(245) محمد بن علي، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لما كان قبل وفاة النَّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بثلاث هبط جبريل عليه السلام فقال: السلام عليك يا محمد: إن اللّه أرسلني إكراماً لك، وتفضيلاً لك خاصة يسألك عما هو أعلم به منك يقول لك: كيف تجدك؟ قال: أجدني مغموماً، وأجدني مكروباً، فذكر حديث وفاة النَّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وقال في آخره: وقال جبريل عليه السلام: السلام عليك يا محمد ذهبت وطأتي من الأرض أنت كنت حاجتي من الدنيا قال: فقبض رسول اللّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فسمعنا قائلاً يقول: ?كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ?[آل عمران:185]. في اللّه عزاء من كلِّ مصيبة، وخلف من كلِّ هالك، ودرك لما فات. فبالله فثقوا، وبالله فارجو فإن المصاب من حرم الثواب )) .
* وعن الضَّحاك بن مزاحم: في قوله تعالى:?بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ?[البقرة:81]. قال: هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب.
* أبو الحسن علي بن فرذويه:
لله در فتى يدبر أمره .... فغدا وراح مبادراً للفوت
المرء يهلك نفسه بلعل ذاك .... وليتني وهلاكه بلعل ذاك وليت
* لعمر بن عبد العزيز:
حتى متى؟ وإلى متى؟ من بعدما سُمِّيت كهلاً واستلبت اسم الفتى
* قال حماد الراوية: ما صح عندنا من قول عمر بن عبدالعزيز إلا هذان البيتان.(1/236)


* لأبي العتاهية:
والموت لو صح اليقين به .... لم ينتفع بالعيش ذاكره
نل ما بدا لك أن تنال من ال .... دنيا فإن الموت آخره
* ابن عمر قال : تمثل عمر بن الخطاب قبل أن يموت:
تواعدني كعب ثلاث يعدها .... ولا شك أن القول ما قاله كعب
وما بي لقاء الموت أني لميت .... ولكن ما بي الذنب يتبعه الذنب
وهما من قوله.
* ابن مليكة قال: سمع عمر لما حضر صارخاً يصرخ . فقال: يا ابن عباس انظر من الصارخ؟ فقال: هو كعب الأحبار يزعم أن عمر لو أقسم على اللّه لأخر عنه الموت اليوم. فقال عمر: ويل لي وويل لأبي إن لم يغفر لي لو أن لي ما في الأرض لافتديت به من عذاب اللّه قبل أن أراه. فقيل له: كيت وكيت. فقال: ياليتني ، أخرج كفافاً لا عليَّ ولا لي.
* أمية بن أبي الصلت: لما حضرت وفاته أغمي عليه طويلاً ثم أفاق فرفع رأسه فقال: لبيكما لبيكما هائنذا لديكما لا عشيرتي تحميني، ولا مالي يفديني، ثم أغمي عليه طويلا، ثم أفاق، ثم أنشأ يقول:
كل عيش وإن تطاول يوماً .... صائر أمره إلى أن يزولا
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي .... في رؤوس الجبال أرعى الوعولا(1/237)


(246) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عمر بن يعقوب الجواليقي، حدَّثنا الربيع بن سليمان بن داود الجيزي، حدَّثنا ابن وهب، حدَّثنا عمر بن مالك المعافري، عن يزيد بن عبد الله، عن عمرو مولى المطلب، عن أبي هريرة، عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: (( خرج داود النَّبيّ صلَّى الله عليه وغلقت امرأته الباب فإذا رجل في الدار قائم فقالت للجارية: ويحك والله إن هذا لرجل في الدار. قالت: أجل. قالت: فمن أين دخل؟ قالت: لا أدري. قال: فانظري الباب. قالت: هو مغلق. فبينا هم كذلك إذ جاء داود فدخل. فقال: من أنت؟ قال: أنا الذي لا أهاب الملوك ولا أقبل الرُّشا. قال داود: أنت إذن ملك الموت. قال: فأنا ملك الموت؛ فأخذ نفسه. فقالت المرأة للجارية: والله لتلقين من سليمان شدة اذهبي فادعيه فدعته فأخبرته الخبر فقال: والله ما كنت لأتهمك ذلك ملك الموت، فكان الميت إذا مات لم يحرك من مكانه الذي مات فيه حتى يفرغ من جهازه ويحمل. قال: فأحرقتهم الشمس قبل أن يفرغوا قال سليمان للطير: أظلي علينا فأظلت حتى أظلمت الأرض فقال: كفي جناحاً واحداً. قال: فكفت جناحاً [جناحاً]. قال: وغلبت عليهم يؤمئذ المضرجية - يعني النسور - )).
*موسى بن جعفر، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سئل عن قوله: ?إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً ?[مريم:84]. قال: الأنفاس كم من نفس له في دار الدنيا. قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن ملك الموت يَعُدُّ أنفاسك ويتبع آثارك فإذا فني أجلك، وانقطعت من الدنيا مدتك، نزل بك ملك الموت فلا يقبل بديلاً، ولا يأخذ كفيلاً، ولا يدع صغيراً ولا كبيراً.(1/238)


وصية أمير المؤمنين عليه السلام
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد، أخبرني عرارة بن عبدالدائم، حدَّثنا سليمان بن الربيع بن هشام النهدي، حدثني: كادح بن رحمة، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: أوصى أمير المؤمنين علي عليه السلام لما حضرته الوفاة ابنه عليه السلام: هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إنّه يشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله أرسله ?بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ?[التوبة: 33]. أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى اللّه ربكم جل وعز ?وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا?[آل عمران:102،103]. فإنِّي سمعت رسول اللّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: (( صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام ، وإنّ المبيرة حالقة الدين فساد ذات البين )) .لاحول ولا قوة إلا بالله، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم وإن قطعوكم، يهون اللّه عليكم الحساب، والله، اللّه، في اليتامى لا يضيعُنَّ بحضرتكم، والله اللّه في جيرانكم فإنَّها وصية رسول اللّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: ما زال يوصي صحبه بهم حتَّى ظننا أنّه سيورثهم، اللّه اللّه، في القرآن كتاب ربكم لا يسبقكم بالعمل به غيركم. والله، اللّه، في الصلاة فإنها عمود دينكم.(1/239)


والله، اللّه، في بيت ربكم فلا تخلونَّ منه ما بقيتم، وإنه والله إن خلا وترك لم تناظروا، والله، اللّه، في شهر رمضان فإن صيامه جُنة من النار، والله اللّه في الجهاد في سبيل اللّه بأنفسكم وألسنتكم. والله اللّه في الزكاة فإنها تطفي غضب ربكم. اللّه اللّه، في ذمة نبيكم فلا تظلمن بين أظهركم ولا بحضرتكم. والله اللّه، في أصحاب نبيكم صلَّى اللّه عليه وآله فإنه قد أوصى بهم، والله اللّه في الفقراء والمساكين فشاركوهم في معايشكم، والله اللّه فيما ملكت أيمانكم وانظروا إنا أهل بيت محمد عليه السلام، فلا نخافنّ في اللّه لومة لائم ، يكفيكم اللّه من أرادكم بسوء، وتعصّى عليكم: ?وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ?[البقرة:83].كما أمركم، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي اللّه الأمر شراركم ثم تدعون عليهم فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل والتزاور، وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرّق ?وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإْثْمِِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ?[المائدة:2]. وأستودعكم اللّه، ثمَّ لم ينطق بشيء إلا بلا إله إلا اللّه، حتى قبضه اللّه في شهر رمضان في أول ليلة من العشر الأواخر.(1/240)

48 / 101
ع
En
A+
A-