في حديثه ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم و لا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم و لا تجمروهم فتفتنوهم
قال التجمير ترك الجيش في مغازيهم لا يقفلون. و في حديثه أنه أتي بمروط فقسمها بين نساء المسلمين و رفع مرطا بقي إلى أم سليط الأنصارية و قال إنها كانت تزفر القرب يوم أحد تسقى المسلمين. قال تزفرها تحملها و منه زفر اسم رجل كان يحمل الأثقال. شرح نهج البلاغة ج :2 ص : 156و
في حديثه أنه قال أعطوا من الصدقة من أبقت له السنة غنما و لا تعطوا من أبقت له السنة غنمين(13/121)


قال السنة هاهنا الأزمنة و منه قوله تعالى وَ لَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ. قال و كان عمر لا يجيز نكاحا في عام سنة يقول لعل الضيعة تحملهم على أن ينكحوا غير الأكفاء. و كان أيضا لا يقطع سارقا في عام سنة. و قوله غنما أي قطعة من الغنم يقال لفلان غنمان أي قطعتان من الغنم و أراد عمر أن من له قطعتان غني لا يعطى من الصدقة شيئا لأنها لم تكن قطعتين إلا لكثرتها. و في حديثه أنه انكفأ لونه في عام الرمادة حين قال لا آكل سمنا و لا سمينا و أنه اتخذ أيام كان يطعم الناس قدحا فيه فرض فكان يطوف على القصاع فيغمز القدح فإن لم تبلغ الثريدة الفرض قال فانظر ما ذا يفعل بصاحب الطعام. قال انكفأ تغير عن حاله و أصله الانقلاب من كفأت الإناء. و سمي عام الرمادة من قولهم أرمد الناس إذا جهدوا و الرمد الهلاك. و القدح السهم و الفرض الحز جعل عمر هذا الحز علامة لعمق الثريد في الصحفة. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 157و في حديثه أن عطاء بن يسار قال قلت للوليد بن عبد الملك روي لي أن عمر بن الخطاب قال وددت أني سلمت من الخلافة كفافا لا علي و لا لي فقال كذبت الخليفة يقول هذا فقلت أ و كذبت فأفلت منه بجريعة الذقن. قال يقال خلص من خصمه كفافا أيف كل واحد منهما على صاحبه فلم ينل أحدهما من الآخر شيئا. و أفلت فلان بجريعة ذقن أي أن نفسه قد صارت في فيه و جريعة تصغير جرعة. قلت و إنما استعظم الوليد ذلك لأن بني أمية كانوا يرون أن من ولي الخلافة فقد وجبت له الجنة و لهذا خطب هشام يوم ولي فقال الحمد لله الذي أنقذني من النار بهذا المقام و في حديثه أن سماك بن حرب قال رأيت عمر فرأيت رجلا أروح كأنه راكب و الناس يمشون كأنه من رجال بني سدوس. قال الأروح الذي تتدانى عقباه و تتباعد صدور قدميه يقال أروح بين الروح و الأفحج الذي تتدانى صدور قدميه و تتباعد عقباه و تتفحج ساقاه و الأوكع الذي يميل إبهام رجله على أصابعه حتى يزول فيرى شخص(13/122)


أصلها خارجا و هو الوكع و منه أمة وكعاء و بنو سدوس فخذ من بني شيبان و الطول أغلب عليهم. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 158و في حديثه عن ابن عباس قال دعاني فإذا حصير بين يديه عليه الذهب منثور نثرلحثا فأمرني بقسمة. قال الحثا التبن مقصور قال الراجز يهجو رجلا
و يأكل التمر و لا يلقي النوى و لا يواري فرجه إذا اصطلى كأنه غرارة ملأى حثاو في حديثه أنه قال النساء ثلاث فهينة لينة عفيفة مسلمة تعين أهلها على العيش و لا تعين العيش على أهلها و أخرى وعاء للولد و أخرى غل قمل يضعه الله في عنق من يشاء و يفكه عمن يشاء و الرجال ثلاثة رجل ذو رأي و عقل و رجل إذا حزبه أمر أتى ذا رأي فاستشاره و رجل حائر بائر لا يأتمر رشدا و لا يطيع مرشدا. قال البائر الهالك قال تعالى وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً و الأصل في قوله غل قمل أنهم كانوا يغلون بالقد و عليه الشعر فيقمل على الرجال. و لا يأتمر رشدا أي لا يأتي برشد من ذات نفسه يقال لمن فعل الشي ء من غير مشاورة قد ائتمر بئس ما ائتمرت لنفسك قال النمر بن تولب
و اعلمن أن كل مؤتمر مخطئ في الرأي أحيانا(13/123)


و في حديثه أنه خرج ليلة في شهر رمضان و الناس أوزاع فقال إني لأظن لو جمعناهم على قارئ واحد كان أفضل فأمر أبي بن كعب فأمهم ثم خرج ليلة و هم شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 159يصلون بصلاته فقال نعم البدعة هذه و التي ينامون عنها أفضل من التي يقومون. قال الأوزاع ارق يريد أنهم كانوا يصلون فرادى يقال وزعت المال بينهم أي فرقته. و قوله و التي ينامون عنها أفضل يريد صلاة آخر الليل فإنها خير من صلاة أوله. و في حديثه أن أصحاب محمد ص تذاكروا الوتر فقال أبو بكر أما أنا فأبدأ بالوتر و قال عمر لكني أوتر حين ينام الضفطى. قال هو جمع ضفيط و هو الرجل الجاهل الضعيف الرأي. و منه ما روي عن ابن عباس أنه قال لو لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء فقيل أ تقول هذا و أنت عامل لفلان فقال إن في ضفطات و هذه إحدى ضفطاتي. و في حديثه أنه قال في وصيته إن توفيت و في يدي صرمة ابن الأكوع فسنتها سنة ثمغ. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 160قال الصرمة هاهنا قطعة من النخل و يقال للقطعة الخفيفة من الإبل صرمة و يقال لصاحبها مصرم و لعله قيل للمقل مصرم من هذا. و ثمغ مال كان لعمر و وقفه. و في حديثه أنه لما قدم الشام تفحل له أمراء الشام قال أي اخشوشن له في الزي و اللباس و المطعم تشبها به و أصله من الفحل لأن التصنع في اللباس و القيام على النفس إنما هو عندهم للإناث لا للفحول. و في حديثه أنه قدم مكة فسأل من يعلم موضع المقام و كان السيل احتمله من مكانه فقال المطلب بن أبي وداعة السهمي يا أمير المؤمنين قد كنت قدرته و ذرعته بمقاط عندي. قال المقاط الحبل و جمعه مقط. و في حديثه أنه قال للذي قتل الظبي و هو محرم خذ شاة من الغنم فتصدق بلحمها و اسق إهابها. قال الإهاب الجلد. و اسقه أي اجعله سقاء لغيرك كما تقول اسقني عسلا أي اجعله لي سقاء و أقد بي خيلا أي أعطني خيلا أقودها و اسقني إبلا أعطني إبلا أسوقها. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص :(13/124)


161و قالت بنو تميم للحجاج أقبرنا صالحا يعنون صالح بن عبد الرحمن و كان قتله و صلبه فسألوه أن يمكنهم من دفنه. و في حديثه أنه ذكر عنده التمر و الزبيب أيهما أفضل و يروى أنه قال لرجل من أهل الطا الحبلة أفضل أم النخلة فأرسل إلى أبي حثمة الأنصاري فقال إن هؤلاء اختلفوا في التمر و الزبيب أيهما أفضل. و في رواية أخرى و جاء أبو عمرة عبد الرحمن بن محصن الأنصاري فقال أبو حثمة ليس الصقر في رءوس الرقل الراسخات في الوحل المطعمات في المحل تعلة الصبي و قرى الضيف و به يحترش الضب في الأرض الصلعاء كزبيب إن أكلته ضرست و إن تركته غرثت. و في الرواية الأخرى فقال أبو عمرة الزبيب إن آكله أضرس و إن أتركه أغرث ليس كالصقر في رءوس الرقل الراسخات في الوحل و المطعمات في المحل خرفة الصائم و تحفة الكبير و صمتة الصغير و خرسة مريم و يحترش به الضباب من الصلعاء. قال الحبلة بفتح الحاء و تسكين الباء الأصل من الكرم و في الحديث أن نوحا لما خرج من السفينة غرس الحبلة و كانت لأنس بن مالك حبلة تحمل كذا و كان يسميها أم العيال فأما الحبلة بالضم فثمر العضاه. و منه الحديث كنا نغزو مع رسول الله ص و ما لنا طعام إلا الحبلة و ورق السمر و الحبلة بالضم أيضا ضرب من الحلي يجعل في القلائد شبه بورق العضاه لأنه يصاغ على صورته. و أغرث أجوع و الغرث الجوع.(13/125)

39 / 147
ع
En
A+
A-