* لأبي العتاهية:
أؤمل أن أُعمّر والمنايا .... يثبن إليَّ من كل النواحي
فما أدري إذا أمسيت حياً .... لعلي لا أعيش إلى الصباح
* إبراهيم بن الحسن بن سهل يرثي أبا العتاهية:
أيا دنيا خلقت لنا غروراً .... كلمع الآل يختدع البصيرا
إذا أبدت محاسنك الليالي .... فيوشك دايريك أن يدورا
كما دارت دواير من خطوب .... أزرن أبا العتاهية القبورا
حكيم طال ما وصف المنايا .... وكان لنا من الدنيا نذيرا
* لأبي العتاهية:
وكأن من وارته حفرته لم يبد منه لناظر شخص
* ولبعضهم:
ألا تأتي القبور صباح يوم .... فتسمع ما تخبرك القبور
بأن سكونها حرك ينادي .... كأن بطون غايتها ظهور
* ولبعضهم:
ناجتك أجداث وهن سكوت .... أجسامها تحت التراب خفوت
أيا جامع الدنيا لغير بلاغها .... لمن تجمع الدنيا وأنت تموت(1/281)
* أحمد بن محمد الوراق رأى على قبر:
الموت أخرجني من دار مملكتي .... والترب مضطجعي من بعد تتريف
هذا مصير بني الدنيا وإن نعموا .... فيها وغرّهم طول التساويف
* يزيد الرقاشي: لما فتحت مدينة عرمة أصيب على حائطها مكتوب:
ويل لمن جمع مالاً من غير حله، وورَّثه من لم يحمده، وقدم على من لم يعذره، وويل لمن قدم على ربه وهو عليه ساخط.
* وقرئ على قبر باليمامة: عجباً!! لغفلة الأحياء وهم يرون مصرع الموتى، يتنافسون في بناء دورهم وهم غداً يصيرون إلى القبور.
(284) أخبرني أبو الحسن، أخبرنا أبو أحمد، حدَّثنا عبد الله بن محمد الحجاج، حدَّثنا أحمد بن إبراهيم بن محمد ابن العباس الشافعي، حدَّثنا حفص بن غياث، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: مر النَّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم على قبر جديد دفن حديثاً فقال: (( لركعتان خفيفتان مما تحقرون أحب إلى صاحب هذا القبر من دنياكم )).
* عبد الله بن محمد الكوفي، قال: قرأت على قبر:
عشت دهراً في نعيم .... وسرور واغتباط
ثم صار القبر بيتي .... وثرى الأرض بساطي
* عبد الله بن محمد، قال: دخلت قصراً قد باد وتخرب وانهار فإذا قبة بفنائه، وإذا على بعض حيطانه مما يلي القبر:
يا من يعلل باللذات مهجته أما ترى قبر رب القصر مهجوراً(1/282)
باب آخر في استراحة المؤمن بالموت
* يحيى بن معاذ: ما صحت إرادة رجل فمات حتى حن إلى الموت واشتهاه اشتهاء الجائع إلى الطعام لارتداف الآفات واستيحاشه من الأهل والإخوان، ووقوعه فيما يتحير فيه صريح عقله.
* أبو عيينه الخولاني: ألا أخبركم عن حال كان عليه أصحاب رسول اللّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم؟ أوله: لقاء اللّه كان أحب إليهم من الشهد، والثاني: لم يكونوا يخافون عدواً قلُّوا أم كثروا، الثالث: لم يكونوا يخافون غداً أمر الدنيا واثقين برزق الله، والرابع: إن نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى يقضي اللّه فيهم، وكانوا أخوف من الموت أصح ما يكونون.
* أمير المؤمنين علي عليه السلام: ما أبالي وقع الموت عليَّ أم وقعت على الموت.
أبو الدرداء : ما أهدى أخ إلي هدية أحب من السلام،ولا بلغني عنه خبر أحب إلي من موته .
* وأرسل معاذ بن جبل: الحرث بن عمير إلى أبي عبيدة بن الجراح، يسأله عما به من الطاعون؟ قال: فأراه أبو عبيدة طعنة خرجت في كفه فاستهالها الحرث في نفسه وفرق منها جداً فأقسم له أبو عبيدة بالله: ما أحب أن لي مكانها حمر النعم.
* ابن مسعود: ذهبت صفوة الدنيا وبقي كدرها فالموت تحفة لكل مسلم.
* أبو الدرداء قال: ما من مؤمن ولا كافر إلا والموت خير له، من لم يصدقني فإن اللّه يقول: ?وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ ?[آل عمران: 198]. وقال: ?إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ?[آل عمران:178].(1/283)
* أبو هريرة: والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان يكون الموت أحب إلى العلماء من الذهب الأحمر، حتى يأتي الرجل قبر أخيه فيقول: ليتني كنت مكانك.
* محارب بن دثار: قال لي خثيمة: أَيَسُرَّكَ الموت؟ فقلت: ما أعلم أحداً إلا سَرَّه الموت إلا منقوص.
* الداراني: قلت لأم هارون: تحبين الموت؟ قالت: لا. قلت: لِمَ ؟ قالت: لو عصيت آدمياً ما اشتهيت لقاه، فكيف أحب لقاه وقد عصيته.
* الربيع بن خثيم: ما من غائب ينتظره المؤمن خير له من الموت.
* أبو وائل: لقيت صلة بن زفر، فقال: يا أبا العلاء هل بأهلك من هذا الطاعون؟ قال: لا. وإني لأن يخطيهم أخوف مني لأن يصيبهم.
* زيد بن أسلم: لو كان الموت بيدي لأذقتها نفسي، ولشفقتي من بقية عمري أشد من شفقتي مما مضى، أَمَّا ما مضى فقد عرفت نفسي فيه، وأما ما بقي فلست أدري كيف يكون.
* الثوري: كنت أرى مشائخنا يحبون الموت وأنا أتعجب منهم حتى صرت الآن أعجب ممن لا يحب الموت.
* عبد الله بن سهل: قيل لسهيل بن علي: أتريد أن تموت غداً؟ قال: لا. ولكن الساعة.
* مُصَنِّفُه: موت يزيح عقال الخيفة إلى الرجاء خير من غد لا تأمن فيه تأبيد الشقاء.(1/284)
باب في الأمل والأجل
* قال اللّه تعالى: ?ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ?[الحجر:3].
* قال [تعالى]: ?وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ?[الأعراف: 185].
أخبرنا أبو الحسن، أخبرنا أبو أحمد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، حدثنا أبي، حدثنا علي بن موسى الرضى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: لو رأى العبد أجله وسرعته إليه، لأبغض الأمل وطلبه الدنيا.
(285) أخبرنا أبو الحسن، أخبرنا أبو أحمد، حدثنا محمد بن عبدالعزيز الأصبهاني، حدثنا الحسن بن محمد الصباح، حدثنا مروان بن معاويه. حدثنا علي بن اللهبي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن أخوف ما أخاف على أمتي: الهوى، وطول الأمل )).
(286) قتادة، عن أنس: عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( مثل الإنسان والأجل والأمل، كمثل الأجل خلفه والأمل أمامه ، فبينا هو يؤمل أمامه إذ أتاه فاختلجه )).
(287) ابن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( حال الأجل دون الأمل )).
(288) قتادة، عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( يهرم ابن آدم وتبقى معه خصلتان : الحرص، وطول الأمل )).
(289) أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين : حب المال، وطول الأمل )).
(290) عن أنس، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فوضع ثوبه تحت رأسه، فقام يشد فزعاً وترك رداءه، فاتبعته.
فقلت: مالك يا نبي الله؟ قال: (( ظننت أن الساعة قد قامت )).
(291) عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج فيبول، ثم يتمسح بالتراب فأقول: يا رسول اللّه الماء قريب. فيقول: (( وما يدري لعلي لا أبلغه )).(1/285)