قال بلى قيل فما بال عمر بن عبد العزيز و عدله شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 264و سيرته فقال لا بد للناس من متنفس و كان مذكورا مع الخطباء و مع النساك و مع الفقهاء قالوا و لنا ابنه عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز كان ناسكا زكيا طاهرا و كان من أتقى الناس و أحسنهمعونة لأبيه و كان كثيرا ما يعظ أباه و ينهاه. قالوا و لنا من لا نظير له في جميع أموره و هو صاحب الأعوص إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص و هو الذي قال فيه عمر بن عبد العزيز لو كان إلي من الأمر شي ء لجعلتها شورى بين القاسم بن محمد و سالم بن عبد الله صاحب الأعوص. قالوا و من نساكنا أبو حراب من بني أمية الصغرى أ داود بن علي و من نساكنا يزيد بن محمد بن مروان كان لا يهدب ثوبا و لا يصبغه و لا يتخلق بخلوق و لا اختار طعاما على طعام ما أطعم أكله و كان يكره التكلف و ينهى عنه. قالوا و من نساكنا أبو بكر بن عبد العزيز بن مروان أراد عمر أخوه أن يجعله ولي عهده لما رأى من فضله و زهده فسما فيهما جميعا. و من نساكنا عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان كان يصلي كل يوم ألف ركعة و كان كثير الصدقة و كان إذا تصدق بصدقة قال اللهم إن هذا لوجهك فخفف عني الموت فانطلق حاجا ثم تصبح بالنوم فذهبوا ينبهونه للرحيل فوجدوه ميتا فأقاموا عليه المأتم بالمدينة و جاء أشعب فدخل إلى المأتم و على رأسه كبة من طين فالتدم مع النساء و كان إليه محسنا. و من نساكنا عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 265قالوا فنحن نعمن الصلاح و الفضل ما سمعتموه و ما لم نذكره أكثر و أنتم تقولون أمية هي الشجرة الملعونة في القرآن و زعمتم أن الشجرة الخبيثة لا تثمر الطيب كما أن الطيب لا يثمر الخبيث فإن كان الأمر كما تقولون فعثمان بن عفان ثمرة خبيثة. و ينبغي أن يكون النبي ص دفع ابنتيه إلى خبيث و كذلك يزيد بن أبي سفيان صاحب مقدمة أبي بكر الصديق على جيوش(16/233)


الشام و ينبغي لأبي العاص بن الربيع زوج زينب بنت رسول الله ص أن يكون كذلك و ينبغي لمحمد بن عبد الله المدبج أن يكون كذلك و إن ولدته فاطمة ع لأنه من بني أمية و كذلك عبد الله بن عثمان بن عفان سبط رسول الله ص الذي مات بعد أن شدن و نقر الديك عينه فمات لأنه من بني أمية و كذلك ينبغي أن يكون عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية و إن كان النبي ص ولاه مكة أم القرى و قبلة الإسلام مع
قوله ع فتيان أضن بهما عن النار عتاب ابن أسيد و جبير بن مطعم(16/234)


و كذلك ينبغي أن يكون عمر بن عبد العزيز شبيه عمر بن الخطاب كذلك و كذلك معاوية بن يزيد بن معاوية و كذلك يزيد الناقص و ينبغي ألا يكون النبي ص عد عثمان في العشرة الذين بشرهم بالجنة و ينبغي أن يكون خالد بن سعيد بن العاص شهيد يوم مرج الصفر و الحبيس في سبيل الله و والي النبي ص على اليمن و والي أبي بكر على جميع أجناد الشام و رابع أربعة في الإسلام و المهاجر إلى أرض الحبشة كذلك و كذلك أبان بن سعيد بن العاص المهاجر إلى المدينة و القديم في الإسلام و الحبيس على الجهاد و يجب أن يكون ملعونا خبيثا و كذلك أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة و هو بدري من المهاجرين الأولين و كذلك أمامة بنت أبي العاص بن الربيع و أمها زينب بنت شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 266رسول الله ص و كذلك أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط و كان النبي ص يخرجها من المغازي و يضرب لها بسهم و يصافحها و كذلك فاطمة بنت أبي معيو هي من مهاجرة الحبشة. قالوا و مما نفخر به و ليس لبني هاشم مثله إن منا رجلا ولي أربعين سنة منها عشرون سنة خليفة و هو معاوية بن أبي سفيان و لنا أربعة إخوة خلفاء الوليد و سليمان و هشام بنو عبد الملك و ليس لكم و يزيد إلا ثلاثة إخوة محمد و عبد الله و أبي إسحاق أولاد هارون. قالوا و منا رجل ولد سبعة من الخلفاء و هو عبد الله بن يزيد بن عبد الملك بن مروان أبوه يزيد بن عاتكة خليفة و جده عبد الملك خليفة و أبو جده مروان الحكم خليفة و جده من قبل عاتكة ابنة يزيد بن معاوية أبوها يزيد بن معاوية و هو خليفة و معاوية بن أبي سفيان و هو خليفة فهؤلاء خمسة و أم عبد الله هذا عاتكة بنت عبد الله بن عثمان بن عفان و حفصة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب فهذان خليفتان فهذه سبعة من الخلفاء ولدوا هذا الرجل. قالوا و منا امرأة أبوها خليفة و جدها خليفة و ابنها خليفة و أخوها خليفة و بعلها خليفة فهؤلاء خمسة و هي عاتكة بنت يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أبوها(16/235)


يزيد بن معاوية خليفة و جدها معاوية بن أبي سفيان خليفة و ابنها يزيد بن عبد الملك بن مروان خليفة و أخوها معاوية بن يزيد خليفة و بعلها عبد الملك بن مروان خليفة. قالوا و من ولد المدبج محمد بن عبد الله الأصغر امرأة ولدها النبي ص و أبو بكر و عمر و عثمان و علي و طلحة و الزبير و هي عائشة بنت محمد بن عبد الله بن عمر بن عثمان بن عفان و أمها خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير و أم عروة أسماء ذات النطاقين بنت أبي بكر الصديق و أم محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان و هو شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 267المدبج فاطمة بنت الحسين بن علي ع و أم الحسين بن علي ع فاطمة بنت رسول الله ص و أم فاطمة بنت الحسين بن علي ع أم إسحاق بنت طلحة بن عبد الله و أم عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ابنة عبد الله بن عمر بن الخطاب. قالوا ونا في الجمال و الحسن ما ليس لكم منا المدبج و الديباج قيل ذلك لجماله. و منا المطرف و منا الأرجوان فالمطرف و هو عبد الله بن عمرو بن عثمان سمي المطرف لجماله و فيه يقول الفرزدق
نما الفاروق أنك و ابن أروى أبوك فأنت منصدع النهار
و المدبج هو الديباج كان أطول الناس قياما في الصلاة و هلك في سجن المنصور. قالوا و منا ابن الخلائف الأربعة دعي بذلك و شهر به و هو المؤمل بن العباس بن الوليد بن عبد الملك كان هو و أخوه الحارث ابني العباس بن الوليد من الفجاءة بنت قطري بن الفجاءة إمام الخوارج و كانت سبيت فوقعت إليه فلما قام عمر بن عبد العزيز أتت وجوه بني مازن و فيهم حاجب بن ذبيان المازني الشاعر فقال حاجب
أتيناك زوارا و وفدا إلى التي أضاءت فلا يخفى على الناس نورهاأبوها عميد الحي جمعا و أمها من الحنظليات الكرام حجورهافإن تك صارت حين صارت فإنها إلى نسب زاك كرام نفيرها(16/236)


فبعث عمر بن عبد العزيز إلى العباس بن الوليد إما أن تردها إلى أهلها و إما أن تزوجها فقال قائل ذات يوم للمؤمل يا ابن الخلائف الأربعة قال ويلك من الرابع شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 268قال قطري فأما الثلاثة فالوليد و عبد الملك و مروان و أما قطري فبويع بالخلافو فيه يقول الشاعر
و أبو نعامة سيد الكفار
قالوا و من أين صار محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أحق بالدعوة و الخلافة من سائر إخوته و من أين كان له أن يضعها في بيته دون إخوته و كيف صار بنو الأخ أحق بها من الأعمام. و قالوا إن يكن هذا الأمر إنما يستحق بالميراث فالأقرب إلى العباس أحق و إن كان بالسن و التجربة فالعمومة بذلك أولى. قالوا فقد ذكرنا جملا من حال رجالنا في الإسلام و أما الجاهلية فلنا الأعياص و العنابس. و لنا ذو العصابة أبو أحيحة سعيد بن العاص كان إذا اعتم لم يعتم بمكة أحد و لنا حرب بن أمية رئيس يوم الفجار و لنا أبو سفيان بن حرب رئيس أحد و الخندق و سيد قريش كلها في زمانه. و قال أبو الجهم بن حذيفة العدوي لعمر حين رأى العباس و أبا سفيان على فراشه دون الناس ما نرانا نستريح من بني عبد مناف على حال قال عمر بئس أخو العشيرة أنت هذا عم رسول الله ص و هذا سيد قريش. شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 269قالوا و ا عتبة بن ربيعة ساد مملقا و لا يكون السيد إلا مترفا لو لا ما رأوا عنده من البراعة و النبل و الكمال و هو الذي لما تحاكمت بجيلة و كلب في منافرة جرير و الفرافصة و تراهنوا بسوق عكاظ و صنعوا الرهن على يده دون جميع من شهد على ذلك المشهد و
قال رسول الله ص و نظر إلى قريش مقبلة يوم بدر إن يكن منهم عند أحد خير فعند صاحب الجمل الأحمر
و ما ظنك بشيخ طلبوا له من جميع العسكر عند المبارزة بيضة فلم يقدروا على بيضة يدخل رأسه فيها و قد قال الشاعر
و إنا أناس يملأ البيض هامنا
قالوا و أمية الأكبر صنفان الأعياص و العنابس قال الشاعر(16/237)

83 / 150
ع
En
A+
A-