[شروط ينبغي مراعاتها عند العزم لأداء الحج أو العمرة]
بسم الله الرحمن الرحيم: حدثنا أبو خازم محمد بن علي الوشا المقري، قال حدثنا أبو الحسين زيد بن محمد بن جعفر المعروف بابن أبي الناس قال: حدثنا حسين بن حكيم، قال: حدثنا يحيى بن هاشم، قال: حدثنا أبو خالد الواسطي -رضي الله تعالى عنهم- عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام قال: إذا توجهت إلى مكة إن شاء الله تعالى:
فعليك بتقوى الله تعالى، وذكره كثيراً، وقلة الكلام إلا في خير، فإن من تمام الحج والعمرة أن يحفظ الرجل نفسه، كما قال تعالى، فإنه قال: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}[البقرة:197] والرفث: هو الجماع، والفسوق: هو الكذب، والجدال: هو في قول الرجل: لا والله، وبلى والله، والمفاخرة.
فعليك بورع يحجزك عن معاصي الله تعالى، وحلم تملك به غضبك، وحسن الصحبة لمن صحبك، ولا قوة إلا بالله.(1/11)


باب الإحرام
[مسنونات الإحرام]
فإذا أتيت العقيق إن شاء الله تعالى:
[1] فانتف إبطك.
[2] وقلم أظفارك.
[3] وأطل عانتك.
[4] ولا يضرك بأيها بدأت.
[5] ثم اغتسل والبس ثوبيك.
[6] وليكن فراغك من ذلك كله عند زوال الشمس، فإن ذلك من السنة، فإذا صليت الظهر وأنت تريد الإحرام حين ينصرف فيء الظهر.(1/12)


باب ما يقول حين يريد الإحرام
يقول: اللهم إني أريد الحج فيسّره لي، وإن لم تكن حجة فعمرةً، وقل: أحرم لك بالحج شعري وبشري ولحمي ودمي، من النساء، والطيب، أبتغي بذلك وجهك الكريم، والدار الآخرة، ومحلي حيث حبستني بقدرتك التي قدرت عليّ.(1/13)


باب التلبية
ثم لبّ، وقل: ((لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك)) إن شئت أجزاك، وإن شئت ألحقت: ((لبيك ذا المعارج لبيك، لبيك داعٍ إلى دار السلام لبيك، لبيك غفّار الذنوب لبيك، لبيك بحجة تمامها وأجرها عليك، لبيك مرهوب مرغوب إليك لبيك، لبيك البدء والمعاد إليك لبيك، لبيك يستغنى ويفتقر إليك لبيك، لبيك أهل التلبية لبيك، لبيك ذا الجلال والإكرام لبيك، لبيك ذا النعماء والفضل الحسن الجميل)) وقد تجزيك التلبية الأولى، ويكون هذا الأخير فيما بينك ونفسك من غير إظهاره، كراهية الشهرة، تقول ذلك في دبر كل صلاة مكتوبة وتطوع، وحين ينهض بك بعيرك، وإن علوت أكمة، أو هبطت وادياً، أو لقيت راكباً، وبالأَسحار، وأكثر من التلبية ما استطعت، واجهر بها ما استطعت فإنها إجهار.
وأكثر من يا ذا المعارج، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يكثر ذكرها ويقول: ((لبيك يا ذا المعارج لبيك))، ولا يضرك بليل أحرمت أو بنهار، ولا تحرم إلا في دبر صلاة، فريضة كانت أو تطوعاً، وأحبّ إليّ أن تحرم في دبر صلاة الظهر.(1/14)


محظورات الإحرام
[1] واتقِ قتل الدواب كلها إلا الحيات، والعقارب، والفأرة، وارم الحدأة والغراب رمياً، واقتل الكلب العقور والسبع إذا أراداك، فإن لم يريداك فلا تردهما، ولا تقتل حيةً في منازل الناس الجار الرفيق، وإن أرادتك فاقتلها، واقتل الأفاعي في منازل الناس كلها، والأسود على كل حال.
[2] ولا تمس شيئاً من الدهن بعد ما تغتسل لإحرامك.
[3] ولا تخمر ثوبك بعد إحرام.
[4] ولا تلبس ثوباً فيه طيب، ولا تحرم فيه.
[5] وإذا اغتسلت للإحرام فلبست ثوباً لا يصلح لك لبسه، أو أكلت طعاماً لا يصلح لك أكله، فإن شئت تطهرت.
[6] وأمسك على أنفك من الريح الطيبة.
[7] ولا تمسك على أنفك من الريح المنتنة.
[8] ولا تأكل طعاماً فيه زعفران، إلا شيئاً قد أكلته النار.
[9] ولا تأكل شيئاً من الصيد وإن كان الصيد في الحل.
[10] وألق عنك الدواب كلها إلا القملة، فإنها من جسدك.
وإن أردت أن تحول قملةً منك من مكان إلى مكان فلا يضرك، وإن ألقيت قملة حين تمسح ذراعيك فلا تعدها، وإن أردت أن تلقي قراداً عن بعيرك، فلا بأس به، ولا تلق حلمة.
[11] ولا تلبس ثوباً له أزرار.
[12] ولا ثوباً تطرحه في رأسك.
[13] ولا تلبس قباء إلا أن تنسى، ولا قميصاً، ولا سراويلاً، إلا أن لا يكون لك إزار، فتلبس السراويل فسفها من قبل سرتك ما بين فخذيك يتخذها شبه الإزار.
[13] و لا تلبس خفين إلا أن لا يكون لك نعلان، فتلبس الخفين فسفهما عن ظهر قدميك، وإن لبست قميصاً فلا تنزعه من رأسك إلا بقدر على ذلك، وإن أخرجته فاستغفر ربك، ولا تقنع رأسك بعد إحرامك حتى تحله إن شاء الله تعالى، واغتسل إذا دخلت الحرم فإن ذلك يستحب، وإن لم تغتسل أجزاك ذلك.(1/15)

3 / 20
ع
En
A+
A-