باب الرواح إلى منى وما تقول
إذا أردت الإحرام، وإذا أردت أن تروح إلى منى يوم التروية فاصنع مثل الذي صنعت في العقيق، ثم اغتسل، واحرم، والبس ثوبيك، ثم صلِّ في الحرام، ثم قل في دبر صلاتك مثل الذي قلت في العقيق، وقل: ((لبيك بحجة تمامها عليك)) وتأتي منى حين تخرج من المسجد الحرام، وليكن رواحك يوم التروية حين تصلي الظهر، ولا تصلي فيه الظهر إن استطعت، وإن مكثت إلى صلاة العصر فلا يضرك، وإذا أتيت منى فبت بها حتى تصلي الفجر إن شاء الله تعالى.(1/26)
باب الذهاب إلى عرفات والدعاء
ثم اغد إلى عرفات، فإذا زالت الشمس يوم عرفة، فاغتسل، واقطع التلبية، وصلِّ على محمد وأهل بيته صلى الله عليه وآله واستغفر لذنبك، وتخير لنفسك من الدعاء ما شئت، ولا تسأله مأثماً، ثم صل الظهر والعصر مع الإمام والناس، وإن شئت جمعت بين الظهر والعصر بأذان وإقامتين ثم أتيت الموقف.
واستقبل البيت، فكبّر الله تعالى وهلّله واحمده، وصلّ على النبي وأهل بيته صلى الله عليه وآله واجتهد في الدعاء فإنه مسألة.
ولا تدع حاجة تريدها عاجلةً ولا آجلة إلا دعوت الله تعالى بها، وليكن من قولك وأنت واقف: ((ربّ المشعر الحرام، اغفر لي وارحمني)) وقل: ((اللهم فك رقبتي من النار، وأوسع عليّ من الرزق الحلال، وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس)).
وقِفْ في ميسرة الجبل، واستقبل القبلة (البيت)، فتقف ساعة في المكان، ثم تقدمْ أمام ذلك شيئاً، ثم تقدم، ثم تقف، تصنع ذلك حتى تغيب الشمس.(1/27)
باب الإفاضة إلى المزدلفة
وأفض على بركة الله تعالى، وتورّع في المسير، واترك الرجيف الذي يصنعه كثير من الناس، فإنه بلغني: أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يكف ناقته حتى يبلغ رأسها إلى الرجل، ويقول للناس: ((عليكم بالسكينة والدعة)) وإن قدرت أن تنزل حتى تأتي أول الجبال عند السحرات في مسيرة الطريق، فتمكُث ساعةً حتى يخف عنك كثير من الناس فافعل، ولا تصلي المغرب حتى تأتي جمعاً، فإذا أتيتها فصّل المغرب والعشاء بأذانٍ وإقامتين، وانزل بجمع في بطن الوادي عن يسار الطريق، قريبٌ من المشعر، ولا تجاوز الجبل ليلة المزدلفة فإنه يكره. والمزدلفة جمع، وأصبحْ على طهر بعد ما تصلّي الفجر، وقِفْ على المشعر الحرام قبل أن تطلع الشمس، ويشرف الجبل، والجبل هو (ثبير) ثم أفض على بركة الله تعالى حتى تأتي رحلك بمنى.(1/28)
باب الرجوع إلى منى، ورمي الجمرة العظمى
ثم ائت الجمرة التي عند العقبة، فارمها بسبع حصيات، يكون بينك وبينها نحواً من خمسة أذرع، تكبّر مع كل حصاة تكبيرة، وقل: ((اللهم ازجر عني الشيطان، اللهم تصديقاً بكتابك، وسنة نبيك صلى الله عليه وآله، اللهم اجعله حجاً مبروراً، وعملاً متقبّلاً، وذنباً مغفوراً))، وإن شئت قلت ذلك مع كل حصاة، وإن شئت قلت حين تفرغ من رميك، حين تريد الانصراف، ولا تدع التكبير مع كل حصاة، وليكن حصاك بقدر أنملة أو أصغر من ذلك قليلاً، مثل حصاة الخذف، واجعل الحصى في يدك اليسرى، وارم بيدك اليمنى.(1/29)
[الأضحية]
فإذا فرغت فاشتر أضحيتك التي كان فيها تمتعك، فاشترها قبل رمي الجمرة، وإن شئت بعده، واجعله كبشاً، سميناً، أقرن فحلاً، فإن لم تجد كبشاً فمن فحولة الماعز، وإلا فنعجة من الضأن، فإن لم تجد فما يسر عليك، ثم استقبل بها القبلة فاذبحها.(1/30)