* وعن المسيح عليه السلام: ماذا يغني عن الأعمى حمل السراج على ظهره؟ وماذا يغني عنكم أن تتكلموا بالحكمة ولا تعملون بها؟
* ولبعضهم: العالم طبيب هذه الأمة، والمال الداء، فإذا كان الطبيب يجر الداء إلى نفسه كيف يعالج غيره.
(102) و أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله، حدثنا ابن أبي داوُد، حدثنا علي بن الحسين المكتب، حدثنا سعيد بن الصلت، حدثنا عمرو بن قيس، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( لا تعلموا العلم لثلاث خصال : لتباهوا به العلماء، ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار، ولكن تعلموا لله والدار الآخرة )).
* وعن المسيح عليه السلام: أنه قال للحواريين: إني لست أعلمكم لتعجبوا، إنما أعلمكم لتعملوا. ليست الحكمة القول بها إنما الحكمة العمل بها.
* وعن بعض الحكماء: نفعنا اللّه وإياكم بالعلم، ولا جعل حظنا منه الإستماع والتعجب.
* ولبعضهم: العلم علمان: علم في القلب فهو العلم النافع لأهله، وعلم على اللسان فتلك حجة اللّه على ابن آدم.
* وأوحى اللّه تعالى إلى المسيح عليه السلام: عظ نفسك، فإن اتعظت فعظ الناس، وإلا فاستحي مني.
* وعن المسيح عليه السلام أنه قال: ليس بنافعك أن تعلم ما لم تعمل، إن كثرة العلم لا يزيد إلا جهلاً إذا لم تعمل به.
* وعن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام :إن اللّه ليغفر عن الجاهل سبعين ذنباً قبل أن يغفر عن العالم ذنباً واحداً.
* مُصَنِّفُه: العالم يعلم من تفاصيل نعم اللّه عليه ما لم يعلم الجاهل فتكشُّف قناع عصيانه معه تعالى منه أعظم وأفخم.
* وعن بعضهم:
العلم يهتف بالعمل فإن أجاب وإلا ارتحل
(103) وعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( تعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن يأجركم اللّه حتى تعملوا )).(1/101)


* ولبعضهم: إذا كان حياتي حياة السفيه وموتي موت الجاهل، فماذا يغني ما جمعت من غرائب الحكمة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، قال: أخبرنا أبو أحمد، قال: أنشدنا ابن الأنباري (لنفسه) قال: أنشدنا أحمد بن محمود بن مسروق:
إذا كنت لا ترتاب أنك ميت .... ولست لبعد الْمَوْتِ تسعى وتعمل
فعلمك ما يجدي وأنت مفرط .... وذكرك في الموتى معد محصل
* وعن المسيح عليه السلام: إن كنتم علماء حكماء فلا تجعلوا أسماعكم غرابيل تمسك النخالة، وترسل الطحين.
* إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا وجدت نفسي مكترباً.
* ودخل بعضهم على عالم فقال له: أرأيت لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأحياء أكنت على حالك في فعالك؟ قال: لا. قال: فهل شيء ضاق على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فرخص بعده؟ قال: لا. قال: فهل أحد يعمل لك ويسعى في فكاك رقبتك؟ قال: لا. فأخذ العالم يبكي.
* ولبعضهم أبو معاوية الضرير: حديث واحد مما يرق له القلب أحب إليَّ من مائة في القضاء ونحوه.
* يونس بن عبيد: عمدنا إلى ما يصلح الناس فكتبنا، وعمدنا إلى ما يصلحنا فتركنا.
* وعن الأوزاعي: من عمل بما يعلم وفق لما لا يعلم.
* وعن الفضيل: من عمل بما يعلم شغله عما لا يعلم.
* الأعمش: ما رأيت صاحب حديث يصدق مند عشرين سنة.
* لبعضهم: طلب الحديث حرفة المفاليس.
* شعبة: ما أنا مقيم على شيء أخاف أن يدخلني النار غير الحديث.
* شعبة: ما رأيت من طلب الحديث براً للّه إلا هشام الدستوائي.
* الشعبي: لو علمت لم أتعلم العلم.
* وفي مواعظ أهل البيت عليهم السلام: إن في حكمة آل داوُد أن اللّه تعالى قال: يا داوُد، قل لعبادي لا تجعلوا بيني وبينكم عالماً قد أسكره حب الدنيا فإنهم قطاع الطرق على عبادي.
* مُصَنِّفُه: وما هلك أمة إلا بعلماء السوء فإنهم تمسكوا بالدين للدنيا فَهَلِكُوا وأَهْلَكُوا، وغَرِقُوا فأَغْرَقُوا.(1/102)


* المسيح عليه السلام: يا صاحب العلم أنزل كل مصيبة عجزت عن صبرها بمنزلة عقوبة عوفيت منها.
* وعن الصادق عليه السلام: العلماء أمناء الأنبياء ما لم يلتبسوا بالدنيا. قيل: بابن رسول اللّه ما التباسهم؟ قال: مداخلتهم السلطة، فإذا رأيتموهم وقد داخلوا السلاطين فلا تأخذوا دينكم عنهم فإنه ليس لله فيهم حاجة.
(104) وسئل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: أي الناس أشر؟ قال: (( العلماء إذا فسدوا )).
* وعن المغيرة الضبي: أدركنا أصحاب الحديث وهم خيار الناس، وهم اليوم أشرار الناس.
* وعن الثوري: مجالسة أصحاب الحديث أضر من مجالسة النصارى واليهود.
* مُصَنِّفُه: ومجالسة المداهن العليم أنمى ضرراً، هاديء اللسان، أعمى القلب والعمل، والنظار الحاذق نعلمه المنافق.
* وعن محمد بن سيرين: ذهب العلم وبقي منه عبرات في أوعية السوء.
* وعن يحيى: العالم إذا لم يكن زاهداً فهو عقوبة لأهل زمانه.
* مُصَنِّفُه: العامة كالرُّضَّعِ في الحجور، فمتى ما أفسد راضعه فسدوا، وبإصلاحه يصلحون، ضع العلم سراجاً لظلمة قلبك، ولا تضعه على مفرقك يستضيء به الناس وتحرق نفسك، ولا تطمس نور علمك بظلمات الخطيئات، فتظلم عليك يوم يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، ولا تكونن لهم جليساً تطع [أمرهم]، بخير أمروك أو شر أطعتهم فإن اللّه يقول: ?إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ ?..الآية[الأحزاب:67]، فما في الدين فتنة أضر من فتنة علماء السوء، وفتنة العباد الجهال، هذا يفتن المستضعفين بعلمه، وذلك بنسكه، وخطأ العالم كانكسار السفينة تغرق ويغرق فيها خلق كثير، ولكل أمر قوام وقوام العالم في الدين الصدق. فإذا اختل قوامه فكيف يرجى به قوام غيره.
* وفي التوراة: إن اللّه يبغض الحبر السمين.
* ولبعضهم:
وهل بدل الدين إلاَّ الملوك وأحبار سوء ورهبانها(1/103)


* وعن كعب: يكون في آخر الزمان قوم يتغايرون على العلم تغاير الرجال على النساء وهم شرار خلقه.
* ولأبي الحسن بن عبد العزيز القاضي الجرجاني:
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظَّموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهان ودنسوا
محيَّاه بالأطماع حتى تجهما
* وعن حاتم الأصم: من اكتفى بالكلام دون الزهد والفقه تزندق، ومن اكتفى بالزهد دون الفقه والكلام ابتدع، ومن اكتفى بالفقه دون الكلام تعسف، ومن نقش في الأبواب كلها تخلص.
* ولبعضهم: قيل له: أي الناس أطول ندامة؟
قال: أما عند الموت فالعالم المفرِّط، وأما في عاجل الحياة فصانع المعروف إلى من لا يشكره.
* وبلغني: أن امرأة جاءت إلى عالم، فقال لها: ما تريدين؟
قالت: النظر إليك فإن النظر إلى وجه العالم عبادة.
فقال لها: يا هذه غلطت، أولئك الذين كان النظر إلى وجوههم عبادة قد أصبحوا بين أطباق الثرى، فإن أردت فانظري إلى قبورهم.
* مُصَنِّفُه: العلم إنما يراد للفعل أو الترك، فمهما لم تستعمله فيهما كنت كمن جمع مالاً، والمقصود هو الإنتفاع به فلا تستعمله لنفع ما، وإلاَّ جمعه لتحصيل الآلات لدفع العدو فإذا كنت عمرك كله في جمع الآلات لدفع العدو فمتى يكون القصد لدفعه.
أخبرنا أبو الحسن، حدثنا أبو أحمد الحسن، قال: أخبرنا أبو حعفر بن زهير، حدثنا نصر بن علي، حدثنا نوح بن قيس، عن حوشب [بن مسلم]، قال: تحدث رجل عند الحسن، فقال الحسن: من حدثك بهذا؟
فقال: الفقهاء. قال: وهل رأيت بعينك فقيهاً؟ ثم قال: أتدري من الفقيه؟ الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بهذا لدين، المتمسك بالإسلام.(1/104)


باب في فضل العلم والعلماء
* قال اللّه تعالى: ?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ?[فاطر:28].
* وقال تعالى: ?وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ?[العنكبوت:43].
* وقال تعالى: ?نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ?[الروم:28]. إلى ما شاكله.
* وقال تعالى: ?شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ?[آل عمران:18]. فقرنهم بالملائكة.
(105) أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن فضالة، أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل، حدثنا مكحول بن الفضل، حدثنا جعفر بن محمد الدامغاني، أخبرنا أحمد بن يونس، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن العلاق بن أبي مسلم، عن أبَّان بن عثمان بن عفان، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (( يشفع يوم القيامة ثلاثة : الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء )).
(106) وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( النظر في وجه العالم عبادة )).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد، حدثنا أبو عيسى السلاماني بالبصرة، حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا أحمد بن طارق الوانسي، عن هشام بن الكلبي، عن أبي مخنف، عن كُميل بن زياد، قال: أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى الجبَّان فلما أصحرنا تنفس الصعداء.
ثم قال: يا كُميل [إن هذه]القلوب أوعية وخيرها أوعاها، أحفظ عني مَا أقول لك، الناس ثلاثة: عالم ربَّاني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح؛ لم يستضيئوا بنور العلم؛ ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.
ياكميل: العلم خير من المال، المال تحرسه، والعلم يحرسك، المال تنقصه النفقة، والعلم يزكوا بالإنفاق.(1/105)

21 / 101
ع
En
A+
A-