الطاوس فاعول كالهاضوم و الكابوس و ترخيمه طويس و نضد رتب قوله أشرج قصبه القصب هاهنا عروق الجناح و غضاريفه عظامه الصغار و أشرجها ركب بعضها في بعض كما تشرج العيبة أي يداخل بين أشراجها و هي عراها واحدها شرج بالتحريك. ثم ذكر ذنب الطاوس و أنه طويل المسحب و أن الطاوس إذا درج إلى الأنثى للسفاد نشر ذنبه من طيه و علا به مرتفعا على رأسه و القلع شراع السفينة و جمعه قلاع و الداري جالب العطر في البحر من دارين و هي فرضة بالبحرين فيها سوق يحمل إليها المسك من الهند و
في الحديث الجليس الصالح كالداري إن لم يحذك من عطره علقك من ريحه
قال الشاعر شرح نهج البلاغة ج : 9 ص : 26إذا التاجر الداري جاء بفأرة من المسك راحت في مفارقهم تجري
و النوتي الملاح و جمعه نواتي. و عنجه عطفه و عنجت خطام البعير رددته على رجليه أعنجه بالضم و الاسم العنج بالتحريك و في المثل عود يعلم العنج يضرب مثلا لتعليم الحاذق. و يختال من الخيلاء و هي العجب و يميس يتبختر. و زيفانه تبختره زاف يزيف و منه ناقة زيافة أي مختالة قال عنترة
زيافة مثل الفنيق المكدم(10/243)
و كذلك ذكر الحمام عند الحمامة إذا جر الذنابى و دفع مقدمه بمؤخره و استدار عليها. و يفضي يسفد و الديكة جمع ديك كالقرطة و الجحرة جمع قرط و جحر. و يؤر يسفد و الأر الجماع و رجل آر كثير الجماع و ملاقحه أدوات اللقاح و أعضاؤه و هي آلات التناسل. قوله أر الفحول أي أرا مثل أر الفحول ذات الغلمة و الشبق. ثم ذكر أنه لم يقل ذلك عن إسناد قد يضعف و يتداخله الطعن بل قال ذلك عن عيان و مشاهدة. شرح نهج البلاغة ج : 9 ص : 270فإن قلت من أين للمدينة طواويس و أين العرب و هذا الطائر حتى يقول أمير المؤمنين ع أحيلك من ذلك على معاينة سيما و هو يعني السفاد و رؤية ذلك لمن تكثر الطواويس في داره و يطول مكثها عنده نادرة. قلت لم يشاهد أمير المؤمنين ع الطواويس بالمدينة بل بالكوفة و كانت يومئذ تجبى إليها ثمرات كل شي ء و تأتي إليها هدايا الملوك من الآفاق و رؤية المسافدة مع وجود الذكر و الأنثىغير مستبعدة. و اعلم أن قوما زعموا أن الذكر تدمع عينه فتقف الدمعة بين أجفانه فتأتي الأنثى فتطعمها فتلقح من تلك الدمعة و أمير المؤمنين ع لم يحل ذلك و لكنه قال ليس بأعجب من مطاعمة الغراب و العرب تزعم أن الغراب لا يسفد و من أمثالهم أخفى من سفاد الغراب فيزعمون أن اللقاح من مطاعمة الذكر و الأنثى منهما و انتقال جزء من الماء الذي في قانصته إليها من منقاره و أما الحكماء فقل أن يصدقوا بذلك على أنهم قد قالوا في كتبهم ما يقرب من هذا قالوا في السمك البياض إن سفاده خفي جدا و إنه لم يظهر ظهورا يعتد به و يحكم بسببه. هذا لفظ ابن سينا في كتاب الشفاء ثم قال و الناس يقولون إن الإناث تأخذ زرع الذكور في أفواهها إلى بطونها ثم قال و قد شوهدت الإناث منها تتبع الذكور مبتلعة للزرع و أما عند الولادة فإن الذكور تتبع الإناث مبتلعة بيضها. قال ابن سينا و القبجة تحبلها ريح تهب من ناحية الحجل الذكر و من سماع صوته. قال و النوع المسمى مالاقيا تتلاصق بأفواهها(10/244)
ثم تتشابك فذاك سفادها و سمعت شرح نهج البلاغة ج : 9 ص : 271أن الغراب يسفد و أنه قد شوهد سفاده و يقول الناس إن من شاهد سفاد الغراب يثري و لا يموت إلا و هو كثير المال موسر. و الضفتان بفتح الد الجنابان و هما ضفتا النهر و قد جاء ذلك بالكسر أيضا و الفتح أفصح. و المنبجس المنفجر و يسفحها يصبها و روي تنشجها مدامعه من النشيج و هو صوت الماء و غليانه من زق أو حب أو قدر
تَخَالُ قَصَبَهُ مَدَارِيَ مِنْ فِضَّةٍ وَ مَا أُنْبِتَ عَلَيْهَا مِنْ عَجِيبِ دَارَاتِهِ وَ شُمُوسِهِ خَالِصَ الْعِقْيَانِ وَ فِلَذَ الزَّبَرْجَدِ فَإِنْ شَبَّهْتَهُ بِمَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ قُلْتَ جَنِيٌّ جُنِيَ مِنْ زَهْرَةِ كُلِّ رَبِيعٍ وَ إِنْ ضَاهَيْتَهُ بِالْمَلَابِسِ فَهُوَ كَمَوْشِيِّ الْحُلَلِ أَوْ كَمُونِقِ عَصْبِ الْيَمَنِ وَ إِنْ شَاكَلْتَهُ بِالْحُلِيِّ فَهُوَ كَفُصُوصٍ ذَاتِ أَلْوَانٍ قَدْ نُطِّقَتْ بِاللُّجَيْنِ الْمُكَلَّلِ يَمْشِي مَشْيَ الْمَرِحِ الْمُخْتَالِ وَ يَتَصَفَّحُ ذَنَبَهُ وَ جَنَاحَهُ فَيُقَهْقِهُ ضَاحِكاً لِجَمَالِ سِرْبَالِهِ وَ أَصَابِيغِ وِشَاحِهِ فَإِذَا رَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى قَوَائِمِهِ زَقَا مُعْوِلًا بِصَوْتٍ يَكَادُ يُبِينُ عَنِ اسْتِغَاثَتِهِ وَ يَشْهَدُ بِصَادِقِ تَوَجُّعِهِ لِأَنَّ قَوَائِمَهُ حُمْشٌ كَقَوَائِمِ الدِّيَكَةِ الْخِلَاسِيَّةِ
قصبه عظام أجنحته و المداري جمع مدرى و هو في الأصل القرن قال النابغة يصف الثور و الكلاب
شك الفريصة بالمدرى فأنفذها شك المبيطر إذ يشفي من العضد
شرح نهج البلاغة ج : 9 ص : 272و كذلك المدراة و يقال المدرى لشي ء كالمسلة تصلح بها الماشطة شعور النساء قال الشاعتهلك المدراة في أكنافه و إذا ما أرسلته يعتفر(10/245)
و تمدرت المرأة أي سرحت شعرها شبه عظام أجنحة الطاوس بمدارى من فضة لبياضها و شبه ما أنبت الله عليها من تلك الدارات و الشموس التي في الريش بخالص العقيان و هو الذهب. و فلذ الزبرجد جمع فلذة و هي القطعة و الزبرجد هذا الجوهر الذي تسميه الناس البلخش. ثم قال إن شبهته بنبات الأرض قلت إنه قد جني من زهرة كل ربيع في الأرض لاختلاف ألوانه و أصباغه. و إن ضاهيته بالملابس المضاهاة المشاكلة يهمز و لا يهمز و قرئ يضاهون قول الذين كفروا و يُضاهِؤُنَ و هذا ضهي هذا على فعيل أي شبيهه. و موشي الحلل ما دبج بالوشي و هو الأرقم الملون و العصب برود اليمن. و الحلي جمع حلي و هو ما تلبسه المرأة من الذهب و الفضة مثل ثدي و ثدي و وزنه فعول و قد تكسر الحاء لمكان الياء مثل عصي و قرئ مِنْ حُلِيِّهِمْ بالضم و الكسر. و نطقت باللجين جعلت الفضة كالنطاق لها و المكلل ذو الإكليل. شرح نهج البلاغة ج : 9 : 273و زقا صوت يزقو زقوا و زقيا و زقاء و كل صائح زاق و الزقية الصيحة و هو أثقل من الزواقي أي الديكة لأنهم كانوا يسمرون فإذا صاحت الديكة تفرقوا. و معولا صارخا أعولت الفرس صوتت و منه العويل و العولة. و قوائمه حمش دقاق و هو أحمش الساقين و حمش الساقين بالتسكين و قد حمشت قوائمه أي دقت و تقول العرب للغلام إذا كانت أمه بيضاء و أبوه عربيا آدم فجاء لونه بين لونيهما. خلاسي بالكسر و الأنثى خلاسية و قال الليث الديكة الخلاسية هي المتولدة من الدجاج الهندي و الفارسي. يقول ع إن الطاوس يزهى بنفسه و يتيه إذا نظر في أعطافه و رأى ألوانه المختلفة فإذا نظر إلى ساقيه وجم لذلك و انكسر نشاطه و زهوه فصاح صياح العويل لحزنه و ذلك لدقة ساقيه و نتوء عرقوبيه(10/246)
وَ قَدْ نَجَمَتْ مِنْ ظُنْبُوبِ سَاقِهِ صِيصِيَةٌ خَفِيَّةٌ وَ لَهُ فِي مَوْضِعِ الْعُرْفِ قُنْزُعَةٌ خَضْرَاءُ مُوَشَّاةٌ وَ مَخْرَجُ عَنُقِهِ كَالْإِبْرِيقِ وَ مَغْرِزُهَا إِلَى حَيْثُ بَطْنُهُ كَصِبْغِ الْوَسْمَةِ الْيَمَانِيَّةِ أَوْ كَحَرِيرَةٍ مُلْبَسَةٍ مِرْآةً ذَاتَ صِقَالٍ وَ كَأَنَّهُ مُتَلَفِّعٌ بِمِعْجَرٍ أَسْحَمَ إِلَّا أَنَّهُ يُخَيَّلُ لِكَثْرَةِ مَائِهِ وَ شِدَّةِ بَرِيقِهِ أَنَّ الْخُضْرَةَ النَّاضِرَةَ مُمْتَزِجَةٌ بِهِ وَ مَعَ فَتْقِ سَمْعِهِ خَطٌّ كَمُسْتَدَقِّ الْقَلَمِ فِي لَوْنِ الْأُقْحُوَانِ أَبْيَضُ يَقَقٌ فَهُوَ بِبَيَاضِهِ فِي سَوَادِ شرح نهج البلاغة ج : 9 ص : 274مَا هُنَالِكَ يَأْتَلِقُ وَ قَلَّ صِبْغٌ إِلَّا وَ قَدْ أَخَذَ مِنْهُ بِقِسْطٍ وَ عَلَاهُ بِكَثْرَةِ صِقَالِهِ وَ بَرِيقِهِ وَ بَصِيصِ دِيبَاجِهِ وَ رَوْنَقِهِ فَهُوَ كلْأَزَاهِيرِ الْمَبْثُوثَةِ لَمْ تُرَبِّهَا أَمْطَارُ رَبِيعٍ وَ لَا شُمُوسُ قَيْظٍ
نجمت ظهرت و الظنبوب حرف الساق و هو هذا العظم اليابس. و الصيصية في الأصل شوكة الحائك التي يسوي بها السداة و اللحمة و منه قوله
كوقع الصياصي في النسيج الممدد
و نقل إلى صيصية الديك لتلك الهيئة التي في رجله. و العرف الشعر المرتفع من عنقه على رأسه و القنزعة واحدة القنازع و هي الشعر حوالي الرأس و
في الحديث غطي عنا قنازعك يا أم أيمن(10/247)