مؤلف المهذب محمد بن أسعد
هو الفقيه العالم المكين داعي أمير المؤمنين عبدالله بن حمزة في الجيل والديلم: محمد بن أسعد بن علاء بن إبراهيم المرادي المذحجي العنسي، من كبار علماء الزيدية المجتهدين في عصر الإمام عبدالله بن حمزة أي في آخر القرن السادس وبداية القرن السابع الهجري. لا تكاد تسعفنا المصادر بشيء عن حياته ومولده ووفاته، ولا نكاد نظفر بشيء من ترجمته غير سطور قليلة في كتابين من كتب التراجم هما:
1. طبقات الزيدية الكبرى القسم الثالث، تأليف السيد إبراهيم بن القاسم وفيه ما لفظه:
محمد بن أسعد بن علي الفقيه، يروي التجريد عن مخلف بن علي بن الأخلف، ورواه عنه عمار بن منصور اليمني كذا في مسند الغزال، والذي معروف أنه القاضي المكين محمد بن أسعد بن علاء بن إبراهيم العنسي داعي الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة إلى الجيل والديلم في سنة 603ه .
2. وفي المستطاب (طبقات الزيدية الصغرى) للسيد يحيى بن الحسين بن القاسم قال :
محمد بن أسعد المرادي داعي المنصور بالله إلى الجيل والديلم، وهو من كبار علماء الهادوية، وله مؤلفات منها: ما ذكره الإمام المهدي في الغيث في بعض المواضع "كتاب المهذب في الفقه على مذهب الإمام المنصوربالله"، ولعله فيما أظن مجلدين كبار وهو من أجل المؤلفات في مذهب المنصوربالله. قال صاحب الترجمان: واستمرت ولايته في جيلان وديلمان ونواحيها وانتظمت فيها الأمور وجرت فيها الأحكام وأقيمت فيها الحدود.(1/11)


ومن الحدائق الوردية يمكن تلخيص بعض المعلومات حول شخصية محمد بن أسعد المؤلف، داعي أمير المؤمنين الذي أرسله إلى الجيل والديلم مع داع آخر هو محمد بن قاسم بن بصير. قال في الحدائق ص150 من المطبوع المصور عند ذكر علم المنصور ومصنفاته:
ولما صدرت تصانيفه إلى الجيل والديلم صحبة الداعيين سنة أربع وستمائة، وأطل السادة من أهل البيت وفقهاء الزيدية، تداكوا على بيعته تداك الإبل العطاش عند الحياض، وقالوا هو أعلم من الناصر سمعنا ذلك من الواردين علينا منهم، مع أنهم في الجيل خاصة لا يكادون يعدلون بالناصر للحق عليه.
ويقول صاحب الحدائق في صفحة 168: ثم نهض دعاته إلى نواحي جيلان وديلمان فبايعوا جميع من بها من الزيدية وعلا فيها ذكره وخطب له في مساجدها، وصليت الجمع وقبضت الحقوق الواجبة باسمه وجاهدوا من يليهم من الجبرية والمجسمة والباطنية... إلى أن يقول: وجاهدوا في سبيل الله عز وعلا، وأقيمت عندهم الحدود، وكانت الأوامر النبوية جارية فيها على الوجه الذي هي جارية في هذه النواحي... إلى أن يقول: وكانت الأموال تصل في كثير من السنين من جهتهم ولم يعلم أنه اجتمع لأحد من أئمتنا عليهم السلام ما اجتمع له من انتظام أمور اليمن والحجاز وجيلان وديلمان قبله عليه السلام وكذلك جميع من جهات الري من الزيدية كلهم اعتقدوا إمامته عليه السلام وعلا صيته في الأقطار.(1/12)


وفي ذكر عماله عليه السلام ص169 في الحدائق: واستمر أمره في نواحي جيلان ويدلمان على وفق الأوامر الإمامية على أيدي داعييه محمد بن أسعد، ومحمد بن قاسم بن بصير، وانتظمت الأمور فيها أشد الانتظام، وأقيمت الحدود وجرت الأحكام.
وهذه المقتطفات تدل أن المترجم مؤلف ومرتب المهذب كان داعياً ووالياً للإمام المنصوربالله عبدالله بن حمزة مع شخص آخر، وقد تمكنا من الدعوة للإمام بين زيدية الجيل والديلم وتوليا الأمور ردحة من الزمن استمرت من سنة 603ه إلى سنة 606ه ، وربما بعدها إلى سنة 608ه ، وهو تاريخ آخر كتاب وصل الإمام من الجيل والديلم، وكانت مكاتبتهما تصل إلى الإمام كما ذكر عليه السلام في كتاب له إلى ملك الجيل واسمه "سالوك بن فيلواكوش" منه:(1/13)


أما بعد فإن مطالعة الشيخين الأمينين الداعيين إلى الله تعالى وصلت إلينا إلى أرض اليمن في شهر ربيع الأول من سنة ست وستمائة يذكران فيها ما انطوت عليه همتك من الشهامة، وما تقلدت بمعونة الله من الزعامة... إلخ؛ انظر مجموع رسائل ومكاتبات الإمام بتحقيقنا. وشخصيتان لهما هذا الدور الكبير لا شك أنهما عظيمتان مجاهدتان. ووصف الإمام لهما يدل على علو مكانتهما عنده وعلى جهادهما ودورهما. وليس بين يديّ ما استخلص منه تاريخ رجوع المؤلف محمد بن أسعد إلى أرض اليمن، وجمعه وترتيبه وتهذيبه لهذا الكتاب، إلا أن نسخة السيد محمد بن الحسن العجري المؤرخة بيوم السبت في العشر الأواخر من ذي القعدة سنة 644ه ، تبين حياة المؤلف إلى هذا التأريخ إذ يذكر ناسخها أنها: ((تأليف الفقيه العالم المكين داعي أمير المؤمنين محمد بن أسعد بن علاء بن إبراهيم المرادي المذحجي أيده الله وطوَّل عمره))، فالمؤلف محمد بن أسعد عاش إلى سنة 644ه ، وربما عاش بعدها سنين، وقد كتبت النسختان في عصره.
أما علمه وتمكنه واجتهاده فقد سبقت الإشارة إليه عند وصف الكتاب.(1/14)


وصف النسخ:
النسخة (أ):
وهي النسخة الأصل التي تم الصف عليها مصورة عن مخطوط بعنوان المهذب في فتاوى الإمام المنصور بالله أمير المؤمنين، وإمام المسلمين سيد الأمة، وسند الملة، كهف الإسلام، عمدة الأنام، محي الكتاب والسنة، من عظَّم الله به على الخلق المنة عبدالله بن حمزة الجواد... إلى آخر النسب الشريف.
عليها عدة تملكيات بعضها مطموس وبعضها غير واضح الخط، وفيها تمليك واضح للسيد محمد بن الحسن العجري في شهر جمادى الآخر سنة 1404ه ، انظر أنموذج (أ).
عدد الصفحات 292 صفحة.
اسم الناسخ: محمد بن أسعد بن زيد بن أحمد العنسي.
تاريخ النسخ: يوم السبت في العشر الأواخر من ذي القعدة سنة 644ه .
وهي ضمن مجموع يحتوي على 322 صفحة منها 292 كتاب المهذب ويليه كتاب تلقيح الألباب في أحكام السابقين وأهل الاحتساب، وكتاب زبد الأدلة في معرفة الله، سلسلة الذهب الإبريز والإكسير العزيز وكتاب وصية البنات.
أول النسخة (أ): بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله وبه نستعين الحمد لله حمد الشاكرين على آلائه المعترفين بجميل بلائه وصلى الله على محمد خير أنبيائه وسلم وكرم...
آخر النسخة: وروينا عن أبي جعفر محمد بن جرير يرفعه إلى أبي بكر أن توبة المتمرد لا تقبل، ولم ينكر ذلك أحدٌ من الصحابة، وبه قضوا جميعاً ـ رضي الله عنهم ـ في أصحاب الأسود العنسي، وذلك معلومٌ لمن علم الآثار. تم الكتاب بمن الله وعونه وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم.(1/15)

3 / 97
ع
En
A+
A-