أربعين يوما و قد يطلق التضمير على نقيض ذلك و هو التجويع حتى يهزل و يخف لحمه ضمر الفرس بالفتح يضمر بالضم ضمورا و جاء ضمر الفرس بالضم و أضمرته أنا و ضمرته فاضطمر هو و لؤلؤ مضطمر في وسطه بعض الانضمام رجل لطيف الجسم ضمير البطن و ناقة ضامر و ضامرة أيضا يقول مكنهم الحكيم سبحانه و خلاهم و أعمالهم كما تمكن الخيل التي تستبق في المضمار ليعلم أيها أسبق. و الروية الفكرة و الارتياد الطلب ارتاد فلان الكلأ يرتاده ارتيادا طلبه و مثله راد الكلأ يروده رودا و ريادا
و في الحديث إذا بال أحدكم فليرتد لبوله
أي فليطلب مكانا لينا أو منحدرا و الرائد الذي يرسله القوم في طلب الكلإ و في المثل الرائد لا يكذب أهله و الأناة التؤدة و الانتظار مثل القناة. و تأنى في الأمر ترفق و استأنى فلان بفلان أي انتظر به و جاء الأناء بالفتح و المد على فعال قال الحطيئة
و أكريت العشاء إلى سهيل أو الشعرى فطال بي الأناء
و المقتبس متعلم العلم هاهنا و لا بد له من أناة و مهل ليبلغ حاجته فضرب مثلا و جاء شرح نهج البلاغة ج : 6 ص : 255في بعض الروايات و مقبوضون اختضارا بالخاء المعجمة و هو موت الشاب غضا أخضر أي مات شابا و كان فتيان يقولون لشيخ أ جززت يا أبا فلان فيقول أي بني و تضرون أجز الحشيش آن أن يجز و منه قيل للشيخ كاد يموت قد أجز و الرواية الأولى أحسن لأنها أعم. و في رواية لمضمار الخيار أي للمضمار الذي يستبق فيه الأبرار الأتقياء إلى رضوان الله سبحانه(7/223)


فَيَا لَهَا أَمْثَالًا صَائِبَةً وَ مَوَاعِظَ شَافِيَةً لَوْ صَادَفَتْ قُلُوباً زَاكِيَةً وَ أَسْمَاعاً وَاعِيَةً وَ آرَاءً عَازِمَةً وَ أَلْبَاباً حَازِمَةً فَاتَّقُوا اللَّهَ تَقِيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ وَ اقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ وَ وَجِلَ فَعَمِلَ وَ حَاذَرَ فَبَادَرَ وَ أَيْقَنَ فَأَحْسَنَ وَ عُبِّرَ فَاعْتَبَرَ وَ حُذِّرَ فَحَذِرَ وَ زُجِرَ فَازْدَجَرَ وَ أَجَابَ فَأَنَابَ وَ رَاجَعَ فَتَابَ وَ اقْتَدَى فَاحْتَذَى وَ أُرِيَ فَرَأَى فَأَسْرَعَ طَالِباً وَ نَجَا هَارِباً فَأَفَادَ ذَخِيرَةً وَ أَطَابَ سَرِيرَةً وَ عَمَّرَ مَعَاداً وَ اسْتَظْهَرَ زَاداً لِيَوْمِ رَحِيلِهِ وَ وَجْهِ سَبِيلِهِ وَ حَالِ حَاجَتِهِ وَ مَوْطِنِ فَاقَتِهِ وَ قَدَّمَ أَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ جِهَةَ مَا خَلَقَكُمْ لَهُ وَ احْذَرُوا مِنْهُ كُنْهَ مَا حَذَّرَكُمُ مِنْ نَفْسِهِ وَ اسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا أَعَدَّ لَكُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِيعَادِهِ وَ الْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ(7/224)


صائبة غير عادلة عن الصواب صاب السهم يصوب صوبة أي قصد و لم يجر شرح نهج البلاغة ج : 6 ص : 256و صاب السهم القرطاس يصيبه صبيا لغة في أصابه و في المثل مع الخواطئ سهم صائب. و شافية تبرئ من مرض الجهل و الهوى و القلوب الزاكية الطاهرة و الأسماع الواعية الحافظة و آراء العازمة ذات العزم و الألباب العقول و الحازمة ذات الحزم و الحزم ضبط الرجل أمره. و خشع الرجل أي خضع و اقترف اكتسب و مثله قرف يقرف بالكسر يقال هو يقرف لعياله أي يكسب. و وجل الرجل خاف وجلا بفتح الجيم و مستقبلة يوجل و يأجل و ييجل و ييجل بكسر الياء المضارعة. و بادر سارع و عبر أي أري العبر مرارا كثيرة لأن التشديد هاهنا دليل التكثير. فاعتبر أي فاتعظ و الزجر النهي و المنع زجر أي منع و ازدجر مطاوع ازدجر اللفظ فيهما واحد تقول ازدجرت زيدا عن كذا فازدجر هو و هذا غريب و إنما جاء مطاوع ازدجر في زجر لأنهما كالشي ء الاحد و في بعض الروايات ازدجر فازدجر فلا يحتاج مع هذه الرواية إلى تأويل. و أناب الرجل إلى الله أي أقبل و تاب و اقتدى بزيد فعل مثل فعله و احتذى مثله. قوله ع فأفاد ذخيرة أي فاستفاد و هو من الأضداد أفدت المال زيدا أعطيته إياه و أفدت أنا مالا أي استفدته و اكتسبته. قوله ع فاتقوا الله عباد الله جهة ما خلقكم له نصب جهة بفعل مقدر تقديره و اقصدوا جهة ما خلقكم له يعني العبادة لأنه تعالى قال وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فحذف الفعل و استغنى عنه بقوله فَاتَّقُوا اللَّهَ لأن التقوى شرح نهج الاغة ج : 6 ص : 257ملازمة لقصد المكلف العبادة فدلت عليه و استغنى بها عن إظهاره. و الكنه الغاية و النهاية تقول أعرفه كنه المعرفة أي نهايتها. ثم قال ع و استحقوا منه ما أعد لكم أي اجعلوا أنفسكم مستحقين لثوابه الذي أعده لكم إن أطعتم. و الباء في بالتنجز متعلق باستحقوا و يقال فلان يتنجز الحاجة أي يستنجحها و يطلب تعجلها و الناجز(7/225)


العاجل يقال ناجزا بناجز كقولك يدا بيد أي تعجيلا بتعجيل و التنجز من المكلفين بصدق ميعاد القديم سبحانه و هو مواظبتهم على فعل الواجب و تجنب القبيح و و الحذر مجرور بالعطف على التنجز لا على الصدق لأنه لا معنى له
وَ مِنْهَا جَعَلَ لَكُمْ أَسْمَاعاً لِتَعِيَ مَا عَنَاهَا وَ أَبْصَاراً لِتَجْلُوَ عَنْ عَشَاهَا وَ أَشْلَاءً جَامِعَةً لِأَعْضَائِهَا مُلَائِمَةً لِأَحْنَائِهَا فِي تَرْكِيبِ صُوَرِهَا وَ مُدَدِ عُمُرِهَا بِأَبْدَانٍ قَائِمَةٍ بِأَرْفَاقِهَا وَ قُلُوبٍ رَائِدَةٍ لِأَرْزَاقِهَا فِي مُجَلِّلَاتِ نِعَمِهِ وَ مُوجِبَاتِ مِنَنِهِ وَ حَوَاجِزِ عَافِيَتِهِ وَ قَدَّرَ لَكُمْ أَعْمَاراً سَتَرَهَا عَنْكُمْ وَ خَلَّفَ لَكُمْ عِبَراً مِنْ آثَارِ الْمَاضِينَ قَبْلَكُمْ مِنْ مُسْتَمْتَعِ خَلَاقِهِمْ وَ مُسْتَفْسَحِ خَنَاقِهِمْ أَرْهَقَتْهُمُ الْمَنَايَا دُونَ الآْمَالِ وَ شَذَّبَهُمْ عَنْهَا تَخَرُّمُ الآْجَالِ لَمْ يَمْهَدُوا فِي سَلَامَةِ الْأَبْدَانِ وَ لَمْ يَعْتَبِرُوا فِي أُنُفِ الْأَوَانِ
شرح نهج البلاغة ج : 6 ص : 258قوله لتعي ما عناها أي لتحفظ و تفهم ما أهمها و منه الأثر المرفوع من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
و لتجلو أي لتكشف. و عن هاهنا زائدة و يجوز أن تكون بمعنى بعد كما قال
لقحت حرب وائل عن حيال(7/226)


أي بعد حيال فيكون قد حذف المفعول و حذفه جائز لأنه فضله و يكون التقدير لتجلو الأذى بعد عشاها و العشى مقصور مصدر عشي بكسر الشين يعشى فهو عش إذا أبصر نهارا و لم يبصر ليلا. و الأشلاء جمع شلو و هو العضو. فإن قلت فأي معنى في قوله أعضاء تجمع أعضاء تجمع أعضاءها و كيف يجمع الشي ء نفسه قلت أراد ع بالأشلاء هاهنا الأعضاء الظاهرة و بالأعضاء الجوارح الباطنة و لا ريب أن الأعضاء الظاهرة تجمع الأعضاء الباطنة و تضمها و الملاءمة الموافقة و الأحناء الجوانب و الجهات و وجه الموافقة و الملاءمة أن كون اليد في الجانب أولى من كونهافي الرأس أو في أسفل القدم لأنها إذا كانت في الجانب كان البطش و تناول ما يراد و دفع ما يؤذى أسهل و كذلك القول في جعل العين في الموضع الذي جعلت به لأنها كديدبان السفينة البحرية و لو جعلت في أم الرأس لم ينتفع بها هذا الحد من الانتفاع الآن و إذا تأملت سائر أدوات الجسد و أعضائه وجدتها كذلك. شرح نهج البلاغة ج : 6 ص : 259ثم قال في تركيب صورها كأنه قال مركبة أو مصورة فأتى بلفظه في كما تقول ركب بسلاحه و في سلاحه أي متسلحا. و قوله بأرفاقها أي بمنافعها جمع رفق بكسر الراء مثل حمل و أحمال و أرفقت فلانا أي نفعته و المر من الأمر ما ارتفقت به و انتفعت و يروى بأرماقها و الرمق بقية الروح. و رائدة طالبة و مجللات النعم تجلل الناس أي تعمهم من قولهم سحاب مجلل أي يطبق الأرض و هذا من باب إضافة الصفة إلى الموصوف كقولك أنا في سابغ ظلك و عميم فضلك كأنه قال في نعمه المجللة و كذلك القول في موجبات مننه أي في مننه التي توجب الشكر. و في هاهنا متعلقة بمحذوف و الموضع نصب على الحال. ثم قال و حواجز عافيته الحواجز الموانع أي في عافية تحجز و تمنع عنكم المضار. و يروى و حواجز بليته و قد فسر قوله حواجز عافيته على أن يراد به ما يحجز العافية و يمنعها عن الزوال و العدم. قوله ع من مستمتع خلاقهم الخلاق النصيب قال(7/227)

11 / 149
ع
En
A+
A-