتقوا اللّه في الصلاة، فإنها أول ما تسألون عنه، ثم الزكاة، ثم الجهاد، ثم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، واستعدوا فإن اللّه لم يخلقكم عبثاً ولا سدى، فأنتم سابقة الناس في الدنيا وفي الحساب )).
(466) الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر أنه قال: وجدنا في كتاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إذا كثر الزنا، كثر موت الفجأة، وإذا طففت المكيال، أخذهم اللّه بالسنين والنقص، وإذا منعوا الزكاة تزكيتها، هلك الزرع والثمار والمعادن كلها، وإذا جاروا في الأحكام، تعاونوا على الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهود، سلط اللّه عليهم عدوهم، وإذا قطعوا الرحم، جعلت الأموال في أيدي الأشرار، وإذا لم يأمروا بالمعروف، ولم ينهوا عن المنكر، ويتبعون الأخيار من أهل بيتي، سلط اللّه عليهم شرارهم، فيدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم )).
(467) محمد بن طلحة، عن أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام: أن رجلاً من خثعم جاء إلى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول اللّه أخبرني ما أفضل الإسلام؟
قال: (( الإيمان بالله )). قال: ثم ماذا؟ قال: (( صلة الرحم )). قال: ثم ماذا؟ قال: (( الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر )). قال: فقال الرجل: أي الأعمال أبغض إلى الله؟ قال: (( الشرك بالله )). قال: ثم ماذا؟ قال: (( ثم قطيعة الرحم )). قال: ثم ماذا؟ قال: (( الأمر بالمنكر، والنهي عن المعروف )).(1/385)

77 / 101
ع
En
A+
A-