باب آخر يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وعن المسيح عليه السلام
(155) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن الحسن، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عمرو بن زرارة النيسابوري، حدثنا أبو جنادة السلولي، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( يؤتى بناس يوم القيامة - فذكر حديثاً طويلاً - قال: فيقول اللّه عز وجل: إنكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين تراؤون بخلاف ما تعظون، هبتم الناس ولم تهابوني، أجللتم الناس ولم تجلوني، عرفتم للناس ولم تعرفوا لي، اليوم أذيقكم من أليم العذاب مع ما احرمتم من الثواب )).
(156) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( من أحسن صلاته حيث يراه الناس وأساءها في الخلوة فتلك استهانة يستهين بها ربه )).
(157) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( سيكون بآخر هذه الأمة قلوب أعاجم وألسنة أعراب ، يلقى الرجل أخاه بغير ما في قلبه )).
* مُصَنِّفُه: المنافق يرصدك بُشْرَه، ويصدك بِشَرِّه، ويمنحك لسانه، ويمنعك قلبه.
(158) وروي أن رجلاً مدح رجلاً عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (( ويحك قطعت عنق صاحبك )). ثم قال: (( إن كان أحدكم مادحاً أخاه لا محالة فليقل أحسب فلاناً ولا أزكي على اللّه أحدا )).
(159) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا تطلبوا العلم لثلاث خصال : لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار. تعلموا لله وللدار الآخرة )).
(160) وعنه: صلى الله عليه وآله وسلم: (( من تعلم علماً مما يبغى به وجه اللّه لا يتعلمه إلا ليصيب عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة )). يعني: ريحها.(1/136)


(161) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم من طريق المقبري قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش ، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر )).
(162) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( نعوذ بالله من خشوع النفاق )).
(163) معاذ بن جبل، عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( لا تزال أمتي يد اللّه عليها ترفرف بالرحمة والرزق والنصر، ما لم يرفق خيارهم بشرارهم وما لم يعظم أبرارهم فجارهم، وما لم تُقْبِل قرائهم إلى إمرائهم، فإذا فعلوا ذلك فلينتظر النكال من اللّه يضربهم بالفقر والحاجة والذل )).
(164) أنس: أن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( إن اللّه يغضب إذا مدح الفاسق )).
* مُصَنِّفُه: مدحه: إعظامه، والفاسق تُعبَّد بذمه فكيف يمدح؟ ولذلك قال اللّه تعالى: ?وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ?[الحج:18].
(165) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إذا كان يوم القيامة افترقت أمتي ثلاث فرق : فرقة يعبدون اللّه في الدنيا، وفرقة يعبدونه رياء وسمعة، وفرقة يعبدونه لوجهه ولداره )).
* وهب بن منبه، عن المسيح عليه السلام: يكون في آخر الزمان قوم يشمرون الثياب، ويطلبون الصلاة في المساجد لكي يبدأوا بالسلام، وتفسح لهم المجالس، يوقفون بين يدي اللّه الملك الجبار يوم القيامة، فيقول: يا عبيد الشهوات، خذوا أجوركم ممن عملتم له.
* يونس بن نافع: أن المسيح عليه السلام قال للحواريين: اخفوا غرائب علمكم لا تخبروا بها إلا أهلها.
* وعن خلف بن حوشب: أن المسيح عليه السلام قال للحواريين: كما ترك لكم الملوك الحكمة، فكذلك دعوا لهم الدنيا.
* وعن وهب بن منبه، عن المسيح أنه قال لأحبار بني إسرائيل: لا تكونوا كالذئب الضاري، وكالثعلب الجائع، والحداء الخاطف.(1/137)


* حصيف بن عبد الرحمن: أن المسيح عليه السلام كان يقول فيما يقول: ويل لكم علماء السوء إنما مثلكم كمثل الدفلي يعجب ورقه من نظر إليه، ويقتل شجره من أكله، قولكم شفاء يبري الداء، أعمالكم داء لا يقبل الشفاء، جعلتم العلم فوق رؤوسكم، والعمل تحت أقدامكم.
* لأبي عمرو الباهلي:
نعيب القول بالإرجاء حتى .... نرى بعض الرجاء من الجرائر
وأعظم من أخي الإرجاء عندي .... وعيدي أصر على الكبائر
* ولبعضهم:
إن كان لبس الصوف حجتك التي .... ترجو النجاة فإنني لك ناهي
ما في يديك من اللباس إذا غوت .... منك السريرة غير حبل واهي(1/138)


باب في الرياء بلباس الصوفية
(166) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن الحسن، أخبرنا أبو يعلى بن زهير، أخبرنا بشير بن معاذ، أخبرنا يحيى بن أبي عطاء، عن عاصم الأحول، قال: كنت عند ابن سيرين فدخل علينا شاب عليه جبة صوف وعمامة فقال له ابن سيرين: شبيه بعيسى بن مريم عليه السلام سنة نبينا أحب إلينا منه، نبئت أن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم كان يلبس القطن والكتان .
* وبلغني: أن الحسن البصري دخل على سيد العابدين علي بن الحسين وعليه خزٌّ مستطرف، فأخذ يمعن النظر إليه ويردده، فقال سيد العابدين: يا حسن ثياب، كثياب كسرى، وقلب كقلب عيسى عليه السلام. فنبه أن الإعتماد على خلوص السرائر، وصفاء الضمائر، ونقاء البواطن لا إظهار البر.
* وبلغني عن بكر بن عبد الله قال: البسوا ثياب الملوك، وأميتوا قلوبكم بالخشية.
* وعن عمر قال: البس من الثياب مالا يشهرك عند القرَّاء، ولا يزدريك به السفهاء.
(167) وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن الحسن، أخبرنا الحجاج، أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا إسماعيل بن عمر، أخبرنا خالد بن عبد الله، عن مسلم الملائي، عن أنس بن مالك، قال كان لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قميص قطن، قصير الطول، قصير الكمين.
* وعن سعيد الغزال: لأن يدخل بيتي شيطان أحب إليَّ من أن يدخل بيتي صوفي.
* مُصَنِّفُه: ولعمري كذاك لأنه يفسد ويُفسد ويُغَير ويغر، شبهة الضعفاء، وغرور الحيارى [من] يزكي نفسه، يشعره اللباس سمعة فيما بين الناس، قال اللّه تعالى: ?فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ? [النجم:32].
* وبلغني عن سليمان الداراني: إذا رأيت الصوفي يتنوق في صوفه فليس بصوفي.(1/139)


* مُصَنِّفُه: هذا وأخيار ذرية رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ورسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لم يسلك في لباسه صوفاً، ولا استن بامتياز نوع منه، مع أنه أفضل الخلق، بل لبس ما يسهل، وفي سر العلم أصفاه قد عمل، فليكن المرء نقي السريرة، نقي الخائنة، صوفي القلب لا الثياب.
* وبلغني عن بعض العاملين: أنه كان يلبس ما إذا رئي ظنه من لم يعرفه شاطراً. فاتقى المراءاة وآثر خلوص الكتمان لا الإعلان، وصفاء الغيب عن العيب.
و أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن الحسن، أخبرنا عبد الله بن محمد بن زكريا، أخبرنا إسماعيل بن عمر، أخبرنا علي بن هاشم [بن البريد]، عن الوصافي، عن فضيل بن مسلم، عن أبيه، أن علياً عليه السلام انتهى إليهم قال: ونحن على باب دار فرات يبيع القميص فأشترى منه قميصاً سيلانياً كرابيسي بثلاثة دراهم ولبسه، فإذا بالقميص يفضل على أصابعه.
فقال: اقطع نحو أصابعي. فقطعت. ثم قال لي: خصه. فقلت: يا أمير المؤمنين أي شيء أخصه. قال: فجعل يريه، ثم ثنى طرف القميص. فقلت: أكفه يا أمير المؤمنين؟ فقال: إن كان الكف خصا فكفَّه ففعلت، ثم رفع القميص على جرابه، فأخرج ثلاثة دراهم ثم أدبر، وقال: يكفيك ما بلغك المحل.
* وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام: الشهرة خيرها وشرها في النار.
* وعنه أيضاً: ما من أحد يشار إليه بالأصابع إلا أصابته آفة أو بلية.(1/140)

28 / 101
ع
En
A+
A-