(111) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن من الفائدة حديثاً حسناً يسمعه الرجل فيحدث به أخاه )).
* ولبعضهم: باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه؛ وصلاح من بعده، أفضل من عبادة حول.
(112) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( نعمت العطية ونعمت الهدية كلمة تسمعها فتنطوي عليها ثم تحملها إلى أخٍ لك مسلم تعلمها إياه تعدل عبادة سنة )).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرني أبو أحمد الحسن بن عبد الله، حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل، حدثنا عمرو بن الحصين، حدثنا إبراهيم بن عبد الملك، أخبرنا قتادة، عن عروة، عن سعيد بن جبير، عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: الحديث المتقدم.(1/111)
باب آخر في الحث على إظهار العلم
* قال اللّه تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ? [البقرة:159].
* وقال تعالى: ?كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ? [النساء:135].
(113) و أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، حدثنا مكحول بن الفضل، حدثنا القاسم بن عباد، أخبرنا يحيى الحماني، عن حماد بن زيد، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إنه سيأتيكم أقوام من أقطار الأرض يسألونكم الحديث فحدثوهم )). قال: فكان أبو سعيد إذا رآنا، قال: مرحباً؛ بوصية رسول اللّه.
(114) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( من كتم علماً عنده ألجمه اللّه بلجام من نار )).
(115) وعنه عليه وعلى آله السلام، أنه قال: (( رحمة اللّه على خلفائي )) ثلاث مرات. قيل: يا رسول اللّه، وما خلفاؤك؟ قال: (( الذين يحيون سنتي ويعلمونها عباد الله )).
* وروي أن عيسى ويحيى عليهما السلام، إذا دخلا قرية ألمَّ يحيى على الأبرار، وعيسى على الفجَّار.
فقيل له: يا روح اللّه مابالكما؟
قال: أنا طبيب أعالج المرضى.
* وعن عيسى عليه السلام: لا تمنعوا الحكمة عن أهلها فتظلموهم، ولا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها.
(116) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( من تعلم باباً من العلم ليعلم الناس ، أعطي ثواب سبعين نبياً )).
* وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام: لا خير في الصمت عن العلم، كما لا خير في الكلام عن الجهل.
* لبعضهم: العلم ينهى أهله أن يمنعوا أهله.
* وذكروا عن الأحنف بن قيس الصمت والكلام فقال قوم: الصمت أفضل. فقال الأحنف: الكلام أفضل لأن الصمت لا يعدو صاحبه فضله، وإن الكلام ينتفع به عَالَم كثير.(1/112)
* وروي أنه سئل بعض أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، ممن قد أقبل على العبادة، فسأله عن نازلة؟
قال: لا أعرفها.
فقال الرجل: لو أن أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم؛ أقبلوا على ما أقبلت عليه؛ لضاع العلم.
* وعن سلمان: علم لا يقال ككنز لا ينفق منه.
* ولبعضهم: شكر العالم نشره للعلم لمن يستحقه.
(117) وروي؛ عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم -فيما أظنه-: (( زكاة العلم النشر ، وزكاة الشرف التواضع، وزكاة المال البذل )).
* وعن أبي العالية: تَعَلَّمْتَ العلم مجاناً فعلمه مجاناً.
* وروي؛ عن عطاء بن السائب أنه دخل على سعيد بن المسيب وهو يبكي. فسأله عما يبكي؟
قال: ليس أحد يسألني عن شيء.
* وكان ابن عباس يقصد أول مجلسه بالقرآن، ثم بالحلال والحرام، ثم بأحاديث العرب وسيرها والملح، ثم يقول: احفظوا خاتمة المجلس بالإستغفار.
* مُصَنِّفُه: العالم إذا وضع علمه في أهله فقد صان حقه وزانه، ومتى وضعه لا في أهله فقد وضعه وشآنه.
* ولبعضهم: إن نبياً من الأنبياء عليهم السلام دعى فلم يجبه إلا رجل واحد. فقيل له في ذلك.
فقال: إذا خلصت واحداً من يد إبليس في جميع مجالسي كفاني.
* ولبعضهم: تكلم وأتقى اللّه خير ممن صمت وأتقى الله. فقيل: إذا تكلمت فلا تبالي من مدحك من أو ذمك وإلا فالسكوت أسلم.
* مُصَنِّفُه: وما أخل بالكلام ثلاث إلا تدانى التقصير من علمه.
* لبعضهم: لست أنا ممن سكت حتى تعلم أن الكلام أولى، بل ممن تكلم حتى تعلم أن السكوت أولى.(1/113)
باب في فضل مجالس الذكر والعلم
* قال اللّه تعالى: ?وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ?[الذاريات:55].
* وقال تعالى: ?وَعِظْهُمْ وَقُل لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا?[النساء:63].
* وقال تعالى: ?ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ?[ النحل:125].
(118) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما جلس قوم يذكرون اللّه إلا ناداهم منادٍ من السماء: قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعاً. وما قعد عدة من أهل الأرض يذكرون اللّه إلا قعد معهم عدتهم من الملائكة )).
(119) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( احيوا هذه القلوب وابتغوا لها طرائف الحكم فإنها تمل كما تمل الأبدان )).
(120) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن لهذه القلوب أوابد كأوابد الصيد )).
* ولبعضهم: روحوا قلوبكم. يعني: بالذكر.
* مُصَنِّفُه: الذكر إذا وعاه السامع حثه على الإستعداد للآخرة، وشحذ خاطره على الإقبال لمسابقة الخيرات، ويزجره عن أقتحام الذنوب والخطيئات، وهو ميراث الأنبياء والصالحين الأخيار، وتقاطرت الآثار بذلك عنهم.
* وعن أهل البيت عليهم السلام وفي مواعظهم: كونوا معتبرين لا معتبراً بكم، ومتأهبين قبل أن يصاح بكم.
(121) وروي أن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجل حين شكى عليه قسوة قلبه: (( أطلعه على القبور، واعتبر بالنشور )).
* وقال تعالى: ?وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ? [إبراهيم:5]. قيل: آلآء اللّه. وقيل: القيامة.
* وعن الحسن بن علي عليه السلام أنه قال: أديموا الإختلاف إلى مجالس العلماء، فإنك لن تعدو كلمة تَدُلُّكَ على هدى، أو تنهى عن ردى، أو آية محكمة، أو علماً مستطرفاً، أو أخاً مستفاداً، أو رحمة منتظرة، أو ترك ذنبك إما حياء وإما خشية.(1/114)
* صلة بن أشيم: لا أدري بأي يومي أنا فيه أشد فرحاً، يومٌ أذكر اللّه فيه، أو يومٌ أخرج لحاجة فيعرض لي في طريقي مجلس الذكر.
(122) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما نحل والد ولداً أفضل من أدبٍ حسنٍ )).(1/115)