مسروق يقول كان علي كحاطب ليل قال فلم يمت مسروق حتى رجع عن رأيه هذا. و روى سلمة بن كهيل قال دخلت أنا و زبيد اليمامي على امرأة مسروق بعد موته فحدثتنا قالت كان مسروق و الأسود بن يزيد يفرطان في سب علي بن أبي طالب ثم ما مات مسروق حتى سمعته يصلي عليه و أما الأسود فمضى لشأنه. قال فسألناها لم ذلك قالت شي ء سمعه من عائشة ترويه عن النبي ص فيمن أصاب الخوارج. و روى أبو نعيم عن عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق قال ثلاثة لا يؤمنون على علي بن أبي طالب مسروق ومرة و شريح. و روي أن الشعبي رابعهم. و روي عن هيثم عن مجالد عن الشعبي أن مسروقا ندم على إبطائه عن علي بن أبي طالب ع.
و روى الأعمش عن إبراهيم التيمي قال قال علي ع لشريح و قد قضى قضية نقم عليه أمرها و الله لأنفينك إلى بانقيا شهرين تقضي بين اليهود(5/86)
قال ثم قتل علي ع و مضى دهر فلما قام المختار بن أبي عبيد قال لشريح ما قال لك أمير المؤمنين ع يوم كذا قال إنه قال لي كذا قال فلا و الله لا تقعد حتى تخرج إلى بانقيا تقضي بين اليهود فسيره إليها فقضى بين اليهود شهرين. شرح نهج البلاغة ج : 4 ص : 99و منهم أبو وا شقيق بن سلمة كان عثمانيا يقع في علي ع و يقال إنه كان يرى رأي الخوارج و لم يختلف في أنه خرج معهم و أنه عاد إلى علي ع منيبا مقلعا. روى خلف بن خليفة قال قال أبو وائل خرجنا أربعة آلاف فخرج إلينا علي فما زال يكلمنا حتى رجع منا ألفان. و روى صاحب كتاب الغارات عن عثمان بن أبي شيبة عن الفضل بن دكين عن سفيان الثوري قال سمعت أبا وائل يقول شهدت صفين و بئس الصفوف كانت. قال و قد روى أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود قال كان أبو وائل عثمانيا و كان زر بن حبيش علويا. و من المبغضين القالين أبو بردة بن أبي موسى الأشعري ورث البغضة له لا عن كلالة. و روى عبد الرحمن بن جندب قال قال أبو بردة لزياد أشهد أن حجر بن عدي قد كفر بالله كفرة أصلع قال عبد الرحمن إنما عنى بذلك نسبة الكفر إلى علي بن أبي طالب ع لأنه كان أصلع. قال و قد روى عبد الرحمن المسعودي عن ابن عياش المنتوف قال رأيت أبا بردة قال لأبي العادية الجهني قاتل عمار بن ياسر أ أنت قتلت عمار بن ياسر قال نعم قال ناولني يدك فقبلها و قال لا تمسك النار أبدا. شرح نهج البلاغة ج : 4 ص : 100و روى أبو نعيم عن هشام بن المغيرة عن الغضبان بن يزيد قال رأيت أبا بردة قال لأبي العادية قاتل عم بن ياسر مرحبا بأخي هاهنا فأجلسه إلى جانبه. و من المنحرفين عنه ع أبو عبد الرحمن السلمي القارئ روى صاحب كتاب الغارات عن عطاء بن السائب قال قال رجل لأبي عبد الرحمن السلمي أنشدك بالله إن سألتك لتخبرني قال نعم فلما أكد عليه قال بالله هل أبغضت عليا إلا يوم قسم المال في الكوفة فلم يصلك و لا أهل بيتك منه بشي ء قال أما إذ أنشدتني(5/87)
بالله فلقد كان كذلك. قال و روى أبو عمر الضرير عن أبي عوانة قال كان بين عبد الرحمن بن عطية و بين أبي عبد الرحمن السلمي شي ء في أمر علي ع فأقبل أبو عبد الرحمن على حيان فقال هل تدري ما جرأ حبك على الدماء يعني عليا قال و ما جرأه لا أبا لغيرك
قال حدثنا أن رسول الله ص قال لأهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
أو كلاما هذا معناه. و كان عبد الله بن عكيم عثمانيا و كان عبد الرحمن بن أبي ليلى علويا فروى موسى الجهني عن ابنة عبد الله بن عكيم قالت تحدثا يوما فسمعت أبي يقول لعبد الرحمن أما إن صاحبك لو صبر لأتاه الناس. و كان سهم بن طريف عثمانيا و كان علي بن ربيعة علويا فضرب أمير الكوفة على الناس بعثا و ضرب على سهم بن طريف معهم فقال سهم لعلي بن ربيعة اذهب إلى الأمير فكلمه في أمري ليعفيني فأتى علي بن ربيعة الأمير فقال أصلحك الله شرح نهج البلاغة ج : 4 ص : 101إن سهما أعمى فأعفه قال قد أعفيته فلما التقيا قال قد أخبرت الأمير ك أعمى و إنما عنيت عمى القلب. و كان قيس بن أبي حازم يبغض عليا ع روى وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال أتيت عليا ع ليكلم لي عثمان في حاجة فأبى فأبغضته. قلت و شيوخنا المتكلمون رحمهم الله يسقطون روايته
عن النبي ص إنكم لترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر
و يقولون إنه كان يبغض عليا ع فكان فاسقا و نقلوا عنه
أنه قال سمعت عليا ع يخطب على المنبر و يقول انفروا إلى بقية الأحزاب(5/88)
فدخل بغضه في قلبي. و كان سعيد بن المسيب منحرفا عنه ع و جبهه عمر بن علي ع في وجهه بكلام شديد. روى عبد الرحمن بن الأسود عن أبي داود الهمداني قال شهدت سعيد بن المسيب و أقبل عمر بن علي بن أبي طالب ع فقال له سعيد يا ابن أخي ما أراك تكثر غشيان مسجد رسول الله ص كما يفعل إخوتك و بنو أعمامك فقال عمر يا ابن المسيب أ كلما دخلت المسجد أجي ء فأشهدك فقال سعيد ما أحب أن تغضب سمعت أباك يقول إن لي من الله مقاما لهو خير لبني عبد المطلب مما على الأرض من شي ء فقال عمر و أنا سمعت أبي يقول ما كلمة حكمة شرح نهج البلاغة ج : 4 ص : 102في قلب منافق فيخرج من الدنيا حتى يتكلم بهافقال سعيد يا ابن أخي جعلتني منافقا قال هو ما أقول لك ثم انصرف. و كان الزهري من المنحرفين عنه ع.
و روى جرير بن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال شهدت مسجد المدينة فإذا الزهري و عروة بن الزبير جالسان يذكران عليا ع فنالا منه فبلغ ذلك علي بن الحسين ع فجاء حتى وقف عليهما فقال أما أنت يا عروة فإن أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك و أما أنت يا زهري فلو كنت بمكة لأريتك كبر أبيك(5/89)
و قد روي من طرق كثيرة أن عروة بن الزبير كان يقول لم يكن أحد من أصحاب رسول الله ص يزهو إلا علي بن أبي طالب و أسامة بن زيد. و روى عاصم بن أبي عامر البجلي عن يحيى بن عروة قال كان أبي إذا ذكر عليا نال منه. و قال لي مرة يا بني و الله ما أحجم الناس عنه إلا طلبا للدنيا لقد بعث إليه أسامة بن زيد أن ابعث إلي بعطائي فو الله إنك لتعلم أنك لو كنت في فم أسد لدخلت معك فكتب إليه أن هذا المال لمن جاهد عليه و لكن لي مالا بالمدينة فأصب منه ما شئت. قال يحيى فكنت أعجب من وصفه إياه بما وصفه به و من عيبه له و انحرافه عنه. و كان زيد بن ثابت عثمانيا شديدا في ذلك و كان عمرو بن ثابت عثمانيا من أعداء علي ع و مبغضيه و عمرو بن ثابت هو الذي روى عن أبي أيوب الأنصاري حديث ستة أيام من شوال. شرح نهج البلاغة ج : 4 ص : 103روي عن عمرو أنه كان يركب و يدور القرى بالشام و يجمع أهلها و يقول أيها ناس إن عليا كان رجلا منافقا أراد أن ينخس برسول الله ص ليلة العقبة فالعنوه فيلعنه أهل تلك القرية ثم يسير إلى القرية الأخرى فيأمرهم بمثل ذلك و كان في أيام معاوية. و كان مكحول من المبغضين له ع روى زهير بن معاوية عن الحسن بن الحر قال لقيت مكحولا فإذا هو مطبوع يعني مملوءا بغضا لعلي ع فلم أزل به حتى لان و سكن. و روى المحدثون عن حماد بن زيد أنه قال أرى أن أصحاب علي أشد حبا له من أصحاب العجل لعجلهم و هذا كلام شنيع. و روي عن شبابة بن سوار أنه ذكر عنده ولد علي ع و طلبهم الخلافة فقال و الله لا يصلون إليها أبدا و الله ما استقامت لعلي و لا فرح بها يوما فكيف تصير إلى ولده هيهات هيهات لا و الله لا يذوق طعم الخلافة من رضي بقتل عثمان. و قال شيخنا أبو جعفر الإسكافي كان أهل البصرة كلهم يبغضونه و كثير من أهل الكوفة و كثير من أهل المدينة و أما أهل مكة فكلهم كانوا يبغضونه قاطبة و كانت قريش كلها على خلافه و كان جمهور الخلق مع بني أمية عليه.(5/90)