لابن الزبير غداة تدمر منذرا أولى بكل حفيظة و دفاع
و قتل عمرو بن الزبير قتله أخوه عبد الله بن الزبير و كان في جوار أخيه عبيدة بن الزبير فلم يغن عنه فقال الشاعر يحرض عبيدة على قتل أخيه عبد الله بن الزبير و يعيره بإخفاره جوار عمرو أخيهما
أ عبيد لو كان المجير لولولت بعد الهدو برنة أسماءأ عبيد إنك قد أجرت و جاركم تحت الصفيح تنوبه الأصداءاضرب بسيفك ضربة مذكورة فيها أداء أمانه و وفاء
و قتل بجير بن العوام أخو الزبير بن العوام قتله سعد بن صفح الدوسي جد أبي هريرة من قبل أمه قتله بناحية اليمامة و قتل معه أصرم و بعلك أخويه ابني العوام بن خويلد و قد قتل منهم في محاربة النبي ص قوم مشهورون منهم زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى كان شريفا قتل يوم بدر و أبوه الأسود كان المثل يضرب بعزته بمكة و فيه قال رسول الله ص و هو يذكر عاقر الناقة كان عزيزا منيعا كأبي زمعة و يكنى زمعة بن الأسود أبا حكيمة و قتل الحارث بن الأسود بن المطلب يوم بدر أيضا و قتل عبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن الأسود بن المطلب بن أسد يوم بدر أيضا و قتل نوفل بن خويلد يوم بدر أيضا قتله علي بن أبي طالب ع و قتل يوم الحرة يزيد بن عبد الله بن زمعة بن الأسود ضرب عنقه مسرف بن عقبة صبرا قال له بايع لأمير المؤمنين يزيد شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 250بن معاوية على أنك عبد قن لهال بل أبايعه على أني أخوه و ابن عمه فضرب عنقه و قتل إسماعيل بن هبار بن الأسود ليلا و كان ادعى حيلة فخرج مصرخا لمن استصرخه فقتل فاتهم به مصعب بن عبد الله بن عبد الرحمن فأحلفه معاوية خمسين يمينا و خلى سبيله فقال الشاعر
و لا أجيب بليل داعيا أبدا أخشى الغرور كما غر ابن هبارباتوا يجرونه في الحش منعقرا بئس الهدية لابن العم و الجار(16/218)


و قتل عبد الرحمن بن العوام بن خويلد في خلافة عمر بن الخطاب في بعض المغازي و قتل ابنه عبد الرحمن يوم الدار مع عثمان فعبد الله بن عبد الرحمن بن العوام بن خويلد قتيل ابن قتيل ابن قتيل ابن قتيل أربعة و من قتلاهم عيسى بن مصعب بن الزبير قتل بين يدي أبيه بمسكن في حرب عبد الملك و كان مصعب يكنى أبا عيسى و أبا عبد الله و فيه يقول الشاعر
لتبك أبا عيسى و عيسى كلاهما موالي قريش كهلها و صميمها
و منهم مصعب بن عكاشة بن مصعب بن الزبير قتل يوم قديد في حرب الخوارج و قد ذكره الشاعر فقال
قمن فاندبن رجالا قتلوا بقديد و لنقصان العددثم لا تعدلن فيها مصعبا حين يبكى من قتيل بأحدإنه قد كان فيها باسلا صارما يقدم إقدام الأسد(16/219)


و منهم خالد بن عثمان بن خالد بن الزبير خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن فقتله أبو جعفر و صلبه و منهم عتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير قتل بقديد أيضا و سمي عتيقا باسم جده أبي بكر الصديق. شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 251قلت هذا أيضا من تحامل أبي عثمانلا ذكر قتلى الطف و هم عشرون سيدا من بيت واحد قتلوا في ساعة واحدة و هذا ما لم يقع مثله في الدنيا لا في العرب و لا في العجم. و لما قتل حذيفة بن بدر يوم الهباءة و قتل معه ثلاثة أو أربعة من أهل بيته ضربت العرب بذلك الأمثال و استعظموه فجاء يوم الطف جرى الوادي فطم على القري. و هلا عدد القتلى من آل أبي طالب فإنهم إذا عدوا إلى أيام أبي عثمان كانوا عددا كثيرا أضعاف ما ذكره من قتلى الأسديين قال أبو عثمان و إن كان الفخر و الفضل في الجود و السماح فمن مثل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب و من مثل عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب. و قد اعترضت الأموية هذا الموضع فقالت إنما كان عبد الله بن جعفر يهب ما كان معاوية و يزيد يهبان له فمن فضل جودنا جاد. قالوا و معاوية أول رجل في الأرض وهب ألف ألف درهم و ابنه أول من ضاعف ذلك فإنه كان يجيز الحسن و الحسين ابني علي ع في كل عام لكل واحد منهما بألف ألف درهم و كذلك كان يجيز عبد الله بن العباس و عبد الله بن جعفر فلما مات و قام يزيد وفد عليه عبد الله بن جعفر فقال له إن أمير المؤمنين معاوية كان يصل رحمي في كل سنة بألف ألف درهم قال فلك ألفا ألف درهم فقال بأبي أنت و أمي أما إني ما قلتها لابن أنثى قبلك قال فلك أربعة آلاف ألف درهم. و هذا الاعتراض ساقط لأن ذلك إن صح لم يعد جودا و لا جائزة و لا صلة رحم هؤلاء(16/220)


شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 252قوم كان يخافهم على ملكه و يعرف حقهم فيه و موقعهم من قلوب الأمة فكان يدبر في ذلك تدبيرا و يريع أمورا و يصانع عن دولته و ملكه و نحن لم نعد قط ما أعطى خلفاء بني هاشم قوادهم و كتابهم و بني عمهم جودا فقد وهب المأمون للحسن بن سهللة عشرة آلاف ألف فما عد ذلك منه مكرمة و كذلك كل ما يكون داخلا في باب التجارة و استمالة القلوب و تدبير الدولة و إنما يكون الجود ما يدفعه الملوك في الوفود و الخطباء و الشعراء و الأشراف و الأدباء و السمار و نحوهم و لو لا ذلك لكان الخليفة إذا وفى الجند أعطياتهم احتسب ذلك في جوده فالعمالات شي ء و الإعطاء على دفع المكروه شي ء و التفضل و الجود شي ء ثم إن الذين أعطاهم معاوية و يزيد هو بعض حقهم و الذي فضل عليهما أكثر مما خرج منهما. و إن أريد الموازنة بين ملوك بني العباس و ملوك بني أمية في العطاء افتضح بنو أمية و روهم فضيحة ظاهرة فإن نساء خلفاء بني عباس أكثر معروفا من رجال بني أمية و لو ذكرت معروف أم جعفر وحدها لأتى ذلك على جميع صنائع بني مروان و ذلك معروف و لو ذكر معروف الخيزران و سلسبيل لملئت الطوامير الكثيرة به و ما نظن خالصة مولاتهم إلا فوق أجواد أجوادهم و إن شئت أن تذكر مواليهم و كتابهم فاذكر عيسى بن ماهان و ابنه عليا و خالد بن برمك و ابنه يحيى و ابنه جعفرا و الفضل و كاتبهم منصور بن زياد و محمد بن منصور و فتى العسكر فإنك تجد لكل واحد من هؤلاء ما يحيط بجميع صنائع بني عبد شمس. فأما ملوك الأموية فليس منهم إلا من كان يبخل على الطعام و كان جعفر بن سليمان كثيرا ما يذكر ذلك و كان معاوية يبغض الرجل النهم على مائدته و كان شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 253المنصور إذا ذكرهم يقول كان عبد الملك جبارا لا يبالي ما صنع و كان الوليد مجنونا و كان سليمان همه بطنه و فرجه و كان عمر أر بين عميان و كان هشام رجل القوم و كان لا يذكر ابن عاتكة و لقد كان(16/221)


هشام مع ما استثناه به يقول هو الأحول السراق ما زال يدخل إعطاء الجند شهرا في شهر و شهرا في شهر حتى أخذ لنفسه مقدار رزق سنة و أنشده أبو النجم العجلي أرجوزته التي أولها
ألحد لله الوهوب المجزل
فما زال يصفق بيديه استحسانا لها حتى صار إلى ذكر الشمس فقال
و الشمس في الأفق كعين الأحول
فأمر بوج ء عنقه و إخراجه و هذا ضعف شديد و جهل عظيم. و قال خاله إبراهيم بن هشام المخزومي ما رأيت من هشام خطأ قط إلا مرتين حدا به الحادي مرة فقال إن عليك أيها البختي أكرم من تمشي به المطي(16/222)

80 / 150
ع
En
A+
A-