137و هو يضربه ضربا شديدا فقال قتلت الرجل كم ضربته قال ستين قال أقص عنه بعشرين. قال معناه اجعل شدة هذا الضرب قصاصا بالعشرين التي بقيت من الحد فلا تضربه إياها. و في حديثه أن رجلا أتاه فذكر له أن شهادةلزور قد كثرت في أرضهم فقال لا يؤسر أحد في الإسلام بشهادة الزور فإنا لا نقبل إلا العدول. قال لا يؤسر لا يحبس و منه الأسير المسجون. و في حديثه أنه جدب السمر بعد عتمة. جدبه أي عابه و وصمه. و مثل هذا الحديث في كراهيته السمر حديثه الآخر أنه كان ينش الناس بعد العشاء بالدرة و يقول انصرفوا إلى بيوتكم. قال هكذا روي بالشين المعجمة و قيل إن الصحيح ينس بالسين المهملة و الأظهر أنه ينوش الناس بالواو من التناوش قال تعالى وَ أَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ. و في حديثه هاجروا و لا تهجروا و اتقوا الأرنب إن يحذفها أحدكم بالعصا و لكن ليذك لكم الأسل الرماح و النبل. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 138قال رواه زر بن حبيش قال قدمت المدينة فخرجت في يوم عيد فإذا رجل متلبب أعسر أيسر يمشي مع الناس كأنه راكب و هو يقول كذا و كذا فإذا هو عمر يقول هاجروا و أخلصوا الهجرة و لا تهجروا. و لا تشبهوا بالاجرين على غير صحة منكم كقولك تحلم الرجل و ليس بحليم و تشجع و ليس بشجاع. و الذكاة الذبح و الأسل أعم من الرماح و أكثر ما يستعمل في الرماح خاصة. و المتلبب المتحزم بثيابه. و فلان أعسر يسر يعمل بكلتا يديه و الذي جاء في الرواية أيسر بالهمزة. و في حديثه أنه أفطر في رمضان و هو يرى أن الشمس قد غربت ثم نظر فإذا الشمس طالعة فقال لا نقضيه ما تجانفنا فيه الإثم. يقول لم نتعمد فيه الإثم و لا ملنا إليه و الجنف الميل. و في حديثه أنه قال لما مات عثمان بن مظعون على فراشه هبنه الموت عندي منزلة حين لم يمت شهيدا فلما مات رسول الله ص على فراشه و أبو بكر علمت أن موت الأخيار على فرشهم. هبته أي طأطأه و حط من قدره. و في حديثه أن رجلا من الجن لقيه فقال هل(13/111)


لك أن تصارعني فإن صرعتني
شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 139علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخله شيطان فصارعه فصرعه عمر و قال له إني أراك ضئيلا شخيتا كان ذراعيك ذراعا كلب أ فهكذا أنتم كلكم أيها الجن أم أنت من بينهم فقال إني من بينهم لضليع فعاودني فصارعه فصرعه الإنسي فقال أ تق آية الكرسي فإنه لا يقرؤها أحد إذا دخل بيته إلا خرج الشيطان منه و له خبج كخبج الحمار. قال رواه عبد الله بن مسعود و قال خرج رجل من الإنس فلقيه رجل من الجن ثم ذكر الحديث فقيل له هو عمر فقال و من عسى أن يكون إلا عمر الشخيت النحيف الجسم و مثله الشخت. و الضليع العظيم الخلق. و الخبج الضراط. و في حديثه أنه كان يطوف بالبيت و هو يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار ما له هجيرى غيرها. قال هجيرى الرجل دأبه و ديدنه و شأنه. و مثلها من قول عمر لو أطيق الأذان مع الخليقى لأذنت. و مثلها من قول عمر بن عبد العزيز لا رديدى في الصدقة أي لا ترد. و مثلها قول العرب كانت بينهم رميا أي مراماة ثم حجزت بينهم حجيزى أي محاجزة. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 140و في حديثه حين قال للرجل الذي وجد منبوذا فأتاه به فقال عسى الغوير أبؤسا قال عريفه يا أمير المؤمنين إنه ونه فأثنى عليه خيرا و قال فهو حر ولاؤه لك. الأبؤس جمع بأس و المثل قديم مشهور و مراد عمر لعلك أنت صاحب هذا المنبوذ كأنه اتهمه و ساء ظنه فيه فلما أثنى عليه عريفه أي كفيله قال له هذا المنبوذ حر و ولاؤه لك لأنه بإنقاذه إياه من الهلكة كأنه أعتقه. و في حديثه أن قريشا تريد أن تكون مغويات لمال الله. هكذا يروى بالتخفيف و الكسر و المعروف مغويات بتشديد الياء و فتحها واحدتها مغواة و هي حفرة كالزبية تحفر للذئب و يجعل فيها جدي فإذا نظر إليها الذئب سقط يريده فيصاد و لهذا قيل لكل مهلكة مغواة. و في حديثه فرقوا عن المنية و اجعلوا الرأس رأسين و لا تلثوا بدار معجزة و(13/112)


أصلحوا مثاويكم و أخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم و اخشوشنوا و اخشوشبوا و تمعددوا. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 141قال فرقوا عن المنية و اجعلوا الرأس رأسين أي إذا أراد أحدكم أن يشتري شيئا من الحيوان كمملوك أو دابة فلا يغين به فإنه لا يدري ما يحدث فيه و لكن ليجعل ثمنه في رأسين و إن كان كل واحد منهما دون الأول فإن مات أحدهما بقي الآخر. و قوله و لا تلثوا بدار معجزة فالإلثاث الإقامة أي لا تقيموا ببلد يعجزكم فيه الرزق و لكن اضطربوا في البلاد للكسب. و هذا شبيه بحديثه الآخر إذا اتجر أحدكم في شي ء ثلاث مرات فلم يرزق منه فليدعه. و المثاوي المنازل جمع مثوى. و أخيفوا الهوام أي اقتلوا ما يظهر في دوركم من الحيات و العقارب لتخافكم فلا تظهر. و اخشوشنوا أمر بالخشونة في العيش و مثله اخشوشبوا بالباء أراد ابتذال النفس في العمل و الاحتفاء فيالمشي ليغلظ الجلد و يجسو. و تمعددوا قيل إنه من الغلظ أيضا يقال للغلام إذا أنبت و غلظ قد تمعدد. و قيل أراد تشبهوا بمعد بن عدنان و كانوا أهل قشف و غلظ في المعاش أي دعوا التنعم و زي العجم. و قد جاء عنه في حديث آخر مثله عليكم باللبسة المعدية. و في حديثه أنه كتب إلى خالد بن الوليد أنه بلغني أنك دخلت حماما بالشام و أن من بها من الأعاجم أعدوا لكم دلوكا عجن بخمر و إني أظنكم آل المغيرة ذرو النار.(13/113)


شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 142الدلوك ما يتدلك به كالسحور و الفطور و نحوهما. و ذرو النار خلق النار و يروى ذرء النار بالهمزة من ذرأ الله الناس أي صورهم و أوجدهم. و في حديثه املكوا العجين فإنه أحد الريعين. ملكت العجين أجدت عجنه. و الريع الزيادة و الريع الثي ما يزيد عند خبزه في التنور و في حديثه حين طعن فدخل عليه ابن عباس فرآه مغتما بمن يستخلف بعده فذكر عثمان فقال كلف بأقاربه قال فعلي قال فيه دعابة قال فطلحة قال لو لا بأو فيه قال فالزبير قال وعقة لقس قال فعبد الرحمن قال أوه ذكرت رجلا صالحا و لكنه ضعيف و هذا الأمر لا يصلح له إلا اللين من غير ضعف و القوي من غير عنف قال فسعد قال ذاك يكون في مقنب من مقانبكم. قوله كلف بأقاربه أي شديد الحب لهم. و الدعابة المزاح. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 143و البأو الكبر و العظمة. و قوله وعقة لقس و يروى ضبيس و معناه كله الشراسة شد الخلق و خبث النفس. و المقنب جماعة من الفرسان. و في حديثه أنه قال عام الرمادة لقد هممت أن أجعل مع كل أهل بيت من المسلمين مثلهم فإن الإنسان لا يهلك على نصف شبعه فقال له رجل لو فعلت يا أمير المؤمنين ما كنت فيها ابن ثأداء. قال يريد أن الإنسان إذا اقتصر على نصف شبعه لم يهلك جوعا و ابن ثأداء بفتح الهمزة ابن الأمة. و في حديثه أنه قرأ في صلاة الفجر بالناس سورة يوسف فلما انتهى إلى قوله تعالى إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ بكى حتى سمع نشيجه. النشيج صوت البكاء يردده الصبي في صدره و لا يخرجه. و في حديثه أنه أتي في نساء أو إماء ساعيات في الجاهلية فأمر بأولادهن أن يقوموا على آبائهم فلا يسترقوا. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 144المساعاة زنا الإماء خاصة قضى عمر في أولادهن في الجاهلية أن يسومن على آبائهم بدفع الآء قيمتهم إلى سادات الإماء و يصير الأولاد أحرارا لاحقي النسب بآبائهم.(13/114)


و في حديثه ليس على عربي ملك و لسنا بنازعين من يد رجل شيئا أسلم عليهم و لكنا نقومهم الملة خمسا من الإبل. قال كانت العرب تسبي بعضها بعضا في الجاهلية فيأتي الإسلام و المسبي في يد الإنسان كالمملوك له فقضى عمر في مثل هذا أن يرد حرا إلى نسبه و تكون قيمته على نفسه يؤديها إلى الذي سباه لأنه أسلم و هو في يده و قيمته كائنا ما كان خمس من الإبل. قوله و الملة أي تقوم ملة الإنسان و شرعها. و في حديثه لما ادعى الأشعث بن قيس رقاب أهل نجران لأنه كان سباهم في الجاهلية و استعبدهم تغلبا فصاروا كمماليكه فلما أسلموا أبوا عليه فخاصموه عند عمر في رقابهم فقالوا يا أمير المؤمنين إنما كنا له عبيد مملكة و لم نكن عبيد قن فتغيظ عمر عليه و قال أردت أن تتغفلني. يعني أردت غفلتي. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 145و عبد قن ملك ملك أبواه و عبد مملكة بفتح اللام و ضمها من غلب عليه و استعبد و كان في الأصل حرا فقضى عمر فيهم أن صيرهم أحرارا بلا عوض لأنه ليس بسباء على الحقيقة. و في حديثه أنه قضى في ولد المغرور بغرة. قال هو الرجل يزوج رجلا آخر مملوكة لإنسان آخر على أنها حرة فقضى عمر أن يغرم الزوج لمولى الأمة غرة أي عبدا أو أمة و يكون ولده حرا ثم يرجع الرجل الزوج على من غره بما غرم. و في حديثه أنه رأى جارية متكمكمة فسأل عنها فقالوا أمة آل فلان فضربها بالدرة ضربات و قال يا لكعاء أ تشبهين بالحرائر. قال متكمكمة لابسة قناع أصله من الكمة و هي كالقلنسوة و الأصل مكممة فأعاد الكاف كما قالوا كفكف فلان عن كذا و تصرصر الباب. و لكعاء و لكاع بالكسر و البناء شتم للأمة و للرجل يقال يا لكع. و في حديثه ورع اللص و لا تراعه. يقول ادفعه إذا رأيته في منزلك و اكففه بما استطعت و لا تنتظر فيه شيئا و كل(13/115)

37 / 147
ع
En
A+
A-