ثم كُتب بعد ذلك: وافق الفراغ من نقل جميع ذلك من خط الوالد القدوة لمن رام الهدى والأسوة في ارتقاء ذروة الكمال لمن اقتدى، علامة الآل الراشدين، صفي الملة والدين، أحمد بن علي بن الحسن الشامي، لابرحت رحمة رب العالمين له زائرة في كل وقت وحين، ولازالت بركته علينا عائدة وعلى جميع المؤمنين، ليلة الأربعاء لعله 21 من شهر شعبان الكريم سنة (1074 هـ) بخط مالكه أسير ذنبه ورهين كسبه، الراجي عفو ربه ومرافقة جده وحزبه، يوم ينشر من قبره، فيفوز بالأمن من هول ذلك اليوم وكربه، السيد علي بن الحسين بن عز الدين بن الحسن الشامي، وفقه اللّه لمراضيه وعصمه بلطفه عن معاصيه، وستر عليه معائبه ومساويه، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وسلم، والحمدلله رب العالمين.
2 ـ النسخة (ط): وهي النسخة المطبوعة تحت إشراف السيد العلامة يحيى بن عبدالكريم الفضيل رحمه اللّه.
3 ـ القسم المدرج في كتاب الاعتصام وفي كتاب الغطمطم الزخار .
وهاذان نموذجان من النسختين:

الصفحة الأولى من النسخه (أ)

الصفحة الأولى من النسخه (ط)
... عملي في الكتاب
قليل أولئك الذين يعرفون ما يقدمه محقق أي نص تأريخي قديم من جهود مظنية، وما يحتاج إليه من صبر وتأمل، ومراجعة وتصحيح ، والذي يُطَمئن هو أن اللّه هو الذي يقدر الجهود والأتعاب ويعطي المكافأت.
فمنذ بدأت العمل في تحقيق هذا الكتاب وأنا أسبح بين كتبي وأوراقي لأخرج نَصّاً أو أضبط لفظاً أو أعرف راويا ، حتى شاء اللّه أن يخرج إلى القراء في حلة بهية، وقدكان عملي فيه كما يلي:
قابلت النسخة المطبوعة من الكتاب على النسخة المخطوطة لدي وأثبت ما أختلف بينهما في الهامش.وصححت الأخطاء في الأسانيد والمتون.(1/26)


علقت على مايحتاج إلى تعليق، ثم دفعتها إلى الكمبيوتر للصف واستخرجت منها نسخة ، وأخذت في تصحيحها على الأصل، ثم عدت مرة أخرى لفحص أسماء الرواة، والتأكد من صحتها، واضطررت للوقوف على كل اسم، والتأكد من أن له مسمى، ثم التأكد من صحة موقعه في السند، وصحة روايته عمن قبله ورواية مَنْ بعده عنه، وهذا كلفني وضع فهرس لجميع أسماء الرواة تارة على الأسماء وأخرى على الطبقات، وبذلك عرفت كثيرا من التصحيفات ، وخَلَّصْتُ عددا كبيرا من الرواة من الجهالة .
قَطَّعت النص إلى فقرات والفقرة إلى جمل، واستخدمت في ذلك علامات الترقيم المتعارف عليها كالنقطة والفصلة والقوس ونحو ذلك.
شرحت الغريب من الألفاظ اللغوية وعلقت على مايحتاج إلى تعليق.
أدرجت بعض الزيادات الضرورية إما لتقويم النص أو لتوضيحه، ومازدته جعلته بين معكوفين هكذا: [ ].
جعلت كل حديث فقرتين أساسيتين: فقرة للسند، وفقرة للمتن، وجعلت السند بخط أصغر من خط المتن ليتمكن من لاتهمه الأسانيد من الحصول على متن الحديث بسهولة، كما ميزت مداخل الأحاديث بخط كبير هكذا : (حدثنا)، لكيلا يتعب الباحث في الحصول على أول الحديث. وجعلت للأحاديث وسائر الآثار رقماً مسلسلا لأهمية ذلك عند البحث والمراجعة.
ترتيب الكتاب
وبعد أن أتممت مقابلة وتصحيح النص وترقيم الأحاديث رأيت أن من تمام الفائدة أن أقوم بتبويب الكتاب وترتيبه فجعلته في أربعة فصول هي:
1. حي على خير العمل في عصر النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم
2. حي على خير العمل في عصر الصحابة.
3. حي على خير العمل في عصر التابعين.
4. حي على خير العمل عند أهل البيت عليهم السلام .
وقد عملت على الحفاظ على وضع الكتاب قبل الترتيب، وذلك بأن وضعت لجميع النصوص أرقاما مسلسلة، وأثبتها بعد كل حديث بين معكوفين هكذا [ ].
تخريج الأحاديث وتراجم الرجال(1/27)


لم أكن أشعر بضرورةٍ لتخريج أحاديث الكتاب لاسيما مع وجود أسانيدها، وحين اضطررت إلى متابعة أسماء الرواة في أمهات كتب الحديث، رأيت أنه يحسن تخريج ماوقفت عليه، وكثير منها لايحتاج إلى تخريج لأنها شواهد بعضها لبعض.
أما بالنسبة لتراجم الرواة فقد تجنبت إدراجها في هامش الكتاب كراهة إثقاله، رغم أني قد بحثت عن كل اسم صادفته ، وتأكدت من سلامته من التصحيف، ومن لم أوفق إلى معرفته نبهت عليه في الهامش، ولم أجزم بتصحيح اسم من الأسماء إلا بعد التأكد من الغلط والصواب.
وحين راجعت أسماء الرواة وجدتهم زهاء خمسمائة وخمسين إسما ، فيهم ما يزيد على مائتين ما بين مجهول ومصحف أو محرف، فقمت بالبحث والتتبع لتراجمهم في كتب الرجال وكتب التاريخ وحسبي أني رجعت إلى أكثر من اربعين كتابا من كتب الرجال والتاريخ ، ثم وضعت لتراجم جميع الرواة معجما ضمنته تراجم مختصرة لكل الرواة المذكورين في الكتاب مع الإشارة الى مصادر تراجمهم، ومن لم أقف على إسمه في أي مصدر قلت فيه:لم أعرفه، وإذا شككت فيه قلت: لعله فلان، وإذا اشتبه علي قلت: لم أميزه، وما وجدت أسمه في المراجع ولم أجدله ترجمة قلت فيه : لم أقف له على ترجمة.
وضعت لهذا الكتاب عدة فهارس هي:
1 ـ فهرس أطراف الحديث النبوي القولي منها والفعلي.
2 ـ فهرس الأعلام، وهي عبارة عن فهرس لأسماء رواة الكتاب مرتبة على حروف المعجم، وذكرت أمام كل اسم أرقام الصفحات التي ذكر فيها.
3ـ فهرس المواضيع ، وفيها ذكر الأبواب والفصول لتقريب مظان البحث.
5 ـ فهرس لأ سماء الكتب التي رجعت إليها عند التحقيق بدأ بالمخطوطات منها ثم المطبوعات ورتبتها على حروف المعجم، وأشرت إلى اسم المؤلف والمحقق وتاريخ الطبعة. تلك الجهود المضنية أسأل اللّه أن لايحرمني أجرها.
وأخيراً ..
لايسعني الأن أتقدم بالشكر الجزيل لكل من مد لى يد العون لإنجاز هذا العمل الذي أرجو ألا أحرم أجره، وأن يستفيد منه القراء والباحثون.(1/28)


ولايفوتني أن أدعو شبابنا إلى خدمة هذا التراث العظيم وإخراجه إلى ميادين القراءة والتثقيف، والاَّ يشغلوا أوقاتهم بالأماني والآمال، فآلاف الكتب المخطوطة في انتظارهم ليمسحوا عنها الغبار ويخرجوها للناس لتؤدي دورها في الهداية وتصحيح المفاهيم.
كما أدعو الكسالى والمتربصين الذين لايجيدون إلا اقتناص الهفوات والفلتات أن ينصرفوا عن هذه الأعمال الرخيصة ويجربوا العمل في هذا الميدان أو في أي ميدان آخر من ميادين العمل في خدمة الفكر ولاشك أنهم سيقفون على حقائق كانت عنهم غائبة، ويكتشفون أجواء جديدة، ويخرجون من الفراغ القاتل الذي صير وجودهم وجوداً سلبياً على الفكر والمجتمع.
وأسأل اللّه لي ولسائر المسلمين الثبات والتوفيق، وأن يعين كلا على أداء دوره في مجال عمله على أحسن وجه، إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين، وصلى اللّه وسلم على سيدنا محمد الطاهر الأمين.
محمد يحيى سالم عزان
صعدة ـ 1/ ربيع أول/1416هـ(1/29)


كتاب
الأذان
بحي على خير العمل
للإمام الحافظ أبي عبد اللّه محمد بن علي بن الحسن العلوي
(367 ـ 445 هـ)

حققه ورتبه وعلق عليه
محمد يحيى سالم عزان

بسم الله الرحمن الرحيم
القِسم الأول
(حي على خير العمل) في عصر النبي (ص)

سند الكتاب
[قال الشهيد حميد بن أحمد المحلي رحمه اللّه] (1) قال:
__________
(1) حميد بن أحمد المحلي، العلامة الشهيد، أحد علماء الزيدية البارزين، مؤلف كتاب الحدائق الوردية في سير أئمة الزيدية، كان من أنصار الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة وعيون أصحابه، وكان صاحب علم غزير، ورواية واسعة، وكانت له عناية خاصة بكتب الإمام الأعظم زيد بن علي، وجدت معظم رسائل الإمام زيد بخطه، استشهد سنة (652 هـ). تاريخ اليمن الفكري 3/279، الأعلام 2/282، مطلع البدور ـ خ ـ، طبقات الزيدية ـ خ ـ.(2/1)

6 / 40
ع
En
A+
A-