يعلق غيري خصمة في لقائهم و ما لي عليكم خصمة غير منطقي
و منها الوجيهة و هي كالخصمة حمراء كالعقيق. و منها العطفة خرزة العطف و الكحلة خرزة سوداء تجعل على الصبيان لدفع العين عنهم و القبلة خرزة بيضاء تجعل في عنق الفرس من العين و الفطسة خرزة يمرض بها العدو و يقتل و رقيتها أخذته بالفطسة بالثوباء و العطسة فلا يزال في تعسة من أمره و نكسة حتى يزور رمسه. شرح نهج البلاغة ج : 19 ص : 428و من رقاهم للحب هوابه هوابه البرق و السحابه أخذته بمركن فحبه تمكن أخذته بإبره فلا يزل في عبره خليته بإشفى فقلبه لا يهدا خليته بمبرد فقلبه لا يبرد و ترقي الفارك زوجها إذا سافر عنها فتقول بأل القمر و ظل الشجر شمال تشمله و دبوره تدبره و نكباء تنكبه شيك فلا انتعش ثم ترمي في أثره بحصاة و نواة و روثة و بعرة و تقول حصاة حصت أثره نواة أنأت داره روثة راث خبره لقعته ببعرة و قالت فارك في زوجها
أتبعته إذ رحل العيس ضحى بعد النواة روثة حيث انتوى الروث للرثى و للنأي النوىو قال آخر
رمت خلفه لما رأت وشك بينه نواة تلتها روثة و حصاةو قالت نأت منك الديار فلا دنت و راثت بك الأخبار و الرجعات و حصت لك الآثار بعد ظهورها و لا فارق الترحال منك شتاتو قال آخر يخاطب امرأته(20/257)


لا تقذفي خلفي إذا الركب اغتدى روثة عير و حصاة و نوى لن يدفع المقدار أسباب الرقى و لا التهاويل على جن الفلاهذا الرجز أورده الخالع في هذا المعرض و هو بأن يدل على عكس هذا المعنى أولى لأن قوله لن يدفع المقدار بالرقى و لا بالتهاويل على الجن كلام يشعر بأن قذف الحصاة و النواة خلفه كالعوذة له لا كما تفعله الفارك التي تتمنى الفراق. شرح نهج البلاغة ج : 19 ص : 429فأما هبهم في القيافة و الزجر و الكهانة و اختلافهم في السانح و البارح و تشاتمهم باللفظة و الكلمة و تأويلهم لها و تيمنهم بكلمة أخرى و ما كانوا يفعلونه من البحيرة و السائبة و الوصيلة و الحامي فكله مشهور معروف لا حاجة لنا إلى ذكره هاهنا.
فأما لفظ أمير المؤمنين ع في قوله نشرة فإن النشرة في اللغة كالعوذة و الرقية قالوا نشرت فلانا تنشيرا أي رقيته و عوذته و قال الكلابي إذا نشر المسفوع فكأنما أنشط من عقال أي يذهب عنه ما به سريعا و في الحديث أنه قال فلعل طبا أصابه يعني سحرا ثم عوذه بقل أعوذ برب الناس أي رقاه و كذلك إذا كتب له النشرة. و قد عد أمير المؤمنين ع أمورا أربعة ذكر منها النشرة و لم يكن ع ليقول ذلك إلا عن توقيف من رسول الله ص(20/258)


شرح نهج البلاغة ج : 20 ص : 3الجزء العشرونتتمة باب الحكم و المواعظ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد العدل
409وَ قَالَ ع مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِي أَخْلَاقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ
إلى هذا نظر المتنبي في قوله
و خلة في جليس أتقيه بها كيما يرى أننا مثلان في الوهن و كلمة في طريق خفت أعربها فيهتدى لي فلم أقدر على اللحنو قال الشاعر
و ما أنا إلا كالزمان إذا صحا صحوت و إن ماق الزمان أموق
و كان يقال إذا نزلت على قوم فتشبه بأخلاقهم فإن الإنسان من حيث يوجد لا من حيث يولد و في الأمثال القديمة من دخل ظفار حمر. شاعر
أحامقه حتى يقال سجية و لو كان ذا عقل لكنت أعاقله
شرح نهج البلاغة ج : 20 ص : 4104وَ قَالَ ع لِبَعْضِ مُخَاطِبِيهِ وَ قَدْ تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ يُسْتَصْغَرُ مِثْلُهُ عَنْ قَوْلِ مِثْلِهَا لَقَدْ طِرْتَ شَكِيراً وَ هَدَرْتَ سَقْباً قال الشكير هاهنا أول ما ينبت من ريش الطائر قبل أن يقوى و يستحصف و السقب الصغير من الإبل و لا يهدر إلا بعد أن يستفحل
هذا مثل قولهم قد زبب قبل أن يحصرم. و من أمثال العامة يقرأ بالشواذ و ما حفظ بعد جزء المفصل
شرح نهج البلاغة ج : 20 ص : 4115وَ قَالَ ع مَنْ أَوْمَأَ إِلَى مُتَفَاوِتٍ خَذَلَتْهُ الْحِيَلُقيل في تفسيره من استدل بالمتشابه من القرآن في التوحيد و العدل انكشفت حيلته فإن علماء التوحيد قد أوضحوا تأويل ذلك. و قيل من بنى عقيدة له مخصوصة على أمرين مختلفين حق و باطل كان مبطلا. و قيل من أومأ بطمعه و أمله إلى فائت قد مضى و انقضى لن تنفعه حيلة أي لا يتبعن أحدكم أمله ما قد فاته و هذا ضعيف لأن المتفاوت في اللغة غير الفائت(21/1)


شرح نهج البلاغة ج : 20 ص : 4126قَالَ ع وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِمْ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنَّا لَا نَمْلِكُ مَعَ اللَّهِ شَيْئاً وَ لَا نَمْلِكُ إِلَّا مَا مَلَّكَنَا فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنَّا كَلَّنَا وَ مَتَى أَخَذَهُ مِنَّا وَضَعَ تَكْلِيفَهُ عَنَّا
معنى هذا الكلام أنه ع جعل الحول عبارة عن الملكية و التصرف و جعل القوة عبارة عن التكليف كأنه يقول لا تملك و لا تصرف إلا بالله و لا تكليف لأمر من الأمور إلا بالله فنحن لا نملك مع الله شيئا أي لا نستقل بأن نملك شيئا لأنه لو لا إقداره إيانا و خلقته لنا أحياء لم نكن مالكين و لا متصرفين فإذا ملكنا شيئا هو أملك به أي أقدر عليه منا صرنا مالكين له كالمال مثلا حقيقة و كالعقل و الجوارح و الأعضاء مجازا و حينئذ يكون مكلفا لنا أمرا يتعلق بما ملكنا إياه نحو أن يكلفنا الزكاة عند تمليكنا المال و يكلفنا النظر عند تمليكنا العقل و يكلفنا الجهاد و الصلاة و الحج و غير ذلك عند تمليكنا الأعضاء و الجوارح و متى أخذ منا المال وضع عنا تكليف الزكاة و متى أخذ العقل سقط تكليف النظر و متى أخذ الأعضاء و الجوارح سقط تكليف الجهاد و ما يجري مجراه. هذا هو تفسير قوله ع فأما غيره فقد فسره بشي ء خر(21/2)


قال شرح نهج البلاغة ج : 20 ص : 7أبو عبد الله جعفر بن محمد ع فلا حول على الطاعة و لا قوة على ترك المعاصي إلا باللهو قال قوم و هم المجبرة لا فعل من الأفعال إلا و هو صادر من الله و ليس في اللفظ ما يدل ما ادعوا و إنما فيه أنه لا اقتدار إلا بالله و ليس يلزم من نفي الاقتدار إلا بالله صدق قولنا لا فعل من الأفعال إلا و هو صادر عن الله و الأولى في تفسير هذه اللفظة أن تحمل على ظاهرها و ذلك أن الحول هو القوة و القوة هي الحول كلاهما مترادفان و لا ريب أن القدرة من الله تعالى فهو الذي أقدر المؤمن على الإيمان و الكافر على الكفر و لا يلزم من ذلك مخالفة القول بالعدل لأن القدرة ليست موجبة. فإن قلت فأي فائدة في ذكر ذلك و قد علم كل أحد أن الله تعالى خلق القدرة في جميع الحيوانات قلت المراد بذلك الرد على من أثبت صانعا غير الله كالمجوس و الثنوية فإنهم قالوا بإلهين أحدهما يخلق قدرة الخير و الآخر يخلق قدرة الشر
شرح نهج البلاغة ج : 20 ص : 4138وَ قَالَ ع لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَ قَدْ سَمِعَهُ يُرَاجِعُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كَلَاماً دَعْهُ يَا عَمَّارُ فَإِنَّهُ لَنْ يَأْخُذَ مِنَ الدِّينِ إِلَّا مَا قَارَبَهُ مِنَ الدُّنْيَا وَ لَى عَمْدٍ لَبَّسَ عَلَى نَفْسِهِ لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ
المغيرة بن شعبة(21/3)

9 / 69
ع
En
A+
A-