الكتاب :المهذب في فتاوى الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام. المؤلف : جمع وتهذيب الفقيه العلامة محمد بن أسعد المرادي |
المُهذَّب
في فتاوي
الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة
عليه السلام
جمع وتهذيب العلامة محمد بن أسعد المرادي
من إصدارات
www.izbacf.org(1/1)
مقدمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله المنعم المتفضل، الحي القيوم، الفرد الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، نحمده تعالى على نعمه المتوالية التي لا تحصى ولا تعد، ونشهد أن سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الأخيار قرناء الكتاب الهادين الى سبيل الحق والصواب، سفن النجاة، الباذلين المهج والأرواح في سبيل إعلاء كلمة الله، الذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، أئمة الدين، العاملين المخلصين الورعين، المتقين.
وبعد؛
فهذا كتاب المهذب في فتاوى الإمام العظيم المجدد للدين أمير المؤمنين عبدالله بن حمزة الجواد بن سليمان البر التقي بن حمزة النجيب بن علي العالم الزاهد بن حمزة النفس الزكية بن أبي هاشم الحسن الإمام الرضا بن عبدالرحمن الفاضل بن يحيى بجم آل الرسول بن عبدالله العالم بن الحسين الحافظ بن القاسم ترجمان الدين بن إبراهيم الغمر بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبه بن الحسن الرضا بن الحسن السبط بن علي الوصي بن أبي طالب شيخ البطحاء عليهم السلام.(1/2)
أحد الكتب التي تصدر ضمن مشروع تحقيق ونشر مكتبة هذا الإمام العظيم الزاخرة بالعلوم الحافلة بالمنثور والنظوم المحتوية على الكنوز من تراث آل البيت عليهم السلام وعلوم شريعة الإسلام. وقد جمعه وهذبه ورتبه على أبواب الفقه العالم المكين، داعي أمير المؤمنين وأحد أصحابه المجاهدين المخلصين، محمد بن أسعد بن علاء بن إبراهيم المرادي المذحجي، مما جمعه الشيخ العالم محيي محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن الوليد القرشي الصنعاني من فتاوى الإمام المنصور بالله.
ولقد سبق لمحات خاطفة عن هذا الإمام العظيم في مقدمة الجزء الأول من المجموع المنصوري المحتوي على كتاب العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين، وفي مقدمة الجزء الثاني من هذا المجموع المحتوي على ثمان من رسائل وكتب الإمام. وفي مقدمة هذا الكتاب العظيم يقف القلم عاجزاً عن التعبير بما يناسب أهمية هذا الكتاب، لكن لا بد من عجالة سريعة وعبارات وجيزة عن الإمام والكتاب والجامع والمهذب يقتضيها التقديم ونأمل أن يستفيد منها القاريء الكريم.(1/3)
سطور عن علم وفقه الإمام عبدالله بن حمزة
هو الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان الحسني اليمني مولده سنة 561ه ، ودعوته 594ه ، ووفاته سنة 614ه ، من عظماء الإسلام وكبار أئمة الآل الكرام، إمام مجتهد مجاهد مجدد، عالم موسوعي في الأصول والفروع فاق مجتهدي عصره علماً وأدباً وجهاداً واجتهاداً، فهو العالم الفقيه الأصولي النحوي اللغوي المؤرخ الأديب الشاعر البليغ.
قال السيد المولى مجدالدين المؤيدي في مقدمة العقد الثمين السالف الذكر عند الحديث عن بيعة الإمام بمدينة صعدة: ((وقد كان اجتمع في مقامه من العلماء خاصة نحو 400 عالم فناظروه في جميع العلوم حتى أن عالماً منهم سأله عن 5000 مسألة فأجاب عنها بأحسن جواب.))
قلت: ومؤلفاته شاهدة على غزارة علمه وموسوعيته، ومن أهمها: كتاب الشافي في أربعة أجزاء أحاط فيه بأنواع العلوم كما وصفه المولى مجدالدين الذي طبع بتحقيقه؛ والرسالة الناصحة وشرحها في أصول الدين؛ وحديقة الحكمة النبوية شرح الأربعين السيلقية، أودع فيها من علوم العربية ومعاني الألفاظ الشريفة ما بهر الألباب؛ وكتاب المجموع المنصوري الذي صدرت بعض أجزاءه وبعضها تحت الطبع وغيرها من الكتب والرسائل. انظر مقدمة الجزء الأول من المجموع المنصوري بتحقيقنا، وانظر أعلام المؤلفين ترجمة 592 تجد تفصيلها وأماكن مخطوطاتها.(1/4)
وكتبه ورسائله ومسائله في الفقه وأصوله كثيرة منها: صفوة الاختيار في أصول الفقه من أشمل الكتب في موضوعه تحت الطبع بتحقيقنا؛ وأغلب رسائل وكتب المجموع المنصوري ((انظر أسماءها في مقدمة الجزء الأول منه))؛ والدر المنثور في فقه الإمام المنصور وهو أكثر من 4000 مسألة في الفقه والأصول؛ والاختيارات المنصورية في المسائل الفقهية؛ والمهذب وهو هذا الكتاب الذي بين يدي القاريء الكريم.
فالإمام عبدالله بن حمزة من أكبر وأبرز فقهاء أهل البيت عليهم السلام المرجوع إليهم. يقترن اسمه بالقاسم بن إبراهيم، والهادي يحيى بن الحسين، والناصر للحق الحسن الأطروش، والسادة الأئمة أبي العباس الحسني، والمؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني، وأخيه الناطق يحيى بن الحسين، وأمثالهم عليهم السلام. ولا تكاد تجد باباً من أبواب الفقه المؤلفة بعد عصره إلا وله فيه اجتهاد ورأي ومذهب يذكر، وإذا أطلق لفظ المنصوربالله فهو المقصود، وهو صاحب مدرسة أصولية وفقهية متميزة أبدعت في كثير من المسائل، وأوضحت دقائق ما غمض وأبهم على السائل، وواجهت مشكلات عصرها ومصرها باجتهاد قائم على النصوص والدلائل، ومستقص متتبع لسير وأفعال وأقوال الأئمة الأوائل. ونظرة فاحصة على كتب فقه الزيدية من القرن السابع إلى اليوم، ومنها كتب الإمام يحيى بن حمزة، والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى، والإمام المتوكل يحيى شرف الدين، والإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، وأعلام المؤلفين في عصورهم وبعدها تنبيك عن أثر هذا الإمام العظيم في الفقه الإسلامي. كل هذا والإمام عليه السلام في كفاح وجهاد من أجل(1/5)