الكتاب : كتاب الحج والعمرة
المؤلف : السيد العلامة المجتهد مجدالدين المؤيدي

كتاب الحج والعمرة
تأليف
المولى العلامة
أبي الحسين مجدالدين بن محمد المؤيدي

من إصدارات
مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية
ص.ب. 1135، عمان 11821
المملكة الأردنية الهاشمية
www.izbacf.org(1/1)


ملحق من المؤلف لكتاب الحج والعمرة للطبعة الأولى والثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.
اعلم أيها الأخ الكريم، المتفهم الواعي، أنه لما يسَّر الله تعالى هذا الكتاب العظيم، ويسّر دخوله الحرمين الشريفين بفضل العناية المشكورة، والجهود المبرورة، غمَّ كثيراً من أهل الحقد والحسد والحرص على أن لا يكون لأهل بيت رسول الله ذكرٌ، ولا لأسمائهم رسم، فأعملوا الحيلة في طمس آثارهم، فأوعزوا إلى بعض السذج: أن هذا كتاب كبير يشق حمله وفهمه على الكثير من الحجيج، وأن الأولى اختصاره بتجريده عن الخلافات، ويكفي ذكر المناسك ليسهل حمله على الصغير والكبير.
ولحسن مقاصد بعض الإخوان والأولاد الكرام، الذين لم يفقهوا غوايل أولئك المحرفين، كما قال القائل:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوا
فصادف قلبًا فارعًا فتمكنا

وقد علم الله وهو العليم، أني أحرص على بقاء هذا الكتاب على صفته، لأجل نشر علوم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأوليائهم الأبرار رضي الله عنهم.
وقد أُخِذَ الكثير من مؤلفاتي، وانتهبوها انتهابًا، فلم أُنكر عليهم ذلك، وقلت لهم سلام!!
ويدل هذا على من له معرفة، أنهم قد بذلوا أن يذكروا اختياراتي في هذا الكتاب وحدها، فمنعت من ذلك أشد المنع والمعامل الله سبحانه.
فإن قيل: أنه لم يزل العلماء يختصرون كتب بعضهم الآخر بلا نكير.
قيل له: لا سواء، لأنهم لا يحرصون على إلغاء أقوال الأئمة الأطهار، وإني أعلم أنه لا يتم المنع لما ذكرت، ولكن لا أريد أن يكون ذلك على يد بعض أبنائنا المخلصين، والله من وراء القصد، وهو العليم الخبير.(1/2)


فأقول: إني أحرج وأمنع كل من يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتعرَّض بالاختصار، أو الاقتصار، أو التبديل، أو التحويل لهذا المؤلَّف الذي قد أبلغت الجد والجهد في تقريبه وتهذيبه وترتيبه، وهو مشتمل بحمد الله على خلاصة مؤلفات أئمة العترة وغيرهم من علماء الأمة، كمجموع الإمام زيد بن علي وشروحه، كالمنهاج الجلي، والروض النضير، وأمالي أحمد بن عيسى، وأحكام الإمام الهادي إلى الحق عليهم السلام، والتجريد، والتحرير، والشفاء، والتقرير، وشرح الإبانة، والبحر الزخار، وشرح الأزهار، والغيث المدرار، والوابل المغزار، والبيان، والبستان، والهداية وشرحها لطف الغفار، والاعتصام؛ فهذه المؤلفات الكبار غير المختصرات وكالأمهات الست وغيرها من مؤلفات العامة.
وما أوجب هذا كما علم الله سبحانه وتعالى إلاَّ قصد النفع وإبلاغ الوسع في حفظ أقوال أئمة وأعلام الهدى والإقتداء بأسمائهم الشريفة وألفاظهم المنيفة فإنه قد ذهب الكثير الطيب من ذلك بسبب جنايات المختصرين والمتعرضين بالمسخ والتبديل والنسخ والتحويل وإن كانت مقاصد بعضهم حسنة باعتبار أنهم ما أرادوا ما يترتب عل ذلك من الفساد. وقد شكا أعمالهم تلك الأئمة الأعلام كالإمام الحسن بن علي بن داود والإمام القاسم بن محمد عليهم السلام وغيرهما كما أوضحت ذلك في المنهج الأقوم.
وإني أدعو الله جلَّ وعلا على من تعدى هذه التوصية وظلم واعتدى أن ينصف منه ويريه المساءة فيما عمل وأمَّل، وأن يلطف بمن امتثل بما أوصيناه ويوفقنا وإياه لرضاه وتقواه.(1/3)


وهو بحمد الله ميسر ينتفع به المجتهد والمقلد والمبتدي والمنتهي، فمن كان من أهل الاجتهاد فقد قرَّبنا إليه البعيد من الأدلة، ومن كان من أهل التقليد فسيستفيد منه بأقوال أئمة العترة وغيرهم بلا تحجر ولا تعصب بإلغاء أقوال أئمة أهل البيت عليهم السلام وغيرهم من الأعلام. وإن كان يثقل عليه قال الإمام زيد بن علي قال الباقر قال الصادق قال الإمام القاسم بن ابراهيم قال الإمام الهادي إلى الحق عليهم السلام فلا كرامة له، ألا يعلم أنه ما تحصل على هذه الصفة إلا بتعب وأخذ ورَدّ حتى تمت الموافقة عليه، والله الهادي إلى الصواب، وإليه المرجع والمآب.(1/4)


مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين، المنزل في الذكر المبين ? ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غنيّ عن العالمين ?.
والصلاة والسلام على رسوله الأمين القائل: (( من أراد الدنيا والآخرةَ فليؤمَّ هذا البيت ، فما أتاه عبد يسأل الله دنيا إلا أعطاه الله منها، ولا يسأله آخرة إلا ادّخر له الله منها. ألا أيها الناس، عليكم بالحج والعمرة فتابعوا بينهما، فإنهما يغسلان الذنوب كما يغسل الماء الدرن عن الثوب، وينفيان الفقر كما تنفي النار خبث الحديد ))، والقائل: ((لا تزال أمتي يكف عنها ما لم يظهروا خصالاً عملاً بالربا وإظهار الرشا وقطع الأرحام وقطع الصلاة في جماعة وترك هذا البيت أن يؤم، فإذا ترك هذا البيت أن يؤم لم يناظروا ))، والقائل:
((مرحبًا بوفد الله ثلاثًا، الذين إذا سألوا الله أعطاهم، ويُخْلِفُ عليهم نفقاتِهم في الدنيا، ويجعلُ لهم في الآخرة مكانَ كلِّ درهمٍ ألفًا ))... الخبران مما رواهما الإمام زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام، وعلى آلهِ أهلِ بيتِه وعترتِه الطاهرين، الذين خلفهم في أمته مع كتاب ربه كما تواتر في أخبار الثقلين، ورضوان الله على صحابته الراشدين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد...(1/5)

1 / 57
ع
En
A+
A-