تلاميذه
1- ولده الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين الهاروني، مؤلف الأمالي الإثنينية والخميسية، ومؤلف سيرة الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني، وقد صرح بروايته عن أبيه في أماليه .
2- الشيخ الإمام الزاهد الحسن بن علي بن إسحاق الفرزادي، لعله المترجم في أعيان الشيعة باسم أبو علي، الحسن بن علي بن أبي طالب الفرزادي هموسه، قال: (ذكره في الرياض وكان من مشائخ منتجب الدين بن بابويه، صاحب الفهرست، ويروي عنه قراءة عليه، وهو يروي عن السيد المرشد بالله أبي الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل الحسني الحافظ، كما يظهر من إسناد بعض أحاديثه في كتاب الأربعين، قال: ولكنه لم يورد له ترجمة في كتاب الفهرس، وهو غريب، ولذلك قد يظن كونه من مشائخ العامة، وإن كان الراوي عنه والمروي عنه من الخاصة) .(1/11)


وفاته
لم يؤرخ أحد وفاته، كما لم يؤرخ مولده، ويظهر أنه عاش النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، وشطراً من النصف الأول من القرن الخامس الهجري، فقد كان مولد ولده الإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين سنة 412هـ، وصرح بالسماع من والده، فيحتمل أنه سمع عليه بعد العشر تقريباً، فتكون وفاته بعد العشرين والأربعمائة تقريباً.(1/12)


الكتاب
تزكية النفوس، وتصفية الباطن، وتنقية الضمائر، وتربية الشخصية الإسلامية، ذات التقى، والورع، والإيمان، وتبصير النفس بعيوبها، وأدوائها، ودوائها، تمثل جل ما يهدف إليه هذا الكتاب القيم، الذي أسماه مؤلفه (الاعتبار وسلوة العارفين)، وألَّفه كمختصر في المواعظ عن أشتات الناس، ونبذ من فنون ما نقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأهل البيت عليهم السلام في الزهد، والقناعة، والتواضع، والرضا، ورفض الشهوات، وتجنب أردأ الصفات، والتذكير بالدنيا وغرورها، والموت وحتميته، والقبر وما فيه، والقيامة وأفزاعها، وغير ذلك مما سوف تجده في طي هذا الكتاب، الذي ألَّفه عليه السلام، استجابة لطلب من أحد تلاميذه، أو مريديه، وقد جمع المؤلف رضوان الله عليه في هذا الكتاب، فأوعى، وجعله حديقةً فيها من قطوف الذكر، والحكمة، والموعظة، والعبر، ودرر الكلم، ما ليس في غيرها، اختارها سلام الله عليه، وانتقاها بعقلية العالم الورع، الزاهد، الحريص على الإصلاح، وقيادة النفوس إلى الخلاص والنجاة، وبذوق الأديب الشاعر الناثر اللغوي الفصيح البليغ، الذي امتلك ناصية الشعر والأدب والحكمة .(1/13)


انتقاها رضوان الله عليه، انتقاء العالم الواعي الفاهم المتعقل للدين، وأحكامه، ومقاصده، والوارث لوضوح الفهم، ونقاء الفكر، وصحة الرأي، والنظر الثاقب لهذا الدين عن أجداده من أهل البيت الذين قرنهم الله بكتابه، وجعلهم الثقل الأصغر، حيث فهم الزهد، وتزكية النفس، وتطهيرها فهماً بعيداً عن سخافات بعض المتنسكين، وخرافات المتصوفين وكان الزهد عنده زهد الجهاد، وعبادة العُبَّاد، لا زهد الخمول، وتلاوة الأوراد، وكان الترغيب في الطاعات، والترهيب من المعاصي، معتمداً على الحقائق من كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحكم وتجارب الصالحين، وليس على الأساطير والخرافات، والإفراط في روايات المكافئة عن الطاعات، والعقوبة على السيئات، التي اختلقها الوعاظ، والقصاصون .(1/14)


لقد سلك المؤلف في هذا الكتاب، منهجاً رائعاً، دقيقاً، محدداً لكل موضوع، بعيداً عن كل ما لا يتفق مع نهج آل البيت عليهم السلام، كان يختار الموضوع، فيبدأ بآيات من كتاب الله، ثم قطوفُُ مختارةُ من سنة رسول الله، ودررُُ من كلام أمير المؤمنين، وبقية آل البيت عليهم السلام، وقطوف شتى من حكم وخلاصة أقوال العُبَّاد والزهاد والحكماء والصالحين، ونصوص مختارة من كلام الأنبياء عليهم السلام، ومن حوادث الزمان، التي في سردها عبرة وموعظة، كما نقل الكثير من أشعار الحكماء والزهاد، وعلَّق وعقَّب على كل موضوع شعراً ونثراً أنقى من الدرر، وهو أول كتاب وقفت عليه من نوعه، وأعتقد أن الزمخشري تأثر به، وسلك مسلكه في كتابه ربيع الأبرار، الذي ألَّفه بعد عصر المؤلف بزمن، وقد اعتمد الإمام الموفق بالله فيما أورده على مصادر كثيرة، أولها كتاب الله وثانيها سنة رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، ثم كلام أمير المؤمنين، ومواعظ أهل البيت عليهم السلام، ثم كُتب من سبقوه، مثل الشريف السيلقي، زيد بن عبد الله بن مسعود الهاشمي، الذي روى عنه بواسطة، ومثل أبي بكر الأنباري، والقاضي الحافظ محمد بن عمر الجعابي الزيدي، والحافظ مكحول بن الفضل النسفي، وعثمان ابن أبي شيبة، وأبي بكر محمد بن أحمد بن المفيد الجرجرائي، وأبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، صاحب المواعظ والأمثال، والزواجر، وغيرهم، وأسند معظم الروايات، وما اطمأن إليه رواه مرسلاً، وكتابه بحق من أهم الكتب في بابه عند الزيدية، بمنهجه الفريد المتميز، أما في موضوعه فقد سبقه في الكتابة في هذا المجال أغلب أئمة وعلماء الزيدية، الذين اشتهروا بمؤلفاتهم في تزكية النفس، وتهذيبها، وتنقية القلوب، وبمواعظهم الداعية إلى الزهد، والتقوى.(1/15)

3 / 101
ع
En
A+
A-