(336) عن عبد الرحمن الأنصاري من بني النجار، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إنَّ من اقتراب الساعة: كثرة المطر، وقلة النبات ، وكثرة القُرَّاء، وقلة الفقهاء، وكثرة الأُمراء، وقلة الأُمناء )).
(337) وعن أنس أن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (( من أشراط الساعة: الفحش، والتفحش ، وقطيعة الأرحام، وترك الأمين، وائتمان الخائن )).
(338) وعنه: أن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (( إن من أشراط الساعة: أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل، ويُشْرَبُ الخمر، ويفشو الزنا، ويقل الرجال، وتكثر النساء، حتى أنك لتجد الخمسين امرأة مالها إلا قيِّم واحد )).
(339) أبو هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، فتقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل واحد منهم لَعَلِّي الذي أنجو )).
(340) عطاء، عن ابن عباس، قال: لما كان حجة الوداع، أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحلقتي باب الكعبة، وأقبل بوجهه على الناس، فقال: (( إني محدثكم بأشراط القيامة، فاسمعوا وعوا )). ثم بكى حتى علا انتحابه ، ثم قال: (( إنَّ مِن أشراط القيامة: إضاعة الصلاة، واتباع الشهوات، والميل مع أهل الهوى، ويكون أمناء خونةً، ووزراء فسقةً )). فوثب سلمان، فقال: بأبي وأمي، إنَّ هذا لكائن؟
قال: (( نعم يا سلمان، عندها يذوب قلب المؤمن في جوفه، كما يذوب الملح في الماء، ولا يستطيع أن يغير )). قال: ويكون ذلك؟
قال: (( نعم يا سلمان. إن أذل الناس يؤمئذ المؤمن، يمشي بين أظهرهم بالمخافة، إن تكلم أكلوه، وإن سكت مات بغيظه، يا سلمان: ما قُدِّسَت أمة لا ينتصر لضعيفها من قويها غير متعتع ) ) . قال: أويكون ذلك؟(1/321)


قال: (( نعم يا سلمان، عندها يكون المطر قيضاً، والولد غيظاً، وتفيض اللئام فيضاً، وتغيظ الكرام غيضاً، عندها يتهاون بالدين، وتظهر القينات، ويتغنى بكتاب الله، وتتكلم الرويبضة )) .
قلت: وما الرويبضة؟
قال: (( يتكلم في أمر العامة من لم يتكلم، عندها تزخرف المساجد، كما تزخرف الكنائس والبيع، وتحلَّى المصاحف، ويطيلون المنائر، وتكثر الصفوف، والقلوب متباغضة، والألسن مختلفة، ودين أحدهم لعقة على لسانه، إذا أعطي شكر، وإذا مُنع كفر )).
قال سلمان: ويكون ذلك؟
قال: (( نعم يا سلمان، إن عند ذلك يكون الكذب ظرفاً، والزكاة مغرماً، والفيء مغنماً، والمال دولاً، ويُعَظَّمُ ربُّ المال، ويباع الدين بالدنيا، وتلتمس الدنيا بعمل الآخرة، ويكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وتركب ذوات الفروج السروج، عليهم من أمة لعنة اللّه.عندها يا سلمان، يلي أمتى قوم جثاهم جثا الناس، وقلوبهم قلوب الشياطين، إن تكلموا قتلوهم، وإن سكتوا استباحوهم، لا يرحمون صغيراً ولا يوقرون كبيراً، ليستأثرون بفيئهم، وتوطى حريمهم، ويجار في حكمهم عند ذلك إمارة النساء، ومشاورة الإماء، وقعود الصبيان على المنابر، ويكثر الشرط، وتحلى ذكور أمتي الذهب، ويلبسون الحرير، ويكثر الشجار، ويظهر الزنا )).
قال: أويكون ذلك؟
قال: (( نعم يا سلمان، يأتي نشأٌ من المشرق والمغرب يلون أمتي، فويل للضعفة منهم )). في حديث طويل ذكره.
(341) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا تقوم الساعة إلا على شرار أمتي )).
(342) عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا تقوم الساعة حتى لا يعبد اللّه في الأرض قبل ذلك بمائة سنة )).(1/322)


(343) عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة، قال: كنا نتحدث فأشرف علينا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: (( فيمَ كنتم ))؟ قالوا: كنا نذكر الساعة. قال: (( لن تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات فذكر خسفاً بالمشرق وخسفاً بالمغرب، وخسفاً بجزيرة العرب، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، والدجال والدخان، ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس، والعاشر إما ريحٌ تطرحهم في البحر، وإما نزول عيسى بن مريم )).
(344) عن أبي لبابة الأنصاري، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( إن يوم الجمعة سيد الأيام، وأعظمها عند اللّه ، وفيه خمس خلال: فيه خلق اللّه آدم عليه السلام، وأُهبط فيه إلى الأرض، وفيه تقوم الساعة، وما من ملك مقرب، ولا سماء، ولا أرض، ولا جبل، إلاَّ وهو مشفق من يوم الجمعة أن تقوم الساعة )).
(345) طارق بن شهاب قال: كان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يكثر ذكر الساعة، فأنزل اللّه تعالى: ?فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ، إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا?[النازعات:الآية:43،44])).
(346) أبو موسى، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا تقوم الساعة حتى يُجعل كتاب اللّه عاراً ، ويكون الإسلام غريباً، وحتى تبدوا الشحناء بين الناس، وحتى يُقبض العلم، ويتقارب الزمان، وينقص عمر البشر والثمرات، وتؤتمن التُّهماء، ويتهم الأُمناء، ويُكذَّب الصادق، ويُصدَّق الكاذب، ويكثر الهرج، حتى تبنى الغرف وتطال، وتحزن ذوات الأولاد، وتفرح العواقر، ويظهر البغي والحسد، ويكثر الكذب، ويفيض الجهل، ويكون الولد غيظاً، والشتاء قيظاً، وحتى يجهر بالفحشاء، ويقوم الخطباء بالكذب، فيجعلون حقي لشر أمتي، فمن صدَّقهم بذلك؛ ورضي به، لم يرح رائحة الجنة )).(1/323)


(347) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( والذي نفسي بيده لتقومنَّ الساعة وثوبهما بينهما لا يطويانه يتبايعانه ، ولتقومنَّ السَّاعة وقد رفع لقمته إلى فِيْهِ فلا يطعمه )). وفي بعض الأخبار: (( تقوم السَّاعة على رجل وفي فِيْهِ لقمة يطعمها، فلا يسيغها، ولا هو يلفظها، قال تعالى: ?وَمَآ أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ?[النحل: 77]. وقال: ?حَتَّى إِذَا جَآءَتْهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا ?[الأنعام: 31]، وقال: ?إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى?[طه: 15] )) .
(348) عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( مثل الآيات، كمثل خرزات منظومات في سلك انقطع السلك، فأتبع بعضها بعضاً )).
(349) سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( لتنتقون كما تنتقى حثالة التمر ، وليذهَبنَّ خياركم، ويبقينَّ شراركم )).
(350) النواس بن سمعان، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( قبل قيام الساعة يرسل اللّه ريحاً باردة طيبة ، فتقبض روح كل مؤمن ومسلم، ويبقى شرار يتهارجون تهارج الحمير، وعليهم تقوم الساعة )).
(351) طارق بن شهاب، عن ابن مسعود، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( بين يدي الساعة: خسف، ومسخ، وقذف )).
قيل: يا نبي اللّه، ومتى يكون ذلك؟
قال: (( إذا ظهرت المعازف، وكثرت القيان، وشُربت الخمور )).
(352) حذيفة بن رشيد، قال: طلع علينا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم من غرفة له، ونحن نتذاكر الساعة.(1/324)


فقال: (( لا تقوم الساعة حتى تكون عشر : الدجال، والدخان، وطلوع الشمس من مغربها، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر، وتنزل معهم إذا نزلوا وتقيل معهم إذا قالوا )).
* مُصَنِّفُه: واعلم أن العاقل يحتشد لدفع البلاء قبل وقوعه، ويطلب الرخاء قبل فواته، فمهما شغلت بالاعتكاف على لهيات القلوب والشهوات، وسوفت الأيام بغرور الأمنيات، واليوم والغد، فما يؤمنك انهجام هذه الأشراط، ومغافصة زوال التكليف، وطلوع الإلجاء، فما نجدك تصرم ما كنت فيه، وقد أطلك بلاء الهلع، وأحاط بك كمد الجزع، فلا تستطيع جبر كسير، ولا تيسير عسير، الآن الآن وأنت في فرصة المهل، وسعة السبيل قبل انقطاع الحيل، واعتلاق الزلل.
* مُصَنِّفُه: الأعمال غروس، وثمارها في الآخرة.(1/325)

65 / 101
ع
En
A+
A-