[ 277 ]
علماء أهل بيته من بعده، فإنهم لا يرون للمحرم أكل شئ من الصيد صيد له أو لغيره من أجله أو من أجل سواه (10). باب ما يجوز للمحرم أن يقتله قال يحيى بن الحسين عليه السلام: لا بأس أن يقتل المحرم الحدأة والغراب والفأرة والحية والعقرب والسبع العادي إذا عدى عليه، والكلب العقور إن ألحمه نفسه وخشي المحرم عقره، والبرغوث والكتان والبق والدبر وكل دابة عظم بلاؤها وخشي على المسلمين ضرها فلا بأس في قتل المحرم لها وإستيصاله لشافتها.
باب القول في حاجة المحرم إلى لبس الثياب للعلة النازلة والبرد الشديد
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: إن أحتاج المحرم إلى لبس شئ من الثياب مما لا يجوز له لبسه لعلة نزلت به من مرض أو غرض أو غير ذلك مما يخاف على نفسه منه تلفا إن لم يلبس الثياب مثل البرد الشديد أو الصداع الملازم أو غير ذلك من آفات الدنيا فليلبس الذي يحتاج إلى لبسه لعلته من الثياب ويكون عليه الفداء، والفداء فهو ما قال الله سبحانه وجل جلاله حين يقول: (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففديه من صيام أو صدقة أو نسك) (11) والصيام فهو صيام ثلاثة أيام، والصدقة فهي إطعام سنة مساكين، والنسك فأقله شاة، ومن عظم فهو خير له عند ربه، وكذلك إن هو احتاج إلى أخذ دواء فيه مسك ساطع الريح فأخذه وتداوى به المحرم لحرج أو لغير حرج، كان عليه
---
ص 277 " (10) في نسخة أو من أجل غيره.
(11) البقرة 184.
---(1/277)
[ 278 ]
ما على اللابس للثياب من الكفارة التي ذكرنا، وكذلك إن احتاج إلى لبس الخف لعلة نازلة فلبسه فعليه ما ذكرنا من الفدية، وإن لبس الخف والعمامة والثياب في وقت واحد معا لم يكن عليه إلا فدية واحدة.
باب القول في دخول الحاج الحرم
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: فإذا انتهى المحرم إلى قرب الحرم فيستحب له أن ينزل فيغتسل ثم يدخل الحرم فإذا وضعت راحلته أو دابته قوائمها في طرف الحرم قال: اللهم هذا حرمك وأمنك والموضع الذي أخترته لنبيك وافترضت على خلقك الحج (12) إليه وقد أتيناك راغبين فيما رغبتنا فيه، راجين منك الثواب عليه، فلك الحمد على حسن البلاغ، وإياك نسأل حسن الصحابة في المرجع فلا تخيب عندك دعاءنا ولا تقطع منك رجاءنا واغفر لنا وارحمنا وتقبل منا سعينا واشكر فعلنا وآتنا بالحسنة إحسانا وبالسيئة غفرانا يا أرحم الراحمين ويارب العالمين.
باب القول فيما يقول الحاج إذا رأى الكعبة
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: فإذا أنتهى المحرم إن شاء الله إلى الكعبة ورآها فليقطع التلبية إن كان معتمرا عند مصيره إلى الكعبة، ولا يلبي بعد ذلك حتى يهل بالحج، ولكنه يطوف بالبيت سبعة أشواط، يرمل في ثلاثة أشواط، ويمشي الاربعة الباقية، ويقول: في طوافه
---
ص 278 " (12) في نسخة على خلقك الحج لك إليه.
---(1/278)
[ 279 ]
حين يبتديه، ويكون إبتداؤه من الحجر الاسود: بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإذا حاذى باب الكعبة قال وهو مقبل بوجهه إليها، اللهم هذا البيت بيتك، والحرم حرمك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار، اللهم فأعذني من عذابك، وأختصني بالاجزل من ثوابك، ووالدي وما ولدا، والمسلمين والمسلمات، يا جبار الارضين والسموات ثم يمضي في طوافه ويقول: رب أغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الله الأعز الاكرم، ويردد هذا القول حتى ينتهي إلى الحجر الاسود فإذا انتهى إليه استلمه وقال: اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك واتباعا لامرك واقتداء بسنة نبيك محمد صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الاخيار الصادقين الابرار اللهم أغفر لي ذنوبي وكفر عني سيئاتي وأعني على طاعتك إنك سميع الدعاء. ثم يمضي حتى يواجه البيت ثانية، ثم يقول ما قال أولا: ويفعل في طواقه كما فعل في أوله، ثم يستلم الاركان كلها، وما لم يقدر عليه منها أشار إليه بيده، ويقول عند استلامه للاركان: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار، فإذا فرغ من السبعة الاشواط، وقف بين الحجر الاسود والباب ثم دعا فقال: اللهم أنت الحق وأنت الاله الذي لا إله غيرك إياك نعبد، وإياك نستعين، وأنت ولينا في الدنيا والآخرة، فاغفر لنا ذنوبنا وتجاوزنا عن سيئاتنا، وتقبل سعينا، ويسر لنا ما تعسر علينا من أمرنا، ووفقنا لطاعتك، واجعلنا من أوليائك الفائزين، يا رب العالمين، ثم يمضي فيصلي ركعتين وراء المقام.
---(1/279)
[ 280 ]
باب القول في صلاة الركعتين بعد الطواف وراء المقام ودخول زمزم
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: ثم يأتي مقام إبراهيم صلوات الله عليه، فيصلي وراءه ركعتين يقرأ في الاولى بالحمد، وقل يا أيها الكافرون، وإن شاء قرأ في الاولى بقل هو الله أحد، وفي الثانية بقل يأيها الكافرون، وإن شاء قرأ غيرهما من سور مفصل القرآن غير أنا (13) لا نحب له أن يقرأ إلا صغار السور لان ينفذ، ولا يحبس غيره، ولا يضر بمن يطلب مثل طلبته، ثم ينهض فيستقبل الكعبة ثم يقول: اللهم ربنا فاغفر لنا ذنوبنا، وزك لنا أعمالنا، ولا تردنا خائبين، ثم يدخل أن أحب زمزم فإن في ذلك بركة وخيرا، فيشرب من مائها ويطلع في جوفها ويقول: اللهم أنت أظهرتها وسقيتها نبيك إسمعيل رحمة منك به يا جليل، وجعلت فيها من البركة ما أنت أهله، فأسألك أن تبارك لي فيما شربت منها وتجعله لي دواء وشفاء تنفعني به من كل داء، وتسلمني به من كل ردى إنك سميع الدعاء مستجيب من عبادك لمن تشاء.
باب القول في الخروج إلى الصفا والعمل وعلى المروة وبينهما
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: ثم يخرج إلى الصفا من بين الاسطوانتين المكتوب فيهما، فإذا استوى على الصفا فليستقبل القبلة بوجهه، ثم ليقل بسم الله وبالله والحمد لله، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم ثم ليقرأ الحمد والمعوذتين، وقل هو الله أحد وآية الكرسي وآخر الحشر ثم ليقل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، نصر عبده
---
ص 280 " (13) في نسخة غير أنا نحب له أن يقرأ صغار السور لان يتفقد.
---(1/280)
[ 281 ]
وهزم الاحزاب وحده، لا شريك له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده حقا لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، اللهم إغفر لي ذنبي وتجاوز عن خطيئتي ولا تردني خائبا يا أكرم الاكرمين، واجعلني في الآخرة من الفائزين، ثم لينزل عن الصفا ويمضى، حتى إذا كان عند الميل الاخضر المعلق في جدار المسجد هرول، حتى يحاذي الميل المنصوب في أول السراجين ثم يمضي (14) حتى ينتهي إلى المروة ويقول: في طريقه رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الله الاعز الاكرم، يردد هذا القول وغيره من الذكر الحسن لله، والدعاء حتى يفرغ من سعيه، فإذا انتهى إلى المروة فليرق عليها حتى يواجه الكعبة، ثم ليدع بما دعا به على الصفا، ويقول: ما قال على الصفا وما حضره من سوى ذلك ثم يرجع ويفعل ما فعل أولا في طريقه حتى ينتهي إلى الصفا، ثم على ذلك الفعال فليكن فعله حتى يوفي سبعة أشواط ثم ينصرف ويقصر من شعره المعتمر ولا يحلق رأسه إذا كان في أشهر الحج وكان عازما على أن يحج، ثم قد حل له كل شئ وجاز له ما يجوز للحلال من النساء والطيب والثياب.
باب القول في الاهلال بالحج يوم التروية بمكة
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: إذا كان يوم التروية فليهل بالحج من المسجد الحرام وليفعل وليقل ما فعل وقال في ابتداء إحرامه أولا، ثم ينهض حاجا ملبيا ثم يستقيم إلى منى فإن أمكنه صلى بها الظهر والعصر معا. وإن لم يمكنه الخروج إلا في بعض الليل
---
ص 281 " (14) في نسخة ثم يمشي.
---(1/281)