وفي الجامع الكافي: (( وتقول في طوافك بالبيت: ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. وتزيد على هذا من ذكر الله ما أحببت. وكلما مررت بباب البيت وجهت وجهك نحوه، ورفعت يديك وقلت: اللهم هذا البيت بيتك، والحرم حرمك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار. اللهم فك رقبتي من النار، وكلما مررت بركن من أركان البيت، وجهت نحوه، ورفعت يديك، وحمدت الله وكبّرته وتقول: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. ثم في الشوط السابع عند المستجار، ابسط يديك على البيت، وألزق خدك وبطنك بالبيت، ثم قل: اللهم هذا البيت بيتك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار. اللهم من قِبَلِكَ الروح والفرج والعفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة. اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي، واغفر لي ما اطلعت عليه مني وخفي على خلقك، أستجير بالله من النار. وتصلّ على محمد وآله وتدعو بما تيسر.))، انتهى.
وفي الإفادة للمؤيد بالله عليه السلام: (( فإذا انتهيت في الشوط السابع إلى مؤخر الكعبة، وهو المستجار دون اليماني، فقل: (( اللهم البيت بيتك، والحرم حرمك، وهذا مقام العائذ بك من النار.)). ثم اعترف لربك بذنوبك، وسله العفو والمغفرة، فقد روي عن جعفر بن محمد أنه كان يميط أصحابه عنه في ذلك المكان ليقر لربه عز وجل بذنوبه، ويقول: ما من مؤمن يقر بذنوبه في هذا الباب إلا غفر الله له.))، انتهى.(1/81)
فائدة: المستجار مسامت لباب الكعبة من الغرب، والملتزم بين الحجر الأسود والباب، وهما من مقامات الأدعية الشريفة. وقد روي عن ابن عباس مرفوعًا: (( ما بين الركن والمقام ملتزم.))، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( الملتزم موضع يستجاب فيه الدعاء، وما من عبد دعا الله فيه دعوة إلا استجابها )) أو كما قال؛ انتهى. وعن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا حاذى ميزاب الكعبة وهو في الطواف يقول: (( اللهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب.)). وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما من أحد يدعو تحت الميزاب إلا استجيب له )).
هذا ولما كان المقام مقام ذكر الله عز وجل ودعائه كما قال عز وجل: ? اذكروني أذكركم ?، ? ادعوني أستجب لكم ? وقد روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (( إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله تعالى ))، رواه أحمد وأبو داود والترمذي؛ فينبغي الاجتهاد في ذلك بحسب الإمكان، وقد شرع الشارع ذلك، ولم يوجب شيئًا من ذلك، ولا عيّن دعاء مخصوصًا ليكون الباب لعباده مفتوحًا. وقد حفظ عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعن بعض السلف الصالح كلمات طيبات قد سبقت، وقد أفرد بعض أهل المناسك لكل شوط دعاء، ولا بأس بذلك ليكون أقرب إلى ضبطها، وسأذكر لكل شوط ما تيسر من المرفوع والمأثور وغيره، ولا مانع من أن يُدعى بذلك أو غيره، وما رفع فهو أولى، وبالله التوفيق.
1. الشوط الأول: بسم الله الرحمن الرحيم، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك صلواتك وسلامك عليه وعلى آله.(1/82)
وتحت باب الكعبة المشرفة في كل شوط: اللهم هذا البيت بيتك، والحرم حرمك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار، فأعذني من عذابك، واختصني بالأجزل من ثوابك، ووالدي وما ولدا، والمسلمين والمسلمات، يا جبار الأرضين والسموات.
ثم تمضي وتقول: رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الله الأعز الأكرم.
وتحت الميزاب: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. اللهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب. اللهم اجعله حجًا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا، وسعيًا مشكورًا. اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
2. الشوط الثاني: بسم الله الرحمن الرحيم، والله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، واتباعًا لأمرك، واقتداء بسنة نبيك محمد صلى الله عليه آله وسلم وعلى أهل بيته الطيبين الأخيار الصادقين الأبرار. رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي، ربنا وتقبل دعاء، ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. اللهم حبب إلينا الإيمان وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق العصيان، واجعلنا من الراشدين. رب اشرح لي صدري، ويسّر لي أمري، رب هب لي حكمًا وألحقني بالصالحين، واجعل لي لسان صدق في الآخرين، واجعلني من ورثة جنة النعيم. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.(1/83)
3. الشوط الثالث: بسم الله الرحمن الرحيم، والله أكبر. اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلواتك وسلامك عليه وعلى آله، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم. اللهم إني أعوذ بك من سوء المنظر في الأهل والمال والولد. اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار. اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
4. الشوط الرابع: بسم الله الرحمن الرحيم، والله أكبر. اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار. سائلك ببابك، مسكينك ببابك، فقيرك ببابك، تصدق عليه بالجنة. اللهم صل على محمد وآل محمد، وأدخلني الجنة برحمتك، ووالدي وما ولدا، والمؤمنين والمؤمنات، وعافني من السقم، وأوسع علي من الرزق والحلال، وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس، وكل دابة أنت آخذ بناصيتها. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
5. الشوط الخامس: بسم الله الرحمن الرحيم، والله أكبر. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. اللهم إني أسألك إيمانًا دائمًا، وأسألك قلبًا خاشعًا، وأسألك علمًا نافعًا، وأسألك يقينًا صادقًا، وأسألك دينًا قيّمًا، وأسألك العافية من كل بلية، وأسألك دوام العافية، وأسألك تمام العافية، وأسألك الشكر على العافية، وأسألك الغنى عن الناس. ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.(1/84)
6. الشوط السادس: بسم الله الرحمن الرحيم، والله أكبر. اللهم صل على محمد وآله. اللهم إني ضعيف فقوِّ في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلام منتهى رضاي، وبارك لي فيما قسمت لي، وبلغني برحمتك الذي أرجو من رحمتك، واجعل لي ودًّا في صدور المؤمنين وعهدًا عندك يا كريم. اللهم اغفر لي ولوالدي ولأولادي وإخواني وأرحامي وللمؤمنين. اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا، وأدخلنا الجنة، ونجنا من النار، وأصلح شأننا كله. ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار. ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
7. الشوط السابع: بسم الله الرحمن الرحيم، والله أكبر. اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعله حجًا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا، وعملاً مقبولاً. اللهم أعني على مناسكي، ووفقني لما يرضيك عني، وتقبل مني صالح عملي واغفر لي ولوالدي ولمن ولدا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
وتقول تحت باب الكعبة كما سبق: اللهم هذا البيت بيتك، والحرم حرمك... إلى آخره.
وتقول عند الركن الذي يلي الحجر: اللهم صل على محمد وآل محمد، وافتح لي أبواب رحمتك، وأغلق عني أبواب غضبك.
ومقابل الميزاب: اللهم صل على محمد وآله. اللهم اعتقني من النار، وأوسع علي من رزقك الحلال.
وعند الركن الذي يليه: اللهم إن إبراهيم وإسماعيل - صلواتك وسلامك عليهما - سألاك أن تتقبل منهما، فتقبل مني كما تقبلت منهما، إنك أنت السميع العليم. اللهم اغفر لي ولوالدي، وارحمني واهدني وعافني واعف عني وارزقني واحفظني ووفقني.(1/85)