يقولونه. قال الواقدي فقدم بالأسرى و عليهم شقران و هم تسعة و أربعون رجلا الذين أحصوا و هم سبعون في الأصل مجمع عليه لا شك فيه إلا أنهم لم يحص سائرهم و لقي الناس رسول الله ص بالروحاء يهنئونه بفتحالله عليه فلقيه وجوه الخزرج فقال سلمة بن سلامة بن وقش ما الذي تهنئونه فو الله ما قتلنا إلا عجائز صلعا فتبسم النبي ص فقال يا ابن أخي أولئك الملأ لو رأيتهم لهبتهم و لو أمروك لأطعتهم و لو رأيت فعالك مع فعالهم لاحتقرتها و بئس القوم كانوا على ذلك لنبيهم فقال سلمة أعوذ بالله من غضبه و غضب رسوله إنك يا رسول الله لم تزل عني معرضا منذ كنا بالروحاء(15/161)


شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 186في بدأتنا فقال ص أما ما قلت للأعرابي وقعت على ناقتك فهي حبلى منك ففحشت و قلت ما لا علم لك به و أما ما قلت في القوم فإنك عمدت إلى نعمة من نعم الله تزهدها فقبل رسول الله ص معذرته و كان من علية أصحابه. قال الواقدي فروى الزهري ل لقي أبو هند البياضي مولى فروة بن عمرو رسول الله و معه حميت مملوء حيسا أهداه له فقال رسول الله ص إنما أبو هند رجل من الأنصار فأنكحوه و أنكحوا إليه. قال الواقدي و لقيه أسيد بن حضير فقال يا رسول الله الحمد لله الذي ظفرك و أقر عينك و الله يا رسول الله ما كان تخلفي عن بدر و أنا أظن بك أنك تلقى عدوا و لكني ظننت أنها العير و لو ظننت أنه عدو لما تخلفت فقال رسول الله صدقت. قال و لقيه عبد الله بن قيس بتربان فقال يا رسول الله الحمد لله على سلامتك و ظفرك كنت يا رسول الله ليالي خرجت مورودا أي محموما فلم تفارقني حتى كان بالأمس فأقبلت إليك فقال آجرك الله. قال الواقدي و كان سهيل بن عمرو لما كان بتنوكة بين السقيا و ملل كان مع مالك بن الدخشم الذي أسره فقال له خل سبيلي للغائط فقام معه فقال سهيل إني أحتشم فاستأخر عنى فاستأخر عنه فمضى سهيل على وجهه انتزع يده من القرآن و مضى فلما أبطأ سهيل على مالك بن الدخشم أقبل فصاح في الناس فخرجوا في طلبه و خرج النبي ص في طلبه بنفسه و قال من وجده فليقتله فوجده رسول الله شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 187ص بنفسه أخفى نفسه بين شجرات فأمر به فربطت يداه إلى عنقه ثم قرنه إلى راحلته فلم يركب سهيل خطوحتى قدم المدينة. قال الواقدي فحدثني إسحاق بن حازم بن عبد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال لقي رسول الله ص أسامة بن زيد و رسول الله ص على ناقته القصوى فأجلسه بين يديه و سهيل بن عمرو مجبوب و يداه إلى عنقه فلما نظر إلى سهيل قالوا يا رسول الله أبو يزيد قال نعم هذا الذي كان يطعم الخبز بمكة و قال البلاذري قال أسامة(15/162)


و هو يومئذ غلام يا رسول الله هذا الذي كان يطعم الناس بمكة السريد يعني الثريد. قلت هذه لثغة مقلوبة لأن الألثغ يبدل السين ثاء و هذا أبدل الثاء سينا و من الناس من يرويها هذا الذي كان يطعم الناس بمكة الشريد بالشين المعجمة. قال البلاذري و حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري عن أشياخه أن أسامة رأى سهيلا يومئذ فقال يا رسول الله هذا الذي كان يطعم السريد بمكة فقال رسول الله ص هذا أبو يزيد الذي يطعم الطعام و لكنه سعى في إطفاء نور الله فأمكن الله منه. قال و فيه يقول أمية بن أبي الصلت الثقفي
يا با يزيد رأيت سيبك واسعا و سماء جودك تستهل فتمطر(15/163)


شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 188قال و فيه يقول مالك بن الدخشم و هو الذي أسره يوم بدرأسرت سهيلا فلا أبتغي به غيره من جميع الأمم و خندف تعلم أن الفتى سهيلا فتاها إذا تظلم ضربت بذي الشفر حتى انثنى و أكرهت نفسي على ذي العلأي على ذي العلم بسكون اللام و لكنه حركه للضرورة. و كان سهيل أعلم مشقوق الشفة العليا فكانت أنيابه بادية فلذلك قالوا ذو الأنياب. قال الواقدي و لما قدم بالأسرى كانت سودة بنت زمعة زوج النبي ص عند آل عفراء في مناحتهم على عوف و معوذ و ذلك قبل أن يضرب الحجاب قالت سودة فأتينا فقيل لنا هؤلاء الأسرى قد أتي بهم فخرجت إلى بيتي و رسول الله ص فيه و إذا أبو يزيد مجموعة يداه إلى عنقه في ناحية البيت فو الله ما ملكت نفسي حين رأيته مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كراما فو الله ما راعني إلا قول رسول الله ص من البيت يا سودة أ على الله و على رسوله فقلت يا نبي الله و الذي بعثك بالحق إني ما ملكت نفسي حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه أن قلت ما قلت. قال الواقدي و حدثني خالد بن إلياس قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال دخل يومئذ خالد بن هشام بن المغيرة و أمية بن أبي حذيفة منزل أم سلمة و أم سلمة في مناحة آل عفراء فقيل لها أتي بالأسرى فخرجت فدخلت عليهم فلم تكلمهم حتى شرح نهج البلاغة ج : 14 ص : 189رجعت فتجد رسول الله ص في بيت عائشة فقالت يا رسول الله إن بني عمي طلبوا أن يدخل بهم علي فأضيفهم و أن رءوسهم و ألم من شعثهم و لم أحب أن أفعل شيئا من ذلك حتى أستأمرك فقال ص لست أكره شيئا من ذلك فافعلي من هذا ما بدا لك قال الواقدي و حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال قال أبو العاص بن الربيع كنت مستأسرا مع رهط من الأنصار جزاهم الله خيرا كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز و أكلوا التمر و الخبز عندهم قليل و التمر زادهم حتى إن الرجل لتقع في يده الكسرة(15/164)


فيدفعها إلي و كان الوليد بن الوليد بن المغيرة يقول مثل ذلك و يزيد قال و كانوا يحملوننا و يمشون. و قال محمد بن إسحاق في كتابه كان أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس ختن رسول الله ص زوج ابنته زينب و كان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا و أمانة و تجارة و كان ابنا لهالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد و كان الربيع بن عبد العزى بعل هذه فكانت خديجة خالته فسألت خديجة رسول الله ص أن يزوجه زينب و كان رسول الله ص لا يخالف خديجة و ذلك قبل أن ينزل عليه الوحي فزوجه إياها فكان أبو العاص من خديجة بمنزلة ولدها فلما أكرم الله رسوله بنبوته آمنت به خديجة و بناته كلهن و صدقته و شهدن أن ما جاء به حق و دن بدينه و ثبت أبو العاص على شركه و كان رسول الله ص قد زوج عتبة بن أبي إحدى ابنتيه رقية أو أم كلثوم و ذلك من قبل أن ينزل عليه فلما أنزل عليه الوحي و نادى قومه بأمر الله باعدوه فقال بعضهم لبعض إنكم قد فرغتم محمد من همه أخذتم عنه بناته و أخرجتموهن من عياله فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن فمشوا إلى أبي العاص بن الربيع فقالوا فارق صاحبتك بنت محمد و نحن نزوجك أي(15/165)

18 / 150
ع
En
A+
A-