* عن أبي العتاهية: ?وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ ?[السجدة:21]. قال: المصيبات. ?لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون?: لعلهم يتوبون.
* مُصَنِّفُه: لا تغترن بتسويف الأمل، وأغنم يومك للتوبة، فإنه لك، وغدك غير مأمون فليس لك، فإن لم يأتك لم تندم على ما فرطت في يومك، نافس في أنفاسك للطاعة، فإنما أنت هذه الساعة.
* لبعضهم:
اغتنم غفلة المنية وأعلم أنما الشيب للمنية جسر
* أمير المؤمنين علي عليه السلام: ترك الخطيئة، أهون من طلب التوبة.
* كان عمرو بن مرة الجهني لما أسلم اختلف إلى معاذ بن جبل، فلما رجع إلى قومه.
قال له رجل منهم كان يعرفه يحب النساء ويختلف إليهن: يا عمرو تركت فلانة وزيارتها؟
فقال له عمرو: إنك لفي ضلال، لو دخلت في الإسلام لعرفت فضله، ثم أنشأ يقول:
الآن حين شرعت في خوض النهى .... وخرجت عن عقد الضلال سليماً
ولبست أثواب الحليم فأصبحت .... أم الغواية من هواي عقيماً
وصحوت إلا من لقاء محدث .... حسن الحديث يزيدني تفيهماً
أما النساء فقد تركت طلابها .... وكرهت أن ألقى الحمام ذميماً
إن المشيب وما يرى بمفارقي .... صرف الغواية فانصرفت كريماً
وحلمت بعد جهالة فهجرنني .... غضباً عليَّ لأن رجعت حكيماً
* عن الحسن، في قوله تعالى: ?فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ?[ البقرة: 37] كانت الكلمات: ?رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ?[ الأعراف: 23].
* للرقاشي:
مضى أمسك الماضي شهيداً معدلاً .... وأصبحت في يوم عليك شهيد
فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة .... حقيق بإحسان وأنت حميد
ولا ترج فعل الصالحات إلى غدٍ .... لعل غداً يأتي وأنت فقيد
* وقيل لحكيم: كم أتى عليك؟ قال: عشر سنين. قيل: ولم ذاك، وأنت شيخ كبير؟ قال: لأني منذ عشر صرت في إعداد الناس، إذ صرت من التوابين من الذنوب.(1/316)


* فضيل: الإستغفار بلا إقلاع، توبة الكَذَّابين.
* وكانت رابعة، تقول: استغفارنا يحتاج إلى استغفار كبير.
* لقمان لابنه: لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة.
(326) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما أصرَّ من استغفر ، وإن عاد في اليوم سبعين مرة )).
* الثوري، لا تغتر بأربع: زهد الخصيان، ونسك النساء، وتوبة الجندي، وقراءة الصبيان.
* يحيى بن معاذ: إن لم توقن باليوم الآخر؛ فأنت منافق، وإن أبقيت على اختيار الذنوب على التوبة؛ فأنت خاسر، وما خاسر يقينه؛ كخاسر ماله، وما مضيع دينه؛ مثل مضيع ماله.
* وسئل مسروق: هل لقاتل المؤمن توبة؟ قال: لا أغلق باباً فتحه الله!!
* أمير المؤمنين عليه السلام: خياركم كل مقترف تواب.
*وخرج مسعر بن العركي من البصرة يقتل الناس، حتى دنى من الكوفة، وكان ذلك بلغ أمير المؤمنين علياً عليه السلام، فدخل على أمير المؤمنين عليه السلام متنكراً.
فقال: ما تقول في رجل سفك الدم الحرام، وأخذ أموال الحرام هل له توبة؟
قال أمير المؤمنين: نعم. قال: وإن كان مسعر؟ قال: وإن كان مسعر؟ قال: فأنا مسعر. قال: فقبل توبته!!
* يحيى بن معاذ: التائب يرتع في مرج الحكماء، والراهب يرتع في مرج الأنبياء.
* عمر بن الخطاب: اجلسوا إلى التوابين، فإنهم أرق أفئدة.
* قيل للحسن: الرجل يذنب؛ ثم يتوب، ثم يذنب؛ ثم يتوب، إلى متى؟
قال: ما أعرف هذا إلا أخلاق المؤمنين.
* أمير المؤمنين علي عليه السلام: بقية عمر المرء لا ثمن لها، يدرك بها ما فات، ويحيى بها ما مات، التوبة النصوح أن لايعود إلى معصية.
* جعفر بن محمد عليه السلام: التوبة أن لا تعود إلى المعصية.
* معاذ السقا: التوبة النصوح تورث صاحبها أربعاً: القلة، والذلة، والعزلة، والغربة.
* عمر: التوبة النصوح: تتوب ثم لا ترجع إليه.
* أبو المنهال: ما جاورني في قبري، أحب من الإستغفار.
* ثابت البناني: ما شرب داود شراباً بعد الذنب، إلاَّ ونصفه ممزوج بدموع عينيه؟(1/317)


* مالك بن دينار: دخلت على جار لي مريض، فقلت: عاهد اللّه بأن تتوب عسى أن يشفيك.
قال: هيهات يا أخي، أنا ميت جعلت أعاهد كما كنت أعاهد. فسمعت قائلا من ناحية البيت: عاهدناك مراراً، فوجدناك كذوباً.
* مُصَنِّفُه: علامة التَّائبين في الأغلب خمس: قلة الأمل، قلة الضحك والفرحة، وقلة المبالاة بالدنيا، وكثرة الفكر بالمنية والاعبتار بها، وكثرة التكمد لما سبق منه من الغم والآحزان.
* قيل ليحيى بن معاذ: من التائب؟
قال: من كسر الشباب على رأسه، والدنيا على رأس الشيطان، ولزم العظام حتى أتى الحمام.
(327) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( المستغفر باللسان والمُصرّ على الذنوب، كالمستهزئ بربه )).
(328) حذيفة بن اليمان: كان في لساني ذربة على أهلي لم يكن يعدوهم إلى غيرهم، فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
فقال: (( أين أنت من الإستغفار يا حذيفة ، إني لأستغفر كل يوم سبعين مرة، وخيار أمتي الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا )).
مُصَنِّفُه: التائب من تجنب ما لا يرضاه بما يرضاه.
(329) أخبرنا أبو الحسن، أخبرنا أبو أحمد، حدثنا أبو ميسرة، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قاضي الكوفة، حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا الحسن بن صالح، عن أبي سعيد، عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( من أخطأ خطيئة، أو أذنب ذنباً ، ثم ندم فهو كفارته )).
(330) وعن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( الندم توبة )).
*عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: إني لأرجو أن يكون كفارة العبد من ذنبه، ندامته عليه.
(331) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( ارحموا ترحموا ، واغفروا يغفر لكم، ويل للمُصرِّين، الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون )).
(332) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( التوبة من الذنب، أن تتوب ثم لا تعود إليه )).(1/318)


* شبيب بن شيبه السعدي، قال: قال الحسن: التوبة على أربع دعائم: استغفار باللسان، وندم بالقلب، وترك بالجوارح، وإضمار أن لا يعود.
(333) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( والذي نفسي بيده، إنَّ الرجل إذا قال: أستغفرك وأتوب إليك ، ثم عاد، ثم قال: أستغفرك وأتوب إليك، ثم عاد، ثم قال: أستغفرك وأتوب إليك، ثم عاد. قال: عند الرابعة، كتبه اللّه كذاباً، أو من الكذابين )).
* لبعضهم شعراً:
تتوب من المعاصي إن مرضت .... وترجع في الذنوب إذا بريت
إذا ما الضُّر مَسّك ظلت تبكي .... وأخبث ما تكون إذا قويت
* وعن القاسم بن إبراهيم عليه السلام: التوبة الندم، والعزم على أن لا تعود إلى شيء من المعاصي، والإخلال بالواجب.
وذلك مروي عن علي بن موسى الرضا عليه السلام، وعليه الإعتماد، فالندم هو الأصل، والعزم على أن لا يعود إلى أمثاله في القبح، أو الإخلال بالواجب شرط، ولا فرق بين التوبة مرة أو مراراً، فإنه يجد اللّه غفوراً رحيماً عند ذلك، وقد أمليت منها مسألة؛ وبيَّنت أحكامها، والمقصود من هذا الكتاب، العظة. والزجر لا الإتيان بأحكام المسائل.
* لمُصَنِّفِه:
يا من أجاب مغيثاً صرخ ذي النون .... وأمره الحزم بين الكاف والنون
تغيثني منحاً عن جفوة سبقت .... فإنني غرق في ظلمة النون
تفك معتقلاً بالذنب مرتهناً .... حط الذنوب لنا في مركن النون
تقيلني كرماً عن عثرة بدرت .... فإنني نادم بالنجم والنون
أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد، أخبرنا عبد العزيز، حدثنا هشام بن علي، حدثنا عبد العزيز بن الخطاب، حدثنا موسى بن أبي حبيب الطائفي: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: التوبة ليست بالكلام، ولكن التوبة الرجوع عن الأمر.(1/319)


باب دلائل القيامة وأشراطها
* قال اللّه تعالى: ?إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ، وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ?[التكوير:1،2].
(334) أخبرنا أبو الحسن، أخبرنا أبو أحمد، حدثنا محمد بن غسان بن جبلة، حدثنا محمد بن عثمان بن مخلد، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه. قال: حدثنا يونس بن أرقم، حدثنا وهب بن عبد الله، عن زيد بن علي عليه السلام، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغلس، ثم انصرف، فنادى منادي: يا رسول اللّه، متى الساعة؟ فزجره حتى إذا أسفرنا، رفع طرفه إلى السماء، فقال: (( تبارك خالقها، وطاويها طي السِّجل )). ثم رمى ببصره إلى الأرض، فقال: (( تبارك خالقها، وواضعها،وممهِّدُها )) ثم قال: (( أين السائل عن الساعة ))؟ فقال عمر: أنا.
فقال: (( ذلك عند حيف الأمة، وتصديق أمتى بالنجوم، وتكذيب بالقدر، وحين تُتَّخَذُ الأمانة مغنماً، والصدقة مغرماً، والفاحشة رتاعة، فعند ذلك هلك قومك يا عمر )).
(335) أبو هريرة: إن رجلاً، قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إني أسألك عن أمرٍ فلا يَشُقنَّ عليك ولا تجد عليَّ فيه؟ قال: (( سل )). قال: متى الساعة؟ قال: (( ما المسئول عنها بأعلم من السائل، ولكن لها أشراط ، وتقارب أسواق )). قال: وما تقارب أسواقها؟
قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( كسادها، ومطرٌ ولا نبات، وأن يظهر أولاد العنة ، وأن تفشوا الغيبة، وأن يُعَظَّم رَبُّ المال، وأن تعلوا أصوات الفسقة )). قال: فما تأمرني يا رسول الله؟ قال: (( فرّ بدينك، وكن حلساً من أحلاس بيتك )).
* عبد الواحد بن زيد، قال: قال الحسن: يا ابن آدم، تفكر في خراب الدنيا، فقد أطَلَّتْكَ أشراط الساعة، مع أن الآجال قد تعجل قوماً قبل ذلك فتقُيم قيامتهم، يعاينون مالهم وما عليهم، فنسأل اللّه ذكر حلول الموت، وأن يجعل في الموت راحتنا، إنَّ ربنا سميع الدعاء، فعَّال لما يشاء.(1/320)

64 / 101
ع
En
A+
A-