نسبة الكتاب إلى المؤلف
كل من ترجم للمؤلف أو ذكره، نسب إليه هذا الكتاب، وقد تداوله العلماء درساً وتدريساً وإجازة، ولم يرد عن أحد أنه شكك في نسبته إلى مؤلفه، وقد ذكر في معظم كتب الإجازات والأسانيد ومجاميع الحديث وكتب الرجال، واقتبس منه المؤلفون، وهو أحد الأمهات من كتب الحديث عند الزيدية، والتي اعتنى برجالها السيد العلاَّمة إبراهيم بن القاسم، صاحب (طبقات الزيدية الكبرى)، كما أنه أحد الأصول التي اعتمدها العلاَّمة علي بن حميد القرشي، المتوفى سنة 536هـ،في كتابه (شمس الأخبار)، والأسانيد والطرق إليه متعددة من عصرنا إلى عصر المؤلف،وأنا أرويه إجازة عن السيد العلامة المجتهد الإمام مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي، الذي يرويه بطرقه وأسانيده المذكورة بالتفصيل في كتابه (لوامع الأنوار)، وكتاب (الجامعة المهمة)، كما أرويه إجازة عن السيد العلامة محمد بن قاسم الوجيه رحمه الله، عن مشائخه المذكورين في إسناد أمالي المؤيد بالله، المطبوعة بتحقيقنا، وعن طريق السيد محمد بن يحيى بن المطهر ومشائخه المذكورين في أمالي المؤيد بالله كذلك، وعن طريق السيد بدر الدين الحوثي كما سيأتي.(1/16)


رجال السند
اتفقت معظم الإجازات على رواية الكتاب عن طريق القاضي أبي محمد، عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن أبي النجم، الذي يرويه عن محمد بن أحمد بن الوليد العبشمي القرشي، عن القاضي جعفر بن أحمد بن أبي يحيى، عن الشيخ الأديب محمد بن الحسن بن ذنك الآذوني، عن الشيخ الإمام الزاهد الحسن بن علي بن إسحاق الفرزادي، عن المؤلف السيد الموفق بالله، وهذه تراجم مقتطفة لكل منهم.(1/17)


تراجم رجال السند
1- محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن أبي النجم. عالم، فقيه، مسند من علماء الزيدية، في القرن السابع والثامن الهجري، تتلمذ على العلاَّمة يحيى بن الحسين البحيح، والسيد يحيى بن الحسين صاحب (الياقوتة)، وأسند كثيراً من كتب آل محمد عن طريق الإجازة.
قال في (طبقات الزيدية): هو مؤلف كتاب (الذريعة) القاضي العلاَّمة المحقق ومن اطلع على كتاب الذريعة علم إطلاعه وتحقيقه، ولم أقف له على ترجمة. وهو من أسرة علمية مشهورة، جده محمد بن عبد الله بن حمزة بن إبراهيم بن أبي النجم، سمع أمالي المرشد بالله على أبيه، عن السيد تاج الدين الحسن بن عبد الله، عن القاضي الكني، وسمع أمالي أحمد بن عيسى سنة 603 هـ، ثلاث وستمائة هجرية.
وكان هذا الحفيد عالماً، فاضلاً، فرغ من كتابه (الذريعة) سنة 737 هـ، في زمن الإمام يحيى بن حمزة، ولعل وفاته بعد هذا التأريخ، وله من الكتب (البيان) في الناسخ والمنسوخ وكتاب (الذريعة إلى لمع الشريعة) في الفقه، و(اختيارات فقهية) في مجلد وكتاب (الأربعين العلوية في فضائل أمير المؤمنين). انظر تفاصيل هذه الكتب في كتابنا (أعلام المؤلفين الزيدية). من مصادر ترجمته: مصادر الحبشي 185، المستطاب (خ)، طبقات الزيدية (خ)، الجواهر المضيئة (خ)، مطلع البدور(خ).(1/18)


2- محمد بن أحمد بن الوليد العبشمي القرشي، قيل: أخو العلاَّمة الشهيد حميد بن أحمد بن محمد بن الوليد، عالم، فاضل، من علماء القرن السابع الهجري ومن مشائخ الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، وله سيرة لطيفة صغيرة للإمام المنصور، ترجم له ابن أبي الرجال وقال: إنه سمي محمد وحميد، وذكر أنه شيخ الإمام المنصور بالله وتلميذ الإمام أحمد بن سليمان وإذا كان حميد ومحمد إسمان لشخص واحد فالمشهور هو حميد صاحب الحدائق الوردية، ولمحمد من الكتب: (سيرة الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة)، و(مسالك الأنوار مختصر جلاء الأبصار في تأويل الأخبار)، و(منهاج السلامة في مسائل الإمامة)، نقض به على المحسن بن كرامة فيما خالف به مذهب الهدوية، وقف عليه يحيى بن الحسين صاحب المستطاب، انظر أعلام المؤلفين الزيدية، المستطاب خ، مطلع البدور خ.
3- القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام البهلولي الزيدي العلاَّمة، الحافظ، المحدث، المسند، أحد أعلام الفكر الإسلامي في اليمن، عاش معاصراً للإمام أحمد بن سليمان، وكان من أنصاره وقام بزيارة العراق لجمع الكتب ونقلها إلى اليمن، فأدخل كتب الزيدية من العراق والجيل والديلم إلى اليمن، وحفظت من الضياع بفضله وهو شيخ الزيدية في وقته، تصدى للتدريس والإفتاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وانقلب على المذهب المطرفي بعد أن كان يعتنقه في مرحلة مبكرة من شبابه، توفي بسنع جنوب صنعاء سنة 576 هـ، وقيل سنة 573 هـ، وله أكثر من ستين كتاباً ورسالة منها: (نكت العبادات وجمل الزيادات) في الفقه، طبع مراراً، و(شرح قصيدة الصاحب بن عبَّاد) في أصول الدين، و(خلاصة الفوائد)، و(الأربعون الحديث العلوية) وشرحها. انظر (أعلام المؤلفين الزيدية)، لمزيد من مصادر ترجمته وتفاصيل مؤلفاته.(1/19)


4- محمد بن الحسين دنُّك. قال في طبقات الزيدية: ضبط بفتح الدال مهملة، وتشديد النون، الآذوني بالمد وضم الذال معجمة ثم واو ثم ياء النسب. قال: أخبرنا بكتاب الاعتبار وسلوة العارفين الشيخ الإمام الزاهد الحسن بن علي بن إسحاق الفرزادي، قال: حدثنا السيد الإمام الموفق بالله أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد الحسني الشجري الجرجاني، وهو المؤلف ورواه عنه القاضي جعفر بن أحمد بن أبي يحيى، قال: أخبرنا الشيخ الأديب محمد بن الحسن قراءة عليه. إنتهى من طبقات الزيدية. ومن هذه الترجمة نلاحظ أنه إعتمد على سند الاعتبار، ولم يجد له ترجمة ولعله أحد علماء الزيدية في العراق الذين إلتقى بهم القاضي جعفر وقرأ عليهم، فهو من علماء القرن السابع الهجري.
5- علي بن إسحاق الفرزادي، أحد تلاميذ المؤلف الإمام الموفق بالله، لعله عاش في الجيل والديلم، وزار العراق، لم أجد له ترجمة موسعة غير ما ذكر من روايته لكتاب الاعتبار ورواية محمد بن الحسين ذنك عنه. ولعله المترجم في أعيان الشيعة باسم أبي علي الحسن بن علي بن أبي طالب الفرزادي هموسه ( تقدمت ترجمته في تلاميذ المؤلف).(1/20)

4 / 101
ع
En
A+
A-