شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 278و شط بمن تهوى المزار و فرقت نوى الحي دار بالحبيب فجوع و ليس لما ولى على ذي صبابة و إن طال تذراف الدموع رجوع فدع ذا و لكن هل أتى أم مالك أحاديث قومي و الحديث يشيع و مجنبنا جردا إلى أهل يثرب عناجيج فيها ضامر و بديع عشية س كداء يقودها ضرور الأعادي للصديق نفوع يشد علينا كل زحف كأنها غدير نضوح الجانبين نقيع فلما رأونا خالطتهم مهابة و خامرهم رعب هناك فظيع فودوا لو أن الأرض ينشق ظهرها بهم و صبور القوم ثم جزوع و قد عريت بيض كأن وميضها حريق وشيك في الآباء سريع بأيماننا نعلو ل هامة و فيها سمام للعدو ذريع فغادرن قتلى الأوس عاصبة بهم ضباع و طير فوقهن وقوع و مر بنو النجار في كل تلعة بأثوابهم من وقعهن نجيع و لو لا علو الشعب غادرن أحمدا و لكن علا و السمهري شروع كما غادرت في الكر حمزة ثاويا و في صدره ماضي الشباة وو قال ابن الزبعرى أيضا من قصيدة مشهورة و هي شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 27يا غراب البين أ سمعت فقل إنما تندب أمرا قد فعل إن للخير و للشر مدى و سواء قبر مثر و مقل كل خير و نعيم زائل و بنات الدهر يلعبن بكل أبلغا حسان عني آية فقريض الشعر يشفي ذا الغلل كم ترى بالجسر من جمجمة و أكفا قد أترت و رجل و سرابيل حسان شققت عن كماة غودروالمنتزل كم قتلنا من كريم سيد ماجد الجدين مقدام بطل صادق النجدة قرم بارع غير ملطاط لدى وقع الأسل فسل المهراس من ساكنه من كراديس و هام كالحجل ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل حين حطت بقباء بركها و استحر القتل في عبد الأشل ثم خفوا عند ذاكم قص الحفان تعدو في الجبل(15/251)


شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 280فقتلنا النصف من ساداتهم و عدلنا ميل بدر فاعتدل لا ألوم النفس إلا أننا لو كررنا لفعلنا المفتعل بسيوف الهند تعلو هامهم تبرد الغيظ و يشفين القلت كثير من الناس يعتقدون أن هذا البيت ليزيد بن معاوية و هو قوله ليت أشياخي و قال من أكره التصريح باسمه هذا البيت ليزيد فقلت له إنما قاله يزيد متمثلا لما حمل إليه رأس الحسين ع و هو لابن الزبعرى فلم تسكن نفسه إلى ذلك حتى أوضحته له فقلت أ لا تراه يقول جزع الخزرج من وقع الأسل و الحسين ع لم تحارب عنه الخزرج و كان يليق أن يقول جزع بني هاشم من وقع الأسل فقال بعض من كان حاضرا لعله قاله في يوم الحرة فقلت المنقول أنه أنشده لما حمل إليه رأس الحسين ع و المنقول أنه شعر ابن الزبعرى و لا يجوز أن يترك المنقول إلى ما ليس بمنقول. و على ذكر هذا الشعر فإني حضرت و أنا غلام بالنظامية ببغداد في بيت عبد القادر بن داود الواسطي المعروف بالمحب خازن دار الكتب بها و عنده في البيت باتكين الرومي الذي ولي إربل أخيرا و عنده أيضا جعفر بن مكي الحاجب فجرى ذكر يوم أحد و شعر ابن الزبعرى هذا و غيره و أن المسلمين اعتصموا بالجبل فأصعدوا فيه و أن الليل حال أيضا بين المشركين و بينهم فأنشد ابن مكي بيتين لأبي تمام متمثلا
لو لا الظلام و قلة علقوا بها باتت رقابهم بغير قلال(15/252)


شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 281فليشكروا جنح الظلام و دروذا فهم لدروذ و الظلام موالفقال باتكين لا تقل هذا و لكن قل وَ لَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَ تَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَ عَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَ لَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ و كان باتكين مسلما و كان جعفر سامحه الله مغموصا عليه في دينه(15/253)


شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 1الجزء الخامس عشرتتمة باب الكتب و الرسائل
تتمة 9- و من كتاب له ع إلى معاوية
تتمة الفصل الرابع في قصة غزوة أحد
شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 3بسم الله الرحمن الرحيم و به ثقتي الحمد لله الواحد العدلالقول في أسماء الذين تعاقدوا من قريش على قتل رسول الله ص و ما أصابوه به في المعركة يوم الحرب
قال الواقدي تعاقد من قريش على قتل رسول الله ص عبد الله بن شهاب الزهري و ابن قميئة أحد بني الحارث بن فهر و عتبة بن أبي وقاص الزهري و أبي بن خلف الجمحي فلما أتى خالد بن الوليد من وراء المسلمين و اختلطت الصفوف و وضع المشركون السيف في المسلمين رمى عتبة بن أبي وقاص رسول الله ص بأربعة أحجار فكسر رباعيته و شجه في وجهه حتى غاب حلق المغفر في وجنتيه و أدمى شفتيه. قال الواقدي و قد روي أن عتبة أشظى باطن رباعيته السفلى قال و الثبت عندنا أن الذي رمى وجنتي رسول الله ص ابن قميئة و الذي رمى شفته و أصاب رباعيته عتبة بن أبي وقاص. قال الواقدي أقبل ابن قميئة يومئذ و هو يقول دلوني على محمد فو الذي يحلف به لئن رأيته لأقتلنه فوصل إلى رسول الله ص فعلاه بالسيف و رماه عتبة شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 4بن أبي وقاص في الحال التي جلله ابن قميئة فيها السيف و كان ع فارسا و هو لابس درعين مل بهما فوقع رسول الله ص عن الفرس في حفرة كانت أمامه. قال الواقدي أصيب ركبتاه جحشتا لما وقع في تلك الحفرة و كانت هناك حفر حفرها أبو عامر الفاسق كالخنادق للمسلمين و كان رسول الله ص واقفا على بعضها و هو لا يشعر فجحشت ركبتاه و لم يصنع سيف ابن قميئة شيئا إلا وهز الضربة بثقل السيف فقد وقع رسول الله ص ثم انتهض و طلحة يحمله من ورائه و علي ع آخذ بيديه حتى استوى قائما. قال الواقدي فحدثني الضحاك بن عثمان عن حمزة بن سعيد عن أبي بشر المازني قال حضرت يوم أحد و أنا غلام فرأيت ابن قميئة علا رسول الله ص بالسيف و رأيت رسول(16/1)


الله ص وقع على ركبتيه في حفرة أمامه حتى توارى في الحفرة فجعلت أصيح و أنا غلام حتى رأيت الناس ثابوا إليه. قال فأنظر إلى طلحة بن عبيد الله آخذا بحضنه حتى قام. قال الواقدي و يقال إن الذي شج رسول الله ص في جبهته ابن شهاب و الذي أشظى رباعيته و أدمى شفتيه عتبة بن أبي وقاص و الذي أدمى وجنتيه حتى غاب الحلق فيهما ابن قميئة و إنه سال الدم من الشجة التي في جبهته حتى أخضل لحيته
و كان سالم مولى أبي حذيفة يغسل الدم عن وجهه و رسول الله ص يقول كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم و هو يدعوهم إلى الله تعالى فأنزل الله تعالى قوله لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْ ءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ الآية شرح نهج البلاغة ج : 15 ص : 5 قال الواقدي و روى سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله ص يومئذ اشتد غضب الله على قوم دموا فا رسول الله ص اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسول الله اشتد غضب الله على رجل قتله رسول الله صقال سعد فلقد شفاني من عتبة أخي دعاء رسول الله ص و لقد حرصت على قتله حرصا ما حرصت على شي ء قط و إن كان ما علمت لعاقا بالوالد سيئ الخلق و لقد تخرقت صفوف المشركين مرتين أطلب أخي لأقتله و لكنه راغ مني روغان الثعلب فلما كان الثالثة قال رسول الله ص يا عبد الله ا تريد أ تريد أن تقتل نفسك فكففت فقال رسول الله ص اللهم لا تحولن الحول على أحد منهم قال سعد فو الله ما حال الحول على أحد ممن رماه أو جرحه مات عتبة و أما ابن قميئة فاختلف فيه فقائل يقول قتل في المعرك و قائل يقول إنه رمي بسهم في ذلك اليوم فأصاب مصعب بن عمير فقتله فقال خذها و أنا ابن قميئة فقال رسول الله ص أقمأه الله فعمد إلى شاة يحتلبها فتنطحه بقرنها و هو معتلقها فقتلته فوجد ميتا بين الجبال لدعوة رسول الله ص و كان عدو الله رجع إلى أصحابه فأخبرهم أنه قتل محمدا. قال و ابن قميئة رجل من بني الأدرم من بني فهر. و زاد البلاذري في الجماعة(16/2)

36 / 150
ع
En
A+
A-