أخبرنا عمران بن الحسن بن ناصر بن يعقوب (1) وفقه اللّه تعالى، قال:
أخبرنا علي بن منصور بن علي بن الحسين بن علي بن زريق الوادعي الكوفي (2) مكاتبة وإجازة لنا ولجميع المسلمين في سنة سبعة عشر وست مائة، قال: أخبرنا الشيخ الصالح الورع التقي نصر اللّه محمد بن محمد بن المدلل (3)، قال: أخبرني محمد بن محمد بن الحسن بن غَبَرَة (4)
__________
(1) ـ عمران بن الحسن بن ناصر بن يعقوب الشتوي العذري، أحد العلماء الأجلاء، والرواة المكثرين، ذكر أنه كان كثير الفقه واسع المعرفة، ارتحل إلى مكة وسمع برباط الزيدية، قال
عنه ابن أبي الرجال: شيخ شيوخ الزيدية، حافظ الإسناد، إمام المتكلمين، وشحاك الملحدين، في كلامه مايدل على إتقان وتدقيق في الأصولين، وله في العربية تمكن، وله مصنف يسمى: (التبصرة)، وله (الرسالة الهادية للصواب) تدل على اطلاع عجيب وتمكن وبسطة في العلم، كما يفعل المجتهد الراسخ. اهـ. روى عن حنظلة بن الحسن بن سفيان، والشيخ محيي الدين أحمد بن محمد بن وليد، وغيرهم، و أخذ عن المنصور بالله عبدالله بن حمزة وأخذ المنصور عنه، وامتد عمره حتى أدرك الإمام أحمد بن الحسين، ومن تلامذته الإمام المطهر بن يحيى، توفي في عشر الثلاثين بعد الستمائة.طبقات الزيدية ـ خ ـ 3/127، مطلع البدور ـ خ ـ، الفلك الدوار 188، مصادر الفكر الإسلامي في اليمن 113، لوامع الأنوار 1/448.
(2) ـ علي بن منصور بن علي بن الحسين بن زريق الوادعي الكوفي، أحد العلماء المسندين، ذكر شيخنا العلامة مجد الدين المؤيدي أنه معدود في رجال الزيدية. اهـ. يروي عن نصر اللّه المدلل وأحمد بن محمد بن شهريار، وأخذ عنه صالح بن عبدالله بن جعفر الأسدي وعمران بن الحسن الستوي. توفي بعد سنة (617 هـ).طبقات الزيدية ـ خ ـ، لوامع الأنوار 1/448.
(3) ـ نصر اللّه محمد بن محمد المدلل، لم أقف له على ترجمة.
(4) ـ محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن علوي بن محمد بن زيد بن غبرة الهاشمي الحارثي الكوفي المعدل، يعرف بابن المعلم، وهو من ذرية ابن عم رسول اللّه (ص) ربيعة بن الحارث، ولد سنة (468 هـ)، وهو أحد علماء الزيدية المسندين، روى رسالة تثبيت الوصية عن الحسن بن علي بن معية ورواها عنه محمد بن المهدي بن معد العلوي، سمع من أبي الفرج محمد بن أحمد بن علان المعدل، والحسين بن محمد الدهقان، والحسن بن علي بن معية وآخرين، وروى عنه جماعة منهم: محمد بن محمد المدلل، ومحمد بن أبي الغنائم، والحسن بن عبدالله بن الحسن بن يحيى، وعلي بن محمد بن الحسن بن الطيب القرشي، ومحمد بن المهدي، وأحمد بن صالح، وقال: كان ثقة في روايته. قال الذهبي: تفرد بأجزاء عالية ورحل إليه. توفي في المحرم سنة (556 ـ). طبقات الزيدية الكبرى ـ خ ـ، سير أعلام النبلاء 20/333.(2/2)
، عن السيد عبد الجبار بن الحسن بن معية الحسيني (1)، قال: أخبرنا السيد الشريف أبو عبد اللّه محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي الحسني.
[قال عمران بن الحسن]: وأخبرني أيضاً أحمد بن محمد بن شهريار (2) ، قال: أخبرني عمي أبو طالب حمزة بن محمد بن أحمد بن شهريار الحارث (3)، عن
والده (4)، عن أبي عبد اللّه محمد بن الحسن بن داود الأنماطي (5)
__________
(1) ـ عبدالجبار بن الحسن بن معية، أبو علي العلوي الحسني الكوفي السيد العالم النسابة، إليه ينسب مسجد عبدالجبار بالكوفة، لم أقف له على ترجمة وافية. عمدة الطالب 189، لوامع الأنوار 1/448 ـ 449.
(2) ـ أحمد بن محمد بن شهريار، لم أقف له على ترجمة. وأشار إليه الطهراني في ترجمة عمه
حمزة بن محمد، فقال: يروي عنه ابن أخيه، ولم يسمه. وذكره في بعض المواضع في الطبقات واسمه: محمد بن محمد بن شهريار. الطبقات 174.
(3) ـ حمزة بن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن أبو طالب، هو ابن بنت الشيخ الطوسي، حدث عنه ابن أخيه أحمد بن محمد سنة (554 هـ) في مشهد أمير المؤمنين، وروى عن أبيه وخاله علي بن الشيخ الطوسي، وعنه ابن زريق. طبقات أعلام الشيعة أعلام القرن السادس 88، طبقات الزيدية ( ترجمة ابن زريق).
(4) ـ محمد بن أحمد بن شهريار، أبو عبدالله الخازن لمشهد أمير المؤمنين، حدث سنة خمسائة وستة عشر، وروى عن الشيخ الطوسي وهو زوج ابنته، ويروي عن أبي عبدالله مباشرة وبواسطة، ويروي عن الشريف زيد بن ناصر العلوي، وأبي يعلى حمزة بن محمد الدهان، ومحمد بن أحمد بن علان المعدل وغيرهم. وعنه: محمد بن الحسن بن أحمد العلوي، وعلي بن إبراهيم العلوي العريضي، ومحمد بن علي الطبري وغيرهم. ذكره ابن طاووس في: (المهج)، وقال الطهراني: فقيه صالح. طبقات أعلام الشيعة أعلام القرن السادس 245. ولم أقف له على تاريخ وفاة.
(5) ـ محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم الخزاعي الأنماطي الوكيل المعروف بابن داود الكوفي. روى عن: أبي عبدالله الجعفي، وأبي الطيب التيملي. وسمع عنه أبو القاسم بن السمرقندي، ولد سنة (400 هـ). قال ابن السمعاني: كان كوفياً حسن البادرة إلا أنه كان سيء المعتقد رافضياً، وتوفي في شوال سنة (472 هـ). لسان الميزان 5/136.(2/3)
،
عن الحافظ الشريف أبي عبد اللّه محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي الحسني [المؤلف رضي اللّه عنه] .
مشروعية الأذان بحي على خير العمل
ماروي عن أبي محذورة
(1) حدثنا أبو القاسم علي بن الحسين العَرْزِمي إملاءً من حفظه، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن السري [بن أبي دَارِم] التميمي، حدثنا أبو عمران موسى بن هارون بن عبد اللّه الحَمَّال، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، حدثنا أبو بكر بن عَيَّاش ، عن عبد العزيز بن رُفَيْع ،
عن أبي محذورة قال: كنت غلاماً صَيِّتاً فأذنت بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لصلاة الفجر، فلما انتهيت إلى: حَيَّ عَلَى الفَلاَحِ، قال النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم: (( إِلْحِقْ فِيْهَا : حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ )) (1).
قال لي أبو القاسم العَرْزَمي: هذا حديث تفرد بروايته أبو بكر بن أبي دَارِم. ... [1]
__________
(1) ـ ذكر هذا الحديث ابن حجر في لسان الميزان 1/268 ترجمة أحمد بن محمد بن السري، وحكا عن محمد بن أحمد بن حَمَّاد الكوفي أنه قال: زعم أبي أحمد بن السري أنه سمع بن هارون، عن الحماني، عن أبي بكر بن عياش عن عبدالعزيز بن رفيع عن أبي محذورة رضي اللّه عنه قال: كنت غلاماً فقال لي النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم : ( إجعل في آخر أذانك حي على خير العمل ). وهذا حدثنا به جماعة عن الحضرمي ،عن يحيى الحماني، وإنما هو: إجعل في آخر أذانك الصلاة خير من النوم. اهـ.
... ... وهذه دعوى ينقصها الدليل، إذ ترجيح رواية الحضرمي على رواية ابن هارون يحتاج إلى مرجح مقبول، لاسيما أنه قد روي من طرق عدة أن لفظ: الصلاة خير من النوم لم يظهر إلا في أيام عمر بن الخطاب.(2/4)
(2) حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن النَّخَّاس (1) قراءة، حدثنا علي بن العباس البَجَلي، حدثنا بَكَّار بن أحمد، حدثنا مُخَوَّل (2) بن إبراهيم، عن محمد بن بكر، عن زياد بن المنذر ، قال: حدثني شيخ من أصحابنا، عن رجل حَدَّثه،
عن أبي محذورة، قال: (( أمرني رَسُولُ اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أَنْ أقولَ في الأذانِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ )) (3). ... [2]
(3) أخبرنا أحمد بن علي بن العَطَّار، ومحمد بن الحسين بن غَزَّال قراءة عليهما، قالا: حدثنا علي بن أحمد بن عمرو، حدثنا محمد بن منصور المُقْرِئ، حدثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود [زياد بن المنذر]، بمثله (4). ... [3]
__________
(1) ـ النَّخَّاس ـ بالخاء المعجمة ـ ذكر ذلك في تبصير المنتبه 4/1434 وانظر ترجمته في المعجم.
(2) ـ مُخَوَّل على وزن محمد، وقيل مَخْوَل على وزن مَخْنَف. انظر: تقريب التهذيب 2/236.
(3) ـ قال الإمام محمد بن المطهر في المنهاج ـ خ ـ: وروينا أن أبا محذورة أمره النبي (ص) أن يقول: حي على خير العمل حي على خير العمل. وروى في شرح الهداية عن القاسم بن إبراهيم أنه قال: أمر بالتأذين به أبو محذورة. وقال الإمام يحيى بن حمزة في الانتصار ـ خ ـ: الحجة الثالثة مارواه محمد بن منصور في كتابه الجامع بإسناده عن رجال مرضيين عن أبي محذورة أحد مؤذني رسول اللّه (ص) أنه قال: أمرني رسول اللّه (ص) أن أقول في الأذان: حي على خير العمل. فهذا نص صريح في صحة التأذين به.
(4) ـ أخرجه محمد بن منصور في الأمالي 1/196 (234) ( رأب الصدع ) . وفيه: أمرني رسول اللّه (ص) أن أقول في الأذان حي على خير العمل، وإذا ثوبت أن أقول الصلاة خير من النوم. وأورده المؤيد بالله في الإفادة ـ خ ـ وقال: رواه محمد بن منصور الفقيه الكوفي في كتاب الجامع في الفقه بإسناده عن رجاله عن أبي محذورة.(2/5)
(4) حدثنا أحمد بن زيد بن بشار، أخبرنا الحسن بن محمد بن سعيد بن مسلم [الرَّفَّاء]، حدثنا محمد بن الحسن الأوسي (1)، حدثنا أحمد بن يحيى الصُّوفي، حدثنا مُخَوَّل بن إبراهيم، حدثني محمد بن بكر الأرحبي، عن أبي الجارود، قال: حدثني يحيى شيخ من أصحابنا ـ، عن رجل حدَّثه ،
عن أبي محذورة، قال: (( أمرني رسولُ اللّهِ صلى اللّهُ عليهِ وآلهِ وسَلَّمَ أنْ أقولَ في الأذانِ: حَيَّ عَلَى خَيْرِ العَمَلِ )) . ... [4]
(5) حدثنا أبو الطَّيب علي بن محمد بن بنان، حدثني أبو القاسم عبد اللّه بن جعفر بن محمد النَّجَّار الفقيه، حدثنا العباس بن أحمد بن محمود الرازي ـ قدم حاجاً في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة ـ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي بمصر ـ يعني الطَّحاوي الفقيه (2) ـ، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا ابن وهب، حدثني عثمان بن الحكم الجُذَامي، عن ابن جُرَيج، عن ابن أبي محذورة،
__________
(1) ـ كذا ورد اسمه في طبقات الزيدية وفي (ج): الأويسي، وانظر ترجمته في المعجم.
(2) ـ المحدث الحنفي المشهور صاحب كتاب (شرح معاني الآثار)، و كتاب ( مشكل الآثار)، وللمزيد أنظر ترجمته في المعجم.(2/6)