* وكان عون بن عبد الله يقول: ويحي كيف أغفل ولا يغفل عني، أم كيف تهنيني معيشتي، واليوم الثقيل ورائي، أم كيف لا يطول حزني، ولا أدري ما فعل في ذنبي، أم كيف أجمع لها، وفي غيرها قراري، أم كيف تعظم رغبتي لشد حُمُقي لها، ولا ينفعني ما تركت منها بعدي، أم كيف أوثرها، وقد أضرت من آثرها قبلي، أم كيف لا أبادر بعمل من قبل أن تنصرم مدتي، أم كيف لا أفك نفسي من قبل أن يغلق رهني، أم كيف يشتد عجبي فيها وهي مزايلة ومنقطعة.
* عن يحيى بن معاذ: الأبدان جواهر تمييزها يوم القيامة.
* أبو ذر: إنَّ قيامي لله ما ترك لي صديقاً، وإن خوفي من يوم الحساب ما ترك على نفسي لحماً، وإن يقيني بثواب اللّه ما ترك في بيتي شيئاً.
* أبو العالية: ست آيات في الدنيا والناس ينظرون:?إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ، وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ، وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ، وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ?[التكوير:16].
* وقد كان الربيع بن خثيم حفر في داره حفيرة، متى أحس من قلبه شدة وقساوة وجفوة، دخلها واضطجع فيها ومكث ما شاء اللّه، ثم يقول: ?رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا?[المؤمنون: 99،100]. ثم يردد على نفسه يا ربيع: قد أرجعتك. فيقوم فيرى ذلك فيه.
* أبو عمران الجوني: إذا رأت البهائم يوم القيامة بني آدم، وقد تضرعوا بين يدي اللّه صفين، قالوا: الحمد لله يابني آدم، الذي لم يجعلنا مثلكم، فلا جنة نرجو، ولا نار نخاف.
* وقال علي بن ثابت لعابد: عظني. قال: لا ترد بعملك غير ماسأل ضرك ونفعك. قلت: زدني. قال: أهمل رجاك لا تستعمله، واستشعر الخوف فلا تغفله. قلت: زدني. قال: ثم العرض على ربك فلا تنسه. قال: ثم سقط على وجهه منكباً.
* في بعض مواعظ أهل البيت عليهم السلام: يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا، وأجوع ما كانوا، وأعطش ما كانوا فيها.(1/336)


* وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: لا تنشر الأرض عن أحد يوم القيامة إلا وملكان آخذان بضبعه يقولان: أجب رب العزة، الشمس يوم القيامة على رؤوس الخلائق وأعمالهم تظلهم وتضحيهم، أي يحرقهم الموت في أعيان العباد، والدنيا تطوى من خلفهم، أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات: الساعة التي يعاين فيها ملك الموت، والساعة التي يوضع في قبره، والساعة التي يقف بين يدي الله. إما إلى الجنة، وإما إلى النار. ثم قال: إن نجوت يا ابن آدم عند الموت فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت يا ابن آدم حين توضع في قبرك، فأنت أنت وإلا هلكت، وإن نجوت يا ابن آدم حين يحمل الناس على الصراط فأنت أنت وإلا هلكت،ثم تلا هذه الآية: ?وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ?[المؤمنون:100]. قال: هو القبر.(1/337)


باب في صفات جهنم أعاذنا اللّه منها
* قال اللّه تعالى: ?وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ، وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ?[فاطر:36،37].
* وقال [تعالى]: ?وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ، يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ?[إبراهيم:15 - 17].
*وقال تعالى: ?كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا ?..الآية [النساء:56].
* وقال تعالى: ?أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ، إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ، إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ، فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ، ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ، ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإَِلَى الْجَحِيمِ?[الصافات: 62 - 68].
* وقال تعالى: ?إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيرًا ، وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً، لاَ تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً?[الفرقان: 12 - 14].(1/338)


(380) أخبرنا أبو الحسن، أخبرنا أبو أحمد، حدَّثنا عبد الله بن أحمد بن موسى، حدَّثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدَّثنا ابن عيَّاش، حدَّثنا عمارة بن غزية أنه حدثهم: حميد بن عبيد مولى المعلى وهو: ثقة. عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل: (( مالي ما أرى ميكائيل ضاحكاً ؟ قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار )).
(381) عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزء من حر جهنَّم )). فقالوا: والله إنْ كانت لكافية يا رسول اللّه.
فقال: (( فإنها قد قد فضلت عنها تسعة وستين حراً كلهنَّ مثل حرها )).
(382) سعيد بن جبير، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( لو كان في هذا المسجد مائة ألفٍ أو يزيدون ، وفيهم رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لأحرق المسجد ومن فيه )).
(383) الحسن، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( لو أن غرباً من جهنم وضع في وسط الأرض لآذى ريحه وشدة حرِّه مَنْ بين المشرق والمغرب ، ولو أنَّ شرارة من جهنم وضع في وسط الأرض لآذى حرَّها مَنْ بين المشرق والمغرب )).
(384) عن الحسن، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إئتني بإداوة من ماء )). فأخذتها ولحقته ويده في يد أمير المؤمنين علي عليه السلام.
فيقول: (( ياعلي كل نعيم ينقطع إلا نعيم أهل الجنة ، وكل هم ينقطع إلا هم أهل النار )).
(385) عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( لو ضرب بمقمع من مقامع الحديد الجبل لتفتت فعاد غباراً )).
(386) وعن أبي صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: ?يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ?[الزمر:56 ]. قال: (( الحسرة أن يرى أهل النار منازلهم في الجنة فهي الحسرة )).(1/339)


(387) عن اللجلاج، عن معاذ بن جبل، قال: أتى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم [رجل] وهو يقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة.
فقام عليه السلام، وقال: (( هل تدري ما تمام النعمة ))؟ فقال: يارسول اللّه دعوة دعوتها أريد بها الخير. قال: فإنَّ تمام النعمة الفوز من النار ودخول الجنة )).
(388) عبيد الله بن زحر ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: ?يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ?[إبراهيم: 17]. قال: (( يقرب إليه فيتكرهه، فإذا دنى منه شوى وجهه ، ووقع فروة وجهه، وإذا شربه تقطع أمعاءه، ومرق من تحت قدميه،قال اللّه عز وجل: ?وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ?[محمد: 15])).
* وعن عبيد الله بن عمر الليثي، قال: إنَّ جهنم تزفر زفرة، لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلا خرَّ ، ترتعد فرائصه، حتى أن إبراهيم عليه السلام ليجثو على ركبتيه، فيقول: رب لا أسألك إلا نفسي.
* معمر، عن قتادة: ?فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيم ?[الصافات: 55]. قال: في وسطها.
قال: وإن جماجم القوم لتغلي، والله لولا أن اللّه عز وجل عرفه إياه ما عرفه لقد ذهب حبره وسبره.
* مُصَنِّفُه: يعني هيئته وجماله.
* وعن الضحاك، في قوله تعالى: ?يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ ?[الرحمن:41]. قال: بسواد وجوههم، وزرقة أعينهم. قال تعالى: ?وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا?[يونس: 27].
(389) أبو سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ?كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُون ?[الدخان: 45]. قال: ((كغلي الزيت، فإذا قرَّبَه إلى فِيْهِ سقطت فروة وجهه )).(1/340)

68 / 101
ع
En
A+
A-