فرفع و الشعر مرفوع و معناه عليكم بالقراطف و القروف و القراطف القطف واحدها قرطف و القروف الأوعية. و مما يحقق الرفع أيضا قول عمر كذبت عليكم قال أبو عبيد و لم أسمع النصب في هذا إلا حرفا كان أبو عبيد يحكيه عن أعرابي نظر إلى ناقة نضو لرجل فقال كذب عليك البزر و النوى لم أسمع في هذا نصبا غير هذا الحرف. قال و العرب تقول للمريض كذب عليك العسل بالرفع أي عليك به. و في حديثه ما يمنعكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس ألا تعربوا عليه قالوا نخاف لسانه قال ذاك ألا تكونوا شهداء. قال أبو عبيد ألا تعربوا أي ألا تفسدوا عليه كلامه و تقبحوه له. و في حديثه أنه نهى عن الفرس في الذبيحة. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 129قال أبو عبيد قيل في تفسيره أن ينتهي بالذبح إلى النخاع و هو عظم في الرقبة و ربما فسر النخاع بأنه المخ الذي في فقار الصلب متصلا بالقفا فنهى أن ينتهي بالذبح إلى ذلك. و ق في تفسيره أيضا أن يكسر رقبة الذبيحة قبل أن تبرد و يؤكد هذا التفسير قوله في تمام الحديث و لا تعجلوا الأنفس حتى تزهق. و في حديثه حين أتاه رجل يسأله أيام المحل فقال له هلكت و أهلكت فقال عمر أ هلكت و أنت تنث نثيث الحميت أعطوه ربعة من الصدقة فخرجت يتبعها ظئراها. قال أبو عبيد قد روي تمث بالميم و المحفوظ بالنون و تنث أي ترشح و تعرق من سمنك و كثرة لحمك. و الحميت النحي و فيه الرب أو السمن أو نحوها و الربعة ما ولد في أول النتاج و الذكر ربع. و في حديثه أنه خرج إلى المسجد للاستسقاء فصعد المنبر فلم يزد على الاستغفار حتى نزل فقيل إنك لم تستسق فقال لقد استسقيت بمجاديح السماء. قال أبو عبيد جعل الاستغفار استسقاء تأول فيه قوله تعالى اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً و المجاديح جمع مجدح و هو النجم الذي كانت العرب تزعم أنها تمطر به و يقال مجدح بضم الميم و إنما قال عمر ذلك على أنها كلمة(13/106)


جارية على ألسنة العرب ليس على تحقيق الأنواء و لا التصديق بها شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 130و هذا شبيه بقول ابن عباس في رجل جعل أمر امرأته بيدها فقالت له أنت طالق ثلاثا فقال خطأ الله نوءها ألالقت نفسها ثلاثا ليس هذا دعاء منه ألا تمطر إنما ذلك على الكلام المقول. و مما يبين أن عمر أراد إبطال الأنواء و التكذيب بها قوله لقد استسقيت بمجاديح السماء التي يستسقى بها الغيث فجعل الاستغفار هو المجاديح لا الأنواء. و في حديثه و هو يذكر حال صباه في الجاهلية لقد رأيتني مرة و أختا لي نرعى على أبوينا ناضحا لنا قد ألبستنا أمنا نقبتها و زودتنا يمينتيها من الهبيد فنخرج بناضحنا فإذا طلعت الشمس ألقيت النقبة إلى أختي و خرجت أسعى عريان فنرجع إلى أمنا و قد جعلت لنا لفينة من ذلك الهبيد فيا خصباه. قال أبو عبيد الناضح البعير الذي يسنى عليه فيسقى به الأرض و الأنثى ناضحة و هي السانية أيضا و الجمع سوان و قد سنت تسنو و لا يقال ناضح لغير المستسقى. و النقبة أن تؤخذ القطعة من الثوب قدر السراويل فيجعل لها حجزة مخيطة من غير نيفق و تشد كما تشد حجزة السراويل فإذا كان لها نيفق و ساقان فهي سراويل. و قال و الذي وردت به الرواية زودتنا يمينتيها و الوجه في الكلام أن يكون يمينتيها بالتشديد لأنه تصغير يمين بلا هاء و إنما قال يمينتيها و لم يقل يديها و لا كفيها لأنه لم يرد أنها جمعت كفيها ثم أعطتنا بهما و إنما أراد أنها أعطت كل واحد كفا كفا بيمينها فهاتان يمينان. الهبيد حب الحنظل زعموا أنه يعالج حتى يمكن أكله و يطيب.(13/107)


شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 131و اللفيتة ضرب من الطبيخ كالحساء. و في حديثه إذا مر أحدكم بحائط فليأكل منه و لا يتخذ ثبانا. قال أبو عبيد هو الوعاء الذي يحمل فيه الشي ء فإن حملته بين يديك فهو ثبان و أن جعلته في حضنك فهي خبنة. و في حديثه لو أشاء لدعوت بصلاءصناب و صلائق و كراكرة و أسنمة و أفلاذ. قال أبو عبيد الصلاء الشواء و الصناب الخردل بالزبيب و الصلائق الخبز الرقيق و من رواه سلائق بالسين أراد ما يسلق من البقول و غيرها و الكراكر كراكر الإبل و الأفلاذ جمع فلذ و هو القطعة من الكبد. و في حديثه لو شئت أن يدهمق لي لفعلت. قال أبو عبيد دهمقت الطعام إذا لينته و رققته و طيبته. و في حديثه لئن بقيت لأسوين بين الناس حتى يأتي الراعي حقه في صفنه لم يعرق جبينه. الصفن خريطة للراعي فيها طعامه و ما يحتاج إليه و روي بفتح الصاد و يقال أيضا في صفينه. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص :32و في حديثه لئن بقيت إلى قابل ليأتين كل مسلم حقه حتى يأتي الراعي بسرو حمير لم يعرق جبينه. السرو مثل الخيف و هو ما انحدر عن الجبل و ارتفع عن المسيل. و في حديثه لئن عشت إلى قابل لألحقن آخر الناس بأولهم حتى يكونوا ببانا واحدا. قال أبو عبيد قال ابن مهدي يعني شيئا واحدا و لا أحسب هذه الكلمة عربية و لم أسمعها في غير هذا الحديث. و في حديثه أنه خطب فقال ألا إن الأسيفع أسيفع جهينة رضي من دينه و أمانته بأن يقال سابق الحاج أو قال سبق الحاج فادان معرضا فأصبح قد رين به فمن كان له عليه دين فليغد بالغداة فلنقسم ماله بينهم بالحصص. قوله فادان معرضا أي استدان معرضا و هو الذي يعترض الناس فيستدين ممن أمكنه و كل شي ء أمكنك من عرضه فهو معرض لك كقوله و البحر معرضا و السدير. و رين بالرجل إذا وقع فيما لا يمكنه الخروج منه. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 133و في حديثه أنه قال لمولاه أ و رآه يحمل متاعه على بعير من إبل الصدقة فقال فهلا ناقة شصوصا أو ابن(13/108)


لبون بوالا. الشصوص التي قد ذهب لبنها و وصف ابن اللبون بالبول و إن كانت كلها تبول إنما أراد ليس عنده سوى البول أي ليس عنده مما ينتفع به من ظهر و لا له ضرع فيحلب لا يزيد على أنه بوال فقط. و في حديثه حين قيل له إن النساء قد اجتمعن يبكين على خالد بن الوليد فقال و ما على نساء بني المغيرة أن يسفكن من دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقع و لا لقلقة. قيل النقع هاهنا طعام المأتم و الأشبه أن النقع رفع الصوت و اللقلقة مثله. و في حديثه أن سلمان بن ربيعة الباهلي شكا إليه عاملا من عماله فضربه بالدرة حتى أنهج. قال أبو عبيد أي أصابه النفس و البهر من الإعياء. و في حديثه حين قدم عليه أحد بني ثور فقال له هل من مغربة خبر فقال نعم أخذنا رجلا من العرب كفر بعد إسلامه فقدمناه فضربنا عنقه فقال فهلا أدخلتموه جوف بيت فألقيتم إليه كل يوم رغيفا ثلاثة أيام لعله يتوب أو يراجع اللهم لم أشهد و لم آمر و لم أرض إذ بلغني. شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 134يقال هل من مغربة خبر بكسر الراء و يروى بفتحها و أصله البعد و منه شأو مغرب. و في حديثه أنه قال آلله ليضربن أحدكم أخاه بمثل آكلةللحم ثم يرى أنه لا أقيده و الله لأقيدنه. قال أبو عبيد آكلة اللحم عصا محددة. و في حديثه أعضل بي أهل الكوفة ما يرضون بأمير و لا يرضاهم أمير هو من العضال و هو الداء و الأمر الشديد الذي لا يقوم له صاحبه. و في حديثه أنه خطب فذكر الربا فقال إن منه أبوابا لا تخفى على أحد منها السلم في السن و أن تباع الثمرة و هي مغضفة و لما تطب و أن يباع الذهب بالورق نساء. قال أبو عبيد السلم في السن أن يسلف الرجل في الرقيق و الدواب و غيرها من الحيوان لأنه ليس له حد معلوم. و المغضفة المتدلية في شجرها و كل مسترخ أغضف أي تكون غير مدركة. و في حديثه أنه خطب فقال ألا لا تغالوا في صداق النساء فإن الرجل يغالي بصداق المرأة حتى يكون ذلك لها في قلبه عداوة تقول جشمت إليك عرق(13/109)


القربة.
شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 135قال معناه تكلفت لك حتى عرقت عرق القربة و عرقها سيلان مائها و في حديثه أنه رفع إليه غلام ابتهر جارية في شعره فقال انظروا إليه فلم يوجد أنبت فدرأ عنه الحد. قال أبو عبيد ابتهرها أي قذفها بنفسه فقال فعلت بها. و في حديثه أنه قضىي الأرنب بحلان إذا قتلها المحرم. قال الحلان الجدي. و في حديثه أنه قال حجة هاهنا ثم احدج هاهنا حتى تفنى. قال يأمر بحجة الإسلام لا غير ثم بعدها الغزو في سبيل الله. حتى تفنى أي حتى تهرم. و في حديثه أنه سافر في عقب رمضان و قال إن الشهر قد تسعسع فلو صمنا بقيته. قال أبو عبيد السين مكررة مهملة و العين مهملة أي أدبر و فنى. و في حديثه و قد سمع رجلا خطب فأكثر فقال إن كثيرا من الخطب من شقاشق الشيطان. الواحدة شقشقة و هو ما يخرج من شدق الفحل عند نزوانه شبيهة بالرئة و الشيطان شرح نهج البلاغة ج : 12 ص : 136لا شقشقة له إا هذا مثل لما يدخل في الخطب من الكلام المكذوب و تزوير الباطل. و في حديثه أنه قدم مكة فأذن أبو محذورة فرفع صوته فقال له أ ما خشيت يا أبا محذورة أن ينشق مريطاؤك. قال المريطاء ما بين السرة إلى العانة و يروى بالقصر. و في حديثه أنه سئل عن المذي فقال هو الفطر و فيه الوضوء. قال سماه فطرا من قولهم فطرت الناقة فطرا إذا حلبتها بأطراف الأصابع فلا يخرج اللبن إلا قليلا و كذلك المذي و ليس المني كذلك لأنه يخرج منه مقدار كثير. و في حديثه أنه سئل عن حد الأمة الزانية فقال إن الأمة ألقت فروة رأسها من وراء الدار. قال الفروة جلدة الرأس و هذا مثل إنما أراد أنها ألقت القناع و تركت الحجاب و خرجت إلى حيث لا يمكنها أن تمتنع من الفجور نحو رعاية الغنم فكأنه يرى أن لا حد عليها. و في حديثه أنه أتي بشارب فقال لأبعثنك إلى رجل لا تأخذه فيك هوادة فبعث به إلى مطيع بن الأسود العدوي فقال إذا أصبحت غدا فاضربه الحد فجاء عمر شرح نهج البلاغة ج : 12 ص :(13/110)

36 / 147
ع
En
A+
A-