جزى الله عنا عبد شمس و نوفلا جزاء مسي ء عاجلا غير آجل أ مطعم إما سامني القوم خطة فأنى متى أوكل فلست بأكل أ مطعم لم أخذلك في يوم شدة و لا مشهد عند الأمور الجلاو لقد قسم النبي ص قسمة فجعلها في بني هاشم و بني المطلب فأتاه عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف و جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف فقالا له يا رسول الله إن قرابتنا منك و قرابة بني المطلب واحدة فكيف أعطيتهم دوننا فقال النبي ص إنا لم نزل و بني المطلب كهاتين و شبك بين أصابعه فكيف تقولون كنا شيئا واحدا و كان الاسم الذي يجمعنا واحدا شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 285ثم نرجع إلى افتخار بني هاشم قالوا و إن كان الفخر بالأيد و القوة و اهتصار الأقران و مباطشة الرجال فمن أين لكم كمحمد بن الفية و قد سمعتم أخباره و أنه قبض على درع فاضلة فجذبها فقطع ذيلها ما استدار منه كله و سمعتم أيضا حديث الأيد القوي الذي أرسله ملك الروم إلى معاوية يفخر به على العرب و أن محمدا قعد له ليقيمه فلم يستطع فكأنما يحرك جبلا و أن الرومي قعد ليقيمه محمد فرفعه إلى فوق رأسه ثم جلد به الأرض هذا مع الشجاعة المشهورة و الفقه في الدين و الحلم و الصبر و الفصاحة و العلم بالملاحم و الأخبار عن الغيوب حتى ادعي له أنه المهدي و قد سمعتم أحاديث أبي إسحاق المعتصم و أن أحمد بن أبي دواد عض ساعده بأسنانه أشد العض فلم يؤثر فيه و أنه قال ما أظن الأسنة و لا السهام تؤثر في جسده و سمعتم ما قيل في عبد الكريم المطيع و أنه جذب ذنب ثور فاستله من بين وركيه. و إن كان الفخر بالبشر و طلاقة الأوجه و سجاحة الأخلاق فمن مثل علي بن أبي طالب ع و قد بلغ من سجاحة خلقه و طلاقة وجهه أن عيب بالدعابة و من الذي يسوي بين عبد شمس و بين هاشم في ذلك كان الوليد جبارا و كان هشام شرس الأخلاق و كان مروان بن محمد لا يزال قاطبا عابسا و كذلك كان يزيد بن الوليد الناقص و كان المهدي(16/253)


المنصور أسرى خلق الله و ألطفهم خلقا و كذلك محمد الأمين و أخوه المأمون و كان السفاح يضرب به المثل في السرو و سجاحة الخلق. قالوا و نحن نعد من رهطنا رجالا لا تعدون أمثالهم أبدا فمنا الأمراء بالديلم الناصر الكبير و هو الحسن الأطروش بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن عمر الأشرف شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 286بن زين العابدين و هو الذي أسلمت الديلم على يده و ناصر الأصغر و هو أحمد بن يحيى بن الحسن بن القاسم بن إبراهيم بن طباطبا و أخوه محمد بن يحيى و هو الملقب بالمرتضى و أبوه يحيى بن الحسن و هو الملقب بالهادي و من ولد الناصر الكبير الثائر و هو جعفر بن محمد بن الحسن الناصر الكبير و هم الأمراء بطبرستان و جيلان و جرجان و مازندران و سائر ممالك الديلم ملكوا تلك الأصقاع مائة و ثلاثين سنة و ضربوا الدنانير و الدراهم بأسمائهم و خطب لهم على المنابر و حاربوا الملوك السامانية و كسروا جيوشهم و قتلوا أمراءهم فهؤلاء واحدهم أعظم كثيرا من ملوك بني أمية و أطول مدة و أعدل و أنصف و أكثر نسكا و أشد حضا على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ممن يجري مجراهم الداعي الأكبر و الداعي الأصغر ملكا الديلم قادا الجيوش و اصطنعا الصنائع. قالوا و لنا ملوك مصر و إفريقية ملكوا مائتين و سبعين سنة فتحوا الفتوح و استردوا ما تغلب عليه الروم من مملكة الإسلام و اصطنعوا الصنائع الجليلة. و لهم الكتاب و الشعراء و الأمراء و القواد فأولهم المهدي عبيد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و آخرهم العاضد و هو عبد الله بن الأمير أبي القاسم بن الحافظ أبي الميمون بن المستعلي بن المستنصر بن الطاهر بن الحاكم بن عبد العزيز بن المعز بن المنصور بن القائم بن المهدي فإن افتخرت الأموية بملوكها في الأندلس من ولد هشام بن عبد الملك و اتصال ملكهم و جعلوهم بإزاء ملوكنا بمصر و إفريقية قلنا لهم إلا أنا(16/254)


نحن أزلنا ملككم بالأندلس كما أزلنا ملككم بالشام و المشرق كله لأنه لما ملك قرطبة
شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 287الظافر من بني أمية و هو سليمان بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن الملقب بالناصر خرج عليه علي بن حميد بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع فقتله و أزال ملكه. ولك قرطبة دار ملك بني أمية و يلقب بالناصر ثم قام بعده أخوه القاسم بن حمود و يلقب بالمعتلي فنحن قتلناكم و أزلنا ملككم في المشرق و المغرب و نحن لكم على الرصد حيث كنتم اتبعناكم فقتلناكم و شردناكم كل مشرد و الفخر للغالب على المغلوب بهذا قضت الأمم قاطبة قالوا و لنا من أفراد الرجال من ليس لكم مثله منا يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس كان شجاعا جريئا و هو الذي ولي الموصل لأخيه السفاح فاستعرض أهلها حتى ساخت الأقدام في الدم. و منا يعقوب بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور كان شاعرا فصيحا و هو المعروف بأبي الأسباط و منا محمد و جعفر ابنا سليمان بن علي كانا أعظم من ملوك بني أمية و أجل قدرا و أكثر أموالا و مكانا عند الناس و أهدى محمد بن سليمان من البصرة إلى الخيزران مائة وصيفة في يد كل واحدة منهن جام من ذهب وزنه ألف مثقال مملوء مسكا و كان لجعفر بن سليمان ألفا عبد من السودان خاصة فكم يكون ليت شعري غيرهم من البيض و من الإماء و ما رئي جعفر بن سليمان راكبا قط إلا ظن أنه الخليفة. و من رجالنا محمد بن السفاح كان جوادا أيدا شديد البطش قالوا ما رئي أخوان شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 288أشد قوة من محمد و ريطة أخته ولدي أ العباس السفاح كان محمد يأخذ الحديد فيلويه فتأخذه هي فترده. و من رجالنا محمد بن إبراهيم طباطبا صاحب أبي السرايا كان ناسكا عابدا فقيها عظيم القدر عند أهل بيته و عند الزيدية. و من رجالنا عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس و هو(16/255)


الذي شيد ملك المنصور و حارب ابني عبد الله بن حسن و أقام عمود الخلافة بعد اضطرابه و كان فصيحا أديبا شاعرا. و من رجالنا عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام حج بالناس و ولي الشام و كان فصيحا خطيبا. و من رجالنا عبد الله بن موسى الهادي كان أكرم الناس و جوادا ممدوحا أديبا شاعرا و أخوه عيسى بن موسى الهادي كان أكرم الناس و أجود الناس كان يلبس الثياب و قد حدد ظفره فيخرقها بظفره لئلا تعاد إليه و عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن موسى الهادي و كان أديبا ظريفا. و من رجالنا عبد الله بن المعتز بالله كان أوحد الدنيا في الشعر و الأدب و الأمثال الحكمية و السؤدد و الرئاسة كان كما قيل فيه لما قتل(16/256)


لله درك من ميت بمضيعة ناهيك في العلم و الأشعار و الخطب ما فيه لو و لا لو لا فتنقصه و إنما أدركته حرفة الأدبو من رجالنا النقيب أبو أحمد الحسين بن موسى شيخ بني هاشم الطالبيين و العباسيين في عصره و من أطاعه الخلفاء و الملوك في أقطار الأرض و رجعوا إلى قوله و ابناه علي و محمد و هما المرتضى و الرضي و هما فريدا العصر في الأدب و الشعر و الفقه و الكلام و كان الرضي شجاعا أديبا شديد الأنف شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 289و من رجالنا القاسم بن عبد الرحيم بن عيسى بن موسى الهادي كان شاعرا ظريفا. و من رجالنا القاسم بن إبراهيم طباطبا صاحب المصنفات و الورع و الدعاء إلى الله و إلى التوحيد و العدل و منابذة الظالمين و من أولاده أمرااليمن. و من رجالنا محمد الفأفاء بن إبراهيم الإمام كان سيدا مقدما ولي الموسم و حج بالناس و كان الرشيد يسايره و هو مقنع بطيلسانه. و من رجالنا محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين صاحب أبي السرايا ساد حدثا و كان شاعرا أديبا فقيها يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و لما أسر و حمل إلى المأمون أكرمه و أفضل عليه و رعى له فضله و نسبه. و من رجالنا موسى بن عيسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس كنيته أبو عيسى و هو أجل ولد عيسى و أنبلهم ولي الكوفة و سوادها زمانا طويلا للمهدي ثم الهادي و ولي المدينة و إفريقية و مصر للرشيد قال له ابن السماك لما رأى تواضعه إن تواضعك في شرفك لأحب إلي من شرفك فقال موسى إن قومنا يعني بني هاشم يقولون إن التواضع أحد مصائد الشرف. و من رجالنا موسى بن محمد أخو السفاح و المنصور كان نبيلا عندهم هو و إبراهيم الإمام لأم واحدة رأى في منامه قبل أن يصير من أمرهم ما صار أنه دخل بستانا فلم يأخذ إلا عنقودا واحدا عليه من الحب المتراص ما ربك به عليم فلم يولد له إلا عيسى ثم ولد لعيسى من ظهره أحد و ثلاثون ذكرا و عشرون أنثى. و من رجالنا عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي(16/257)

87 / 150
ع
En
A+
A-