بني عامر بن لؤي ثم من بني مالك بن حسل معاوية بن عبد قيس حليف لهم قتله عكاشة بن محصن و معبد بن وهب حليف لهم من كلب قتله أبو دجانة فهؤلاء اثنان. فجميع من قتل ببدر في رواية الواقدي من المشركين في الحرب صبرا اثنان و خمسون رجلا قتل علي ع منهم مع الذين شرك في قتلهم أربعة و عشرين رجلا و قد كثرت الرواية أن المقتولين ببدر كانوا سبعين و لكن الذين عرفوا و حفظت أسماؤهم من ذكرناه و في رواية الشيعة أن زمعة بن الأسود بن المطلب قتله علي و الأشهر في الرواية أنه قتله الحارث بن زمعة و أن زمعة قتله أبو دجانة
القول فيمن شهد بدرا من المسلمين
قال الواقدي كانوا ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا مع القوم الذين ضرب لهم رسول الله ص بسهامهم و هم غائبون و عدتهم ثمانية قال و هذا هو الأغلب في الرواية شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 213قال و لم يشهد بدرا من المسلمين إلا قرشي أو حليف لقرشي أو أنصاري أو حليف لأنصاريو مولى واحد منهما و هكذا من جانب المشركين فإنه لم يشهدها إلا قرشي أو حليف لقرشي أو مولى لهم. قال فكانت قريش و مواليها و حلفاؤها ستة و ثمانين رجلا و كانت الأنصار و مواليها و حلفاؤها مائتين و سبعة و عشرين رجلا. فأما تفصيل أسماء من شهدها من المسلمين فله موضع في كتب المحدثين أملك به من هذا الموضع
قصة غزوة أحد(15/186)
الفصل الرابع في شرح قصة غزاة أحد و نحن نذكر ذلك من كتاب الواقدي رحمه الله على عاداتنا في ذكر غزاة بدر و نضيف إليه من الزيادات التي ذكرها ابن إسحاق و البلاذري ما يقتضي الحال ذكره. قال الواقدي لما رجع من حضر بدرا من المشركين إلى مكة وجدوا العير التي قدم بها أبو سفيان بن حرب من الشام موقوفة في دار الندوة و كذلك كانوا يصنعون فلم يحركها أبو سفيان و لم يفرقها لغيبة أهل العير و مشت أشراف قريش إلى أبي سفيان الأسود بن عبد المطلب بن أسد و جبير بن مطعم و صفوان بن أمية و عكرمة بن أبي جهل و الحارث بن هشام و عبد الله بن أبي ربيعة و حويطب بن عبد العزى فقالوا يا أبا سفيان انظر هذه العير التي قدمت بها فاحتبستها فقد عرفت أنها أموال أهل مكة و لطيمة قريش و هم طيبوا الأنفس يجهزون بهذه العير جيشا كثيفا إلى محمد فقد شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 214ترى من قتل من آبائنا و أبنائنا و ائرنا فقال أبو سفيان و قد طابت أنفس قريش بذلك قالوا نعم قال فأنا أول من أجاب إلى ذلك و بنو عبد مناف معي فأنا و الله الموتور و الثائر و قد قتل ابني حنظلة ببدر و أشراف قومي فلم تزل العير موقوفة حتى تجهزوا للخروج فباعوها فصارت ذهبا عينا و يقال إنما قالوا يا أبا سفيان بع العير ثم اعزل أرباحها فكانت العير ألف بعير و كان المال خمسين ألف دينار و كانوا يربحون في تجاراتهم للدينار دينارا و كان متجرهم من الشام غزة لا يعدونها إلى غيرها و كان أبو سفيان قد حبس عير بني زهرة لأنهم رجعوا من طريق بدر و سلم ما كان لمخرمة بن نوفل و لبني أبيه و بني عبد مناف بن زهرة فأبى مخرمة أن يقبل عيره حتى يسلم إلى بني زهرة جميعا و تكلم الأخنس فقال و ما لعير بني زهرة من بين عيرات قريش قال أبو سفيان لأنهم رجعوا عن قريش قال الأخنس أنت أرسلت إلى قريش أن ارجعوا فقد أحرزنا العير لا تخرجوا في غير شي ء فرجعنا فأخذت بنو زهرة عيرها و أخذ أقوام من أهل مكة أهل ضعف لا(15/187)
عشائر لهم و لا منعة كل ما كان لهم في العير. قال الواقدي و هذا يبين أنه إنما أخرج القوم أرباح العير قال و فيهم أنزل إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِاللَّهِ الآية. قال فلما أجمعوا على المسير قالوا نسير في العرب فنستنصرهم فإن عبد مناة غير متخلفين عنا هم أوصل العرب لأرحامنا و من اتبعنا من الأحابيش فأجمعوا على أن يبعثوا أربعة من قريش يسيرون في العرب يدعونهم إلى نصرهم فبعثوا عمرو بن العاص و هبيرة بن وهب و ابن الزبعرى و أبا عزة الجمحي فأبى أبو عزة أن يسير و قال من شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 215علي محمد يوم بدر و حلفت ألا أظاهر عليه عدوا أبدا فمشى إليه صفوان بن أمية فقال اخرج فأبى و قال عاهدت محمدا يوم بدر ألا أظاهر عليه عدوا أبدا و أنا أفي له بما عاهدته عل من علي و لم يمن على غيري حتى قتله أو أخذ منه الفداء فقال صفوان اخرج معنا فإن تسلم أعطك من المال ما شئت و إن تقتل تكن عيالك مع عيالي فأبى أبو عزة حتى كان الغد و انصرف عنه صفوان بن أمية آيسا منه فلما كان الغد جاءه صفوان و جبير بن مطعم فقال له صفوان الكلام الأول فأبى فقال جبير ما كنت أظن أني أعيش حتى يمشي إليك أبو وهب في أمر تأبى عليه فأحفظه فقال أنا أخرج قال فخرج إلى العرب يجمعها و يقول(15/188)
إيه بني عبد مناة الرزام أنتم حماة و أبوكم حام لا تسلموني لا يحل إسلام لا يعدوني نصركم بعد العامو خرج النفر مع أبي عزة فألبوا العرب و جمعوا و بلغوا ثقيفا فأوعبوا فلما أجمعوا المسير و تألب من كان معهم من العرب و حضروا و اختلفت قريش في إخراج الظعن معهم قال صفوان بن أمية اخرجوا بالظعن فأنا أول من فعل فإنه أقمن أن يحفظنكم و يذكرنكم قتلى بدر فإن العهد حديث و نحن قوم موتورون مستميتون لا نريد أن نرجع إلى ديارنا حتى ندرك ثأرنا أو نموت دونه فقال عكرمة بن أبي جهل أنا أول من أجاب إلى ما دعوت إليه و قال عمرو بن العاص مثل ذلك فمشى في ذلك شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 216نوفل بن معاوية الديلي فقال يا معشر قريش هذا ل برأي أن تعرضوا حرمكم لعدوكم و لا آمن أن تكون الدبرة لهم فتفتضحوا في نسائكم فقال صفوان لا كان غير هذا أبدا فجاء نوفل إلى أبي سفيان بن حرب فقال له تلك المقالة فصاحت هند بنت عتبة إنك و الله سلمت يوم بدر فرجعت إلى نسائك نعم نخرج فنشهد القتال فقد ردت القيان من الجحفة في سفرهم إلى بدر فقتلت الأحبة يومئذ فقال أبو سفيان لست أخالف قريشا أنا رجل منها ما فعلت فعلت فخرجوا بالظعن فخرج أبو سفيان بن حرب بامرأتين هند بنت عتبة بن ربيعة و أميمة بنت سعد بن وهب بن أشيم بن كنانة و خرج صفوان بن أمية بامرأتين برزة بنت مسعود الثقفي و هي أم عبد الله الأكبر و البغوم بنت المعذل من كنانة و هي أم عبد الله الأصغر و خرج طلحة بن أبي طلحة بامرأته سلافة بنت سعد بن شهيد و هي من الأوس و هي أم بنيه مسافع و الحارث و كلاب و الجلاس بني طلحة بن أبي طلحة و خرج عكرمة بن أبي جهل بامرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام و خرج الحارث بن هشام بامرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة و خرج عمرو بن العاص بامرأته هند بنت منبه بن الحجاج و هي أم عبد الله بن عمرو بن العاص و قال محمد بن إسحاق اسمها ريطة و خرجت خناس بنت مالك بن المضرب إحدى(15/189)
نساء بني مالك بن حسل مع ابنها أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير من بني عبد الدار و خرج الحارث بن سفيان بن عبد الأسد بامرأته رملة بنت طارق بن علقمة الكنانية و خرج كنانة بن علي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بامرأته أم حكيم بنت طارق و خرج سفيان بن عويف بامرأته قتيلة بنت عمرو بن هلال و خرج النعمان بن عمرو و جابر مسك الذئب أخوه بأمهما شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 217الدغينة و خرج غراب بن سفيان بن عويف بامرأته عمرة بنت الحارث بن علقمة الكنانية و هي التي رفعت لواء قريش حين سقطت حتى تراجعت قريش إلى لوائها و فيها يقول حسانو لو لا لواء الحارثية أصبحوا يباعون في الأسواق بالثمن البخس(15/190)