و ـ نظرية عدالة الصحابة مُعْتَمَدَةٌ ومطبَّقة عند المحدِّثين من الآل وشيعتهم، ولكن ليس على إطلاقها، وليس إلى درجة الغلو الذي يجعلهم معصومين، ولا إلى درجة عدم التمييز والتحرِّي والدقة في تعريف الصحابي وغير الصحابي، أو التساهل مع أشخاص ثبت فسقهم ومخالفتهم للكتاب والسنة النبوية الفعلية والقولية الصحيحة ونكوصهم على الأدبار من بعده ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ.
هذه بعض المبادئ التي تجاهلها التَّيَّار الْمُتَسَنِّنْ داخل الزيدية في الغالب، وانطلق في الاجتهاد متنكراً لها، ومهاجماً أحياناً.
خلاصة القول حاولت جهدي التأكد من انتماء المترجمين إلى المدرسة الزيدية بالطرق السابقة، وتركت لهذا كثيراً من الشيعة الذين يغلب الظَّن أنَّهم من الزيدية، ولكن التأكد من ذلك يحتاج إلى نص، أو بحث، و استدلال، ومنهم المئات الذين ادعاهم الإمامية في الغالب ونسبوهم إلى مذهبهم، استناداً على روايتهم عن هذا الإمام أو ذاك من الأئمة الإثنى عشر. أعود فأوجز طريقتي في الترجمة في النقاط التالية:
1ـ إثبات الاسم الأول مع اللقب أو الشهرة في العنوان، وأمامه داخل قوس مربع [ تاريخ مولده ـ وتاريخ وفاته ] إن عُرِف أحدهما أو كلاهما، وإذا لم يعرف، فتحديد القرن الذي عاش فيه.
2ـ بدأت ترجمة كل مؤلِّف باسمه ثلاثيا على الأقل، ثم لقبه، ونسبته، وشهرته، وكنيته، بما يعرِّفه ويميِّزه عن غيره إن تشابهت الأسماء.
3ـ أهم صفاته ودرجاته العلمية إختصاصه في العلوم، ودرجته في كلمات مقتضبة موجزة، تعطيه حقه أو بعض حقه، بلا مبالغة، ولا مجازفة، ولا تقصير مخل.
4ـ مكان وزمان المولد بالشهر إن وجد، وكذلك النشأة، والتلقي للعلم، مع ذكر بعض شيوخه في العلم في الغالب لمزيد التعريف.
5ـ أهم أعماله التي تولاَّها تدريساً، وإرشاداً، وإفتاءً، وجهاداً، ووظائفَ، ومناصبَ ، وحركة ، وبإقتضاب شديد جداً، وذكر بعض الأحداث الهامَّة في حياته وتاريخها.(1/31)
6ـ تاريخ ومكان وفاته، وموضع قبره ما أمكن.
ثانياً فيما يتعلق بالمؤلفات:
المؤلفات والأثار هي الغرض المقصود من الترجمةِ، وقد حاولت بما أستطيع، وبقدر ما عندي من مصادر أن أرصد كل ما للمترجم، أو نسب إليه من المؤلفات والرسائل والبحوث والمنظومات الشعرية (الأراجيز) والدواوين. وبغية الحصول على فهرست متكامل لمؤلفات الزيدية.وفي سبيل خدمة القارىء والمحقق والباحث فقد حرصت على:
1ـ سرد كل ما عثرت عليه من المؤلفات التي ذكرها المترجمون للشخص المترجم، أو ذكرتها فهارس المكتبات، أو كتب المصادر المتخصصة الشهيرة التي اطلعت عليها، وما عثرت عليه بعد بحث، مرتبةً على الحروف الأبجدية في كل ترجمة قدر الإمكان إلا ما عثرت عليه متأخراً، ولم أجد له مكاناً في الترتيب.
2ـ حرصت على ذكر عناوين الكتب والأبحاث كاملة، مع مراعاة ذكر العناوين الأخرى لهذا الكتاب إن تعددت، مع الإغضاء عن بعض ما لا يصلح من العناوين التي وضعها النُّسَّاخ اجتهاداً.
3ـ حاولت ذكر تاريخ فراغ المؤلف من تأليف كتابه إن وجد.
4ـ المؤلفات المطبوعة، حاولت الإشارة إلى طبعها، وسنة الطبع، ومكانه، ودار النشر، بحسب ما وصل إليه علمي المحدود والقاصر، وأهملت في الغالب ذكر النُّسْخ الخطية منها للأستغناء عن ذلك بطباعتها ونشرها وتوفرها.
5ـ المؤلفات المخطوطة، حاولت الإشارة ما أمكن إلى نُسَخها الخطية، مكتفيا بعدد محدود من هذه النسخ المتوفرة في المكتبات العامة والمكتبات الخاصة، وما أشارت إليه كتب المصادر، وذكرت في الكثير من مؤلفات المترجمين تفاصيل المخطوط، من سنة النسخ، وعدد الصفحات، ورقم المخطوط في المكتبات العامة المتوفر فهارسها، أو المصدر الذي أشار إليها.
6ـ المؤلفات التي لم أجدها مخطوطة، ولم أعثر على من يذكر لها نسخة خطية، تركتها كما هي، مع الإشارة في الغالب إلى مصدر أو أكثر من المصادر التي ذكرتها وعزتها إلى المؤلف.(1/32)
7ـ ما يتعلق بأرقام المخطوطات في المكتبات العالمية استندت في ذلك إلى مصادر الحبشي أولاً، ثم مصادر العمري (مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني)، ثم إلى (الأدبيات اليمنية في المكتبات العالمية) الصادر عن مركز الدراسات والبحوث، وأخيراً (تاريخ الأدب العربي) لبروكلمان الذي استعرت بعض اجزاءه ، وإلى غيرها.
ثالثاً: فيما يتعلق بالمصادر والمراجع الملحقة بكل ترجمة:
المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها كثيرة، بعضها أو أغلبها ليست في مكتبتي، ووجدتها عن طريق الاستعارة من مالكيها في أوقات متفاوتة، وبعضها لم أطلع عليها إلا بعد إثبات التراجم كاملة، فالحقت، واضفت ما فيها من معلومات إضافية ضرورية، وحاولت الالتزام بالتالي:ـ
1ـ أثبت ما اطلعت عليه من مصادر خطية أو مطبوعة تحت كل ترجمة رجعت فيها إليها وجعلتها خاتمة للترجمة.
2ـ مالم أطلع عليه ورجع إليه مصدر آخر، سردته أيضاً، استناداً إلى هذا المصدر مع التنويه لذلك بكلمة (ومنه) وذلك بغية جمع أكبر عدد ممكن من مصادر الترجمة لمن يريد التوسع في الإطلاع.
3ـ المصادر المطبوعة، حرصت على إثبات أرقام المجلدات والصفحات والطبعات أحياناً تسهيلا للباحث، والكتب التي رجعت إليها تضمها قائمة المصادر في آخر الكتاب بطبعاتها المختلفة والمصادر المنقولة التي أشارت إليها مصادر أخرى رجعت إليها يمكن الرجوع فيها إلى قوائم المصادر آخر كل كتاب.
4ـ المصادر المخطوطة لم اثبت أرقام الصفحات إلا نادراً لتعدد المخطوطات، وتعذر الرجوع إلى واحد منها بعينه.
ملاحظات عابرة على بعض المصادر
أ ـ مصادر الفكر العربي والإسلامي في اليمن (للعلاَّمة عبدالله الحبشي):(1/33)
لقد اعتمدت بشكل رئيسي في إثبات المؤلفات وتحديد أماكنها في المكتبات العالمية، والعامة المحلية، وبعض المكتبات الخاصة، على عدد من المصادر الرئيسية: أولها وأهمها: كتاب (مصادر الفكر العربي والأسلامي في اليمن) تأليف: الأستاذ، العلاَّمة، الباحث، المحقق، الكبير، عبدالله بن محمد الحبشي: هذا الرجل الموسوعي المعرفة، صاحب اليد الطولى في خدمة التراث بحثاً، وتوثيقاً، وتصنيفاً، وتأليفاً، والذي خدم العلم والفكر والتراث في صمت، وتواضع، وزهد، وورع، وبعد عن الإدعاء، وطلب الشهرة، والرياء، هو صاحب الفضل الأول، والرائد في هذا المجال، بما تضمنه كتابه من مؤلفات سجَّلها بعد جهود لا يعرف قدرها إلا من كابد مشاقها، فأصبح المرجع الأول لكل باحث بعده عن المؤلفين ومؤلفاتهم وأبحاثهم في اليمن، وكل من جاء بعده اغترف من بحره، وللأسف كان من المؤلفين والباحثين من استفاد منه، وغمط حقه، فلم يشر إلى المصدر، بل حجد وانكر وادعى وتطاول على هذا الرجل العظيم، كما فعل إسماعيل الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) انظر موضوع (جناية الأكوع على الأستاذ عبدالله الحبشي) في كتابنا (جناية الأكوع على العلم والعلماء في اليمن).
لقد استفدت غاية الإستفاده من كتاب استاذنا الجليل العلاَّمة عبدالله الحبشي في معرفة مؤلفات وتراجم الزيدية في اليمن، وأماكن وجودها في المراكز العالمية، والمكتبات العامة، وبعض المكتبات الخاصه، إلا أني لم أعتمد الأرقام التي ذكرها في مخطوطات الجامع الكبير إلا نادراً، وفي القليل مما ليس في مجلدات فهارس مكتبتي الجامع الغربية والشرقية التي رجعت إليها، واعتمدت أرقامها، كونها صدرت متأخرة بعد صدور كتاب الأستاذ الحبشي، وقد تغيرت أرقام المخطوطات على النحو المذكور في الفهارس.
أمَّا زيدية العراق والجيل والديلم وطبرستان وغيرها من البلدان فليسوا من موضوع كتاب الأستاذ الحبشي، وكذلك المعاصرون الأحياء من المؤلفين.(1/34)
ب ـ مؤلفات الزيدية للسيد أحمد الحسيني:
أما الكتاب الثاني الذي استفدت منه في ذكر المؤلفات فهو للسيد أحمد الحسيني أمين مكتبة آيه اللّه المرعشي في قم، والذي زار اليمن ومكث قرابة الشهر، وكنت ممن تشرف بلقاءه، وتقديم العون له خلال بحثه عن (مؤلفات الزيدية) وهو عنوان الكتاب الذي صدر في ثلاثة مجلدات ذكر فيها قرابة ثلاثة آلاف كتاب، يذكر اسم الكتاب، واسم المؤلف، وتاريخ وفاته، ويعرف الكتاب تعريفاً موجزاً إن وقف عليه، ويكتفي بعنوان الكتاب واسم المؤلف في غير ذلك، وقد جمع هذا السيد الشيخ الكبير الكثير الطيب من المؤلفات لكنه أدخل بينها من مؤلفات غير الزيدية الكثير من المؤلفات التي اشتبه فيها إما لأن المؤلف من العلويين في اليمن، أو لعدم وقوفه على الكتب، أو لوجود تراجم مؤلفيها في مؤلفات المؤرخين الزيدية، أو لوجودها في مكتبات خاصة عند الزيدية، كذلك كرَّر بعض الكتب لتكرار العناوين.
ج ـ كتب أخرى:
يأتي بعد هذين الكتابين فهارس المكتبة الغربية، وفهارس مكتبة الأوقاف في الجامع الكبير، وكتاب (مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني) للدكتور حسين العمري، ثم (طبقات الزيدية الصغرى )للسيد يحيى بن الحسين بن القاسم ، و( طبقات الزيدية الكبرى ) للسيد إبراهيم بن القاسم ، و(مطلع البدور) لإبن أبي الرجال، ومؤلفات المؤرخ الكبير محمد محمد زباره (أئمة اليمن ـ نشر العرف ـ نيل الوطر ـ نزهة النظر ـ ملحق البدر الطالع)، ثم غيرها من المؤلفات المذكوره في مصادر كل ترجمة.(1/35)