قيل كان للحارث بن سدوس أحد و عشرون ذكرا و كان ضرار بن عمرو الضبي يقول ألا إن شر حائل أم فزوجوا الأمهات و ذلك أنه صرع فأخذته الرماح فاشتبك عليه إخوته لأمه حتى خلصوه. قال فأما المثل الآخر و هو قولهم من يطل ذيله يتمنطق به فليس من المثل الأول في شي ء و إنما مناه من وجد سعة وضعها في غير موضعها و أنفق في غير ما يلزمه الإنفاق فيه. و منها
قوله خير بئر في الأرض زمزم و شر بئر في الأرض برهوت
قال ابن قتيبة هي بئر بحضرموت يروى أن فيها أرواح الكفار. قال و قد ذكر أبو حاتم عن الأصمعي عن رجل من أهل حضرموت قال نجد فيها الرائحة المنتنة الفظيعة جدا ثم نمكث حينا فيأتينا الخبر بأن عظيما من عظماء الكفار قد مات فنرى أن تلك الرائحة منه قال و ربما سمع منها مثل أصوت الحاج فلا يستطيع أحد أن يمشي بها شرح نهج البلاغة ج : 19 ص : 129و منها قوله ع أيما رجل تزوج امرأة مجنونة أو جذماء أو برصاء أو بها قرن فهي امرأته إن شاء أمسك و إن شاء طلق
قال ابن قتيبة القرن بالتسكين العفلة الصغيرة و منه حديث شريح أنه اختصم إليه في قرن بجارية فقال أقعدوها فإن أصاب الأرض فهو عيب و إن لم يصب الأرض فليس بعيب. و منها
قوله ع لود معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في نيطه
قال ابن قتيبة الضرمة النار و ما بالدار نافخ ضرمة أي ما بها أحد. قال و قال أبو حاتم عن أبي زيد طعن فلان في نيطه أي في جنازته و من ابتدأ في شي ء أو دخل فيه فقد طعن فيه قال و يقال النيط الموت رماه الله بالنيط قال و قد روي إلا طعن بضم الطاء و هذا الراوي يذهب لى أن النيط نياط القلب و هي علاقته التي يتعلق بها فإذا طعن إنسان في ذلك المكان مات. و منها
قوله ع إن الله أوحى إلى إبراهيم ع أن ابن لي بيتا في الأرض فضاق بذلك ذرعا فأرسل الله إليه السكينة و هي ريح خجوج فتطوقت حول البيت كالحجفة(20/71)


و قال ابن قتيبة الخجوج من الرياح السريعة المرور و يقال أيضا خجوجاء قال ابن أحمر شرح نهج البلاغة ج : 19 ص : 13هوجاء رعبلة الرواح خجوجاة الغدو رواحها شهر
قال و هذا مثل حديث علي ع الآخر و هو
أنه قال السكينة لها وجه كوجه الإنسان و هي بعد ريح هفافة
أي خفيفة سريعة و الحجفة الترس. و منها
أن مكاتبا لبعض بني أسد قال جئت بنقد أجلبه إلى الكوفة فانتهيت به إلى الجسر فإني لأسربه عليه إذا أقبل مولى لبكر بن وائل يتخلل الغنم ليقطعها فنفرت نقدة فقطرت الرجل في الفرات فغرق فأخذت فارتفعنا إلى علي ع فقصصنا عليه القصة فقال انطلقوا فإن عرفتم النقدة بعينها فادفعوها إليهم و إن اختلطت عليكم فادفعوا شرواها من الغنم إليهم
قال ابن قتيبة النقد غنم صغار الواحدة نقدة و منه قولهم في المثل أذل من النقد. و قوله أسربه أي أرسله قطعة قطعة و شرواها مثلها. و منها
قوله ع في ذكر المهدي من ولد الحسين ع قال إنه رجل أجلى الجبين أقنى الأنف ضخم البطن أربل الفخذين أفلج الثنايا بفخذه اليمنى شامة
قال ابن قتيبة الأجلى و الأجلح شي ء واحد و القنا في الأنف طوله و دقة أرنبته شرح نهج البلاغة ج : 19 ص : 131و حدب في وسطه و الأربل الفخذين المتباعد ما بينهما و هو كالأفحج تربل الشي ء أي انفرج و الفلج صفرة في الأسنان. و من قوله ع إن بني أمية لا يزالون يطعنون في مسجل ضلالة و لهم في الأرض أجل حتى يهريقوا الدم الحرام في الشهر الحرام و الله لكأني أنظر إلى غرنوق من قريش يتخبط في دمه فإذا فعلوا ذلك لم يبق لهم في الأرض عاذر و لم يبق لهم ملك على وجه الأرض(20/72)


قال ابن قتيبة هو من قولك ركب فلان مسجله إذا جد في أمر هو فيه كلاما كان أو غيره و هو من السجل و هو الصب و الغرنوق الشاب. قلت و الغرنوق القرشي الذي قتلوه ثم انقضى أمرهم عقيب قتله إبراهيم الإمام و قد اختلفت الرواية في كيفية قتله فقيل قتل بالسيف و قيل خنق في جراب فيه نورة و حديث أمير المؤمنين ع يسند الرواية الأولى. و منها
ما روي أنه اشترى قميصا بثلاثة دراهم ثم قال الحمد لله الذي هذا من رياشه
قال ابن قتيبة الريش و الرياش واحد و هو الكسوة قال عز و جل قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشاً و قرئ و رياشا. و منها
قوله ع لا قود إلا بالأسل
قال ابن قتيبة هو ما أرهف و أرق من الحديد كالسنان و السيف و السكين و منه قيل أسلة الذراع لما استدق منه قال و أكثر الناس على هذا المذهب شرح نهج البلاغة ج : 19 ص : 132و قوم من الناس يقولون قد يجوز أن القود بغير الحديد كالحجر و العصا إن كان المقتول قتل بغير ك. و منها
أنه ع رأى رجلا في الشمس فقال قم عنها فإنها مبخرة مجفرة و تثقل الريح و تبلي الثوب و تظهر الداء الدفين
قال ابن قتيبة مبخرة تورث البخر في الفم و مجفرة تقطع عن النكاح و تذهب شهوة الجماع يقال جفر الفحل عن الإبل إذا أكثر الضراب حتى يمل و ينقطع و مثله قذر و تقذر قذورا و مثله أقطع فهو مقطع. و جاء
في الحديث أن عثمان بن مظعون قال يا رسول الله إني رجل تشق علي العزبة في المغازي أ فتأذن لي في الخصاء قال لا و لكن عليك بالصوم فإنه مجفر(20/73)


قال و قد روى عبد الرحمن عن الأصمعي عمه قال تكلم أعرابي فقال لا تنكحن واحدة فتحيض إذا حاضت و تمرض إذا مرضت و لا تنكحن اثنتين فتكون بين ضرتين و لا تنكحن ثلاثا فتكون بين أثاف و لا تنكحن أربعا فيفلسنك و يهرمنك و ينحلنك و يجفرنك فقيل له لقد حرمت ما أحل الله فقال سبحان الله كوزان و قرصان و طمران و عبادة الرحمن و قوله تثفل الريح أي تنتنها و الاسم الثفل و منه الحديث و ليخرجن ثفلات و الداء الدفين المستتر الذي قد قهرته الطبيعة فالشمس تعينه على الطبيعة و تظهره. و منها
قوله ع و هو يذكر مسجد الكوفة في زاويته فار التنور و فيه هلك يغوث و يعوق و هو الفاروق و منه يستتر جبل الأهواز و وسطه على روضة من شرح نهج البلاغة ج : 19 ص : 133رياض الجنة و فيه ثلاث أعين أنبتت بالضغث تذهب الرجس و تطهر المؤمنين عين من لبن و عين من دهن و عيمن ماء جانبه الأيمن ذكر و في جانبه الأيسر مكر و لو يعلم الناس ما فيه من الفضل لأتوه و لو حبوا
قال ابن قتيبة قوله أنبتت بالضغث أحسبه الضغث الذي ضرب أيوب أهله و العين التي ظهرت لما ركض الماء برجله قال و الباء في بالضغث زائدة تقديره أنبتت الضغث كقوله تعالى تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ و كقوله يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ. و أما قوله في جانبه الأيمن ذكر فإنه يعني الصلاة و في جانبه الأيسر مكر أراد به المكر به حتى قتل ع في مسجد الكوفة. و منها
أن رسول الله ص بعث أبا رافع مولاه يتلقى جعفر بن أبي طالب لما قدم من الحبشة فأعطاه علي ع حتيا و عكة سمن و قال له أنا أعلم بجعفر أنه إن علم ثراه مرة واحدة ثم أطعمه فادفع هذا السمن إلى أسماء بنت عميس تدهن به بني أخي من صمر البحر و تطعمهم من الحتي
قال ابن قتيبة الحتي سويق يتخذ من المقل قال الهذلي يذكر أضيافه
لا در دري أن أطعمت نازلكم قرف الحتي و عندي البر مكنوز(20/74)


شرح نهج البلاغة ج : 19 ص : 134و قوله ثراه مرة أي بلة دفعة واحدة و أطعمه الناس و الثرى الندا و صمر البحر نتنه و غمقه و منه قيل للدبر الصمارى. و منها قوله ع يوم الشورى لما تكلم الحمد لله الذي اتخذ محمدا منا نبيا و ابتعثه إلينا رسولا فنحن أهل بيت النبوة و معدن الحكمة أمان لأهل الأرض و نجاة لمن طلب إن لنا حقا إن نعطه نأخذه و إن نمنعه نركب أعجاز الإبل و إن طال السرى لو عهد إلينا رسول الله ص عهدا لجالدنا عليه حتى نموت أو قال لنا قولا لأنفذنا قوله على رغمنا لن يسرع أحد قبلي إلى صلة رحم و دعوة حق و الأمر إليك يا ابن عوف على صدق النية و جهد النصح و أستغفر الله لي و لكم
قال ابن قتيبة أي أن معناه ركبنا مركب الضيم و الذل لأن راكب عجز البعير يجد مشقة لا سيما إذا تطاول به الركوب على تلك الحال و يجوز أن يكون أراد نصبر على أن نكون أتباعا لغيرنا لأن راكب عجز البعير يكون ردفا لغيره. و منها
قوله ع لما قتل ابن آدم أخاه غمص الله الخلق و نقص الأشياء
قال ابن قتيبة يقال غمصت فلانا أغمصه و اغتمصته إذا استصغرته و احتقرته قال و معنى الحديث أن الله تعالى نقص الخلق من عظم الأبدان و طولها من القوة و البطش و طول العمر و نحو ذلك و منها أن سلامة الكندي(20/75)

121 / 150
ع
En
A+
A-