وقال الحسن - فيما حدثنا محمد بن جعفر التميمي، عن محمد بن شاذان، عنه -: وذكر حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه دعا على عصية وذكوان في قنوت الغداة أربعين يوماً فنزلت: ?ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون?، فأمره أن يكف عن الدعاء عليهم فلم يقنت وقنت علي عليه السلام أربعين يوماً يدعو على معاوية ثم قال: لا أزيد على ماصنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان ابن عباس يفعله.
قال الحسن بن يحيى: هذا الدعاء على من دعوا عليه.
وقال محمد في (الصلاة): فإذا فرغت من القراءة في الفجر وأنت قائم قبل أن تركع قلت: الله أكبر، اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير، ولانكفرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى نحفد، نرجو رحمتك، ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق.
وقد قيل أيضاً في قنوت الفجر: ?أمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب..? إلى قوله: ?ونحن له مسلمون? ثم يركع.
وقال في كتاب أحمد: الذي نأخذ به في القنوت في الفريضة نقنت بشيء من القرآن، وكذلك سمعنا عن علي صلى الله عليه، ولا بأس أن يناجي الرجل ربه في القنوت فيدعو بما أراد حتى يسمي الرجال، وكلما جاز في التطوع جاز في الفريضة ولا يجهر بالقنوت.
وذكر محمد أن حسن بن حسين، وإبراهيم بن محمد بن ميمون كانا يريان القنوت بهذه الآية: ?آمنا بالله وما انزل إلينا..? إلى آخرها.
وكان إبراهيم يجرد الآية كما رويت عن علي صلى الله عليه، وكان حسن يقول بعدها: ?ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار?.
وقال: فيكون أولها إيماناً وآخرها دعاء.
وروى محمد بإسناده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في قنوته: ((اللهم العن أبا سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو ذا الأنياب، اللهم العن الغواة العصاة من قريش الذين عادوا نبيئك وجهدوا أن لايقال لاإله إلا الله)).(1/201)


وعن علي صلى الله عليه أنه كان يقنت في صلاة الفجر والمغرب ويلعن في قنوته معاوية وعمرو بن العاص وأبا الأعور السلمي وأبا موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إنما قنت بكم لتدعو الله وتسألوه حوائجكم?.(1/202)


مسألة: صفة الجلوس في التشهد وبين السجدتين
قال محمد: الذي رأيت عليه آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم أحمد بن عيسى، والقاسم بن إبراهيم عليهما السلام، وغيرهما من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجلسون على أقدامهم في التشهد.
وكان أحمد إذا جلس للتشهد وضع ذراعيه على فخذيه واصابع كفيه مفرجة نحو ركبتيه ويفترش رجله اليسرى وينصب اليمنى إذا جلس بين السجدتين وحين يتشهد.
وقال محمد: وإذا رفعت رأسك من السجود لتشهد في الركعتين أو في آخر الصلاة فاستو قاعداً حتى يرجع كل عضو إلى مفصله، وافترش قدمك اليسرى وأمكن ظاهرها من الأرض وباطنها تحت إليتك وانصب قدمك اليمنى وأمكن أصابعها من الأرض وعقبك اليسرى تحت إليتك وأرسل ذراعيك على فخذيك وكفاك وأطراف أصابعك مفرجة على طرف ركبتيك ولاتجلس على إليتك إلا من علة.
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يجلس في الصلاة على رجله اليسرى وينصب اليمنى ويكره أن يجلس على شقه الأيسر.
قال محمد: وأحب إلينا أن تجلس المرأة في الصلاة مستوفزة أو مسدلة رجلها.
وروي أيضاً أنها تجلس متربعة، وفي رواية ابن خليد عنه روي أنها تجلس مستوفزة على إليتيها منتصبة قدماها.
وروي أنها تجلس متربعة وأحب إلينا أن تجلس مستوفزة أو مسدلة رجليها إلى مكان واحد.(1/203)


مسألة: مايقال في التشهد الأول
قال أحمد عليه السلام: إن شاء تشهد في الركعتين الأولتين كما يتشهد في آخر الصلاة، وإن شاء قال: ((بسم الله والحمدلله والأسماء الحسنى كلها لله، أشهد أن لاإله إلاالله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)) ثم ينهض.
قال القاسم عليه السلام، ومحمد في (كتاب أحمد): يتشهد في الأوليين بتشهد زيد بن علي وهو: بسم الله والحمدلله والأسماء الحسنى كلها لله أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وقال محمد في (الصلاة): يقول في التشهد الأول: التحيات لله والصلوات والطيبات أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمداً عبده ورسوله. ثم ينهض.
وقال الحسن بن يحيى: روي عن زيد بن علي أنه كان يقول في التشهد الأول: بسم الله والحمدلله والأسماء الحسنى كلها لله أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ويروى أن أمير المؤمنين صلى الله عليه كان يقول في التشهد في الركعتين الأوليين: بسم الله، والحمدلله والأسماء الحسنى كلها لله التحيات لله الطيبات والصلوات الزاكيات الطاهرات الغاديات الرائحات الناعمات السابغات لله ماطاب فلله، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمداً عبده ورسوله.
قال الحسن عليه السلام: ولم يكن أمير المؤمنين صلى الله عليه يصلي بالناس فيفعل شيئاً فيه ثقل على الناس، إنما كان يقول هذا الكلام في التطوع.(1/204)


مسألة: هل يكره السلام في التشهد في الأوليين
قال محمد: قلت لأحمد عليه السلام: يقول في التشهد في الركعتين الأوليين: السلام. يعني على النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ فذكر عن أبي جعفر عليه السلام أنه كان يكرهه.
وحدثنا علي بن أحمد، عن أبيه، قال: إن تشهد في الجلسة الأولى بالتشهد تاماً فقال: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فلا يضيق ذلك عليه.
وقال محمد - فيما حدثني علي، عن ابن وليد، عن سعدان، عنه -: ولو قال الإمام في الركعتين الأوليين: السلام عليك أيها النبيء ورحمة الله وبركاته لصليت خلفه.(1/205)

41 / 200
ع
En
A+
A-