الكتاب : الاعتبار وسلوة العارفين المؤلف : الإمام الموفق بالله الحسين بن إسماعيل الجرجاني المتوفى سنة 430 هـ. المحقق : عبد السلام بن عباس الوجيه الناشر : مؤسسة الإمام زيد بن علي (ع) الثقافية الطبعة : الأولى سنة الطباعة : 2001 المجلدات : 1 |
الإعتبار وسلوة العارفين
للإمام
الموفق بالله الحسين بن إسماعيل الجرجاني
المتوفى سنة 430هـ تقريباً
من إصدارات
مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية
ص.ب. 1135، عمان 11821
المملكة الأردنية الهاشمية
www.izbacf.org(1/1)
إهداء
إلى أبنائي الأعزاء أهدي إليكم ثمرة جهدي في هذا العمل العظيم للإمام العظيم وأوصيكم بالمداومة على تدارسه واستلهام معانيه وإبقائها حية في حياتكم حتى تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة، وهذه وصيتي لكم ولكل طالب علم همه معرفة الطريق إلى الله ونيل رضاه.
عبد السلام بن عباس الوجيه(1/2)
نبذة عن المؤلف
بين أهل الجيل والديلم وطبرستان الأشداء، وفي تلك المناطق الواقعة جنوبي بحر قزوين، والتي جعلتها الجبال مناطق معزولة، استقر الكثير من العلويين الهاربين من بطش بني العباس وجورهم، فنشروا الإسلام ومذهب آل البيت عليهم السلام، وأقاموا دولة طبرستان الطالبية، العلوية، الزيدية، التي كان لها شأن كبير في نشر الإسلام في تلك المناطق، حيث دامت الدولة حوالي مائتي سنة، ونشرت الإسلام في بلاد كثيرة، وبنت المساجد، وأقامت حلقات العلم، وتوجهت للإصلاح الشامل، فأشاعت العدل، وقضت على الظلم، وكانت مأوى لكل طالب حق وطالب علم، وهاجر إليها العشرات من الطالبيين وغيرهم.
وفي القرن الرابع الهجري، كان من أقطاب علماء الزيدية هناك مسند الآل أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن الحسن الحسني، الذي جمع إسناد أهل اليمن وإسناد أهل الجيل والديلم، وورث علم الهادي، وعلم الناصر الاطروش، وكان من تلامذته الإمامين الشهيرين، العلمين، صاحبي المؤلفات الغزيرة، الأخوين المؤيد بالله أحمد بن الحسين بن هارون، وأبي طالب الناطق بالحق يحيى بن الحسين بن هارون الهاروني.
يأتي بعدهما في العلم والشهرة الإمام الموفق بالله أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل، مؤلف هذا الكتاب، وعشرات العلماء من أصحابهم، وتلاميذهم، الذين أحالوا تلك البلاد قبلة لطلاب العلم، والأدب، والفضائل، وكانوا من أئمة العلم والعمل، وفرسان الرواية، وطلاَّب الحق، والفضيلة، خلفوا تراثاً عظيماً في كل فنون العلم، وكانت لهم الزعامة السياسية، والدينية، والمواقف التاريخية المشرفة في الذبِّ عن الدين، والدفاع عن المستضعفين.(1/3)
نسبه
هو الإمام الموفق بالله أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عُرف بالشجري، والجرجاني، والموفق بالله، يلتقي مع الإمامين الأخوين المؤيد بالله وأبي طالب عند القاسم بن الحسن بن زيد.(1/4)
مولده ونشأته
لم تحدثنا المصادر كثيراً عن مولده ونشأته، وأغلب الظن أنه من مواليد النصف الأول من القرن الرابع الهجري ، فمن مشائخه الذين روى عنهم، إسماعيل بن العباس بن الوراق المتوفى سنة 333هـ، كما أن من أقرانه، الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين، والإمام الناطق بالحق يحيى بن الحسين، المولودين تباعاً سنة 333 هـ و 340 هـ، ونشأ في جرجان، وتربى في أحضان أسرة علوية كريمة، تقدِّس العلم، وتعشق مكارم الأخلاق، تحت رعاية أبوين كريمين، كانا أول من أرضعاه التقوى، وغذياه بالفضائل، وأنشآه في كنف العلم، والحكمة، والتقوى، فطلب العلم من صباه، وما أن بلغ سن الرشد، ومرحلة الشباب، حتى أصبح ممن يشار إليهم بالبنان في ميدان العلم، والمعرفة، وقرأ في شتَّى فنون العلم، فأحاط بعلم الكلام، وأحتوى فرائده، ودرره، وقرأ الفقه، وأصوله، والعربية، وعلومها، والأدب، والتأريخ، وجمع بين العلم، والفضل، والورع، والزهد، والتقوى، والعبادة، والاجتهاد، وصحب العلماء والفضلاء، ولعله ممن جاهد مع الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني وأخيه الإمام أبي طالب.(1/5)