باب في الحكم التي في بعض كتب أهل البيت (ع) ومواعظهم
(234) أخبرني عبد الرحمن بن فضالة، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل، حدَّثنا مكحول بن الفضل، حدَّثنا إبراهيم الخواص، أخبرنا سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن جعفر بن برقان، عن زياد بن الجراح، عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: قال رسول اللّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لرجل وهو يعظه: (( اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك )) .
* وفي بعض مواعظ أهل البيت عليهم السلام: قاصمات الظهر ثلاث: رجل استكثر عمله، ونسي ذنوبه، وأعجب برأيه.
* وفيها أيضاً: ما استنبط الصواب بمثل المشاورة، ولا حصنت النعم بمثل المواساة، ولا اكتسب البغضاء بمثل الكبر.
* ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حليم من أحمق، وبر من فاجر، وشريف من وضيع.
* ليس الحليم من ظُلِمَ ثم حلم، ثم إذا قدر انتقم، ولكن من ظلم فحلم [ثم] إذا قدر عفى.
* أحضر الناس جواباً من لم يغضب.
* أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وإن أنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه.
* ستة لا تخطيهم الكآبة: فقير قريب عهد بالغنا، ومكثر يخاف الفقر، وطالب مرتبة يقصر عنها، والحقود، والحسود، وخليط أهل الأدب غير أديب.
* مُصَنِّفُه: وذو تمكن من العقل والمال والإعتقاد خسر حظه في الدارين.
* خير الدنيا وخير الآخرة في خلتين، وشر الدنيا وشر الآخرة في خلتين: خير الدنيا والآخرة في التُّقى والغنى، وشر الدنيا والآخرة في الفقر والفجور.
* مفتاح الخير والشر اللسان.
* من فقه الرجل قلة كلامه فيما لا يعنيه.
* من سلم الناس منه سلم من الناس.
* من تعرض لمساوئ الناس عَرَّضَ نفسه للهلكة.
* مُصَنِّفُه: من طلب مساوئ الناس طلب الناس مساويه، ومن عابهم عابوه، ومن اغتابهم اغتابوه.
* العافية عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت إلا من ذكر اللّه تعالى، والعاشر: في ترك مجالسة السفهاء.(1/221)


* مُصَنِّفُه: تجنب ما يواقفك موقف ذلة الأعذار.
* من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قسى قلبه وقل ورعه.
* إن السفيه إذا ما أعرضت عنه اغتم فزده إعراضاً واغتماماً.
* وقال رجل لحكيم: لئن قلت واحدة لتسمعن عشراً. فقال له الحكيم: إن قلت عشرة لم تسمع واحدة.
* وقال بعض الحكماء: لئن تصبر على كلمة كريهة خير من أن تجيب فتسمع أضعافها.
* من استخف بمعاداة الجاهل يوشك أن تراه صريعاً.
* من أولع بملاحاة الرجال آل أمره إلى سفال.
* لا تتكلف على قديمك حتى تؤيده بحديثك.
* كم من مؤتمن خائناً وكم من مخوَّن أميناً.
* من أنصفك فلا تعتدين عليه.[ ومن خضع لك فلا تسطونَّ عليه]
* إياك والبغي فإنه مزيل النعم، جالب للنقم، وكم من ذليل أعزه خلقه، وكم من عزيز أذله خلقه.
* من استعصى على الناس قل صديقه، ومن أغضى على العوراء سهل طريقه.
* حسن اللقاء يزرع المودة، وسوء العشرة تورث البغضة.
* وكم من بخيل بماله يجود به غيره، وكم من مسارع إلى أمر قعوده خير له.
* من استوحش من جاره بالظن، أوحش جاره منه باليقين، وشر الأمور مغبة الإساءة إلى الجار، وأحمدها مغبة الإحسان إلى الجار.
* من تعرض للذنب فليصبر على مضض اللائمة.
* مُصَنِّفُه: من ذاق حلاوة الأدب لأمن سبيله ذاق مرارة الأدب لسبيله.
* الصبر في الشدة مفتاح الفرج.
* رُب أكلة تمنع أكلات.
* مُصَنِّفُه: رُبّ أدب مفتاح عطب، ورُب كلمة سلبت نعمة، ورُب نظرة أورثت حزناً طويلاً.
* لساني في حبسي ما لم أرسله، فإذا أرسلته صار بدني مرتهناً بلساني.
* مُصَنِّفُه: لسانك في حبسك فلا تجعل نفسك في حبسه.
* مُصَنِّفُه: وكم من رفيع بلسانه اتضع، ووضيع بلسانه ارتفع.
* اللسان سبع عقور إن أرسلته عقرك.
* مُصَنِّفُه: في اللسان منجاة ومهواة.(1/222)


* وعن أمير المؤمنين عليه السلام: المرء مخبوء تحت لسانه، العقل راع، والهوى غاو، وللنفس حالات، وإلى الهوى أميل، وعليه أحنى، والشهوة أحد جنوده، والشيطان يبعث الفتن، ومن كن هؤلاء أضداده وَهَنْ أن لا تحجبه عن غلبتهن العصمة والتوفيق.
* مُصَنِّفُه: الرأي خفي، والهوى جلي، فمتى التبس عليك الصواب فخالف سنة الهوى.
* أنت سالم ما سكت فإذا تكلّمت فعليك ذلك، نتيجة الحسد حب المال والمباهاة بالزينة.
[مُصَنِّفُه: رفض الحسد في التقوى ، ونتاجه في الهوى ومن راض نفسه في مضمار الرياضات سبق إلى غاية الخيرات]
* مُصَنِّفُه: غاية الخيرات حب الطاعة والقناعة.
* من أحب لنفسه الحياة أمات هواه، ومن كانت ضلالته قبل أن يدين بالحق ثم دان به نالته المغفرة، ومن كانت ضلالته بعد التصديق بالحق فزاغ عنه وكذب بها بَعُدَ عن المغفرة وقرب من ميتة السوء.
* إني رأيت أثر الحكمة في نفسي منذ بدأت أحقر نفسي.
* آية بلوغ الحكمة فهم وطبيعة وغاية همة إلى النفس تقتدي بالحكمة.
* ليكن الموت منك على بال فإنك صائر إليه على كل حال.
* مُصَنِّفُه: ليكن أملك بحسب أجلك، وعملك بحسب الجزاء، واقنع تشبع.
* راع العقبى تسلم عن الهوى، طهر قلبك عن الدنس في السر لتأمن عن مغبة تعب الشر، تجنب عن الأدناس لتلقى محمدة اللّه ومحمدة الناس، أجمل الخصال بالمرء وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب، وهدية بلا مكافأة، واجتماع في غير متاع الدنيا ينمي العقل بالتعلم.(1/223)


* مُصَنِّفُه: رياض أهل العقل محادثة أهل العقل هرب الرجال إلى تمني الموت يكون من ضر تقاسيه طلباً للروح منه ولو أصابته سهامه، وخرجت شفاره ثم عرضت عليه الإقالة وهو في حياضه مع تضعيف الجهد به وإقامة الآفات عليه ما كان مدة البقاء لسارع خارجاً من عزه وهارباً من غواشي كربه ، إلى ما كان فيه من ضره وإنما خطر ذكره على قلب ابن آدم عندما ناله من الجزع ، لأنه عازب العلم عما في الموت من فضيع المورد وجسيم المطلع على الشدائد.
* سبع خصال من طباع الجهال: الغضب من غير شيء، والإعطاء من غير حق، وقلة المعرفة في أنفسهم، وأَلاَّ يفرقوا بين صديقهم وعدوهم، والتصنع للأشرار، وكثرة الخلاف من غير نفع، وحسن الظن فيما ليس لذلك أهلاً.
* أغنى الغنى القنوع، مما يزيد الفاقة شدة على أهلها الاستكانة لمن لا يجبر الفاقة.
* أبو طالب عبد مناف بن عبدالمطلب: المال ظل زائل، أفضل السعادة موافقة القدر الهوى والأمل، ترك العمل الصالح إثم، واجتناب العمل الصالح إثم.
* مُصَنِّفُه: لذة العابد في دنياه هوى يوافق رضاه.
* عن أمير المؤمنين عليه السلام: قيمة كل امرءٍ ما يحسنه، ما هلك امرء عرف قدر نفسه، الناس أعداء ما جهلوا، العاقل من عقل لسانه، والجاهل من لم يعرف قدره، من أخافه الكلام أجاره الصمت، الموت باب الآخرة.
* مُصَنِّفُه: الموت رقيب لا يغفل، الموت نهاب الآمال، إذا تم العقل نقص الكلام، من تواضع للعلماء نمى علمه وكثر، وفي تَرْكِ الْبَشَاشة كِبْرٌ ، والإفراط فيها خفة وسخف.
* المسيح عليه السلام: الظلم ظلمات يوم القيامة، عدل السلطان خير من خصب الزمان.
* مُصَنِّفُه: عدل السلطان خير عبادة لدنياه، ومعاده ، وعدوانه بالظلم والغدر أعدى عدوه.(1/224)


باب آخر في الحكم والمواعظ
* كتب بعض الحكماء إلى بعض إخوانه: لا يغرَّنك جهالة الناس لسريرتك فيما فيك من الفضائح، ولا يؤمننك جسارة الناس على المعاصي عمَّا تعلم من حقوق ربك، وانظر أن لا تسلط على من دونك دون الرحمة عليهم، وانظر أن لا تصير نفسك عبداً لمن فوقك فإنك تهلك ولا تشعر.
* لقمان لابنه: يا بني، خلق الإنسان ثلاثة أثلاث: ثلث لله، وثلث لنفسه، وثلث للدود والتراب، فالذي لله روحه، والذي لنفسه عمله، والذي للدود والتراب فجسده. يابني فالعاجز الخاسر من ينصب ويشقى للدود والتراب، ومن لم يرض برياضة اللّه لم يرض برياضة غيره.
* خطاب العابد: سمعت بعض المتعبدين يقول: طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور، وارتجاء الرحمة ممن لا يطاع حمق وجهالة.
* الحسن: العلم خير ميراث، والأدب أزين اللباس، والتقوى خير زاد، والعبادة أربح التجارة، والعقل خير قائد، وحسن الخلق خير وزير، والقناعة أفضل الغنى، والتوفيق خير عون، وذكر الموت خير مؤدب.
* ولبعضهم: إذا ذكرت قدرتك على الناس فاذكر قدرة اللّه عليك.
* زيد بن علي عليه السلام: كم من منقوص رابح، ومزيد مغبون يوم القيامة.
(235) وفي بعض مواعظ أهل البيت عليهم السلام: عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: (( من استوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان غده شراً من يومه فهو ملعون، ومن لم يكن في الزيادة فهو إلى نقصان، ومن كان إلى نقصان فالموت خير له )).
* وفي بعض الأخبار: من لم يعرف الزيادة من نفسه عزَّ.
* الحسن: ما رأيت يقيناً أشبه بالشك من يقين الناس بالموت مع غفلتهم عنه، وما رأيت صدقاً أشبه بالكذب من قول بعض الناس: إنا نطلب الجنة مع عجزهم عنه.
(236) وفي بعض مواعظ أهل البيت عليهم السلام: إن النَّبيّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال: (( المجنون من تمنّى على اللّه جنته وهو يعصيه )).(1/225)

45 / 101
ع
En
A+
A-