و موشاة ذات وشي. و الوسمة بكسر السين العظلم الذي يخضب به و يجوز تسكين السين. و الأسحم الأسود و المتلفع الملتحف و يروى متقنع بمعجر و هو ما تشده المرأة على رأسها كالرداء. و الأقحوان البابونج الأبيض و جمعه أقاح. شرح نهج البلاغة ج : 9 ص : 275و أبيض يقق خالص البياض و جاء يقق بالكسر و يأتلق يلمع. و البصيص البريق و بص الشي ء لمع. و تربها الأمطار تربيها و تجمعها. يقول ع كأن هذا الطائر ملتحف بملحفة سوداء إلا أنها لكثرة رونقها يتوهم أنه قد امتزج بها خضرة ناضرة و قل أكون لون إلا و قد أخذ هذا الطائر منه بنصيب فهو كأزاهير الربيع إلا أن الأزهار تربيها الأمطار و الشموس و هذا مستغن عن ذلك(10/248)


وَ قَدْ يَنْحَسِرُ مِنْ رِيشِهِ وَ يَعْرَى مِنْ لِبَاسِهِ فَيَسْقُطُ تَتْرَى وَ يَنْبُتُ تِبَاعاً فَيَنْحَتُّ مِنْ قَصَبِهِ انْحِتَاتَ أَوْرَاقِ الْأَغْصَانِ ثُمَّ يَتَلَاحَقُ نَامِياً حَتَّى يَعُودَ كَهَيْئَتِهِ قَبْلَ سُقُوطِهِ لَا يُخَالِفُ سَالِفَ أَلْوَانِهِ وَ لَا يَقَعُ لَوْنٌ فِي غَيْرِ مَكَانِهِ وَ إِذَا تَصَفَّحَتْ شَعْرَةً مِنْ شَعَرَاتِ قَصَبِهِ أَرَتْكَ حُمْرَةً وَرْدِيَّةً وَ تَارَةً خُضْرَةً زَبَرْجَدِيَّةً وَ أَحْيَاناً صُفْرَةً عَسْجَدِيَّةً فَكَيْفَ تَصِلُ إِلَى صِفَةِ هَذَا عَمَائِقُ الْفِطَنِ أَوْ تَبْلُغُهُ قَرَائِحُ الْعُقُولِ أَوْ تَسْتَنْظِمُ وَصْفَهُ أَقْوَالُ الْوَاصِفِينَ وَ أَقَلُّ أَجْزَائِهِ قَدْ أَعْجَزَ الْأَوْهَامَ أَنْ تُدْرِكَهُ وَ الْأَلْسِنَةَ أَنْ تَصِفَهُ فَسُبْحَانَ الَّذِي بَهَرَ الْعُقُولَ عَنْ وَصْفِ خَلْقٍ جَلَّاهُ لِلْعُيُونِ فَأَدْرَكَتْهُ مَحْدُوداً مُكَوَّناً وَ مُؤَلَّفاً مُلَوَّناً وَ أَعْجَزَ الْأَلْسُنَ عَنْ تَلْخِيصِ صِفَتِهِ وَ قَعَدَ بِهَا عَنْ تَأْدِيَةِ نَعْتِهِ وَ سُبْحَانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوَائِمَ الذَّرَّةِ وَ الْهَمَجَةِ إِلَى مَا فَوْقَهُمَا مِنْ خَلْقِ الْحِيتَانِ وَ الْفِيَلَةِ شرح نهج البلاغة ج : 9 ص : 276وَ وَأَى عَلَى نَفْسِهِ أَلَّا يَضْطَرِبَ شَبَحٌ مِمَّا أَوْلَجَ فِيهِ الرُّوحَ إِلَّا وَ جَعَلَ الْحِمَامَ مَوْعِدَهُ وَ الْفَنَاءَ غَايَتَهُينحسر من ريشه ينكشف فيسقط و يروى يتحسر. تترى أي شيئا بعد شي ء و بينهما فترة قال الله تعالى ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا لأنه لم يرسلهم على تراسل بل بعد فترات و هذا مما يغلط فيه قوم فيعتقدون أن تترى للمواصلة و الالتصاق و أصلها الواو من الوتر و هو الفردو فيها لغتان تنون و لا تنون فمن ترك صرفها للمعرفة جعل ألفها ألف تأنيث و من نونها جعل ألفها للإلحاق. قال ع و ينبت(10/249)


تباعا أي لا فترات بينهما و كذلك حال الريش الساقط يسقط شيئا بعد شي ء و ينبت جميعا. و ينحت يتساقط و انحتات الورق تناثرها و ناميا زائدا يقول ع إذ عاد ريشه عاد مكان كل ريشة ريشة ملونة بلون الريشة الأولى فلا يتخالف الأوائل و الأواخر. و الخضرة الزبرجدية منسوبة إلى الزمرد و لفظة الزبرجد تارة تستعمل له و تارة لهذا الحجر الأحمر المسمى بلخش و العسجد الذهب و عمائق الفطن شرح نهج البلاغة ج : 9 ص : 277البعي القعر و القريحة الخاطر و الذهن و بهر غلب و جلاه أظهره و يروى بالتخفيف و أدمج القوائم أحكمها كالحبل المدمج الشديد الفتل. و الذرة النملة الصغيرة و الهمجة واحدة الهمج و هو ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم و الحمر و أعينها. و وأى وعد و الوأي الوعد. و اعلم أن الحكماء ذكروا في الطاوس أمورا قالوا إنه يعيش خمسا و عشرين سنة و هي أقصى عمره و يبيض في السنة الثالثة من عمره عند ما ينتقش لونه و يتم ريشه و يبيض في السنة مرة واحدة اثنتي عشرة بيضة في ثلاثة أيام و يحضنها ثلاثين يوما فيفرخ و يلقي ريشه مع سقوط ورق الشجر و ينبته مع ابتداء نبات الورق. و الدجاج قد يحضن بيض الطاوس و إنما يختار الدجاج لحضانته و إن وجدت الطاوسة لأن الطاوس الذكر يعبث بالأنثى و يشغلها عن الحضانة و ربما انفقص البيض من تحتها و لهذه العلة يخبأ كثير من الإناث محاضنها عن ذكرانها و لا تقوى الدجاجة على أكثر من بيضتي طاوس و ينبغي أن يتعهد الدجاجة حينئذ بتقريب العلف منها. و قال شيخنا أبو عثمان الجاحظ رحمه الله في كتاب الحيوان إن الطاوسة قد تبيض من الريح بأن يكون في سفالة الريح و فوقها طاوس ذكر فيحمل ريحه فتبيض منه و كذلك القبجة. قال و بيض الريح قل أن يفرخ شرح نهج البلاغة ج : 9 ص : 27مِنْهَا فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ فَلَوْ رَمَيْتَ بِبَصَرِ قَلْبِكَ نَحْوَ مَا يُوصَفُ لَكَ مِنْهَا لَعَزَفَتْ نَفْسُكَ عَنْ بَدَائِعِ مَا أُخْرِجَ إِلَى(10/250)


الدُّنْيَا مِنْ شَهَوَاتِهَا وَ لَذَّاتِهَا وَ زَخَارِفِ مَنَاظِرِهَا وَ لَذَهِلَتْ بِالْفِكْرِ فِي اصْطِفَافِ أَشْجَارٍ غُيِّبَتْ عُرُوقُهَا فِي كُثْبَانِ الْمِسْكِ عَلَى سَوَاحِلِ أَنْهَارِهَا وَ فِي تَعْلِيقِ كَبَائِسِ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ فِي عَسَالِيجِهَا وَ أَفْنَانِهَا وَ طُلُوعِ تِلْكَ الثِّمَارِ مُخْتَلِفَةً فِي غُلُفِ أَكْمَامِهَا تُجْنَى مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ فَتَأْتِي عَلَى مُنْيَةِ مُجْتَنِيهَا وَ يُطَافُ عَلَى نُزَّالِهَا فِي أَفْنِيَةِ قُصُورِهَا بِالْأَعْسَالِ الْمُصَفَّقَةِ وَ الْخُمُورِ الْمُرَوَّقَةِ قَوْمٌ لَمْ تَزَلِ الْكَرَامَةُ تَتَمَادَى بِهِمْ حَتَّى حَلُّوا دَارَ الْقَرَارِ وَ أَمِنُوا نُقْلَةَ الْأَسْفَارِ فَلَوْ شَغَلْتَ قَلْبَكَ أَيُّهَا الْمُسْتَمِعُ بِالْوُصُولِ إِلَى مَا يَهْجُمُ عَلَيْكَ مِنْ تِلْكَ الْمَنَاظِرِ الْمُونِقَةِ لَزَهِقَتْ نَفْسُكَ شَوْقاً إِلَيْهَا وَ لَتَحَمَّلْتَ مِنْ مَجْلِسِي هَذَا إِلَى مُجَاوَرَةِ أَهْلِ الْقُبُورِ اسْتِعْجَالًا بِهَا جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْعَى بِقَلْبِهِ إِلَى مَنَازِلِ الْأَبْرَارِ بِرَحْمَتِهِ
قال الرضي رحمه الله تعالى تفسير بعض ما في هذه الخطبة من الغريب قوله ع يؤر بملاقحه الأر كناية عن النكاح يقال أر الرجل المرأة يؤرها إذا نكحها. و قوله ع كأنه قلع داري عنجه نوتيه القلع شراع السفينة و داري منسوب إلى دارين و هي بلدة على البحر يجلب منها الطيب و عنجه أي عطفه يقال عنجت الناقة أعنجها عنجا إذا عطفتها و النوتي الملاح. شرح نهج البلاغة ج : 9 ص : 279و قوله ع ضفتي جفونه أراد جانبي جفونه و الضفتان الجانبان. و قوله و فلذ الزبرجد الفلذ جمع فلذة و هي القطعة. و قوله ع كبائس اللؤلؤ الرطب الكباسة العذق و العساج الغصون واحدها عسلوج(10/251)


رميت ببصر قلبك أي أفكرت و تأملت و عزفت نفسك كرهت و زهدت و الزخارف جمع زخرف و هو الذهب و كل مموه. و اصطفاف الأشجار انتظامها صفا و يروى في اصطفاق أغصان أي اضطرابها. و يأتي على منية مجتنيها لا يترك له منية أصلا لأنه يكون قد بلغ نهاية الأماني. و العسل المصفق المصفى تحويلا من إناء إلى إناء و المونقة المعجبة و زهقت نفسه مات. و اعلم أنه لا مزيد في التشويق إلى الجنة على ما ذكره الله تعالى في كتابه فكل الصيد في جانب الفرا. شرح نهج البلاغة ج : 9 ص : 280و قد جاء عن رسول الله ص في ذلك أخبار صحيحة فروى أسامة بن زيد قال سمعت رسول الله ص يذكر الجنة فقال أ لا مشتر لها هي و رب الكعبة ريحانة تهتز و نور يتلألأ و نهر يطرد و زوجة لا تموت مع حبور و نعيم و مقام الأبد و روى أبو سعيد الخدري عنه ص أن الله سبحانه لما حوط حائط الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة و غرس غرسها قال لها تكلمي فقالت قد أفلح المؤمنون فقال طوبى لك منزل الملوك
و روى جابر بن عبد الله عنه ع إذا دخل أهل الجنة الجنة قال لهم ربهم تعالى أ تحبون أن أزيدكم فيقولون و هل خير مما أعطيتنا فيقول نعم رضواني أكبر
و عنه ع إن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل و الشرب فقيل له فهل يكون منهم حدث أو قال خبث قال عرق يفيض من أعراضهم كريح المسك يضمر منه البطن
و روى الزمخشري في ربيع الأبرار و مذهبه في الاعتزال و نصرة أصحابنا معلوم و كذلك في انحرافه عن الشيعة و تسخيفه لمقالاتهم(10/252)

59 / 151
ع
En
A+
A-