الحمد لله الذي أكرم أبي فلم يدرك هذا اليوم شرح نهج البلاغة ج : 17 ص : 284و ق الحارث بن هشام وا ثكلاه ليتني مت قبل هذا اليوم قبل أن أسمع بلالا ينهق فوق الكعبة و قال الحكم بن أبي العاص هذا و الله الحدث العظيم أن يصيح عبد بني جمح يصيح بما يصيح به على بيت أبي طلحة و قال سهيل بن عمرو إن كان هذا سخطا من الله تعالى فسيغيره و إن كان لله رضا فسيقره و قال أبو سفيان أما أنا فلا أقول شيئا لو قلت شيئا لأخبرته هذه الحصباء قال فأتى جبرئيل ع رسول الله ص فأخبره مقالة القوم. قال الواقدي فكان سهيل بن عمرو يحدث فيقول لما دخل محمد مكة انقمعت فدخلت بيتي و أغلقته علي و قلت لابني عبد الله بن سهيل اذهب فاطلب لي جوارا من محمد فإني لا آمن أن أقتل و جعلت أتذكر أثري عنده و عند أصحابه فلا أرى أسوأ أثرا مني فإني لقيته يوم الحديبية بما لم يلقه أحد به و كنت الذي كاتبه مع حضوري بدرا و أحدا و كلما تحركت قريش كنت فيها فذهب عبد الله بن سهيل إلى رسول الله ص فقال يا رسول الله أبي تؤمنه قال نعم هو آمن بأمان الله فليظهر ثم التفت إلى من حوله فقال من لقي سهيل بن عمرو فلا يشدن النظر إليه ثم قال قل له فليخرج فلعمري إن سهيلا له عقل و شرف و ما مثل سهيل جهل الإسلام و لقد رأى ما كان يوضع فيه إن لم يكن له تتابع فخرج عبد الله إلى أبيه فأخبره بمقالة رسول الله ص فقال سهيل كان و الله برا صغيرا و كبيرا و كان سهيل يقبل و يدبر غير خائف و خرج إلى خيبر مع النبي ص و هو على شركه حتى أسلم بالجعرانة(18/263)


شرح نهج البلاغة ج : 18 ص : 7الجزء الثامن عشرتتمة أبواب الكتب و الرسائل
تتمة 64- كتاب له ع إلى معاوية
ذكر بقية الخبر عن فتح مكة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد العدل قال الواقدي و هرب هبيرة بن أبي وهب و عبد الله بن الزبعري جميعا حتى انتهيا إلى نجران فلم يأمنا الخوف حتى دخلا حصن نجران فقيل ما شأنكما قالا أما قريش فقد قتلت و دخل محمد مكة و نحن و الله نرى أن محمدا سائر إلى حصنكم هذا فجعلت بلحارث بن كعب يصلحون ما رث من حصنهم و جمعوا ماشيتهم فأرسل حسان بن ثابت إلى ابن الزبعرى
لا تعدمن رجلا أحلك بغضه نجران في عيش أجد ذميم بليت قناتك في الحروب فألفيت جوفاء ذات معايب و وصوم غضب الإله على الزبعرى و ابنه بعذاب سوء في الحياة مقيفلما جاء ابن الزبعرى شعر حسان تهيأ للخروج فقال هبيرة بن وهب أين تريد يا ابن عم قال له أريد و الله محمدا قال أ تريد أن تتبعه قال إي و الله قال هبيرة يا ليت أني كنت رافقت غيرك و الله ما ظننت أنك تتبع محمدا أبدا قال ابن الزبعرى هو ذاك فعلى أي شي ء أقيم مع بن الحارث بن كعب و أترك ابن عمى و خير الناس و أبرهم و بين قومي و داري فانحدر ابن الزبعرى حتى جاء رسول الله ص شرح نهج البلاغة ج : 18 ص : 8و هو جالس في أصحابه فلما نظر إليه قال هذا ابن الزبعرى و معه وجه فيه نور الإسلام فلما وقف على رسول الله ص قال السلام علييا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله و أنك عبده و رسوله و الحمد لله الذي هداني للإسلام لقد عاديتك و أجلبت عليك و ركبت الفرس و البعير و مشيت على قدمي في عداوتك ثم هربت منك إلى نجران و أنا أريد ألا أقرب الإسلام أبدا ثم أرادني الله منه بخير فألقاه في قلبي و حببه إلي و ذكرت ما كنت فيه من الضلال و اتباع ما لا ينفع ذا عقل من حجر يعبد و يذبح له لا يدرى من عبده و من لا يعبده(19/1)


فقال رسول الله ص الحمد لله الذي هداك للإسلام احمد الله إن الإسلام يجب ما كان قبله
و أقام هبيرة بنجران و أسلمت أم هانئ فقال هبيرة حين بلغه إسلامها يوم الفتح يؤنبها شعرا من جملته
و إن كنت قد تابعت دين محمد و قطعت الأرحام منك حبالهافكوني على أعلى سحوق بهضبة ململمة غبراء يبس بلالها
فأقام بنجران حتى مات مشركا. قال الواقدي و هرب حويطب بن عبد العزى فدخل حائطا بمكة و جاء أبو ذر لحاجته فدخل الحائط فرآه فهرب حويطب فقال أبو ذر تعال فأنت آمن فرجع إليه فقال أنت آمن فاذهب حيث شئت و إن شئت أدخلتك على رسول الله ص و إن شئت فإلى منزلك قال و هل من سبيل إلى منزلي ألفى فأقتل قبل أن أصل إلى منزلي شرح نهج البلاغة ج : 18 ص : 9أو يدخل علي منزلي فأقتل قال فأنا أبلغ معك منزلك فبلغ معه منزله ثم جعل ينادي على بابه أن حويطبا آمن فلا يهيج ثم انصرف إلى رسول الله ص فأخبره فقال أ و ليس قد أمنا الناس كلهم إلا من رت بقتله. قال الواقدي و هرب عكرمة بن أبي جهل إلى اليمن حتى ركب البحر قال و جاءت زوجته أم حكيم بنت الحارث بن هشام إلى رسول الله ص في نسوة منهن هند بنت عتبة و قد كان رسول الله ص أمر بقتلها و البغوم بنت المعدل الكنانية امرأة صفوان بن أمية و فاطمة بنت الوليد بن المغيرة امرأة الحارث بن هشام و هند بنت عتبة بن الحجاج أم عبد الله بن عمرو بن العاص و رسول الله ص بالأبطح فأسلمن و لما دخلن عليه دخلن و عنده زوجتاه و ابنته فاطمة و نساء من نساء بني عبد المطلب و سألن أن يبايعهن فقال إني لا أصافح النساء و يقال إنه وضع على يده ثوبا فمسحن عليه و يقال كان يؤتى بقدح من ماء فيدخل يده فيه ثم يرفعه إليهن فيدخلن أيديهن فيه فقالت أم حكيم امرأة عكرمة يا رسول الله إن عكرمة هرب منك إلى اليمن خاف أن تقتله فأمنه فقال هو آمن فخرجت أم حكيم في طلبه و معها غلام لها رومي فراودها عن نفسها فجعلت تمنيه حتى قدمت به على حي فاستغاثت بهم(19/2)


عليه فأوثقوه رباطا و أدركت عكرمة و قد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة فركب البحر فهاج بهم فجعل نوتي السفينة يقول له أن أخلص قال أي شي ء أقول قال قل لا إله إلا الله قال عكرمة ما هربت إلا من هذا فجاءت أم حكيم على هذا من لأمر فجعلت تلح عليه و تقول يا ابن عم جئتك من عند خير الناس و أوصل الناس و أبر الناس لا تهلك نفسك فوقف لها حتى أدركته فقالت إني قد استأمنت لك رسول الله ص فأمنك قال شرح نهج البلاغة ج : 18 ص : 10أنت فعلت قالت نعم أنا كلمته فأمنك فرجع معها فقالت ما لقيت من غمك الرومي و أخبرته خبره فقتله عكرمة فلما دنا من مكة
قال رسول الله ص لأصحابه يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي و لا يبلغ الميت(19/3)


فلما وصل عكرمة و دخل على رسول الله ص وثب إليه ص و ليس عليه رداء فرحا به ثم جلس فوق عكرمة بين يديه و معه زوجته منقبة فقال يا محمد إن هذه أخبرتني أنك أمنتني فقال صدقت أنت آمن فقال عكرمة فإلام تدعو فقال إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله و أن تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة و عد خصال الإسلام فقال عكرمة ما دعوت إلا إلى حق و إلى حسن جميل و لقد كنت فينا من قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه و أنت أصدقنا حديثا و أعظمنا برا ثم قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله فقال رسول الله ص لا تسألني اليوم شيئا أعطيه أحدا إلا أعطيتكه قال فإني أسألك أن تغفر لي كل عداوة عاديتكها أو مسير أوضعت فيه أو مقام لقيتك فيه أو كلام قلته في وجهك أو أنت غائب عنه فقال اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها و كل مسير سار فيه إلي يريد بذلك إطفاء نورك و اغفر له ما نال مني و من عرضي في وجهي أو أنا غائب عنه فقال عكرمة رضيت بذلك يا رسول الله ثم قال أما و الله لا أدع نفقة كنت أنفقها في صد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الإسلام و في سبيل الله و لأجتهدن في القتال بين يديك حتى أقتل شهيدا قال فرد عليه رسول الله ص امرأته بذلك النكاح الأول. قال الواقدي و أما صفوان بن أمية فهرب حتى أتى الشعبة و جعل يقول لغلامه شرح نهج البلاغة ج : 18 ص : 11يسار و ليس معه غيره ويحك انظر من ترى فقال هذا عمير بن وهب قال صفوان ما أصنع بعمير و الله ما جاء إلا يريد قتلي قد ظاهر محمدا علي فلحقه فقال صفوان يا عمير ما لكا كفاك ما صنعت حملتني دينك و عيالك ثم جئت تريد قتلي فقال يا أبا وهب جعلت فداك جئتك من عند خير الناس و أبر الناس و أوصل الناس و قد كان عمير قال لرسول الله ص يا رسول الله سيد قومي صفوان بن أمية خرج هاربا ليقذف نفسه في البحر خاف ألا تؤمنه فأمنه فداك أبي و أمي فقال قد أمنته فخرج في أثره فقال إن رسول الله ص قد أمنك صفوان لا(19/4)

46 / 150
ع
En
A+
A-