قال أحمد، وعبدالله، وإدريس بن محمد، والحسن، ومحمد: وأول وقت العصر أن يصير ظل كل شيء مثله بعدما تزول عليه الشمس. وهو قول القاسم فيما روى القومسي عنه.
وكان أحمد عليه السلام ينكر إنكاراً شديداً قول من يقول: إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر والعصر فاتت منهم في وقت ما لم تغرب الشمس من غير علة ولاعذر.
وقال محمد - فيمن صلى العصر قبل أن يصير ظل كل شيء مثله -: أحب إلي أن يصير إلى القامة، وهو الذي عليه الإجماع، ولاخلاف فيه، وإن صلى مصلٍّ قبل القامة لم نأمره بالإعادة وذلك أنه قد فعله قوم صالحون من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وغيرهم.
حدثنا محمد بن عبدالله، قال: حدثنا سعدان إملاءً من حفظه، قال: قلت لمحمد بن منصور: بلغني أنك دُعيت لغسل ميت فصليت العصر، وخرجت فقِست الشمس فلم تكن بلغت القامة فأعدت الصلاة، فترك جوابي. ثم قال: لئن أصلي العصر بعد القامة بقدمين أحب إلي من أن أصليها قبل القامة بنصف قدم.
وحدثني علي بن بنان، عن ابن وليد، عن محمد، قال: رأيت أصحابنا لايصلون حتى تتم القامة بعد الزوال.(1/66)


وكان أحمد بن عيسى، وعبدالله بن موسى، وأبو الطاهر يشددون في القامة.
وكان عبيدالله بن علي، ورجل من آل رسول الله صلى الله عليه ذهب عن سعدان اسمه يسهلون قبل القامة وبعدها.
وقال محمد في حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((أنه كان يصلي العصر والشمس ... ضاحية)) - يعني يوجد حرها -.
وأجمعوا جميعاً على أن أول وقت المغرب إذا غربت الشمس، وتبين دخول الليل وخروج النهار.
قال القاسم عليه السلام: وقت الإفطار أن يغشى الليل، ويذهب النهار، ويبدو نجم في أفق من آفاق السماء لأن الله عز وجل يقول: ?فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً?.
وقال القاسم عليه السلام - أيضاً فيما أخبرنا زيد بن حاجب، وعلي بن محمد، عن محمد بن هارون، عن أحمد بن سهل، عن عثمان بن محمد، عن القومسي -، قال: سألت القاسم عن وقت المغرب إذا غربت الشمس أو يؤخر إلى اشتباك النجوم؟ فقال: فعل أهل البيت إلى أن تتبين، أو كلمة تشبه الاشتباك.
قال أحمد، وعبدالله، ومحمد: وآخر أوقات المغرب أن يغيب الشفق.
قال أحمد: وقد قيل أيضاً أن وقت المغرب وقت واحد سقوط القرص إلا من عذر.
وقال الحسن عليه السلام: روينا الخبر المشهور عن نبيئنا صلى الله عليه وآله وسلم ((أن جبريل نزل عليه فصلى به المغرب في اليومين جميعاً في وقت واحد حين غابت الشمس.
وكان أحمد بن عيسى عليه السلام ينكر إنكاراً شديداً قول من يقول: إذا غربت الشمس ودخل الليل فقد دخل وقت المغرب والعشاء، فأنت منهما في وقت مالم يطلع الفجر من غير علة ولاعذر وكان هذا عنده خلاف قول العلماء، ورأى أن من صلى المغرب بعد مغيب الشفق من غير علة ولاعذر فإنما يقضي صلاة قد كانت وجبت عليه.
قال أحمد، وعبدالله، والحسن، ومحمد: وأول وقت العشاء الآخرة إذا غاب الشفق.
قال الحسن، ومحمد: وآخر وقتها إلى ثلث الليل.
وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه.(1/67)


وقال الحسن بن يحيى عليه السلام: وسألت عن أوقات الصلوات فإنا نروي في الخبر المشهور عن نبيئنا صلى الله عليه وآله وسلم ((أن جبريل نزل عليه فصلى به الفجر في أول يوم حين طلع الفجر، وصلى به الظهر حين زالت الشمس، وصلى به العصر حين صار ظل كل شيء مثله بعد الزوال، وصلى به المغرب حين غابت الشمس، وصلى به العشاء الآخرة حين غاب الشفق، ثم عاد في اليوم الثاني فصلى به الفجر حين أسفر، وصلى به الظهر حين صار ظل كل شيء مثله بعد الزوال، وصلى به العصر حين صار ظل كل شيء مثليه بعد الزوال، وصلى به المغرب في وقت واحد حين غابت الشمس، وصلى به العشاء الأخيرة حين مضى ثلث الليل، وقال: ما بين هذين وقت)).
قال الحسن: وعلامة مغيب الشمس انجلاء الصفرة عن الحيطان وإظلام الهوى من قبل المشرق. وقال في وقت آخر: وعلامة مغيبها إقبال الليل من قبل المشرق. وقال في وقت آخر: وسألت عن مغيب الشمس، ومتى يحل الإفطار، فإذا رأيت ثلاثة كواكب ونظرت إلى المشرق قد أظلم فهو عندنا علامة الليل ومغيب الشمس، لأن الله عز وجل قال: ?فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً?، فعلامة الليل الكواكب الخفية.
وقال الحسن أيضاً - فيما روى ابن صباح عنه، وهو قول محمد في (المسائل)، وسئلا عمن يقول: إن للصلوات الخمس ثلاثة مواقيت -: فالذي اتصل بنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه صلى خمس صلوات في خمسة مواقيت، إلا ما جمع بعرفة ومزدلفة.
وكذلك بلغنا عن علماء آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع علماء أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن للصلوات الخمس خمسة مواقيت إلا من علة أو عذر.(1/68)


وقال محمد: ذكر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ((أن جبريل نزل عليه بمواقيت الصلاة فصلى به الفجر حين طلع الفجر، وصلى به الظهر حين زالت الشمس، وصلى به العصر حين صار كل شيء مثله بعد ظل الزوال، وصلى به المغرب حين سقط القرص وغابت الشمس، وصلى به العشاء حين غاب الشفق، ثم نزل عليه من الغد فصلى به الفجر مسفراً وصلى به الظهر حين صار ظل كل شيء مثله، وصلى به العصر حين صار ظل كل شيء مثليه بعد ظل الزوال وصلى به المغرب حين سقط القرص)).
وفي حديث آخر: ((أنه صلى به المغرب قرب غيبوبة الشفق، وصلى به العشاء حين مضى من الليل ثلثه، وقال: ما بين هذين الوقتين وقت)).
وقال: وبلغنا عن علي صلى الله عليه أنه سئل عن إفراط الصلاة. فقال: دخول وقت التي تليها.(1/69)


مسألة: معرفة الزوال والقبلة
قال الحسن عليه السلام: علامة زوال الشمس أن يزيد الظل فإذا زاد فقد زالت الشمس ودخل وقت الظهر، وإذا زالت الشمس على قدمين أو أقل أو أكثر فزد عليه بعد الزوال ستة أقدام وثلثي قدم فذلك آخر وقت الظهر، وهو أول وقت العصر إلى أن يصير ستة أقدام وثلثي قدم مرتين، فهو حينئذ آخر وقت العصر، وعلامة القبلة بالليل أن تجعل الجدي في نقرتك، وتستقبل القبلة، وعلامة القبلة بالنهار إذا زالت الشمس فاجعل المشرق عن يسارك والمغرب عن يمينك، واستقبل عين الشمس، فإذا زالت عن يمينك قليلا فقد زالت الشمس وهو وقت الصلاة، وإن كنت بمكة فاستقبل البيت من أي جوانبه أحببت، فإن البيت قبلة أهل الإسلام، فإذا غبت عن البيت ولم تدر كيف توجه إلى البيت صليت بين المشرق والمغرب.
قال علي بن عمرو: قال محمد: معرفة الزوال وظل كل شيء مثله أن تأخذ قرب نصف النهار عوداً مستوية فتقيمه في موضع مستو وتعلم على طرف ظله علامة فما دام الظل ينقص فأنت في أول النهار فإذا زاد الظل فقد زالت الشمس، وذلك أول وقت الظهر فانظر عند ذلك على كم قدم زالت وزد عليه لوقت العصر قامة وذلك ظل كل شيء مثله تفعل ذلك في الشتاء والصيف.

مسألة: الشفق الحمرة أو البياض
قال أحمد بن عيسى، وعبدالله بن موسى، والقاسم، والحسن، ومحمد: الشفق الحمرة لا البياض.
قال القاسم عليه السلام: إنما يقول الشفق البياض من لايعرف اللغة.
وقال محمد: الشفق الحمرة وهو أن تذهب الحمرة كلها.
وروى محمد بإسناده عن علي صلى الله عليه قال: الشفق الحمرة لا البياض.(1/70)

14 / 200
ع
En
A+
A-